يارب اكسر رجله
تسرع الخطى نحو الباب الذي تتعالى دقاته
تكاد تلك الأيادي ان تحطم الباب الخشبي ويتردد الصوت في كل حجرات الشقة الصغيرة
تفتح الباب لترى رجلين أمامها يحملان زوجها على اكتافهما برجل مكسورة !!
تفسح الطريق لهم بدون أن تنطق بكلمة ليدخلا الى الصالة ويلقيا به على الأريكة التي تنتصف الحجرة
فيما كان وجهه مجهدا وعيناه تعتصران ألما !!
ينطق صديقه : لقد انزلق على الأرضية في مكتبه ما تسبب بكسر عظمة الساق !!
تهمهم مفتوحة العينين مصدومة توزع نظراتها في كل اتجاه فهم فاجأوها !!
حسنا لقد احضرنا له العلاج وهذه الحقن يجب ان ياخذها واحدة كل يوم !
تمد يدها لتاخذ العلاج فيما يهم الإثنان الأخران بالخروج ويغلقان الباب خلفهما ..
تجلس بجانبه مربته على فخذه فيما تقترب منه اكثر وتحتضنه مواسية وتنطق : كفارة إن شاء الله !!
نظر اليها وابتسامة تلوح في الأفق يهز رأسه في شكر بينما يلقيه على فخذها وغاب في نومة عميقة !!
أخذت تربت على شعره وتملسه له وتبتسم فها هو زوجها يعود اليها مرتميا في احضانها !!
منذ فترة طويلة لم ينم على حجرها
منذ فترة طويلة لم يشعر بها
منذ فترة طويلة وهي تعيش وحيدة سجينة تخيلاتها وتأملاتها فلعله في يوم ما سيعود راكضا لها !
بداية زواجهما كانت مثالية جدا
يرجع الى البيت ملهوفا لرؤيتها يُقبّل اصابعها في حنان
يسألها كيف حالها وكيف قضت يومها ..
وشيئا فشيئا بدأ هذا الاهتمام يخبو ويضعف
فشعور الملل قد كان جلياَ على وجهه
يغيب طويلا عن المنزل لا يرجع الا لينام
حتى الأكل لم يعد يأكل معها ، لم يعد يهتم لها ولا لاحتياجاتها له كزوج !!
بين سهرات وحفلات وأعمال قضى وقته الغالي وليس معها !!
تلك الايام حين كُسرت رجله ينام مستلقيا على سريره
ها هي ايام الزواج الأولى تعود بإشراقتها وحبورها
ياكل من يديها
ولا ينام إلا وهي تهمس له بكلامها العذب في اذنيه
تفننت في الطبخ ، تفننت في الزينة وتفننت في الملابس
كأنها عروس جديدة
وهو استمتع بذالك شعر حقا أنه يملك زوجة جميلة وكاملة فلماذا كان يهملها ؟!!
ولا يوليها اهتماما !!
تدلل عليها اكثر واحبها اكثر من ذي قبل فها هي ايام السعادة والهناء تعود فاردة ذراعيها لهما !!
ومرت الأيام وأخينا بدأ يتعافى
..
وانطلق الى عمله في اليوم الاول لم يطق صبرا الا ورجع اليها هاربا مشتاقا !
وفي اليوم الثاني تاخر في عشاء عمل !
وفي اليوم الثالث لم تعد تراه !!
وقفت تدعو بكفين مضمومتين ورأسها الى السماء عاليا
يا رب اكسر رجله !!
من مجموعتي القصصية ..آخر أنفاس العُمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق