قصة قصيرة .. أنا و اختي و الاسد ..








أنا و أختي و الاسد !!


في يوم من الايام رجعت الى المنزل بعد يوم شاق من العمل.. الساعة كانت تشير الى الخامسة مساءاً..
وانا متعبة وجائعة ( واصلة حدي ) اريد فقط الاكل والنوم.

واذا بي أُفاجأ بأختي ذات العشرين عاما مرتدية ملابسها ومتأنقة وحقيبتها على ظهرها.
وبعينين تلمعان براءة ودموع تقول لي .: ارجوكي اريد ان اذهب الى حديقة الحيوان .

ثرت وزمجرت وغضبت أن لا وابداً لن اخرج في هذه الساعة وحلفتُ أيماناً عظيمة بأن ذالك لن يحدث اليوم .!!

ترجتني واخذت بالبكاء كالأطفال الرضّع .
وامي التي كانت جالسة تشرب الشاي وتقشر البرتقال تقول ..ان اذهبي معها ولا ( تزعليها)

تأففتُ علناً وجهاراً وانتقاما منها قررت ان نذهب الى الحديقة مشيا ( تبا لي )

وصلنا الى الحديقة متعرقتين ومجهدتين نكاد نلفظ انفاسنا من المشي ساعة باكملها .
دخلنا الحديقة وسرنا نتفرج على الحيوانات الميؤوس منها وتكاد ان تمشي معنا حرة طليقة من معرفتها الجلية بنا ..
فحيواناتنا عمرها قرن كامل تعرفنا ونعرفها جيدا ..
وقفت مع اختي على قفص الاسد الكبير ذو المترين ضارب المترين واكاد انا وهي من التصاقنا بالسياج ان يتلقفنا الاسد بيديه...

كان يمشي بزهو وعنجهية في قفصه ومر جانبنا ونحن ملتصقتان به واعطانا مقفاه
وفجأة... لا نجد إلاّ خرطوم مياه قد ملئ وجهينا ..
ما هذا ..ماذا حصل .?
وقد خرّ جميع الناس حول القفص بالإنهيار ضحكا علينا ..
تبا : لقد تبوّل الأسد في وجهينا ..!!

وبكلمات متزامنه مني ومن اختي ..حقراء ..حقير كانت موجهة للناس والاسد ..

حاولنا النسيان وابتعدنا بملابسنا الملوثة ووجوهنا الناضحة من ماء الأسد..ولكن وكأن كل من بالحديقة قد شاهدنا تلك اللحظة اللعينة.. فأطلقوا علينا لقب ..

الفتاتان اللتان تبوّل عليهن الأسد ..

خرجنا من الحديقة نهرب منها ومن عار الأسد

وصلنا منزلنا وقد تفاجأ باقي الاخوة برجوعنا السريع
فاخبرناهم قصتنا والأسد ..فماتوا ضحكاً وانهياراً ..

ولكن امي التي شجعتنا بقولها
لابد وان تشعرن بالفخر فهذا ملك الغابة وليس (اي كلام)

قلت لها بوركتي يا اماه ..تقولين دُرر والله

ودخلت الحمام لأستحم .لازيل عني اثار الأسد ..


وكانت تلك النهاية 


من مجموعتي القصصية .. آخر أنفاس العُمر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...