( ١ ) آخر أنثى قبيل وصول التتار




( ١ ) 

أنا والنساء

1
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه...
2
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء..
3
أريد الخروج من القن..
حيث يفرقن بين الصباح وبين المساء
أريد الخروج من القن..
إن الدجاجات مزقن ثوبي..
وحللن لحمي..
وسمينني شاعر الشعراء....
4
كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجه..
كرهت الإقامه..
أيمكن أن أتولى
حراسة نهدين..
حتى تقوم القيامه؟؟
أيمكن أن يصبح الجنس سجناً
أعيش به ألف عامٍ وعام
أريد الذهاب..
إلى حيث يمكنني أن أنام...
فإني مللت النبيذ القديم..
الفراش القديم..
البيانو القديم..
الحوار القديم..
وأشعار رامبو..
ولوحات دالي..
وأعين (إلزا)
وعقدة كافكا..
وما قال مجنون ليلى
لشرح الغرام...
متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
خبيراً بفن الغرام؟
أريد الذهاب إلى زمن البحر..
كي أتخلص من كل هذي الكوابيس،
من كل هذا الفصام
فهل ممكنٌ؟
- بعد خمسين عاماً من الحب-
أن أستعيد السلام؟؟
5
أريد الذهاب.. لما قبل عصر الضفائر
وما قبل عصر عيون المها..
وما قبل عصر رنين الأساور
وما قبل هندٍ..
ودعدٍ..
ولبنى..
وما قبل هز القدود،
وشد النهود..
وربط الزنانير حول الخواصر..
أريد الرحيل بأي قطارٍ مسافر
فإن حروب النساء
بدائيةٌ كحروب العشائر
فقبل المعارك بالسيف،
كانت هناك الأظافر!!.
*
6
كرهت كتابة شعري على جسد الغانيات
كرهت التسلق كل صباحٍ، وكل مساءٍ
إلى قمة الحلمات..
أريد انتشال القصيدة من تحت أحذية العابرات
أريد الدخول إلى لغةٍ لا تجيد اللغات
أريد عناقاً بلا مفردات
وجنساً بلا مفردات
وموتاً بلا مفردات
أريد استعادة وجهي البريء كوجه الصلاة
أريد الرجوع إلى صدر أمي
أريد الحياة...

هو رجل ينعزل في مزار خصصه له ! ، غرفة صغيرة ضيقة برائحة بخور عذبة تسكن انفاسه 
في ظلمة بلا عنوان هو هنا قادر على ان يبوح بصوت عال ، على ان يبكي متخليا عن عباءة الرجولة ، ان يبحر في عيني اطار صورة ، ان يشهق باسمها ان يموت بسكين شيطانها ، ان يعود به التاريخ اليها !
بين يديه تمثال دلافين كرستالية ، دلفينين انفيهما متلاصقان يطيران في الهواء و خلفهما مرآة تعكس حركتهما ، اول هدية منها ، يتأملها و يشمها و يقبلها و يعضها قهرا و كمدا و دموعه تلتمع على الكرستالات فتلمِعها !
لقد كذّبها وكانت من الصادقين ، و صدّقه وكان من الكاذبين !
والان بعد فوات الأوان بعد ان صُفيت دماء عروقها و اكل الدود جسدها الحبيب و قلبها الابيض ، صدقها !!
شخير بكاءه يعلو يريد النحيب كي يروي وجع فراقها ووجع حبها ووجع فكرة انه قد هجرها !
لماذا يا غالية ؟! 
هانت عليكي دنياي كي تستسلمي لعملاق صغير خرج بروحك ؟! 
لماذا يا غالية ؟!
لما تقفزين امامي وكأنك حية اقسم انني اشم رائحتك وارى ابتسامتك وارى اخر قطرة امل انسلت من عينيك عندما اهتزت شفتيك معلنة اخيرا الانسحاب من حياتي بعد ان رميت بك خارجها !
لماذا يا غالية ؟!
اندم اندم اقسم انني نادم اعض اصابعي ندما ، لما اصررت على التخلي عنك له ؟! لما لم اصدق مطارادتكي لي كي تثبتي لي برائتك رغم انك لم تكوني حقا بريئة ؟!!
لما يا غالية ؟!
اوجعتني ورب الكعبة اوجعتني ، لما انتي من بين النساء التي خُلقت لأجلي لأتخلى عنها ؟!!
ارحمي ضعفي يا غالية و قلة حيلتي اني امووووت بعد موتك يا غالية ، قد هزل جسدي الذي حلم بضمك ، وتشققت شفتي من تاقت لقُبلتك و ضمرت روحي التي ارادت ان تغمرك ، فأي حضن بعدك سأضم ؟! آه يا ويل قلبي يا غالية ويل قلبي هدني موتك 
لا يا غالية لا كنتي فقط على بعد انملة فقط انملة و اقرب ، كنتي تلومينني دائما انّني اشك بك !! 
لما لا اشك وانا اجدك دائما بين ذراعي رجل ؟!
رجل ليس بشقيق او عم او خال او اب يا غالية ، اجدك دائما مغناج تتلوين بين ذراعي احدهم ، ولكن صدقتك وكانوا من الكاذبين ولكن بعد ان فات الاوان !!
تذكرين يا غالية يوم ان كنا نتغدي في مطعم في المدينة و انتي تجلسين و تشاكسينني بطرف حذائك الذي يمس فخذي ليلهب نيران جوفي في مكان عام ؟!
تذكرين خلسة نظراتك لذالك الخمسيني الجميل الذي احمر وجهه رغبة في مضاجعتك في مكان عام مثلي ؟! 
عيناه كانت تتفتقان رغبة رأيت حلمه ان يدس خصره بين فخذيك !، رأيت لسانه الذي تدلى معلنا عن ثورة هياج تريد اقتحامك و افحامك ، رأيت انك مذنبة وهو بريء مثلي تماما !!

تذكرين هروبك من امامي عندما رأيتي نظرات الحزن و الشك في عيني و انا المح نظراتك المسروقة للخمسيني ؟! تمنيت ان اكون خمسينيا او سبعينيا ان اكون كهلا ..فقط.. كي امارس الحب معك كما تتمنى شفتيك !!!
نهضتي من امامي مسرعة عُجلى تريدين الهروب من تأنيبي و تأنيب ضميرك و خيانتك العلنية ، هروب معه ادرتي ظهرك و لحق بك الخمسيني فلم اجد نفسي الا وانا الحق بكما لأجده يمزق شفتيك قُبلا و خصره ينحصر بين فخذيك و يده تنسل من صدرك ؟!!
كنتُ وكنتِ مشدوهة و تمارسين الحب في مكان عام ؟!!
لما يا غالية لما كذبتهم وصدقتك ؟!
كانت تفوح منك كل روائح التحريض المباشر و العفوي كلما مررتي امامي و امامهم يلقون بتعليقات ساخنة على كيف سيمارسون الحب معك !
احدهم اراد ان يحتفظ بك في سريره لاسبوع دون ان تتنفسين غير هواء صدره !
واخر يريد ان يمارس الحب معك على ملأ من الخليقة على رمال البحر الذي كنتي تدوسينه بملابس فاضحة ساقك البيضاء التي  تحفر عميقا سهاما في قلوب عباد الله !
لما يا غالية ؟!
لما تبلى عليك عباد الله ؟! لما قلت لكِ انكِ تضاجعين كل الرجال و انا الوحيد الذي لم يدس فرجك يوما ؟!
لما يا غالية يحرقني ذنب تلك الكلمات الوضيعة !
قد كنتي بريئة يا غالية بريئة و يشهد الله على ذالك !




أحاول إنقاذ آخر أنثى قبيل وصول التتار



أعد فناجين قهوتنا الفارغات، 
 وأمضغ.. 
آخر كسرة شعرٍ لدي 
 وأضرب جمجمتي بالجدار.. 
أعدك.. جزءاً فجزءاً.. 
قبيل انسحابك مني، وقبل رحيل القطار. 
أعد.. أناملك الناحلات، 
 أعد الخواتم فيها.. 
أعد شوارع نهديك بيتاً فبيتاً.. 
أعد الأرانب تحت غطاء السرير.. 
أعد ضلوعك، قبل العناق.. وبعد العناق.. 
أعد مسامات جلدك.. قبل دخولي، وبعد خروجي 
 وقبل انتحاري . 
وبعد انتحاري . 

أعد أصابع رجليك.. 
كي أتأكد أن الحرير بخيرٍ.. 
وأن الحليب بخيرٍ.. 
وأن بيانو (موزارتٍ) بخيرٍ.. 
وأن الحمام الدمشقي.. 
مازال يلعب في صحن داري. 
أعد تفاصيل جسمك.. 
شبراً.. فشبرا.. 
وبراً.. وبحرا.. 
وساقاً.. وخصرا.. 
ووجهاً.. وظهرا.. 
أعد العصافير.. 
تسرق من بين نهديك.. 
قمحاً، وزهرا.. 
أعد القصيدة، بيتاً فبيتاً 
 قبيل انفجار اللغات، 
 وقبل انفجاري. 
أحاول أن أتعلق في حلمة الثدي، 
 قبل سقوط السماء علي، 
 وقبل سقوط الستار. 
أحاول إنقاذ آخر نهدٍ جميلٍ 
 وآخر أنثى.. 
قبيل وصول التتار.. 

أقيس مساحة خصرك 
 قبل سقوط القذيفة فوق زجاج حروفي 
 وقبل انشطاري. 
أقيس مساحة عشقي، فأفشل 
 كيف بوسع شراعٍ صغيرٍ 
 كقلبي، 
 اجتياز أعالي البحار؟ 
 أقيس الذي لا يقاس 
 فيا امرأةً من فضاء النبوءات، 
 هل تقبلين اعتذراي؟ 

أعد قناني عطورك فوق الرفوف 
 فتجتاحني نوبةٌ من دوار.. 
وأحصي فساتينك الرائعات، 
 فأدخل في غابةٍ 
 من نحاسٍ ونار.. 
سنابل شعرك تشبه أبعاد حريتي 
 وألوان عينيك، 
 فيها انفتاح البراري. 

أيا امرأةً .. لا أزال أعد يديها 
 وأخطئ.. 
بين شروق اليدين.. وبين شروق النهار. 
أيا ليتني ألتقيك لخمس دقائق 
 بين انهياري.. وبين انهياري. 
هي الحرب.. تمضغ لحمي ولحمك... 
ماذا أقول؟ 
 وأي كلامٍ يليق بهذا الدمار؟ 
 أخاف عليك. ولست أخاف علي 
 فأنت جنوني الأخير.. 
وأنت احتراقي الأخير.. 
وأنت ضريحي.. وأنت مزاري.. 

أعدك.. 
بدءاً من القرط، حتى السوار.. 
ومن منبع النهر.. حتى خليج المحار.. 
أعد فناجين شهوتنا 
 ثم أبدأ في عدها من جديدٍ. 
لعلي نسيت الحساب قليلاً 
 لعلي نسيت الحساب كثيراً 
 ولكنني ما نسيت السلام 
 على شجر الخوخ في شفتيك 
 ورائحة الورد، والجلنار. 

أحبك.. 
يا امرأةً لا تزال معي، في زمان الحصار 
 أحبك.. 
يا امرأةً لا تزال تقدم لي فمها وردةً 
 في زمان الغبار. 
أحبك حتى التقمص، حتى التوحد، 
 حتى فنائي فيك، وحتى اندثاري. 
أحبك.. 
لا بد لي أن أقول قليلاً من الشعر 
 قبل قرار انتحاري. 
أحبك.. 
لا بد لي أن أحرر آخر أنثى 
 قبيل وصول التتار..

اي عار قد تفعله بنفسك وبنا يا شُعيب ؟!
اي عار ستخلفه لقبيلة قد كبّرتك و نصرتك و اختارتك كي تكون كبيرا عليهم ووليا لهم ؟!
اي عار قد حملته الان بين اصابعك الوقورة كي تكوي بها صفحات المشائخ باسم النكاح ؟!
شُعيب ، ما بلاك ؟! ما بك ؟!
لما اندحرت اربعين يوما عنا ؟!
لما هجرت الصبية الزهرة التي تنتظرك لنكاحها لتنكح غيرها الليلة ؟!
الم تكفيك سبع سنون بكاء ؟ سبع سنون همّ وضنا ؟! الم تكفيك عيني امي الثكلى بك و به ؟!
ابعد رحيل حنان قد رحلت ؟!
وما ذنب هذه الزهرة يا شعيب ؟!
لما لم تعتقها لوجه الله ؟! لما قررت اذلالها كي تأتي اليك الان مهرولة مفجوعة بك ، لما يا شعيب ؟! 
ولجنا دار الشيخ معاذ بن هلال المزينة حوائطها العملاقة بخيوط النور ، كنا انثيين !!
مفجوعتين لاهثتين علنا نلحق وقف مصيبة ستسقط على رؤوسنا و رأس ابي و امي !
دخلنا لنراها 
ابتلعنا الصدمة ابتلعناها صدقني فأي زواج هو هذا يا شعيب ؟!
رايناها و ليتنا لم نفعل يا شعيب 
ابتسمت في وجهينا ولم نمتلك الا ان ابتسمنا ايضا في وجهها 
يا الهي يا شعيب قلبينا قد احترقا  قد تمزقا عليك وعليها ، عليها هي بالذات يا شعيب !
قامت من مكانها مرحبة و ضاحكة كالطفلة ، اجل !

سألتها : هل تعرفين اين شعيب ؟!
ولكنها لم تفهم ! 
هرول الخادم الينا ليدلنا على مخبأك 
كانت الغصات تتسابق و تتجمع و تقتحم حلقي بل هي تلك نفسها التي تغص بها الزهرة و قطر عينيها يبلل شفتيها و منخاريها و يلهب جفنها الاحمر !
كنت في غرفة بعيدة في تلك الحديقة كالمشرد تماما وانت اعلانا قدرا! 
مكهفرا كنت و غير مصدوم برؤيتي ادخل مفتوحة العينين عن وسعهما و ذاهلة الفؤاد 
ارى اخي الكبير شيخ قبيلتنا القادم يتزوج وحيدا 
يتزوج بلا فرحة 
بلا اهل 
بلا ابتسامة 
بلا حياة 
امسكت بعضدك كي تلتفت لي : لا لا يا شعيب لا تقل انك ستتزوج الليلة ؟!
لم يكن سؤالا فكل شيء كان واضحا كالشمس في ظهيرتها 
كنت حانقة و غاضبة و تلك الزهرة من خلفي تنشجع ببكاء اريد اسكاته كي افهم مالذي يفعله شعيب !: شعيب اخبرني الان لما تفعل ذالك ، كلنا نعرف انك حزين على حنان ولكن ليس لدرجة ان تلقي بنفسك بين ذراعي هذه ... صمتُ قليلا لا اريد ان اجرحه ، لا اريد ، .. الانثى ، هل رأيتها هل رأيت وجهها ؟!
كان كالصخر لا ينطق يرتدي ملابسه ببرود ووجهه مسود و شفتاه مستقيمتان ابدا وعيناه احتدتا ، 
اخي نور اعيننا و حبيب قلبنا يتزوج دون علمنا وممن ؟! 
صرخت فيه ولاول مرة ارفع صوتي هكذا امامه ولكن ما اراه امامي لا يصدق انه كابوس عليه ان يفيق منه قبلي وقبل الزهرة الذابلة خلفي : هل رأيتها ؟، انها شيء غريب ، ترددت قبل ان اتفوه بها " معااااااااااقة "
اخذت اهزه كان كالجدار بل هو كذالك فضخامة جسده العملاق الشديد القوة بلمسة مني لا تحرك فيه ساكنا اكملت عل وعسى ان يفيق لما يفعله لما ينتوي ان يكمله : شعيب هل ترى نهاية زواجك منها ؟! وما ذنب زهرة ؟!
كان كمن لدغته عقرب حين نطقت اسمها اكفهر وجهه و زاد اسوداده وهو ينفث انفاسا ساخنة كمن يخرج من اتون محطما اخر امل لكلتانا من ركضتا لمنع مصيبة توشك ان تقع على رأس العائلة ، زرر كم قميصه و عدل ياقته و لبس جاكيته الاسود و اعتدل في وقفته كالعملاق وهي تنظر الى الاعلى كي تستشف اي مشاعر له عن زهرة حين نطق بهدوء و قوة منهيا الحوار : زهرة ليحي !!!
سقطت الاخرى على الارض تشهق ببكاء عال وهي تضرب بقوة على صدرها و تصرخ فيه : حقييييير ايها الحقير انا لست سلعة تباع و تشترى ،نذل وسخ ! 
لم اصدق ما يحصل زهرة كانت طوال حياتها كاسمها زهرة جميلة جدا و هادئة و مسالمة و ابنة عمنا ! زهرة تحبه تحب شعيب و لم يحبها يوما ، لم يكن يطيقها يوما ولم يحتجها يوما والان يتنازل عنها لـــ يحي ؟!
يحي المجروح مثله تماما ؟!
يحي من لا يطيق سيرة الزواج او الاناث من بعد ... غالية ؟!
يحي من يعيش على الاطياف و بينهم ؟!
امسكت بذراعه غير مصدقة لهذا الحوار ، هو هاديء بزواجه من معاقة و زهرة الهادئة تصرخ وانا من لم ترفع صوتها يوما امام رجل اكاد اجن !: يحي ؟! اي يحي ؟! اسود وجهي و شعرت باطرافي تبرد صقيييع جمدني ، : شعيب بالله عليك ، لما هذه الفتاة بالذات ؟! زهرة تفوقها جمالا بمراحل !
تصرخ الاخرى بملء فيها بحقد وغل لم تره مسبقا في وجه او عيني او كلمات جارحة تخرج من شفتي الذابلة : يكفيييييي يكفيييييي لسبع سنوات وهو يؤجل و يؤجل لم يطقني يوما ، خرسَت تماما عندما تقدم منها بخطوات هادرة ممسكا بعضدها يشده بقوة و اسنانه تصطك من الغضب ايقنت انه قد يذبحها الان لم ارى وجه شعيب قبلا بهذا الغل و الحقد و التشفي : اخرجي من حياتي ايتها .... وهمس بكلمات في اذنها لم اعرفها ولم تصلني الا همهمات منها جعلتها ترتخي تماما لمعت عينيها بنظرة جديدة علي كلية فما اراه الان لا اصدقه البتة لا من شعيب ولا من زهرة التي نفضت يده بقوة من ذراعها و ضربته على صدره لو كانت هذه الضربة موجهة لي لاسقطت قلبي بين ساقي ، فتحت فاهي متعجبة رحتُ اجري ورائها و تركته ، تركتُ شعيب اخي الاكبر و سيد قومه بين يدي زوجته ... المعاقة!!

جلست بين محارمها مكفهرا ضائقا بي الحال فبكل سهولة و بتخطيط بسيط من رجل " أهبل " مثل صديق اضحي الان بحريتي و بكل ما يفترض أنه جيد ناح النساء !
كنت بالكاد ابتسم فمواجهتي مع صبا و زهرة قد سلبت مني طاقة انا في حاجتها هذه اللحظات ، همي اصبح همين ! 
هي من تسحّب الى الغرفة و هي من اغواني ، تلك الطفلة المنغولية !
من علمها من اخبرها من دلها على اساليب النساء الخبيرات 
تلك الطفلة ايقضتني من غفوة نسيان النساء 
لم ارى وجهها معاقا تلك اللحظة و لم ارى جسدها معاقا تلك اللحظة و لم ارى ما يُخجل تلك اللحظة 
هي امرأة اتت الى غرفة مفترض انها خصصت لي الى حين ان يكشف اخاها عن جرمه و انا الشاهد عليه ، تبا كيف استدرجني و حرك مشاعر " التعاضد " فكانت النتيجة بتلك الفتاة التي داهمتني على حين غفلة و فتحت بابي و شقت عن رجولتي !
لو ان اخاها ووالدها و امها و عمتها لم يدخلوا علي تلك الساعة لكانت الان قد ودعت عذريتها معي انا ابدا .. شُعيب!
لست مخدوعا !
وليست مذنبة !
صدّيق الصديق من توفي اخاه منذ اربعين يوما وهو في حكم المختفي ! على مرأى من عيني يجلس على باب الخيمة العربية العملاقة الفخمة التي تليق بمقام لنا  ، قد كانت ابتسامته تشق حلقه وانا تمنيت ايضا ان اشق حلقه !
هناك الكثير مما لا استطيع البوح به ليس امام احد ولا ان ابرر لاحد لما تزوجت الليلة و تركت تلك الزهرة !
لطالما كرهت ان اتزوج شقيقة زوجتي  !
هذه الفتاةة ستكون زوجتي ما دامهم قد الصقوها بي و لكنها ايضا لن تكون !!
ضعفت امام موت حنان و تغيرت و استحليت الان ان ارقد مع امرأة دون زواج !
الأنني تعودت ان امارس الحب مع حنان دون اشهار الزواج ؟!
ايمكن ان يكون الاحساس بالحرام ممتعا ؟!
ايمكن ان يكون هتك عرض بموافقة احداهن وبكامل رضاها ممتعا ايضا ؟!
أسئلة غبية صارت تتدافع الى عقلي اريد فقط ان اعرف ما هي ساعة الضعف هذه التي امر بها ، ولما انا منقاد كالخروف لهم ؟! 
عندما همس لي صدّيق في اذني ان العروس جاهزة و ان ساعة الدخلة قد حانت و ان ساعة ان اريهم ملائة بيضاء ملطخة بدماء صغيرتهم المنغولية قد اقتربت ، الدخلة كانت لابد وان تحصل هنا بين جنبات هذا البيت العملاق ، كان يجر يدي بيده ، نفضتها عنه في قرف : وضعنا يدنا ساعة العقد فكانت اخرعهدي بسلام يدك و الان اغرب عن وجهي !
للحظة بدا مصدوما و لكنه تمالك نفسه و هو يضع اسطوانة السواك ليدعك بها اسنانه الامامية وهو يتهرب بنظراته عني ولكنه قال بثقة : وعدك ستوفيه والا انت تعرف العواقب !!
اقسم انني تلك الساعة لم اتمالك نفسي الا  و كورت اصابع يدي لتنهال على وجهه بقوة ، حتى انهار ارضا فُجع الاخرين الذين تحلقوا حولنا ليوقفوه وهو يبصق دمه من فمه غير مكترث وانا اعدل جاكيت بدلتي وانا ابصق في وجهه ذالك البائس !
دخلت فوجدتها جالسة على السرير ، يا الهي كم تعذب قلبي وقرصني ليس ذنب تلك الصغيرة ما يحصل 
ليس ذنبها ان احدهم قد لعب بعقلها وجعلها شباكه التي رماها ليصطادني 
ما ذنبها وكيف ستفهم حياتنا ، وعذريتها كما كانت على المحك عندما راودتني عن نفسها فهي الان بالتأكيد ليس محل شك انها ستخسرها 
كانت تشبه مئات الوجوه التي لأولئك البشر الذين يمرون مرور الكرام في حياتنا 
الوجوه التي قد تعبر لمدة لا تتجاوز الخمس و العشرون عام حتى تموت ليرتاح اهلها منها 
قلبي يقرصني،  لما رأيت فيها امرأة حين ولجت الغرفة وهي طفلة ؟
ارجعت بصري الى الغرفة و انا ادور فيها 
فهناك اهلها يقفون خلف الباب في انتظار تلك الملائة الملوثة !
جررت رجلي اليها و هي مطأطأة الرأس خجلى ، صرت اتمعنها جيدا شعرها كان اسودا ناعما و لامعا ، ذقنها صغير ووجها دائري و عينيها ضيقة صغيرة وجسدها مسطح و قصيرة جدا انا العملاق ما استطاعت هذه الصغيرة ان تلعب به !
رفعت بصري عنها لدقة على الباب تستعجلني 
خرجت مني تلقائيا همهمة استهزاء 
يضحون بها !
قبلت ما بين عينيها كي اطمأنها فعلى ما يبدو لم يملي عليها احدهم تعليماته كما فعل معها من قبل !!!
خلعت عنها فستان زفافها ، كانت تنظر لعيني بخوف ولكني همست لها وانا امددها على السرير و اصعد فوقه أن لاشيء مثير للجزع !
كنت امسك بيدي تلك الملائة و الفها حول اصبعي !
فدخلتي بهذة الفتاة لن تكون ابدا حميمية ، بل ستكون تقليدية وكأنني رجل لا يعرف من الرجولة شيئا !
كانت ترتعد خوفا حين خرجت منها اهة بكاء جعلتني اغمض عيني لثانية انفث انفاسي الحارة بعيدا و اسناني تصطك غضبا !
همست لها : اشششش لا تخافي وبينما كنت احدثها وعيني في عينيها اطمانها ان كل شيء سيكون بخير حتى خرجت منها صرخة تقلبت منها على الوسادة ..
اين كان همي حينها ؟! لما اذن حين دخلت غرفتي اردت ان افض بكارتها طواعية ؟!
لما اردت اغتصابها ؟! اجل اسميه اغتصاب لانها لم ولا تعرف شيئا !! .. هي من قالوا لها كن فيكون !!
اخذت امسح الدم و انا اسب و اشتم : تباااااااا اقسم انك ستدفع الثمن ايها البائس !
نزلت من السرير متوجها الى الباب فتحته و رميت الدليل في وجوههم ثم اعطيتهم ظهري و اغلقت الباب  بقوة متعمدا !
وثانية حتى سمعت زغاريد انثوية ! 

اخذت ابتسم مأخوذا بفعلي وتلك الطفلة تبكي على الفراش تركتها و دخلت اغير ثيابي لاستعد لمعركة قادمة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...