قصة قصيرة .. لن نلتقي .. بقلمي











لن نلتقي



مر ما يزيد عن ثلاثون عاما أخرمرة التقينا وأخر مرة تخاطبت شفاهنا وأخر مرة امعنا في تجريح بعضنا
اخر المرات في كل وداع كم تكون لئيمة ، قاسية ، جارحة
اخر المرات حين ركلتني بقسوة على مرأى من شهود لن ينسوا انك اذللتني كما لم انسى انا البتة
اخر المرات وعلى الرغم من صراخنا الا اننا قد تطلعنا الى شفاه بعضنا البعض غير مصدقين وكأن جوع العراك فجر رغباتنا المتداخلة !
آخر المرات حين حملت حبي كـــ نعشِ على كتفي !

اول المرات بعد اخر مرة غضضنا فيها البصر عن بعضنا البعض ، كنت تمشي جواري وانا لا اراك ، احاول ان اقتل النظرة ، ان اقرأ على تعابير وجهك كم تحبني وكم خذلتني !
اول المرات بعد ثلاثون سنة لم اربط بين اسم تسبب لي بالوهن و الضعف و الشفقة على الذات وبين اسم من سيرتبط بها من هو كل قلبي و الروح في الجسد .. ولدي ..
اول المرات نزلت و يسبقني زوجي العتيد في خطواته ملقيا بيديه اليك مسلما بحرارة لم اعهدها فيه منذ زمن على من يلتقيه اول مرة !
لم ارى الوجه او الجسد الذي كان يغطيه ظهر زوجي المقابل لي وهو وانت تتبادلان التحايا الحارة افلن تفعلا ؟!! فانتما ستصبحان نسيبين وابنتك ستصبح كنتي !!
قد نسيت صوتك اعترف انني قد نسيته ولكنني ابدا لم انسى عيناك ولم انسى اخر كلمات انشقت عن شفتيك قاتلة اخر امال للعودة !
حين التقت اعيننا كما وانني التقيتك من جديد من نقطة البداية حين خفق قلبي بعنف في صدري
حين زلزلت كياني
حين شعرت انني محور الارض وهي تدور حولي بشدة كادت توقعني ارضا
حين شعرت انني اهوي وانني مجهدة
حين شعرت انني قد وقعت في الحب بعنف قد اطاح بكل عنفوان قد حملته يوما و قد حطمته ببراعة !
قد شخت !
كبرت !
رأسك يملؤه الشيب !
ولكن عيناك العسلية لم تتغير
اتعرف حين يكبر المرء كل شيء فيه يتغير الا نظرة عينيه !
هي من احفظها عن ظهر الغيب !
كما السابق وكما اول مرة ارتعشت قدماي و ما عدت استطيع المشي اشعر بك و بصدمتك و عينيك التي تضرب ظهري !
همسك باسمي بسر : جوزاء ! وكأنك تعارض القدر ، تكذب عينيك و انت ما تفتأ تردد اسمي بشفتين قد لفظتني يوما بقسوة .
اكان يجب على القدر ان يجمعنا بهذه الصورة البشعة !
نعم بشعة وان كانت في عيني الكل بمن فيهم ابني السعيد هي اتعس لحظات حياتي .
ان اكون حماة ابنتك !
هل سترفض الان هذا الزواج لخوفك على ابنتك ان تأخذ حماتها بثأرها منك فيها !
ام ستطير فرحا ان الحب قد عاد في صورة جديدة !
انت من لا يؤمن بقصة حبي لك ، من قلت لي ذات عشية معنفا : اين تحسبين نفسك انتي لستِ في عصر التيتنك !
اعترف لحظتها انني لم اعرف عما تتحدث لانني لم اعرف التيتنك ! ولم اعرف ذاك الفيلم الذي كنت تتهامس به يوما مع اصدقائنا مشيرا الى المشهد الاول في الفيلم والذي ابتسمت ابتسامة عريضة وانت توشوش به !
لم اكن اعرف التيتنك ولا اي قصص حب حقيقية قد حدثت بالفعل على متن تلك السفينة !
الان
انت جالس تتحدث مع زوجي !
يا لغرابة القدر
ويا لدمعتي التي خانتني ايضا لتنزل رغما عني وانا احدق البصر الى زوجتك !
متى تزوجت قبلي او بعدي ؟!! اتحبها ؟!! هل عانقتها عيناك يوما كما كنا نتعانق ؟!!
اشعر ان القدر هذه اللحظة اخذ يضحك مني ملء شدقيه !
ساعة احببتك عرفت ان قصتنا ستفشل اتعرف لماذا ؟!!
ليس لان بطل التيتانك مات قبل ان يعيش الحب
لان كل قصص الحب ملعونة مسلوبة النهاية .. كعنتر و عبلة ، كقيس وليلى ، كانطونيو و كليوباترا
علمت حين وشوشت لصديقتي في خجل : هذا هو المنشود !
يظنون ان دموعي من اجل فرحتي بولدي وعروسه ولا يدرون ان دموعي اليوم هي واحدة من كم الدموع التي ذرفتها طوال حياتي حتى وانا بين ذراعي زوجي .!
الحب يأتي مرة واحدة ، اما ان نعيشه بلذة واما ان يتركنا بقوة و قسوة !
لن انسى يوم اتهمتني بأنك لست الحبيب الوحيد فكل الرجال احبائي !
المح شاشة هاتفي تضيء ظلمة يومي بنثر كلماتك : لا زلتِ فاتنة !
اتدري ما فعلت قد مسحتها وكأنها لم تكن أتعرف لماذا ؟!!
لأنك استعبدتني لعشر سنوات دون كلمة .. لأنك آثرت الرحيل دون وداع .. لأننا لن نلتقي يوما !!



من مجموعتي القصصية .. آخر أنفاس العُمر...













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...