رواية على نهر ماين

 https://www.mediafire.com/file/ublfvourm6njyc3/على+نهرِ+ماين.pdf/file

 

رابط لرواية على نهر ماين التي نشرتها عام 2016 تقريبا على مواقع الجوجل بلاي و الكوبو ولولو 

تتحدث الرواية عن قصة ولفهاردت الذي يحاول شق طريقه بعد الحرب العالمية الثانية في المانيا فيختصر الطريق الى الثراء ولكن من اي طريق ؟!

رواية مستوحاة من قصة حقيقية 

 

الجزء الواحد والأربعين





 

الجزء الواحد والأربعون

بعد عام من الأحداث السابقة !

 

قلب ما عاد يبلغه الصبر ، قلب تقلب في ليلة على فوهة بركان ، كان يأن ، كان يتألم ، كان يموت ، النار تشعل كبده تذوب روحه ، نار تأكل كل حواسه كل جوفه الذي اسود من حريقه ..بل اتخذ من جسد زوجة اخرى درعا واقيا كي لا يشعر ، كي لا يقضي ليله يتخيل، كي لا يكرهها بعد ما فعله ، كي لا يتركها بعدما يلمسها اخاه ، كان قد تقيأ اكثر من مرة ، شعر بالحقارة ، انه اوطى شخص على وجه الأرض ، ما كان من الاساس لتعلقه بها ان يطلقها ، كان من الممكن ان يجعلها معلقة ، اسيرة لباقي عمرها ، يأخذها و يرجعها كلما رأى عليها شيئا ، كلما احس بعار منها ، كلما رماها الى اهلها ، ثم يرجعها حتى تتأدب ، رغم انها بريئة حقا ولم تفعل له شيئا ، قد عرف و اكتشف برائتها ، و هذه البراءة كانت هي خيط العقل الذي يرجعها فيه ، بدونها لم يكن ليلتفت لها مرة اخرى ، كانت لتكون لرجل آخر ، او ربما لـِ لا أحد !

كان سينفجر كان يمارس الحب مع راعيل بلا عقل ، كل افكاره تتجه لهما ، كيف يعاملها اخوه ، كيف يضاجعها ، هل هي راضية ، هل تبكي ، هل تنتحب ، هل تشتم ، ام هل احبت ما يفعله اخوه بها !

اسئلة و افكار كثيرة تتزاحم بشدة تحتاج الى حبة مهدأة ، ربما كان من الاجدر ان يأخذ حبة منومة مفعولها اسرع و افضل من كل ما يفعل! !

الآن هو قد تجهز ، بالأمس تم كتب الكتاب و ها هي الآن ترجع لعصمته ليده لكله ، هذه المرة ستكون آخر مرة لها في حياته ، ستبقى حتى تموت في كنفه ، سيحبها كما من المفترض ان تلقى منه الحب ، سيمنحها عشقا ، سيداويها ، سيبرر لها ، سيمنحها اولادا ، ستنجب منه و ترضى بحياتها معه و ستحبه سيراهن انها لن تخرج منها كلمة كره مرة اخرى في حياتها ، الوقت الذي اعطاه لها كفيل بأن تنسى كل شيء ، هو ايضا كان قد نسي ماعدا شيء واحد .. انها قد نامت حقا مع اخاه !

ولكن اخاه تلك الساعة كان مجبر ، اخاه لم يحب ما فعل ، لربما كره ما فعله بها ، لربما عاملها بجفاف و فتور ، لربما كانت دقائق قضاها معها و غادر ، هو حتى لم يسأل لكم من الوقت بقيا معا ؟!

انتفخ صدره انتفخ كثيرا بالهواء كالبالون الموشك على الانفجار !

استعد لبس تعطر سرح شعره كان يبدو جميل الخلقة يبدو غير متأثر بكل ما جرى معه العام الذي مضى والذي كان عاما حافلا بالمصائب و الاحداث و منها رؤيته موت امه ، اغلق عينه بقوة ، يمحو تلك الذكرى لا يريد ان يرى شيئا ، كل شيء غاب وسط الدخان غاب وسط الروح كانت هناك ملقية جسدها غارق بالحروق تحتضن بين يديها ابنه تاج تغطي فمه بخرقة مبللة وهي لم تنجو امه ماتت محروقة ماتت بذنوبهم ، كان يوما عسيرا كان يوما شبيه بيوم الحشر يرى كل تلك النسوة ، يرى حال زوجته راعيل ، يرى ما كانت عليه ناجية و اولادها ، يرى قدر كل منهن كان يعبر خلال نظره ، وهو كان رجلا ، قد تحمل مسؤوليته ، مسؤولية موت امه وموت زوجة عمه سعيد ، و حال راعيل و فاجعتها بحملها ، ما عاد يرغب في الرجوع للخلف ، انها عجلة مؤذية عجلة تطحن تدهس بلا رحمة هي عجلة الماضي ، وكل هؤلاء صاروا ماض ، ماض يدعو لهم و يرجو لهم المغفرة هذا كل شيء لا يستطيع ان يتعمق اكثر من ذلك والا فسيفقد عقله !

المهم اليوم انها سترجع له عندما دخل على راعيل التي كانت تسرح شعر تاج نظرت له تلك النظرة القاتلة ، راعيل من ساعة الحريق لم تعد كما هي ، صارت هادئة زيادة عن اللزوم ، صارت منطوية ، صارت مطيعة طاعة غريبة ، صارت تتقرب الى الله اكثر ، كانت تعبرها اصوات النساء بالشهادة كانت غائبة ولكن كل شيء كان يصل لسمعها : اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمد رسول الله ، لمرة واحدة في تلك الفوضى عم الهدوء ، النار تحيط بهن و هن قد ركعن لله يتقبلن قدره وقفن حتى عن البكاء تلك اللحظة التي علا فيها صوت امرأة لا تعرف من هي علا جدا حتى اخترق صوتها روحها قلن يا نساء تشهدن يا نساء من مات حرقا فهو شهيد ايتها النسوة ، كانت دموعها تنزل تعبر محيط النفس ، تكررت الشهادة علت الشهادة علت الاصوات صرن يكبرن الله صرن يقلن يا نارا كوني بردا وسلاما ، يا الله كم رات من ايمان في تلك الغيبوبة في تلك الدقيقة ، كانت دقيقة تساوي عمرا ، هن نساءا يمتن و مع ذلك لم يذكرن سوى الله في محنتهن لم يذكرن زوجا ولا ابنا ولا نبيا كن فقط يستعن بالله القادر على كل شيء .. حتى سمعت صوتا كانه انفجارا ثم لم تجد نفسها الا في المستشفى ، كان الاطباء يشرفون على حالتها كان عندها اختناقا ثم هي قد اجهضت لقد كانت تحمل طفلا في احشائها و قد لفظه رحمها من شدة الدهس الذي تعرضت له ولكن تحمد الله ان ابنها بخير ، هي حتى صارت تستغفر لعمتها ماجدة هي تبكي عليها كل ليلة تجهش باكية ، تنهار بين يدي ربها قد ضحت عمتها بحياتها من اجله من اجل تاج ، من اجل ابنها الحديث العهد بهم ، من اجل من هي امه يهودية ، هي لا تعرف ولكنه حق ، ضحت بحياتها و انقذت لها ابنها الوحيد ، هي ممتنة ، هي تصلي لها و تدعو الله في ظهر الغيب ان يرحمها ان تكون في جناته ، كان اختبارا وقد انجاها الله انجاها ليرى كيف ستتعامل مع وضعها الجديد وهي غرقت في التفكير غرقت في كل شيء في كل امر ، حتى صارت تطيعه بلا جدال لا تناقش لا تسأل حتى عندما التفت اليها قائلا بجمود : انا ذاهب لأحضر نجلاء ، نظر للسقف قليلا ثم تابع : ربما لن آتي بها هنا مباشرة !

هزت رأسها موافقة صمتا ، لقد طلق نجلاء بعد وفاة امه وهو يشك ان اخاها هو من تسبب في كل ما حصل تركها هناك مرمية لا يسأل لا يمر لا يكترث ، منذ عام لم تتقابلا ، وطلقها مرة اخرى حين اكتشف انها قد ارسلت تلك الفتاة لا تعرف ما اسمها كي تغويه او كي تسيطر عليه هزت رأسها ، كل الامور معقدة مع رجل مثله ، لما لم تتزوج رجلا بسيطا ، تنتظره فقط آخر النهار يأتي لها بخبز وملح ياكلا سويا يناقشا امور الاثاث الذي يريد تجديدا او الثياب البالية او الاحذية او الاغطية ثم يناما في راحة لا هم على صدورهما ، لا نساء اخريات ، لا علل ، لا امراض نفسية !

خرج و اعطها ظهره ، لم تعد تعجبه راعيل ، لقد خبت ، لقد ذبلت ، لم يعد يرى فيها جمالا ، صارت باهتة ، صارت مطيعة اكثر من اللازم ، لا تتفوه بحرف خارج نطاق الادب ، توميء له برأسها اكثر مما قد يسمع صوتها ، هز رأسه ، يعلم كل ما مرت به ، ولا يعلم الكثير عما في نفسها ربما رجوع نجلاء سيجعلها ترجع مثلما كانت ، سيجعلها تتفاهم مع نجلاء اكثر لا يعرف كل شيء غارق في الفوضى !

خرج و اتجه الى ذلك البيت ، ليس عرسا جديدا الجميع اتفق انه ليس من داع لعرس ، هو فقط سيأخذها و يخرج بها ، لا يستطيع ان يسافر بها لشهر عسل كي ترتاح نفسيتها اكثر ولكنه سيعطها كل ما تريد ، حنانا ، حبا ، راحة ، سيمنحها عشقا ، صار يتنفس بقوة ، هي التي كانت في غرفتها ، قضت شهورا تنتحب فيها ، شهورا اصابها فيها جفافا ، دخلت فيها مرتين المستشفى ، رحمها كان ينفجر ، كان الما مبرحا ، عادت اليها آلامها ، عادت بكل قوتها ولم ترحمها مثلما كانت مراهقة و اكثر ، اعطيت اكثر من ابرة كي تستطيع المشي مع الالم ، قد هاجرتها الروح ، لقد تركها من تحب ، لقد طلقها ، ساعة وصلها خبر طلاقها منه كادت ان تجن ، لم تتوقعه ان يفعلها ، لقد كان رجلا حقيقيا ، رجلا بكل ما تعني الكلمة من معنى لم تتوقعه يتخلى عما هو ملكه عما هو له كي يعطها لرجل آخر ، كانت تبكي كل ليلة ، تنهار ، تحبه ، تعض وسادتها قهرا ، تتحرك في غرفتها بلا وعي ، تستنجد الله ، تخرج تسأل اين هو ذاك الطويل ذو الصوت الغليظ ذو الحب المجيد اين هو ، تضل تمشي في الطرقات تبحث بعينيها ، تضل تدخل المقاهي الخاصة بالرجال تبحث عنه بعينيها ، وفي كل مرة يزداد الخذلان ، وكأنه قد غادر هذا الزمن ، كأنه غادر هذه الأرض ، تضل تستجدي الله كل ليلة ان يرجعه لها ، يا الله قلبي يا الله مكسور مهشم يا الله ، ولا يعرف طريقه سوى ذاك ، ربما نعم ربما ستصل له من خلاله ، ربما سيبوح لها ذات يوم من هو ذاك العريس لليلة واحدة ، لم تقدر ان تذهب للمحكمة لتسأل عن عقد زواجها من رجل آخر لا تعرف اسمه !

انتهى نهارها تنتحب ولا كأنها امرأة ترجع الى زوجها من جديد ، هي لا تعرف لما اصر ان يرجعها ، ما هدفه ، لما من جديد ، هل تعود على اذلالها ، هل اختفت النساء من حوله كي يتسلى بها ، ماذا يريد منها بالضبط !

لم تلبس كما ينبغي ، كان فستانا اسودا عاديا ، نعم اسود ، ماذا يتوقع منها فستان زفاف ؟!!

لم تضع عطرا كانت كأنها موؤدة ، لقد قتلوها و دفنوها ، دفنوا الروح وهي تتفرج كانت تتفرج ، لم يكن لها موقف ، كانت قادرة ان تذهب للمحكمة و تخبر كل شيء عما يفعلوه بها ، ان يبيعوها و يشتروها و يحللوها لرجل لليلة واحدة ثم يرحل هكذا تاركا اياها !

التقطت نفسا ثم ارتدت حجابها وخرجت له نزلت و تركته يتبعها ، دخلت سيارته وهو ركب و انطلق ، لا تعرف كيف اصبح لا تريد ان ترى فكل الملامح قد غابت وسط ملامح ذاك في العتمة ، كل الحب قد غاب وسط قلبها المليء بحبه في وسط العتمة ، صوته يملكها يحاكيها تبكيه بل صارت تجهش باكية الآن حالا .

كان يسمع وكل بكية منها تنزل كالسهم على صدره ، لما تبكي ، ان كان بدايتها هكذا فهو امر غير مبشر من ناحيتها

هم حتى لم يأخذوا رأيها مرة اخرى ان كانت تريده ، زوجّها اخوها بلا علم منها بشهادة صحية مزورة !

كانت فقط تتكيء على الزجاج جانبها لا ترى سوى دموعها تمسح انفها في خمارها

حتى عندما وصل الى اول مكان قد داسته قدمها ذاك العام ، فتح البوابة ، كان الوقت ليلا ، اظلمت الدنيا ، السحاب فوق راسهم ربما ستمطر ، صوت ريح خفيفة صوت الموج ، رائحة البحر ، لم يعد في هذا المكان ذكرى ، لقد جاءت له مضروبة مهزومة مغصوبة ، وخرجت منه الى قصر امعن في اذلالها وهي بين كل ذلك دُعست بين الاقدام !

نزلت بلا اي كلمة منه دخلت الى حيث هناك الى تلك الغرفة المقابلة للبحر كانت لا زالت تلبس كل ثيابها تقف هناك لا يحرك شيء فيها اي شيء حتى سمعت خطواته خلفها ، كان عطره يسبقه وقف خلفها وكل قلبه يرتعش لها ، تسبقه اللهفة الجبارة لجسدها ، لعينيها لروحها لصوتها ..لها كلها التي هجرها..بإرادته بكل ما فيه حتى جاءه صوتها : لما ، لما ارجعتني !

كان صوتها مقهورا محسورا غير راغب بلا حماس هو فقط سؤال تريد ان تعرف.. الم يصفها بالفاسدة وانها نامت مع اكثر من رجل ، ما الجديد مالذي تغير لا تعرف !

كان يتنفس بهدوء ، كانت يده ترتعش ، نعم هو الزين يرتعش امام امرأة يتلهف لها : نجلاء تعرفين انني رغبتك و كل طلاقي كان غضبا منكِ ، لقد تجاوزتي حدودك كثيرا معي خصوصا عندما ارسلتي تلك الفتاة لي !

كنت في كل مرة اريد ارجاعك ولكن كان هناك سدا بيني و بينك وانتِ لا تجهلين لما !

صرخت صرخت بكل ما فيها وهي تحرك يداها ، كان صراخها تحمله الريح يموت وسط الموج : نعم نعم لقد طلقتني بسبب انني لم اكن عذراء هذا هو السبب الاول والاخير ، لقد قلت انني فاسدة قلت انني نمت مع رجال بلا وعي ، هذا هو السبب الاساسي هذا هو فلما مالذي غير رأيك ، انت نفسك قد دفعتني لان انام مع رجل لليلة واحدة كي اعود اليك ، وضعت وجهها بين يديها تندفع بالبكاء كلما ذكرته ينهار قلبها لذكره تريده تريد حضنه ، انا لم اعد انفع لك انا لم اعد اريدك ولا اريد مالك ولا اريد اي شيء منك ، انت تدفعني دفعا لان اقتل نفسي دفعا !

لم يتوقع ان تكون الليلة لتصفية الأمور بينهما ، لم يتوقع هجومها هذا ، كان يعتقد انها ستكون الطف ، افضل ، ان يجلسا سويا ويحلا مشاكلهما العالقة ، ولكنه هو نفسه في قرارة نفسه ، لن يتنازل ، لن يظهر نفسه مخطأ ، لن يقول انه قد ظلمها ، لا يستطيع ان يعتذر ، هو فعل كل ذلك كاعتذار اصلا ، لما لا تفهم ،  تنهد بقوة و جلس على السرير : نجلا ، انا اريد معكِ بداية جديدة

قاطعته بحدة ، بقوة : ولكن القديم اين اذهب انا به اين ادفنه لم يعد في روح لم يعد لدي قلب ، لقد تلاعبت بي ، طلقتني اول مرة مثل الكلبة ، ثاني مرة رفضت عودتي بعد موت عمتي ، ثالث مرة وانت تتعامل مع قطر الندى ، وكل ذلك لا شيء ، تريد بداية جديدة ... لما ما هدفك .. مالذي تريده مني انا لست اجمل نساءك ، ولست اصغرهن بل انا اكبرهن سنا ، حتى انني قد لا احمل طفلا في رحمي في حياتي فلما تصر على وجودي ، زين انا لا احبك لا احبك لم اعد استطيع ان اراك او ابقى معك ، اعتقني لوجه الله ، انت صرت تخرج لي مثل القدر كلما تحررت كلما سحبتني اليك !

كل كلمة تنزل مثل الزلزال على قلبه ، لا ، لا يحتمل كل هذا التحامل كل هذا الكره : المرة الثانية طلقتني بلا ذنب ، طلقتني بجريرة جريمة قد يكون اخي من افتعلها ولكن في النهاية كانت تلك الجريمة من تدبير ابن عمك ، ورحت انا بين الارجل ، اعترف لنفسك مرة انك مخطيء !

سرح شعره بيديه وجهه كان مسودا لم يتمنى لليلة ان تكون هكذا اول ليلة تجمعهما بعد فراق بعد عام : نجلاء اجلي كل تلك الاحاديث ، كل تلك الافكار في رأسك و زحمتها ، انا لم افعل شيئا لأعتذر عليه ، كل شيء كان واضحا !

وضعت كفيها ببعضهما البعض تتوسله بصوت ميت صوت خفيض : اعتقني لوجه الله اعتقني ، لا اريدك ان تلمسني ، هذا المكان يطبق على صدري ، لقد حاولت مرة قتلي هنا ، لقد اجرمت في حقي في كل مكان تملكه ، ما عاد لي طاقة في الصراع معك لقد تعبت ، لقد كانت اسوأ سنين حياتي اريد محيها اريد ان انهيها ان افصلها عن كل عالمي حتى عن الفترة التي كنت فيها مريضة نفسية افضل مما اشعر به الآن !

صار يتنفس بقوة وجهه يسود اكثر عن ذي قبل يكاد يدمع يبدو ان طريق العودة الفعلية معها مسدودا .. هي غير قابلة للتفاهم ، وان باح ، ان قال لها عن الحقيقة ستزداد الامور سوءا ، تلك الساعة قد يخسرها فعلا .. هو اصلا قد خسرها ساعة سلمها ليد شقيقه ساعة جعله يضاجعها كزوجة هو قد خسرها للأبد!

قام من مكانه يتحرك باتجاهها قد كان عازما مصمما سيكسر فيها تلك المشاعر الثائرة ضده ، قد فعل يوما وسيفعل مرة اخرى ، لكنه لا يعتقد ان عديد المفاهيم قد تغيرت ، ان قلبها ليس عذريا كما سبق ، قلبها لم يعد ملعبا للتلاعب به و التخبط ، قلبها اتخذ قرارا لا رجعة فيه !

وقف خلفها مباشرتا كان جسدها يقشعر قرفا وهو يرفع خمارها و حجابها عنها ، كانت حتى لا تريد لمسه تهمس من بين شفتا مقتولة و عين مغلقة : لا تلمسني لا تلمسني انا اقرف منك لا تلمسني

يا الله كيف يستطيع حتى الآن ان يقف و يسمع لم يعد يستطيع لن يقدر على ان يسمع منها شيء منفر اكثر من ذلك .. تقرف منه .. تقرف منه هو لما !

كانت تضغط على اسنانها بشدة وهو يلف و يواجهها ، يرى وجهها الباكي وجهها العابس ، ليس هناك من مظاهر زينة و لا حتى حلي على جيدها ، هذا ليس منظر عروس ابدا رفع كفه الى وجهها ولكنها انحنت بسرعة البرق صارخة بقوة بهياج تتحرك في الغرفة مثل المجنونة : قلت لك لا تلمسني لا تلمسني لا اريدك اقرف منك لا اريد ان انام معك ابتعد ابتعد والا فوالله سأغرق نفسي وسط هذا البحر

كان غاضبا وهي غاضبة غاضبة جدا وهو يتحرك في اتجاهها يظن في كل مرة ان خطة الحب ستنجح معها ، ان لعبة الجسد ستركعها ولكنه مخطيء

حتى حين رفعها بين يديه بكل غلظة و جمود ، كان يريد ان ينتقم لرجولته منها ، ان ينتقم لكرامته التي مزقتها حالا منها رماها على السرير هي التي جمدت في مكانها تنتحب لا تريده دموعها تنزل على وجهها مثل المطر : لن تنال شيء برغبتي ، لن تنام معي وانا حرة انا حرة ولكنه لم يسمع وهو يجردها من ملابسها لابد للعروس ان تخضع لزوجها من اول ليلة هو لن يؤخر كل ذاك ، لقد تعلم من اول مرة ، كان حبا من طرف واحد كان يقتحم جسدها ويقتل الروح فيها ، كانت تبكي بين يديه كانت تدفعه وهو لم يكترث ، ترفسه ، تضربه ، حتى تبصق عليه ، كانت تغطي شفتيها بيديها تستميت كي لا يعطها قبلة تقتل قبلة ذاك وطعمها في فمها ، كانت تقاوم تحارب هذا ليس عدلا يا الله ليس عدلا ، انه يغتصبها يغتصبها لا تريد لرجل بعد ذاك ان يلجها ..رحمها لن يحتمل لن يحتمل سينفجر ولكن في عرفه هو زوجها هذه اللحظة هذه افضل وسيلة مع المرأة الناشز ، ان لم ترد هي حرة ولكنه هو يريد ، هو سيرجعها الى عقلها معه ، كان يحاول ان يمسك برأسها بين يديه وهي تنفر تتمنع تبكي لم تكف عن النحيب صوت بكاءها كان موجعا كان عاليا وهو كان يقطف ما يستطيع قطفه بلا رغبتها بلا متعتها كانت عبارة عن جسد ، دمية للبيع ، استغلها فعل فعله بها ثم تركها ، تتخبط على السرير تموت من قهرها ، تشق المفارش بأسنانها تصرخ من جفول : والله لن تنالني يوما راغبة والله ، تريد اغتصابي اغتصب مثلما تريد ، انا لن اكون طيعة بين يديك ابدا ابدا رفعها بقوة وكل جسده شرار منها كله رغبة في ضربها لقد مسحت كرامته لقد مهزلت به يرفع رأسها بقوة يتهدل شعرها يلتصق بدمع وجهها كانت عيناها منتفختان ثغرها محمر انفها يسيل : نجلاء لا تجبريني على القسوة معكِ ، اطيعيني فوالله كلمة اخرى منك و اضربك

جمعت الغطاء حولها لا تريده حتى ان ينظر الى جسدها : اتركني ابعد يدك عني انا لا اطيقك اتركني افضل لك حتى لا تنقلب حياتك الى جحيم.. معي لن تهنأ لن اتركك تهنأ فوالله في قلبي ثأر لن يسدده غيرك !

وضع كلتا كفيه في قبضة عند فمه مقهور منها مقهور ترك لها الفراش و تحرك الى الخارج يقابل البحر بل تقدم و غطس فيه وصار يسبح بقوة وبعنف يريد ان يفش غليله ان يسقط كل قهره هنا وان يرجع الى تلك الغرفة هادئا لا يريد ان يثور هو ليس وقت ثورة ، سيتفاهم معها سيريحها ويريح قلبها ، هو لديه نية الحب ، لديه نية ان يجعلها ام اولاده هو يحبها يحبها ولكنه لا يستطيع ان يعترف لها لا يقدر!

وهي التي غرقت فيه ، فرق شاسع بين السماء والارض ، معاملته معها تختلف مع معاملة ذاك معها ، حبه يختلف ، رقة ذاك الغريب ، طريقة حبه معها ، جسدها الذي طاعه ، شفتاها التي بحثت عنه برغبتها ، هي لم تجبر اي شيء فيها معه ، هي كانت طوع يديه اتته راغبة بنفسها حتى بلا اغواء ، هو لم يفعل شيئا لم يغرها لم يتحرش بها ، كانت حرة في التعامل معه ، بل جعلها تتحكم فيه ساعتها ، هو واين هو .. حبيب العتمة اين هو !

كان شقيقها يقود بها السيارة عابرا بها المدينة ، ترتدي تلك الثياب السوداء المهيبة ، مهيبة من فوق ، و من تحتها كان فستانا عاريا لم تكن او لتفكر يوما انها سترتديه ، ولكنها الليلة تفعل ، ستفعل كل ما لن يخطر على البال ، ألم يتفقوا ان يبيعوها وهي قررت ان تحلل هذا البيع ، هم باعوا وهي قد اشترت ، العين بالعين و الجروح قصاص ، و الجروح هنا كانت اكبر من ان يكون لها اي قصاص يرضي الروح التي هُشمت بأيدِ الرجال ، بيده ذاك القواد و بيد شقيقها القواد الآخر الذي بدأ يتاجر بشقيقته ، هي لم يعد في يدها حيلة ولا قدرة على مجابهة هؤلاء الرجال ، الشكل الوحيد لمجابهتهم هو ان تكون مثلهم و اوسخ منهم او ان تخرج من حياتهم نهائيا و نهائيا قد جربتها سابقا و مرة قد لا تنجح و لكن مرة قادمة ستتبع نصائحه في الموت ، ألم يقل لها ذات نهار ان ارادت الموت فلتنتحر بلا اي حيل رخيصة لانقاذها؟ .. وهي كذلك ستفعل ، اما ان ترمي نفسها من طابق شاهق العلو او تحرق نفسها و هي تدور حول النار او تطلق رصاصة بلا تفكير لثانية واحدة الى رأسها ، ولكن من الذي يستحق ان تخسر آخرتها من اجله ؟!! ولكن مع كل ايمانها هي لم ترى الله حتى الآن ، الله لم ينظر لها ، لم يساعدها لم تنجو ولو بمحض صدفة لما يفعلونه بها و يخططون له ، الحياة تجري و تدهس كما تحب و هي تحت الشباشب بلا رحمة تُداس و تُسحق و تسكت و تبلع

الى ان وصل الى وجهته اوقف السيارة و الليل كان قد دخل ،القمر في كبد السماء و الهواء عليل و الجو بديع حتى انها ليلة مثالية للزواج من رجل لليلة واحدة ، رجل سيقفل عليها وعليه بابا لليلة واحدة ، سيضاجعها لليلة واحدة ، و يفش غليله الجنسي في جسدها لليلة واحدة ثم تنتهي الليلة و يطلقها !

كادت تضحك مع نفسها بل صار الضحك يجلجل في كل خلية في كل قطرة دم تعبر الشرايين و الاوردة المتجلطة سلفا ، صارت تجلس هناك ساكنة تنظر للسماء ، لا يوجد اي اشارة ان احدهم سينقذها في ليلتها هذه ، يبدو انها ستسير كما خططوا لها !

حتى سمعته يقول : قد اخذتي حبوب منع الحمل !

اغمضت عيناها تكتم صرخة كظمت غيظها ، ابتلعت شفتيها ، يا ل.. عهرك يا اخي ايها الفاسق ايها المجرم في حق الاخوة في حق الرحم في حق الدم في حق كل اسم جمعنا سويا صار اليوم مجرد اسم على ورق ، صار رسما بالبيع !

نعم نعم يا اخي لقد ابتلعت طنا من حبوب منع الحمل لرجل سوف يضاجعني لليلة واحدة !

ولكن انا سأنتقم لنفسي فيه سأفعل وسترون !

خرج من السيارة هي التي فتحت الباب و خرجت خلفه تجر اذيالها ، اذيال كثيرة لا تُعد ، الخيبة ، الحسرة ، الخذلان ، الشرف ، العفة ، الكرامة و يالله لائحة لا تنتهي وان نوت ذكرها كلها لن تكفي حتى ساعات مضاجعة رجل غريب لها لليلة واحدة !

صارت تمشي نعم ستفعل ستمشي حتى آخر ممر للعبور الى تلك الجهة ، الى واجهة حلوة جميلة ، تسمى محلل الزواج.. رجل لليلة واحدة ، ذو بطن كبير و رائحة مقرفة و انفاس دائخة ربما قد شرب خمرا حتى ارتوى بطنه ربما دخن حشيشا حتى يستطيع ان ينتشي في تلك الليلة الواحدة التي وُعد بها مع امرأة جميلة سيحطمها بين ذراعيه ، رجل سيضل يدخل و يخرج من فرجها حتى يرتوي !

نعم سيفعل واي رجل تُعرض عليه امرأة حلال لليلة واحدة ولن يفعل !

لعنك الله ايها القواد

لعنك الله يا صديق !

حتى وصلا الى هناك الى شقة في اعلى هذا البرج ، فتحها بمفتاح عنده و ضلت الاضاءة مقفلة ، قال بأمر ، في آخر الممر غرفة النوم تدخلي هناك و تجلسي على السرير ولا تفتحي الاضاءة .. اعتقد اصلا انه قد اطفأ الاضاءة تماما على الشقة ، على كل حال نصف ساعة و يصل الرجل ، عند اذان الفجر سآتي لأخذك !

دفعها الى الداخل مثل الجارية مثل السفيهة الضعيفة التي ستفعل ستجعل رجل يغتصبها لليلة واحدة رجل باطار شرعي يسمى زوجها لليلة واحدة يحللها لرجل غيره لليلة واحدة .. يا الله كيف استطاع العرب و المسلمين ان يتحايلوا على قانون الزواج على الشريعة على كل اصول العرف و الدين على الميثاق الغليظ بشيء يسمح لهم بفعل ذلك .. محلل !

صارت تتحسس طريقها الى هناك الى آخر الممر صارت لا تتنفس هي صارت.. ميتة قلب.. ميتة عقل ، اتجهت الى هناك وجدتها ، الغرفة التي لا ترى من معالمها شيئا ، هناك فراش قال ، نعم هو ذاك المكان الذي سوف سيضاجعها عليه زوجها لليلة واحدة ، صارت تهز رأسها تهزه بشدة حتى صار يتخلخل عن رقبتها ، جلست هناك عتمة في عتمة ، عتمة ثيابها مع عتمة الغرفة والجو و الليلة ، قامت ثم خلعت العباءه و الخمار وصارت وحتى في الظلمة بكامل جمالها ، فستانا ابيضا عاري الكتفين الا من خيطين رقيقين يضغط على نهديها يفصل خصرها و ردفيها و يمر على فخذيها برقة و ملمس حريري جميل حتى ركبتيها ، شعرها ينسدل حول وجهها بحلاوة و وجهها مزين بأجمل زينة و تعطرت و احسنت اختيار العطر ، ترتدي حذاء عال ابيض اللون كانت لو هناك اضاءة ستطيح بقلب ذاك عديم الرجولة الذي سيضاجعها بشروط طليقها لليلة واحدة !

صارت ساعة تجلس و ساعة تقوم ، ساعة تقضم اظافرها وساعة تهز ساقها ، فقط تنتظر والانتظار يقتلها يهرسها !

حتى سمعت صوت مفتاح في قفل الباب ، كانت ترتعش ابتدأ جسدها يستوعب الذي سيحصل حتى ترقرقت عيناها بشدة وهي تقضم شفتيها بحسرة ترفع رأسها للسماء تدعو في سرها يا الله ، صارت الاقدام تتقدم ، وقلبها يكاد يتوقف عن الجري ، رهبة و خوف شديد احاطاها هو الذي وقف هناك على الباب لا يرى شيئا ، فقط يسمع انفاسا متلاحقة

تقدمت قدماه وكأنه يرى سبيله حتى جلس على السرير جانبها اهتز به وبثقله

اول شيء وصلها هي رائحة عطره كانت قوية مسيطرة جميلة ، كانت انفاسه ثقيلة كأنه هو الآخر لا يتنفس ، حسنا هو على الاقل لم يقفز عليها من فوره ، لم يجذبها ويخلع عنها ملابسها بلا رحمة و يرمي بها على الفراش مستعجلا ان يضاجع تلك الزوجة المحللة !

تريد ان ترى ان تنظر تستغرب جموده ، لا وقت لديه ..عدة ساعات هو الرجل عليه ان يستغلها ان يستعملها بكل رحابة ، كانت فقط تسمع انفاسه التي ينفثها بكل حرارة حتى سمعت صوته اشتعل جسدها اشتعل حتى ارتعدت بقوة رعشة صعدت من عمودها الفقري وحتى عنقها حتى وقف شعر جسدها تقشعر جلدها : ما اسمك !

غضنت جبينها بقوة ، كيف ؟!! ألا يعرف حتى اسمها .. رفعت يدها الى فمها تكتم ضحكة .. كيف تزوجها ان لم يعرف اسمها ؟!! ماهذه المهزلة !

صارت تتحمحم كانت ثابتة واثقة لن تهتز : نجلا!

سمعت همهمة من حنجرته وهو يقول : اقتربي يا نجلا !

يا الله لما صوته مخيف ، عميق ، شديد الغلظة ، غاوي !

اقتربت دون ممانعة اقتربت كثيرا حتى كادت تلتصق بجسده ، لم يلتفت عليها بل كان جانبه فقط لها وهي تلامس ذاك الجانب بجسدها الصغير ذاك : كان يحرك يده في كل مكان من جسده كأنه يبحث عن شيء ولكن في النهاية كفت يداه عن البحث و استقرت في مكان ما لا تراه !

كانت تشعر بجثته ، كان طويلا ، عريضا ، انفاسه تجتاحها من علو ، حرارة جسده تعبرها و جسدها يستنشق تلك الحرارة و يملأ بها مسامه رائحته ازكمت انفها من شدة حلاوتها : هل تعرفين باولو كويلو يا نجلا!

هذه هي المرة الثانية التي تغضن فيها جبينها استغرابا وهي تلوي شفتيها ، ما هذا الرجل الغريب !

ابتلعت ريقها تجيب : اعرفه !

كان صوتها ونغمته هادئا جميلا لطيفا : ماذا قرأتي له !

رفعت كتفيها لفوق لا تعرف .. إلاما سيقود هذا الحوار ! : قليلا.. قرأت قليلا من رواياته لما السؤال !

في الحقيقة كانت تستمتع بكل شيء يقوله تستمتع بذاك اللقاء الغامض بتلك الحالة المتفردة التي تعيشها هذه الساعات ، بالنهاية لم يكن شخصا سيئا ، لم يكن مجرما ولا مغتصبا ولا صائد فرص ، يبدو انه انسان محترم و مثقف : ماذا قرأتِ له بالتحديد !

همم عددت على اصابعها : الخيميائي ، الشيطان والانسة بريم ، الزانية !

في هذه اللحظة يريد بشدة ان يشعل سيجارة : لم تقرأي احدى عشر دقيقة !

هزت كتفيها كأنه يراها وهي تهز رأسها برفض : لا لم اقرأها ، لما !

كان يلقي بكلماته في الهواء ، كلمات صماء ، ميتة ، بلا روح ، كلمات واجب لا اكثر ، لا يبدو متلهفا الى فعل ما يفعل ، لا يبدو شغوفا ، لا تدري لما شعرت بالحرج ، شعرت انه مجبر على القدوم وعلى هذا الزواج الشكلي لليلة واحدة ، تستطيع ان تشم رائحة نفور منه نعم تفعل هو غير موافق على هذا الزواج مثلها تماما : يقول باولو كويلو يا نجلا .. ان العملية الجنسية ما بين .. الجوع و الاكل و الشبع هي احدى عشر دقيقة لا زادت ولا نقصت ، هذه الليلة هي في يدك ، هل تريدينها في احدى عشر دقيقة ام تريدينها غير ذلك !

كانت كل كلمة هي قرع اجراس في عمق الروح في عمق الجسد ، صفارات انذار ، هي راحة نعم يعطها حريتها بالكامل مالذي تريده ، اقترح وهي ستتلاعب بهذا الاقتراح وهي تقوم واقفة امامه تماما تماما ..بل اضطر ان يفتح ساقيه كي تنفذ بينهما الى حيث وجهه كانت العتمة بينهما ولكنه يسمع طرق قلبه عاليا عاليا جدا حتى اغمض عينه صار صدره يعلو و يهبط لا يدري لما.. ينفث انفاسه بقوة هذه الانفاس التي غزتها في وقفتها و عطرها يجتاح كل كيانه منذ ان دخل الغرفة.

صارت تهمس له قريبة جدا من وجهه تريد ان ترى لمحة ان ترى عينا ان ترى نظرة ان ترى شيئا ، كان التصميم و الاغواء في صوتها ستمارس عليه اغرائها ستفوز بجولة مع ذاك الجسد الذي يستحل ليلتها : اريد الليل كله ، اريد ان يسمع صراخي كل المدينة ، اريد ان يسمع طليقي و يتخيلني بين يدي رجل آخر ، اريدك ان تشبع زوجتك لليلة واحدة ، انا قررت ان اجعلك ذكرى تقهر روحه تدمر شرفه ذكرى لن يقوى على ان يراني فيها ، رفعت كفها الدافئتين المعطرتين الى وجهه : ستفعل !

لم يستطع ان يتحرك ، كان جامدا ، حتى غزت شفتيها شفتيه لا يعرف لما ..لا يعرف كيف ..هي اندفعت تريده نعم تريده احبت صوته احبت لغته احبت ثقله احبت كل شيء فيه ذاك الرجل الذي لا تراه ولا يراها ولكن ستراه بالشفاه ستراه بالاصابع ستراه و ستكتشفه ، هي ليلة واحدة احضروا لها فيها رجلا فاحش الرجولة و يريدونها ان تصمد ما هكذا تحل امور الرجوع يا زين ما هكذا.. لقد اطلقت الوحش داخل النجلا !

افتكت نفسها من بين شفتيه تهمس : ألم تحب !

صارت انفاسه تعلو تعلو بقوة كانت كأنفاس غضب.. غضب جامح ..غضب كاسح.. حتى وجد يداه تمتد تقطع ذاك الفستان الذي ترتدي ذاك الفستان الذي تزينت به ليلة عرسها من رجل لليلة واحدة لم تسأل حتى عن اسمه لم ترى عقد زواجها منه فقط وقفت امامه عارية و ازاحت باقي الفستان من بين ساقيها فيما كان يرفع يداه الى عنقها يتحسسه حتى عضت شفتيها بلذة صار يلمسه يداعبه بيده رفع ساعده الى شعرها لم يرى في نعومته لم يشعر بأشد منه جمالا كأنه الحرير بين اصابعه كان شلالا عذبا.. الى ذقنها يمسكه بأصابعه يداعبه برقة رفع اصبعا الى شفتيها يجري به على بروزهما و غلظتهما الى خديها البارزين الى عينيها و اهدابها كان كأنه يرسم لها صورة ستعلق في مخيلته ، كانت تأن من كل لمسة منه انه يشعلها رويدا حتى نزلت يداه الى كتفيها الصغيرين يتابع نزوله الى نهديها كان بروزهما لذيذا كنهدي طفلة للتو بلغت حتى قرب وجهه منهما يقبلهما بلهفة .شفتاه و ملمسهما على جيدها ، انفه وحركته و اهداب عينيه التي ترفرف فوق جلدها ، كل وجهه منغمسا بين ثناياها..كان يستنشقها كمن كان في قبر وخرج حيا يستنشق الهواء يعبه عبا في رئته ..هي التي مال جسدها بين ذراعيه تغلق عيناها و جسدها الصغير يستمتع و يتجه لذاك الرجل يريده.. جسدها يريده.. كان مطواعا بين يديه منجذب له بقوة و نشوة ..صارت تتأوه وهي ترفع يدها الى شعره تغرز اصابعها فيه ستتحرر هذه الليلة ستفعل كل ما تريد معه ستمتع نفسها لليلة واحدة في حياتها ستعيشها ولن تعيش مثلها بعدها... ستعطي هذا الرجل كل ما لن تعطه لذاك.. هو الذي كان غارقا بين نهديها و يداه تتحسسا ظهرها و تعتصر ردفيها ثم فخذيها ثم ما بين فخذيها يلمس نعومة جلدها يتحسس دقة خلقها صغيرة جميلة لذيذة ناعمة رطبة ..حتى دفعته بقوة على الفراش وقع على ظهره و تسلقته بكل جرأة تفك له ازرار قميصه واحدة تلو الاخرى هو الذي كان يبتسم في الظلمة يعض شفتيه و ينتفخ صدره بلهفة نزعت عنه قميصه وهو ساعدها في هذا لقد بدأ بالفعل يستمتع وقلبه يجري كركض الخيل في البرية حين فكت له زر بنطاله و سحبته له الى اسفل ساقيه كانت لا تزال ترتدي حذائها العالي همست ببحتها : اعتقد انك تستحق اكثر من احدى عشر دقيقة !

صارت اصابعها تداعب جسده ، عضلات عضده ، تشعر بقوته تحت كفيها ،اغلق عينه لما تفعل حتى اشتركت شفتاها مع فعل اصابعها تقبل عنقه و صدره حتى وصلت الى سرته وصارت كأنها تعزف مقطوعة موسيقية خيالية على جسده الذي انتفض الذي استفاق الذي هاج صارت ساقيها تعبرانه كراقصة باليه محترفة يتماوج جسدها فوق جسده تخترق يدها البوكسر الذي يرتدي اغمض عينيه بشدة عض شفتيه لقد وصلت ان تثير فيه اللذة حسنا هو الآن مستعد لها تماما حتى امسك بردفيها بين يديه بشدة قلبها وصارت تحته تعرض شفتيها عليه : ألن تُقبلني !

: القُبلة خطيرة يا جميلتي ، القُبلة روح لهذه الليلة وانا لن استطيع ان اعيش بعدها لن اقتل الروح ، دعي الجسد يتفاهم فقط.. ارى ان بيننا انسجام وانتِ لا تمانعين حرية الحب !

شدت رأسه اليها تعض عنقه : افعل ما تشاء ..ما تحب ..بيننا وعد ..انا الليلة لك حتى آذان الفجر !

تعالي اذن.. جذبها بقوة اليه الى صدره تعلقت في عنقه و ساقيها حول خصره كان في روحها تحديا و قد تهيأت تماما له ولكل ما سيفعل تنتظر منه ما يسرها هذا الزوج لليلة واحدة والذي لا تعرف هويته ، جميل ان تفقد عقلها مع غريب برسم الحب ..غريب برسم الزواج ..جميل ان يعبرها جسد رجل في العتمة ..فقط روح ..شيء لا يعتمد جمالا ..ولا محبة.. شيء فقط يتبع الغريزة ..كانت صغيرة على جسده هو الذي قام بها و الصقها على الجدار حتى عندما ولجها صرخت صرخة عالية صرخة انثى بين يدي سيدها و رأسه بين عنقها يقبله بقوة بلهفة كان متحكما بارعا في جسدها الصغير هي التي تاهت ما عادت تعرف مالذي يُفعل بها كانت اللعبة بينهما حامية الوطيس ، لعبة على اللهب كانت تتأوه تصرخ تعض و تضرب ظهره وكانت يداه تداعبا نهديها بكل قوة قد اثار فيها كل جسدها تلك العروس لليلة واحدة والتي على ما يبدو ان زوجها لم يضاجعها كثيرا فهي تكاد تكون عذراء كان جسدها يهوي في لذة سحيقة في عمق غريب من العلاقة تشعر بشيء لم تشعره سابقا شيئا يغزو كل كيانها شيء يتحرك وسط رحمها شيء يجعلها تصرخ تصرخ تصرخ حتى رماها على الارض يتقلب بها هي التائهة حتى صارت تصرخ فيه تضرب له صدره و ذراعه ضربا مبرحا ضربا حقودا كانت تدمع تبكي من شدة لهفتها : يكفي يكفي مالذي تفعله بي يكفيييي جذبها الى صدره بقوة : قلتي ان احدى عشر دقيقة لا تكفي سنجرب الى كم من الوقت ستدفعين ثمن هذه الليلة يا جميلتي كان يلهث بقوة و عنف في وجهها انفاسه الحارة تتدافع فتدفعها الى ان تتمسك بعنقه اكثر ان تتشبث به كما تتشبث بالحياة فما يحصل في جسدها شيء لا يعقل تشعر بالنشوة تشعر بالراحة تشعر بلذة غريبة وكان جسدها يهتز بين يديه كانت الارض تدور بها دخلت عالم خيالي واسع عالم هو سيده وهي عبدته فيه نعم لهذه الدرجة تشعر ان ممارسة الحب كانت غاية واصبحت حبا !

هو حتى لم يتعب قد كان مريدها كان قد احب ما تريد منه فعله بها.. كانت شجاعة كفاية كي تعرض نفسها عليه وهما يعرفا وضعهما لهذه الليلة لم تكن خائفة لم تنتكس لم تهرب لم تقل ضاجعني لدقيقة ثم اتركني حللني فقط ثم غادر ، لا هي تريد كل شيء و هو سيعطيها كل شيء ، اذا كان في يوم سينافس رجلا على شيء فهو سينافس طليقها عليها في الفراش

سيجعلها تتذكر كل فعل فعله وكل حب اعطاه ماعدا القبلة !

كلما خمدت ثورتها كلما ايقظها من جديد وكأنه رجل حديدي وكأنه قد اقسم ان يجعل نفسه في كفة و كل الرجال في كفة اخرى حتى كان قلبها يذوب بين يديه كانت تتعلق به مثل الغريق كان يدور بها البيت ، ضاجعها على الطاولة و على الاريكة و على الكرسي و على الجدران وعلى الفراش و على الارض كان لكل مكان هنا ذكرى لها معه ، كانت لعبة وهما تشاركا هذه اللعبة تشاركاها بكل لهفة و بكل عزم و بكل صدق نعم فعلا لا يدري لما يأبى ان يتركها ، لا لا يريد تركها ، يريدها في حضنه هكذا تبقى حتى يتذكر انها عروس لليلة واحدة حتى ارجعها الى السرير و ارتمى كلاهما بجانب الآخر هو ليس متعب ..فقط ينظر للسقف المعتم وهي غارقة فيه قد غرقت حتى تكاد تبكي تريده تحبه لقد احبته لقد عشقته لقد منحته نفسها و رغبت.. كانا متلاصقان وكل يفكر في الآخر : لا تطلقني !

غضن جبينه بقوة وهي تكرر : لا تطلقني ابقى معي لنغادر هذا المكان و نختفي !

كانت عيناه تسود بشدة حتى اغمضهما.. في نبرتها حزن ..عبرة.. بكاء : لا تتركني !

ولكنه لا يقدر ما بينه وبين طليقها عهد ، وعد ، عقد ، لا يستطيع ليس بهذه البساطة حتى ارتمت بكامل ثقلها فوقه وجهها في وجهه جلدها يلتصق بجلده اغلق عينه بقوة كانت تداعب شفتيه : اريدك الساعة وكل ساعة الآن وغدا وبعد دهر ، لا تتركني لا تطلقني انا غير راغبة في الطلاق ستقتلني ان فعلت اريد رؤيتك رؤية وجهك عيناك اريد رؤية كل ما المس لن تكون هذه الليلة حسرة لباقي عمري ، لا تجرم في حقي ، انت هنا زوجي و لي حق فيما اقول !

همس في شفتيها : قد تنسجمي معي في الفراش ولكنني غير واثق انك ستنسجمي معي في الحياة ، انا غريب على هذه الدنيا يا نجلا ، بيني وبين طليقك عهد ولن اخلفه ، بيني وبينك ساعات و انتهى الامر لن ابقى سأذهب و اشهر قليلة و ترجعين الى عصمته ، كوني في كنفه افضل من حياة التشرد التي اعيشها !

كانت قطرات عينيها تنزل حارة على كتفه تهز رأسها بأسى ، بشدة : انا لا اريده ، لا اريد رجلا يذلني وانا جارية عنده ، امسكت بوجهه بين كفيها ترجوه بلهفة : عائلتي لديها المال نهرب معا و نعيش سويا بعيدا عن هنا حتى بدون مال انا مستعدة ان ابقى معك : ما اسمك اريد ان اناديك باسمك !

رفع كفيه يمسح دموعها : نجلاء قد اتيتي هنا وانتِ تعرفين الاتفاق الذي بيننا لن يتغير شيء قلت لكِ ، سترجعين الى طليقك لأنه يحبك لولا انه يحبك ما كنت انا هنا احللك له !

همست بقهر : انت تدري انه حرام ،لا يجوز النية لا تجوز ، تحليلك له حرام ، ورجوعي له بعدها حرام ، تعرف ذلك في صميمك تعرفه ولكن تخدع نفسك و تصدق تلك الكذبة ، كل ما يجري اليوم و ما سيجري بعده لا يجوز وانا سأدفع ثمن كل ذلك !

كانت يده تجري فوق شعرها يا الله ما اجمله ما انعمه احب انفاسها يتنشقها بلهفة ما اطيبها رائحتها مثل النعناع منعشة لذيذة ملمس جلدها فوق جسده يهيج فيه الرغبة : نجلا ارضي بواقعك انا لن اخلف وعدي !

كان يقولها مدفوعا بعجز مدفوعا بقهر و يا الله على قهر الرجال يا الله !

امسكت شهقاتها في حلقها لن تبكي لا تريد ان تبكي في هذه الليلة حسنا هو يرفضها يرفض ان يكون معها طول العمر او ما تبقى منه ربما هناك من يراقب ربما هناك من سيقتله لو اخل بالاتفاق لا تعرف ولكن اصراره غريب ، كان شعرها الناعم الغزير يسقط على وجهه و فقط انفاسهما تتدافع بينهما تضرب ..سهاما تصوب.. قلوبا تنهك روحا... لقد تعلق قلبها به حتى نزلت على شفتيه بشفتيها تقبله برقة ولم يستجب رفعت رأسها : فقط قبلة !

كان يبتلع شفتيه يطبقهما على بعضهما البعض : قبلة الشفاه خطرة يا نجلا!

ولكنها لم تعبأ : لما ؟؟ تخاف ؟؟ !

رفع شعرها بأصابعه الى خلف اذنها يداعبها بيده : القبلة حب ، القبلة وصل ، القبلة ذكرى لا تمحى هي ليست كالجسد ، القبلة بصمة يا نجلا !

يا الله كل مرة ينطق فيها اسمها هكذا قلبها يكاد يخترق صدرها ملمس يديه على جلدها يده التي تمر على ظهرها و اليد التي تداعب اذنها و قربه هكذا منها انه يسمع جريان قلبها ..يسمع حتى تدفق الدم في عروقها مستحيل ألّا يسمع : وانا اريد البصمة و اريد الذكرى هي ليلة وعدتني ان تفعل كل ما ارغب و انا ارغب بالقُبلة !

صارت شفتاها تداعب شفتيه تحركهما فوقهما تعضهما برقة تدفع لسانها بين شفتيه تلمسهما تريد تحطيم ذاك الحصن المنيع الذي يقف في وجه رغبتها فيه.. هي تنام عليه عارية فما الضير في ان يفتح لها شفتيه ، كانت حركة شفتيها الحلوة كالقنبلة المسلطة على وجهه ..على شفته ..صار يحترق يذوب يستسلم لتلك الشفاه الغليظة حتى وجد نفسه يفتحهما لها لترتوي منهما ما طاب لها وهي اندفعت كمن فُتح لها بئر من بعد عطش صار يتبادلا القبل مثل المجانين كانت حرب شفاه بعد ان كانت حرب جسد كانا يتبادلا الريق و يستلذا بكل قطرة منه لم يكن هناك من همس بل هو صراخ الجوع ليس إلّا ، تحولت اللذة الى كهرباء صاعقة قاتلة هزت كليهما جعلتهما يغوصا في نوع آخر من ممارسة الحب ، الحب الرقيق الحب العفوي ، لقد كان حقا حبا ، الشفاه قادت صاحبيها الى المحضور الى مالا يرغب ، قادتهما الى تفاهم اكبر ، الى معرفة اعمق ، انسجمت الارواح و تعانقت القلوب حتى انتهى الامر انها قبّلت كل عضو في جسده و استلقت عليه تُقبّل صدره سيكون اجمل رجل عاشرته في حياتها ، احلى ذكرى في عمرها ، ان ماتت لن تندم على ما فعلت ، ربما ستُقبل يد الصديق انه اقترح عليها هذه الليلة ، بل ستُقبل يد طليقها و تقبل رجليه امتنانا لما منحها هذه الليلة : ربما سأكتب كتابا ادحض فيه احدى عشر دقيقة !

صار صدره يهتز بالضحك وهي المبهورة به : اضحك يا اجمل من هو فوق الثرى !

امسك خصرها بيديه قلبها حتى صار فوقها امسك بأصابعها بين يديه الكبيرتين ، و انقلب على ظهره رفع كلا يديهما الى الهواء : دعينا نرسم وجهك ، فصليه لي تفصيلا قولي لي ما هو اجمل شيء فيكِ ، اخبريني ما هو حالك !

ابتلعت ريقها بشدة ، حال يسأل عن حال ، لما ، اهو فضول ، ام اهتمام ، كان مسكه له سَكينة في روحها يداه تعانق يدها كانت دافئة حنونة خلفها ثقة خلفها وقارا : اي حال ، معك الآن انا في اجمل حال ، لا اريد ان اذكر حالي قبلا لا اريد !

كان يرسم يتابع رسمها على الهواء في العتمة بينهما يستمع فقط اليها : وي كأني لم اعرف رجلا في حياتي غيرك ، لقد بدلتني ، اسعدتني ، بضع ساعات ساوت عندي الدنيا وما فيها !

: هل تعرفين ان تغني يا نجلا !

ابتسمت : اعرف كيف اجود ، يقولون ان لي صوتا جميلا في التجويد، لكن هناك مطلع قصيد سمعته في زمن غابر احببته : احممم سرحت حنجرتها تستعد : آه على قلبٍ هواه محكّمُ .. فاض الجوى منه فظلما يكتمُ .. ويحي انا بحت لها بسره اشكو لها ..قلبا بنارها مغرمُ .. ولمحت من عينيها ناري و حرقتي .. قالت على قلبي هواها محرمُ .. كانت حياتي فلما دانت بنأيها صار الردى آه عليا ارحمُ !

كان ساهيا في العتمة كانت عيناه تترقرق ظلما تتشقق موتا ، انها تقتله ، انها تغرس ذات السكين الذي غرسته النساء قبلها في قلبه ، كان الصوت يخترقه يخترق فؤاده يضوج به حنينا ، يشتاقها وهي معه ، انا لولا الهوى انا مين يا نجلا .. صار الهوى مهلكه ، صار الوجد يهشمه !

امسك بأصبعها و اوصلها الى اسنانه يعضه برقة : يا الله ما اجملك .. لديكِ بحة جميلة آسرة !

كان وجهها يغرق في الحمرة ، لأول مرة رجل يصارحها ببحة صوتها ، لما يجعلها سعيدة يجعلها امرأة مميزة !

جاء صوته مخلوط بعبرة : ما قصتك يا نجلا !

سهت في حالها ، لما يريد ، هو ليلة وتفترق ، ولكن يقولون البوح للغريب يريح الروح ، ولكنه لم يعد غريبا ، هو زوجها ، عشيقها ، حبيبها ، وكل وصف في حالة حب ، كانت تبتلع ريقها كمدا بؤسا حزنا ، لقد قلب عليها المواجع : من تنام معك زوجها شك في اخلاقها لانها لم تكن عذراء !

غضن جبينه بقوة ، قوة كبيرة ، اسود وجهه ، كيف هي عذراء هي حقا عذراء ، جسدها حديث على كل ما فعلا على كل ما مر عليه ، كيف يشك ولما ، توقف النفس في حويصلاته ، صار كبده يغلي ، لم تكن عذراء لا يعقل لا يصدق وهي التي تكمل ، كانت الدموع تتسلل الى وسادتها يشعرها يشعر حسرتها : جسدي تاه في الظلمة ، انا لا اعرف شيئا ، انا شككت في كل من حولي ، تلك السنين كانت صخرة على روحي ، لم اعرف من فعل ذاك بي ، وهو يشك لانني شككت في رجل ، قال له انه لم يفعلها ، الحكاية طويلة يا صاحب الظل الطويل طويلة مليئة بالقرف بالجمود بالشك بالحيرة ، انا نفسي نسيت نسيت ، اعتكفت ، حتى جاء ذاك ليكشف ستري !

ابتسم لوصفها له ، و تشقق قلبه لما حصل لها ، ربما لو كان هو في محله كان سيشك ايضا ، ولكنه صبور صبور جدا يحب ان يعطي و ياخذ مع النساء ، لا يستعجل في حكمه ، غير طائش في مشاعره تجاههن ، ماذا لو هو وجدها غير عذراء في ليلتها ، وان كان يحبها سيغفر و يجعلها تعيش في كنفه كامرأة جديدة .. ولكنه هو مختلف عنه ، هو ثائر ، عصبي ، متحكم ، مسيطر ، وكله على الواجهة كله !

يُقدّر انه لم يحتمل ان تكون المرأة التي يحبها ليست عذراء ، اي رجل سيفعل ما فعله ، ولكن هو .. هو سيشفع عنده الحب .. الحب فقط !

التفتت اليه بحب كانت عيناها قلوبا ..ودا ..عشقا : وانت ، ما قصتك !

التفت وكأنه يراها صارا متقابلين بوجهيهما : انا كل الحكاية !

عضت شفتيها نزلت منها دمعة مسحتها بطرف اصبعها : مالذي يثير اهتمامك في باولو ؟!!

ضحك تخيلت تلك الضحكة يا الله ما اجملها : لأنه يواجهني بحقيقتي ، كل كلمة مكتوبة لي ، تقصدني ، تعنيني !

أحب طريقته في فهم دواخلنا ، قلتي انكِ قرأت الزانية ، تدرين انها حقيقة كل امرأة متزوجة ، لو قرأتها كل النساء سيفهمن هن من !

الغريب يا نجلاء ، الرجل يستطيع ان يعبر و يفهم المرأة في رواياته اكثر منها و العكس صحيح ، يعني المرأة تكتب عن الرجل وكأنها في جسده في عقله تفهمه على الورق ، ولكن كلاهما على الواقع لا يفهم الآخر ، كلاهما لغز كُتبت فيه الكتب و النظريات و القصص و الحكايات ولكن في العمق نحن نفهم بعضنا جيدا جديا جيدا جدا !

كان صوته يتردد كقاريء نشرة صوته جميل معبر عميق مخيف يزعزع يجعلك لا تريد ان تلتفت عن اي كلمة لا تفوت اي حرف ، كانت تسرح معه ملّكته الحشى صار كل ما يقول قانونا ، صار عُقدا قد فُكت بيده : الآن اكتمل وجهك في الفضاء الذي بيننا صار وجهك صورة معلقة على هذه الجدران !

كانت انفاسه تضرب وجهها اقترب حتى اخترق جانب عنقها رأسه تحت شعرها يداعب اذنها بشفتيه كان شعر ذقنه يدغدغ كتفها يدغدغ وجهها يمنحها نشوة شديدة.. لف ذراعه حول خصرها قرّبها من جسده بشدة بحميمية ..كانت تشتعل قربت جسدها منه حتى التصقا كانت الحرارة عالية جدا بينهما يتنفسا بقوة يتشاركا الرغبة المطلقة همس في فمها : دعينا نرى برهان العسل !

همست بدورها تعض شفتيها تغرق في خيالها : اعرفها  !

رفع حاجبه : ان كنتِ تعرفيها فأنتِ ايضا قد قرأتها !

دفعت بوجهه : برهن ما شاء لك الهوى ان تبرهن  !

: انتِ امرأة خطيرة !عض شفتيه بقوة

لم يجعل لها فرصة للرد وهو يلثم و يقطف و يرتشف ما شاء له من الهوى جعلها تغلي جعلها تثور جعلها تقفز في فراشها من لهفتها جعلها تأن جعلها تتلوى لم تصمد لم تقدر يا الله كل هذا تفعله النشوة يفعله الحب تفعله الرغبة كل هذا يسبب متاهة الجسد ، متعة ما بعدها متعة كانت تدفعه بيدها تدفعه تقربه تمسك برأسه بين يديها تغوص في آهاتها وهو لم يكتفي سيجعلها تدوخ تفقد وعيها سيتعبها حتى تنام لا تحلم بشخص غيره سيتفنن سيتفنن سيتفنن سيعزف سيرقص بجسدها سيدور بها حتى يخترقا كلاهما ابواب السماء ، ان كان سيصنف يوما الشجاعة في الحب مع نساءه فستأتي هي و سُكينة سواء ، الحب معهن شيئا عابرا للحياة ، بل هو اكسير الحياة ذاتها ، الحب معهن خرافة لا تُصدق ، شيء مثل الهوس !

دخل عليهما آذان الفجر كان آذانا للفراق للإنفصال لقتل المتعة في مهدها لقد اعطى كل منهما ذي حق حقه لم يعتب عليها ولم تعتب عليه لقد جعلته رجل ليلتها قد سلمته امرها و معه قلبها قد يرتحل ذاك الحبيب المشرد و عيناها يطوقهما الدمع يسيل على جانبي وجهها تعض شفتيها بقوة تكاد تقطعهما ، لما يا الله ، لما أبعد ما وجدت الرجل الذي تحبه حقا يؤخذ منها في ليلة واحدة ، أستجد رجلا في رقته في عطفه في تفهمه في جماله في قوته في حبه أين يمكن ان تجد كل ذلك مجتمع في عقل واحد في روح واحدة هو من سلبها الروح و سيرحل سيسلمها لرجل آخر عبارة عن بقايا ، هي اصبحت بقايا هذا الرجل ليس إلا ،، كيف سيقدر من هو طليقها على ان ينافس هذا في قلبها في روحها لن يقدر لن يقدر هذا قد اخذ معه كل شيء يخصها كل شيء وضعه في جيبه و غادر به بلا رجعة بلا رحمة وبلا نظرة اخيرة ، جسدها في غيابه هو مجرد شبح !

تمسكت بيديه بقوة تبكي تترجاه بموت روحها التي سيتركها : لا تتركني ، ابقى ، ابقى ، لا تفعل ، لا ترحل ، انا لا اريد الطلاق لا تظلمني لا تظلمني ارجوووووك ارجوك لا تفعل كان بكاءها يتردد في صدى عمره كل كلمة كانت موتا آخر فاجعة اخرى شفتاها التي تقبل يده دموعها التي تبللها دفعها له باتجاهها تعلقها به ولكنه لا يقدر لا يستطيع هذاالامر بذاته شقاق ..بذاته فراق عن اخيه ..وهو لن ينفصل عنه ..هما روح واحدة ..هو و اخيه روح واحدة ..قد اتفقا و ها هو قد اتم جانبه من الاتفاق ، اتفاق على ان يقتلوا انثى اخرى في مخادعهم هذا هو الاتفاق !

مال عليها بكل عزم التقم شفتها في قبلة طويلة يمنحها كل الوصل كل الحب قبلة مناجاة ، قبلة انتهى معها الوقت ، قد ضاع فيها الزمن ، آخر قبلة بينهما ، شيء غير مشبع ، شيء يدفع الجسد للمزيد حتى يطلع الصبح تطلع الشمس تراه ويراها ، يتخذها زوجة لباقي عمره ،عراك الايدي المتلهفة المتولهة على الاجساد كل سيفتقد جسد الآخر ، سيفتقد روحه سيفتقد شيئا فريدا حصل شيء كان مباركا من الله  تنفصل الشفاه وهي تريد العودة ، تنفصل وينتهي القتال و تنتهي اللذة و يصبح بعدها خواء ، بعدها حزن ، دموع ، حسرة ، قهر ، هجر ،كل ما بعد الحب ولم يُنجز ، لم يحسبا حساب البُعد ، غصة صارت لباقي العمر ..

هو الذي قام من مرقده يتجه للحمام تحمم ارتدى ثيابه ثم سمعت باب الشقة يُغلق عليها !

!

اغلاقه الباب خلفه هو اعلان لها انها قد اغلقت قلبها من بعده هكذا بكل بساطة قد فعلتها ، الحب سهل ، سهل جدا ، عبارة عن كلمة حلوة ، عن رقة في التعامل ، عن علاقة حميمية متفق عليها حلوة جميلة ، عن فكرة في عقل كل منهما .. هكذا كان الحب !

صارت الايام مع الزين تتشابه في عينيها ، لم يقبل رفضها له ، كل ليلة عراكا و ضربا قبل ان يجامعها ، لقد ملت ، ما عادت تقدر ، جسدها مرهق ، عقلها مرهق ، قلبها تلف ، وهو لا يسمع قد صار ابكما اعمى صم اذنيه عن بكاءها عن رجاءها هو فقط يفعل فيها ما يريد ، في عقله نظرية يريد اثباتها فقط هذا هو ما يفكر فيه معها

كان يحجزها بين ذراعيه قريبة الى صدره ، كلها منكمشة ، كلها تبكي ، يهتز جسدها بالعبرة ، وهو متمسك بها ، لا يعرف ما بها ، لما هي هائجة ضده ، لم تكف عن الدمع ، في تنك الايام قلبت كيانه بالسوء و نخز الضمير ، يهمس لها : نجلاء ، كفى ستقتلين نفسك ، ماذا بكِ لما انتِ منهارة !

ولكن كلماته لم تكن الا دافعا جديدا لها كي تنهار اكثر ، صار بكاءها صراخا ، تريد اختراق قلبها و نزعه و قتله تريد الموت فُجع منها لآم نفسه ليته لم يتكلم صار يجرها الى احضانه جرا وهي لم تقدر ان تمانع ليس بها اي قوة كانت حقا ميتة ، كل الحب معها كان فقط عبارة عن جسد منه و هي كأنها جثة هامدة ، صار يقبل عنقها و يقبل شعرها و يقبل كتفها يهدهدها : نجلا كفى هذا ليس حالا !

بقدر ما كانت توده سابقا ، بقدر كل دقيقة شعرت فيها ربما بالاعجاب ناحه ، كلها محيت ، كلها ادراج الرياح ، كلها اختفت ، في قلبها شوقا لذاك لصوته لهمسه لقوله لحواره لقبلته ، تشعر انها تخونه ، جسدها يرفض رجلا غيره ، لقد دمروها ، لقد قضوا عليها ، قتلوهااااا قتلوا النجلا قتلوها

 حين كانت تمشي مرة على البحر ترمي حجر هنا و حجر هناك تضربها الريح يتطاير شعرها الذي طال كثيرا حتى وصل الى منتصف ظهرها ، تلك القصة الجميلة قد تغيرت الى ما هو اجمل ، صار شعرها يرفرف حولها ، كان دائما ما يقف خلف الزجاج يراقبها ، يضع يده على قلبه ، لم يعد هناك تواصل روحي معها ، لم يعد يفهمها من نظرة ، صارت العين غلاف نظراتها ، وراء نظرة الحزن شيء آخر اعمق لا يراه لا يكاد يصل اليه ، توقعه في حيرة من امره ، نفورها منه غريب ، لم يعهدها هكذا معه ، كانت في كل مرة تلين ، هذه المرة كأنها خلف جدار مسلح ، خرج يمشي لها يراقب ظهرها يراقب سكونها هل تفكر في اغراق نفسها ، سيكون عار عليه ان فكرت امرأة يوما ان تقتل نفسها بسبب انها تكرهه !

جلس على الرمل وهي التي احست بوجوده في ذات المكان تحركت بعيدا لفت لفة كبيرة حتى تدخل الى الغرفة ، صار يهز رأسه و يقضم شفته حسرة ، مالذي فعله بها ، لقد تبدلت ما عادت هي ، انها حقا لا تطيقه لا تريد ان تكون في مكان واحد معه ، يفكر ، ربما وجودها معه لوحدهما هو ما يضغطها ، لو حررها ، سيرجع بها الى البيت وهناك ستأخذ راحتها ، سيعود الى اعماله مرغما سيبتعد عنها سيعطها فسحة لتتنفس لكي تفكر مليا فيما تفعل معه .. كان هذا قراره ، حتى الليلة سيتركها لن ينام جانبها لن يتحرش بها ولن يدفعها الى الصراخ و البكاء ما عاد يحتمل رؤيتها تبكي بهذه الطريقة وكأنه يقتلها !

صارت تدور في الفيلا تصعد الى الاعلى لأول مرة تفعلها ، احبتها ، كانت جميلة لطيفة اثاثها رائع ، صارت تفتح الخزائن التي في الغرف هناك ثلاث غرف فيها ، اثاث يبدو بناتيا بحتا لونه بنفسجيا و ورديا ، استغربت امره ، غرفتان تبدوان جميلتان مرتبتان ، غرف رجالية ربما !

عادت الى تلك الغرفة النسائية و ارتمت على الفراش ، هي التي كانت ترتدي بنطالا من الجينز و بلوزة حمراء قصيرة و حذاءا بيتيا ، ارتمت و صارت تنظر الى السقف ، تغلق عينها عن كل شيء ، حتى امها وابوها لم يعلما بكل ما جرى الفترة الاخيرة من حياتها ، كيف ان ابنتهم صارت سلعة بين القوادين !

صار جسدها يهتز ضحكا صارت تضحك ملء فمها ملء ما فيها ، هناك دعابة في الامر دعابة كبيرة هي اساسها !

صارت تتقلب على الفراش تتقلب كثيرا تغلق عينها تسمع صوته تسمعه يخترق كل حصونها كل شيء فيها شفتاها تلتهب توقا لشفتيه تريد ان تشمه مرة اخرى ان تداعبه مرة اخرى ان تتسلق جسده تارة اخرى ، اعتصرت بطنها بيديها بشده هناك الم الم شديد الم لا يرحم صارت تأن تأن بقوة صارت تبكي لا تحتمل ، في كل مرة تتذكره يحصل معها هذا ، لا تدري ان كانت هذه علامات الرغبة ، ان كان رحمها يأن لحاجته ام انه يتفجر من افكارها من غزوه لرحمها لا تعرف ما يحصل فيها ولكن هذا صار يحصل في كل مرة تتذكره وترغبه و تتخيل حضوره و تعاود كل ما فعلاه تلك الليلة !

تُغرق وجهها في الوسادة و تبكي حبا تبكي قهرا ، تضرب الوسائد بقوة بقبضة يدها تصرخ في روحها صراخها كأنه امرأة قد ثُكلت ، تختنق تمسك برقبتها تكاد ان تقلعها من مكانها ، لقد ملت ملت لا تريد العيش ، هذا ليس عيشا ليست حياة ، آآآآآآآآآآآه صارت الآهات تخرج مصرصرة من حلقها آهات يحتاج جسدها ، قلبها ، ان يتخلص منها ، آهات مدفونة بين الهوى و الروح ، آهات لهب ، آهات حب ، أهات ألم ، تكاد تفقد عقلها تفقده ، لا تريد ان تعامل تلك الليلة كأنها لم تكن ، كأنها حلم ، خيال ، شيء خارج عن الواقع ، لقد كانت حقا كانت ، كانت لدرجة انها تراها ، كانت ولهذا هي هنا ، يعاد عليها نفس المشهد ، نفس المعاناة ، عادت لنقطة الصفر معه ، ليلة كانت خيانة لها لكل عواطفها و مشاعرها المتأججة ، خانها ودفعها الى حضن هذا الذي لا ترغب آآآآآآآآآآآآآه

وهو يضل خلف الباب يسمع صوت نحيبها صوت بكاءها ، حالتها لم تعد تطمأنه ، لن يقدر ان يسمع ذلك لفترة طويلة يجب ان ينتهي ، لكنه لن يعلم ان هذا سينتهي حتى يحضر حبيبها ، ذاك الحبيب الذي وهبته كل شيء ، امرها ، روحها ، نفسها ، عرضت عليه الهرب بعيدا عن كل شيء ، حبيب اذابها ، هل سيفهم يوما ، ربما هو يفهم انه يفهم هي تعرف انه اذا علم سيفهم ، هل هو ان كان حقا يحبها سيشعر كما تشعر تماما كما تشعر !

دخل الغرفة وقف هناك يتنهد عيناه غائبتان يقول بصوت مبحوح : فقط لو تقولي لي ما بكِ ، اعتقد ان الامر بيننا لم يتغير كي تثوري كل هذه الثورة ، اهدأي و صارحيني ، قولي لي ، اريد ان افهمك !

تجمدت وهي تعتصر خصرها بيدها يا الله لا تريد ان تسمع اي شيء منه انه مثل من خطفها و يستولي على جسدها هذا هو قد اصبح في عقلها لا شيء آخر ، رفعت يدها تغلق اذنها لا تريد ان تسمع صوته كل ذبذبة منه تجفلها تجعلها لا تصدق واقعها الذي رميت فيه مرة اخرى تهز رأسها بقوة بقوة كبيرة تضغط على اسنانها بشدة تكاد تكسرها تون تون تضل تون

وهو يقف هناك متفرجا حائرا ان اقترب بعدت وثارت و ان ابتعد سمع ما يؤذي فؤاده ، هذا ليس حالا : نجلاء استعدي سنعود للبيت !

سكنت في مكانها خفت صوت بكاءها ، لم تكن فكرة سيئة ستعود الى هناك ، ستختلط بالعالم و تبتعد عنه ، هناك زوجته و ابنه ولن يضايقها وجوده طوال الوقت مثل المارد الذي يراقبها بعين سحرية كبيرة جدا معلقة في منتصف جبهته !

لقد فقد الزين التواصل مع نساءه ، كلتاهما تغيرتا ، كلتاهما ما عادتا هما ، صار يحك جبهته هما ، لا يعرف كيف يتصرف معهن ، الافضل ربما ان يتركهن سويا مع بعضهن ، يرحل لفترة عن البيت يتابع عمله في تونس اولا ، يبقى بضعة ايام يتركهن في عهدة الخادمات و يرحل .. هذا افضل حل له هو ايضا ، لا احد يعلم ما يجري في عقله ، هو يؤجل حتى الحزن ، يحاول ان يتلهى ، سيتصل بعمه امحمد و عمه سعيد و المؤيد و آيدين و اخوه ايضا الذي هجر البيت منذ ذاك اليوم ، اخاه صار قليلا ما يحادثه ، عندما يلتقيا صار لا ينظر مباشرتا الى عينيه ، هو قد تجاوز امر نومه مع النجلاء ، لا يريد ان يدقق فيه ، يريد ان تكون العلاقة بينهما كما سبق هو اخوه ولن يتخلى عنه او يرفضه لانه نام معها ليلة لا يعلم تفاصيلها ولن يسأل عن تفاصيلها ، ولكن يحيى منذ رجوعه من المانيا وهو منهك متعب زهرة تركته ولا يعرف ما حصل بينهما ، رجع ليجد ان المنذر و سكينة قد اختفيا ، لا يعلم ما حصل لما غادرت سكينة واين هما ، انقطعت الاتصالات بين العائلة و بينهما الى اين يا منذر بزوجة اخي الى اين !

عادا الى البيت ، كانت صامتة طوال الوقت ، حاول مخاطبتها ولم ينفع لم تستجب ،حاول ان يمسك يدها فشدتها بعيدا تحتفظ بها عند قلبها المشمئز ..  تدير رأسها الى الشارع الى السيارات تراقب من يقود تلك السيارات ، يعبر نظرها كل المدى تبحث لا زالت تبحث لا زالت لم تيأس ، بالها مشغول ، تحدق في كل المشاة ، كل الواقفين ، لا احد هو ليس فيهم ليس منهم هو ستشمه عن بعد ميل عن بعد قمر ، لم تؤنب ضميرها النجلا ، ولا تلومهم لما فعلوه ، لا تلومه هو من دفع بها الى حبيب آخر ، لا تلوم اخوها انه زوجها بلا علم من محلل ، لا تلوم ذاك المحلل الغريب الحبيب العشيق من اكرمها في فراشه  ، انها تلوم قلبها الذي وقع اسير تلك الليلة ، تريد ان ترى عيناه .. فقط عيناه يا الله .. ان تقرأ فيهما انه يحبها انه قد عشقها تلك الليلة كما فعلت هي .. هذا هو كل الأمر ان تعرف فقط !

صعدت الدرجات قبله دخلت الغرفة قبله ، كان خلفها اراد ان يمسك بذراعها تفلتت منه بقرف تشقلب عيناها لا تريد ان يلمسها نفضت نفسها بعيدا : قلت لك لا تلمسني لا تلمسني ابتعد عني اتركني وشأني ، كان كلامها متوترا تشد شعرها وجهها شاحبا جدا شفتاها مبيضتان عيناها جاحضتان ، النجلا تهيم عشقا ولا احد يدري ما في قلبها ، ان لم تجده ستجن ، بينها وبين الجنون شعرة .. شعرة واحدة ..

نزعت كل ثيابها عنها و دخلت تتحمم ولم تدع له فرصة لأي حديث !

لوى شفته لواها حتى كاد يبصق يرفع يده الى رأسه يحكه بشدة لقد ضاع معها ضاع جدا .. صار يدور حول نفسه متهالك ، منهك ، لقد سلبت له قوته ، الروح ما عادت تحتمل المزيد ، هو يتحامل على نفسه ، يتحامل بقوة مع كل ما مر عليهم ، هو رجل ، يتحمل المسؤولية ، لن يجلس مثل النساء يولول او يبكي ، ما حصل قد حصل لابد ان يتحرك قدما ان يتابع اعمال العائلة ، ان يوازن بين حياته الشخصية و العملية ، ولكن هناك عثرات مثل النجلا التي لا تمنحه فرصة للعيش بهناء تعكر عليه صفوه .. نفخ حتى كادت الغرفة تطير من شدة نفخته ..خرج يتجه الى تلك الاخرى التي تسجن نفسها في جناحها ، كانت تجلس بجانب النافذة تتطلع الى الخارج ، عندما سمعت صوته التفتت عليه سرحت حنجرتها برقة : ظننت انك ستطيل الغياب اكثر من ذلك !

نفخ بقوة ، قوة كبيرة : لما هل ترتاحين لغيابي !

اغلقت عيناها غما وابتلعت ريقها بتؤدة تهمس لنفسها : لا ، البيت اصبح فارغا ، اريد ان اطمئن عن صبا وعن حالتها ، هل يمكنك في يوم اخذي اليها ، اختك وامك لديهما دين في عنقي دين كبير !

اخفض رأسه الى الارض صبا تلك مشكلة اخرى ، مشكلة اصبحت كبيرة ، ظلموها ورموها ، اصبحت تعاني صبا ما عادت هي الاخرى صبا ، حروق جسدها ، و موت امها و بقاءها مع رجل كرهته !

قد كان المؤيد في عرف صبا سبب كل ذلك ، بتهوره ، بزواجه منها كانت هي وامها و عدة نساء اختنقن و متن كله سببه كله مسؤوليته وهو قد حمل تلك المسؤولية حملها و بكى ..امه كانت ضمن تلك النساء اللواتي متن في الحادثة التي تسبب فيها اخوه .. اخوه قتل امه و تسبب في حرق عروسه يوم دخلتها التي بقيت في المستشفى شهورا حتى تلتئم حروقها التي شوهت لها ما شوهت في جسدها !

لقد فعلها الرجال و مات فيها النساء ، لم يكن من ضحية سواهن ، تلك الاناث الاتي وقعت عليهن الواقعة !

قال بخفوت و ملل : متى ما اردتي قولي لي !

نظر حوله : أين هو تاج !

تنهدت وهي تعدل جلستها امامه : اعتقد انني سمعت صوت عمه في الاسفل ربما اخذه معه !

غضن جبينه بقوة : يحيى عاد !

قام من فوره يعبر الممرات ثم الدرج الى الخارج ، تطلع على المجلس الخارجي ولم يجده صار يدور حول البيت حتى وجده هناك خلف البيت في الخيمة يجلس و بجانبه تاج ، كان يستمع الى قصيدة سارحا في اللهب الذي اشعله في ذاك الحطب و تاج يتعلق بعنقه بقوة ، ابتسم برحابة صدر وهو يراه اتجه له يربت على كتفه : لقد عدت !

تنهد بقوة يرفع نظره للمحة في وجه اخيه : عدت وبلا فائدة

اعتدل في جلسته كان وجهه غائما عيناه غامقتان كثيرا من رآهما يقول انه لا يرى : لا اعرف ان كان المنذر قد تلاعب باحدهم على الحدود كي لا نعرف اين هو ، لا اعرف ان كان داخل البلاد ، لقد اطلقت كل من اعرف وراءه بصورته ببياناته بصورتها حتى هي و لا احد يعلم عنهم شيئا اختفيا هكذا اختفيا !

جلس شعيب بجانب اخوه هو الآخر يحمل نفسه مسؤولية كبيرة مما حصل : لقد قالت لك ناجية انها كانت مريضة ، انهم تركوها في الفراش لا تتحرك ، فكيف ستخرج معه برغبتها ، انت رأيت ما فعل لقد جن لقد دمر في طريقه ما دمر بسبب زواج اختك من اخيه و اراد ان ينتقم فخطفها هذا هو الأمر يا يحيى !

كان يهز رأسه مع كل كلمة يقولها كان في قرارة نفسه يتفق معه ، يا ليته ليلة العرس اصر ان يراها ولكنه لم يشك ولو واحد في المائة انها لم تحضر ، كيف سيخطر بباله ، لم يتصل به اي احد ليقول انها مريضة والا كان سيذهب لها و يؤجل سفره ، ولكن كل التعقيدات جاءت مرة واحدة !

شدد شعيب على قوله : اعتقد اننا يجب ان نجتمع ، ابوك يجب ان يخرج من عزلته ، يجب ان يعود الى نشاطه ، سأتصل بأعمامي ربما بكل العائلة كي يحضروا الى البيت ، سأصالح هارون على عمي كفانا شقاقا و سأسعى ان اصالحه على آيدين ايضا .. فلندع المجدلية تعود الى بيت اهلها كي تحزن فيه مثلما ترغب ، فُجعت في اهلها في امها التي ماتت وهي لا تعرف اذا كانت راضية عنها ، فُجعت في اختها الاقرب لها من نفسها ، وأنت و عمي امحمد يجب ان تتصالحا مع المؤيد فما حصل بينكم كان ليقتل احد فيكم .. اقدر غضبك من المنذر و لك الحق فيه ولكن انت ايضا اخطأت بألا تخبر انك تزوجتها قبلا ..

دار بنظره في المكان ، البيت اصبح فارغا بعد امي و صبا ، تنهد كلاهما بلهفة بصبر بحب بحزن بدموع .. عض كلاهما شفته لا يريدا ان يبكيا الآن ، غصة ما عادت لتموت ، غصة باقية طوال العمر ، لقد ضاعت العائلة ضاعت !

كان ينظر مليا الى وجه يحيى المغموم ، يحيى قد تغير ، حتى لمعة الحياة في عينيه قد ماتت ، ذبل وجهه ، صار مغضنا طوال الوقت ، حتى لمح شيئا على عنقه ، خيط رفيع ازرق باهت اللون ، خيط دم : اقترب منه مفجوعا انزل ياقة القميص و ذاك الذي فُجع و نظر الى عيني اخاه المصدوم : ما هذا ! من فعل بك هذا !

رمى قطعة خشب في النار لوى شفته عن اخاه : نون النسوة !

فتح شعيب فاه ، فتحه ما عاد اغلقه متعجبا : يحيى !

نطق يحيى بغم بفم مشدود متهربا من حديث لن يقود نفسه الا الى الجنون .. الجنون لا غير : المسجد على وشك ان ينتهي ، اريد ان نعمل ختمة لروح امي رحمة الله عليها و على جدي ، سأذهب الى جدتي بعد قليل اريد ان اراها ، كانت كل كلمة تجرح حلقه تدميه ، يا الله ، كل شيء يوجع الحشى ، جدته حتى في عز كل ما حصل رفضت رؤية اباه ، هو صار يعرف لما ، صار يعرف حتى اختنق ، اختنق وهذا الوجه الذي بجانبه سيموت ان علم هو الآخر ، جدته في حاجة اليهم لربما عليها ان تاتي لتعيش معهم هنا قريبة منهم : جدتي لابد ان تعيش معنا ، كفاها تلك السنين وحيدة ومريضة ، فلنجعل ايامها الاخيرة هدوءا وسكينة ، اغمض عيناه بشدة وهو يقول كلمته الاخيرة التي كانت تخترق الروح .. سُكينة !

كان في تلك الاثناء طوال حديثه هاتفه يرن ، رسائل ، لم يتوقف عن الرن ، اخرجه من جيب سترته و فتحه حتى عندما نظر الى الاسم اسود وجهه و ازداد غضبه صار ينفث نارا من انفه وقف على ساقيه : سأعود ، ضع شايا على النار !

اندفع الى البيت مثل السيل الهادر ، مثل الشلال الذي ينزل على الصخور حتى يحطمها ، هذه الانثى لن تجعل به عقلا ، يجب ان تقف عند حدها ، لن يستطيع ان يستمر في استقبال اتصالاتها له بهذه الكيفية ، كله منها ، كله من نجلاء من دفعتها في طريقه ، وتلك لم تتعض ، لم تتب ، التوى وجهه حنقا وهو يصعد الدرج اليها ، هي كانت ترتدي ملابس الصلاة تجلس على سجادتها تسبح الله على عقد اصابعها خاشعة حتى حين دخل عليها سكن في مكانه لا يريد ان يضايقها قبل ان تتم صلاتها ، لم ترد ان تلاقيه بالنظرات ، ولا ترد ان تتحدث معه ، قامت لترفع يدها بالتكبير حتى صرخ فيها غيظا : يكفي كفى ، انها تثير اعصابه انها لم تعد تحترم اي شيء بينهما ، تتخذ الصلاة درعا لها منه ، لم يعد هناك حوار بينهما ، لم يعد هناك كلام ، انفعالات عينيها ووجهها تشعره انه انسان حقير ، هذه المرة هو حقا غاضب جدا جدا غاضب ، هل هي من تطلب من تلك الفتاة التي كانت تفضحه ان تتصل به !

اقترب جدا في كل خطوة كان كأنه سيسحقها جرها من ذراعها بقسوة كانت تهتز بين يديه يرفع هاتفه في وجهها : تلك الحقيرة والله ان لم تكف عن الاتصال بي تعرفين ما سأفعل بها ، قولي لها اخبريها الا تكرر فعلتها ، تحملي مرة مسؤولية ما تفعلي !

كانت تنظر للأرض طوال الوقت لوت شفتيها نزعت ذراعها بقوة من يده المتشبثة بها رفعت عينها الممتعضة الغاضبة في عينيه : اعتقد انك اعطيتها وجها زيادة عن اللزوم ، البنت اصبحت تحبك ، وانت لفترة قد بادلتها ذاك الحب !

كانت تتحداه ان ينكر ، تتحداه ان يقول انه لم يفعل ، كان يتلوى قهرا : لأنكِ انتِ من دفعها في طريقي ، جعلتها تدخل قصري و فراشي و تنشر قصصا عني ، لقد خططتي لكل ذلك ايتها الأفعى !

: أفعى .. انا افعى .. تصف زوجتك بالأفعى .. نفثت انفها هزءا .. يا الله الاما ستنتهي هذه العلاقة ... اكملت : وكأنها كانت في فراشي وليس فراشك ، انت تستقبل كل النساء و قطر الندى اطهرهن ، تذكر تلك الصورة لك معها .. صارت تضحك تضحك كثيرا حتى ما عادت تقدر على الوقوف من الضحك كانت تمسك بخصرها من شدة ما تشعر من فكاهة !

كان وجهه يتلون صدره يعلو يعلو كثيرا حتى يكاد ينفجر ، تلك الفاجرات لقد تلاعبن به تلاعبن و لم ينته الامر عند ذلك أبدا !

كان يسمع ضحكتها ينظر الى وجهها الذي انفرج لأول مرة منذ زمن صارت تثيره يا الله كم اختلفت يا الله كم يشعر بالحب في قلبه : نجلا ، احذرك ، خذي الهاتف و اتصلي بها و قولي لها ان تبتعد عن طريقي ، انتِ لا تفهمين عواقب ما قد يحصل فيها جراء ما تفعل لقد تجاوزت كل الحدود ، تجاوزتها كثيرا وانا احترمها فقط من اجلك !

سحبت مبرد اظافر من على طاولتها التي اختفى كل شيء كان عليها سابقا ، هي حتى هذه المرة لم تحضر معها اي زينة و لا اي شيء يخص العروس لانها تعتبر نفسها ليست عروسا ، تدور في الحجرة امام ناظريه بثياب الصلاة ترفع له حاجبا : قطر الندى فتاة جميلة ، ودودة ، تحبك ، لا اعرف لما لا تتزوجها !

كان يغضن جبينه بقوة ، بوجع ، مالذي تقوله ، هز رأسه لا يصدق ما يسمع ، هي نفسها تدفعه لأحضان امراة اخرى ، ان كانت تريد قتله فقد فعلت ، قد نجحت : قطر الندى صغيرة جدا متهورة ضائعة لا تفهم شيئا ، لا افهم اصرارك عليها ثم انا لا انوي حاليا الزواج !

لوت شفتها تنظر له بنصف عين : و ناجية أليست مشروعا مؤجلا حتى تتم امك وامها العام وهذا سيحصل قريبا .. قريبا جدا .. كم من امرأة ستُدخِل علي .. فلذلك انا اعرض عليك قطر الندى كامرأة رابعة في حياتك كيف تقفل الدزينة التي تجمعها حولك !

نفثت انفاسها و ارتفع صدرها : سيكون لك اربع نساء من كل شكل ونوع ولون ، تقلب على ايهن شئت !

لم يعد يريد مواصلة النقاش معها ، لقد وصلت الى منطقة محضورة ، انها تحقر كل شيء يحصل معها ومعه ، تسخفه ، موضوع كبير مثل موضوع قطر الندى التي كادت تخسر شرفها بسبب لعبتها الحقيرة تلك ، ولكن لحسن حظها انها افلتت بلعبتها مبكرا جدا !

قال ممتعضا : تدرين لا ادري كيف تصلين وانتِ قد فعلتِ معها كل ما فعلتي ، دفعتي فتاة صغيرة في طريقي ولا تشعرين بالعار ، صرت استغربك ، ما عدت افهمك ، لا اعرف من انتِ!

كانت تبرد اظافرها : حقا لا تعرف وانت من صنعني !

هزت رأسها تلوي شفتا ضاحكة هازئة !

: الافضل لك ان تراها ان تفهم منها ما تريد ، قطر الندى عنيدة ان وضعت احدا في رأسها لن يخرج منها ، التقي بها ، ان ارادت الزواج تزوجها و ابتعد عن طريقي !

صورك التي عندها و التي هي مؤرشفة على احد مواقعها سوف تخرجها لك في حال رفضت ان تلاقيها ، اعدك انك ستتسلى معها ، ألم تتسلى بفتيات صغيرات قبلا مثل اختي مثلا !

لا يدري ما يحصل في جوفه تلك الفينة ، كانت روحه تصرخ ، كان يأن ، كانت ترمي السهام و تصيب ، كانت تقتل ، لهذه الدرجة لم يعد يعني لها شيئا ، لهذه الدرجة اصبح رخيصا عندها !

اقترب منها كثيرا اقترب بوجه غائم وجه مفجوع اقترب حتى حط جسده امام جسدها يقول بخنقة في عينيها البراقتين التي اختفت لمعة حبه فيها كانت تنظر له كأنها تنظر لرجل متطفل ، رجل غريب ، بالكاد خرجت الكلمات من حلقه ، يبحث في نفسها عنه يريد ان يرى شيئا في عينيها شيئا يخصه لم يعد يراه : نجلا ، ماذا حصل لكِ ، لقد بالغتي في كرهي بالغتي كثيرا ، تعاملينني كأنني عامل عندك ، انا لا اريد ان اكون قاسيا معكِ ..لكن اريد ان افهمك ما قصتك !

توقفت عن برد اظافرها كانت تنظر للفراغ الذي بينهما تحدق مليا في ذاك الفراغ حتى تكاد تخترقه بنظراتها همست : يا الله كأنك تنسى كل ما فعلته بي ، تنسى انك ضربتني صفعتني امام اخي ، ارجعتني وطلقتني ، تنسى انك تغتصبني كل ليلة ، تنسى أنك زوجتني من محلل كي تنال مبتغاك ، وها انت قد نلته ماذا جنيت ، غير حقدي و كرهي ، تعرف ان اخي متفق معك انه لن يتصرف خارج طوعك استغليتني ، استغليت وضعي في عائلتي ، لم تعطني فرصة حتى ان ارفضك ، صرت تتزوجني و تطلقني كما ترغب ، كلما خطرت على بالك ارجعتني ثم ثاني يوم تطلقني ، اخي قواد آخر عندك لا يهمه سوى مالك لا يهمه ما انا عليه لا يهمه انه يبيع اخته انه يتاجر بعرضه لا يهم كل ذلك لا يهمكما ..انت تتصرف كأنني عروس جديدة عندك ولا كأنه بيننا ماض كله شك ، انا فقط اريد ان اعرف مالم اعرفه ، ان كنت تشك في اخلاقي و طلقتني لهذا السبب ، ماذا تغير ؟!!

ألن تشك مرة أنني سأخونك ، كما نمت مع رجل قبل الزواج ان افعلها بعدها !

فتحت عينها بجرأة في عينه ، كان كل الصدق فيها ومنها ، في كل حرف تنطقه ، كانت تخيفه : تدري يا شعيب ، لم يعد لك شيء في الخاطر ، لاااااا شيء ، ربما كل الخاطر قد اخذه رجل آخر !

كان يتنفس بقوة بعنف انفاسه تتلاحق تتدافع صار مريضا صار ميتا لم يعد يحتمل ما توحي به اليه لم يعد يحتمل انفجر الغضب فيه انفجر كثيرا جدا حتى غامت عيناه لم يعد ينظر امامه لقد استفزته امعنت في استفزازه حتى كانت الصفعات تنزل على وجهها ، تنزل تهبد ، تكسر ، تدمي ، طار حجابها ، انقلب جسدها ، كان قاتلا وجهه مسودا يده تمتد فتدعس صارت الصفعات تتردد في كل الغرفة بل وفي الغرف المجاورة صار يضرب يضرب يضرب حتى خرج الدم من انفها يجري تبتلعه شفتاها ازرقت عيناها ارتمت على الفراش مثل الميتة فقط تتلقى تلك الصفعات ، ضربه لها كان موسيقى ، لم يخب ظنها فيه ابدا ، لم يخب ، ها هو يخرج كل ما في عقله عليها ، ها هو يتفشش بها ، يمد يده يشد شعرها يقطعه بين اصابعه كله ثورة كله حرب: ايتها الفاسدة الحقيرة الكلبة تقولينها في وجهي يا عاهرة ، كان كل وجهه مسود بشدة بحنق بكره عيناه متفجرتان الشرار يتطاير منهما ورذاذ فمه كأنه حمم تنزل عليها لقد اغضبته لقد حقرته لهذه الدرجة.. لن يسمح لها لن يسمح لن يسمح ..سيحبسها سيعذبها سيقهرها سيراقبها وان تطلب الأمر سيقتلها ، كان جسدها يتلوى بين يديه كانت تطير من مكان الى مكان على الفراش ، ان اراد قتلها فليفعل لانها تنوي قتل نفسها بنفسها و تجعله يموت بحسرته عليها ، يقول انه يحبها يريدها وها هو حبه ها هي ارادته لها ، كلها احتقار اهانة ، مسح ، الضرب شيء قليل ، هو يقتل الروح التي تحيا معه ، الروح التي باعها و اشتراها يطعنها ، يسحقها بين يديه يفتتها فتتطاير مع الهواء ، شفتها انفتحت ، كلا خديها نالا اخضرارا عنقها قد انكسر تخلخل وان كانت عدوته لن يفعل فيها ما يفعل لم تصرخ لم تبكي يداها متشبثتان في يده التي يحطم فيها النجلا ..حتى دخلت راعيل تجري مفجوعة تراه هكذا تراها هكذا ترى كل الدم الذي على وجهها ، تقف بينهما تبكي تدفعه بعيدا عنها بعيدا من صدره تصرخ فيه ثائرة : ماذا تفعل هل جننت صوت ضربك لها قد وصل حتى اذني حرام عليك تستقوي على الضعيفة

كان لا يرى لا يرى حرفيا كان اعمى فقط انفاسه المتدافعة على فوهة بركانه هي التي يفطن لها ، صار ينقل بصره منها اليها يرى وجهها ودمها الذي لطخ يده و حتى الفراش.. اغلق عينه و شد قبضته بقوة استدار عنهما ثم خرج !

لم تبكي لم تستطع ان تبكي لقد نفذ مخزون الدموع عندها ، فردت نفسها على الفراش ، راعيل المفجوعة لاول مرة تراه هكذا ، كان وحشا وحشا حرفيا ، لقد ضرب النجلا ، ضربها حتى ادماها ، اسرعت جلبت منديلا دفعته داخل انف نجلاء ثم الى الثلاجة جلبت ثلجا وجلست جانبها ترفع رأسها الى عضدها تضع الثلج على فمها الذي تورم على وجنتها التي ازرقت وتلك مكتومة لم تستطع الكلام ولا الانفعال ، فوق قتله كان قتل آخر وتلك لا تدري لما صار لسانها يلهج بالحوقلة !

خرج يكاد يدمع عيناه تترقرقا محمرتان بشدة ببؤس بعجز  ، كل حرف كان سكينا ، تريد ان تخونه ، ام خانته اصلا ، رجل آخر دخل الخاطر !

رجل آخر دخل الخاطر !

لقمان الذي جاء يخطبها وهي في العدة .. يريد ان يتسلق على كتفه ، ان يسلبه النجلا ، ان يتخذه درعا بعدما عاشرته ، نعم هو سيكون معذور بعدها ان يخطب امرأة مطلقة ، ذاك الحقير الذي يستحق رصاصة في قلبه ، ياتي ليخطبها وهي على ذمته ، اي وقاحة هي تلك ، اتكون قد اتفقت معه ، اتكون قد خرجت معه ، تحدثت معه ، منحته نفسها التي لم تمنحها سابقا ، أيكون قد جربها فأعجبته ، يريد ان يصرخ باللعنات ، ان يقيم الدنيا ولا يقعدها ، الخاطر صار لرجل آخر يا نجلاء ، هكذا تقولينها لي ، بكل بجاحة بكل قلة احترام هكذا تفجرها في وجهه هي زوجته التي تزوجها الآن حديثا و قديما ، قد اخرجته من نفسها هو الذي يقاوم من اجل العودة و يسبح ضد التيار ! ، هو الذي فعل ما فعل من اجل ان تعود له و ينتوي ان يعتذر لها يوما ان يعترف لها يوما بما حصل ، ولكن هي صارت تشبه العدو ، صارت ترمي قنابل تنوي قتله ، صارت تصوب عليه سلاحا ، وهو لن ينحني لما تفعل ، لن ينبطح ، تريد الفراق مرة اخرى ، تريد الطلاق تارة اخرى ، هو ابعد لها من انفها هو  دائما سيكون حجر العثرة في طريق اي رجل اليها ، النجلا ستعيش من الآن وصاعدا بكل حالاتها معه ، ان كانت مجنونة او مريضة ان كانت عاقرا او ام اولاده ، لن ياخذها احد منه ان طارت و نزلت لن يتركها !

صار يأكل شفته يأكلها قهرا قلبه ما عاد يحتمل نزل الى الخلف حيث اخوه الذي صار يحدق فيه الى هيئته الى غضبته كان وجهه مقلوبا انزل نظره عنه وذاك ايضا قد التزم الصمت جلس و استقبل تاج في احضانه كانت هناك قطرات دم على وجهه ربما مسح وجهه ولم يفطن ، لفتت نظر اخوه الذي صب له كوب شاي دفعه باتجاهه ، صمت كلاهما ، غرق في افكاره ، كلما تحدث معها كلما ذكرت له ذاك الرجل لليلة واحدة ، كان قلبه يُسحق ، هل الخاطر لذاك الرجل ، لا يفهم لم يعد يفهم !

وذاك الرجل.. يجلس بجانبه ينظر الى جانب وجهه ، لسانه يريد ان يبوح يريد ان يسأل ماذا حصل بينهما ، كان ينظر الى وجه اخيه ويتمنى في صميم قلبه ألا يكون هو من سلبه النجلا !



الجزء الاربعين

 


 

الجزء الأربعين

 

 

تعال حبيبي فما فات مات وما هو آت جميل كصبري

امد اليك يدي باشتياقي ودمع حبيبي من العين يجري

 

 كانت خطواته تجر بعضها البعض على العشب المقابل لباب البيت ، يضع يدا في جيب بنطاله و يد كأنه لم يعد يسيطر عليها ، لا زال وجهه مغموما لا يعرف كيف سيتصرف في هذه المصيبة ، نعم مصيبة ارتكبها فيهم المؤيد ، هو حتى لم يستطع ان ينطق قد شلهم تماما ، من اين ولما يتزوج المؤيد صبا !

هناك وقف عند باب البيت هناك تعبره كل روائح العطور و البخور و الطعام ، لا يدري ما سيكون رد فعل صبا ، كيف سيصدمها ، كيف ستتقبل خبر زواجها من رجل آخر لم يكن متفق عليه !

خرجت انفاس بل سموم متلاحقة من رئته وهو يقرع الجرس فتجري اليه زكية التي قال لها في جمود : نادي صبا !

دخلت زكية تجري وهو الذي اعطى الباب ظهره يفتش في جيوب بنطاله حتى وجد العلبة التي ستفش غليله ، آه فقط لو وقف شقيقه في وجههم ، لو فقط قام وقال لن ازوجها لكم قبل ان تزوجوني اختكم .. لربما كان كل شيء سيتغير ، ولكن هو نفسه لم يعلم سبب جمود يحي تلك الفينة أهو بسبب الحرارة التي في جسده اهو بسبب ما حصل مع هتان ، او لسبب آخر.. هو حتى يتكيء الآن في المجلس بين صاحبيه يبدو ساهيا لا ينطق يبدو مشدوها لا يفهم ما حوله

حتى خرجت صبا بكل جمالها الرقيق و عيناها المتزينتان بالوردي الخفيف كانت جميلة رائقة رغم رقرقرة الدموع في تنك العينان ، رمى السيجار بعيدا و التفت لها ينظر اليها كلها بتلك الملابس الوردية و يد قد حنتها و الحناء في قمة الروعة بتلك النقوش الجميلة ابتسم وعيناه تلين لها ينطق : تعالي زوجك يريد الحديث معكِ!

ابتلعت ريقها ببطئ شديد وهي تغلق عيناها وتعض شفتاها تكاد ان تبكي ، لقد فعلوها ، لقد تزوجت الصديق ، كانت العبرات تخنق حنجرتها حتى مالت برأسها الى الارض وهي تهمس : لما ، لا يجب ان يراني اليوم !

كان يحدق فيها النظر صدره يرتفع في غم : تعالي يا صبا ولا تناقشيني !

امسك بيدها و صار يمشي امامها هي التي لم تتغطى وهي ترتدي ذلك الفستان من الساتان والذي يصل الى ركبتيها و شعرها مسحوب الى ما بعد ظهرها تميل غرتها على جانبي وجهها الجميل كانت ترتعش قلبها يأكلها قلقة .. لا تعرف لما يسحبها اخاها بهذه الطريقة فكلامه و طريقته لا تبشر بخير وهو يعلم تمام العلم انها لا يجب ان ترى عريسها ليلة الحناء وهي في زينتها هذه . . ولكنها تبعته الى أن اوصلها الى باب جانبي دفع بها برقة من ظهرها : ادخلي يريد الحديث معكِ

كانت تنظر اليه باستغراب وتنظر الى عيناه الغائمتان هو الذي يحثها بنظراته على الدخول ، تقدمت وهي تبلع ريقها كانت خائفة و متوترة ، كلما تقدمت كلما فتحت عيناها فتحتهما على كبرهما على وسعهما فتحتهما بصدمة هو المطأطأ رأسه على الارض حتى سمع صوت حذائها فرفع عيناه لها ، عيناه بكل ذلك الحب الذي فيهما بكل ذاك الحزن الذي فيهما بكل الخيانة بكل القهر بحق كل شيء قد خانه في اهله و دفع به حبها اليه وقفت هناك في صدر المجلس تلتفت الى ما خلفها وجهها قد شحب شحب جدا وهي تراه يتقدم منها بكل هيبته و جمال مظهره بتلك الثياب البيضاء التي تبهر ناظرها تجول بنظرها عليه كله.. ترفع يدا الى فمها تغلقه من شدة الصدمة حتى توقفت الدموع على اعتاب مقلتيها لا تصدق لا تكاد تستوعب حتى وقف مقابلا لها صارا ينظرا الى بعضهما البعض ينظر الى كل ملمح فيها يرفع يدها التي بها الحناء يرفعها الى انفه يغلق عينه يشمها يشمها بكل قوة ولكنه لم يستوعب ما فعلت هي التي رفعت كفها بقوة الى خده تلامس خده في صفعة رنت بين الجدران صفعة ما عرف كيف وطأت وجهه كيف اخترقت نفسه صفعة اسود منها وجهه هي التي تقف هناك صدرها يعلو و يهبط في ثورة في غضب تصرخ فيه تبكي : ماذا فعلت مالذي فعلته لقد دمرت اخوتي دمرتهم

وكانت يدها اسيرة يده قربها منه الى وجهه : أهكذا تستقبلين زوجك ، كان وجهه لا يفسر كان غاضبا منها غاضبا كثيرا كيف سمحت لنفسها ان تصفعه كيف لامرأة ان تمد يدها عليه فلولا انه قد كتب كتابه عليها كان ليقتلها ضغط بقوة على يدها حتى كاد يكسرها يحدجها بنظرات قاتلة : أبعد كل ما فعلناه لا تريدين الزواج .. صار يهزها بقوة هي المتأرجحة التي ما عادت تفهم شيئا ، لقد دمر اتفاق عائلته مع عائلة معاذ ولا تدري اي شر سيجرهم اليه بفعلته هذه فتحت عيناها صارخة فيه و هي تبكي كانت دموعها التي يكره تنحدر على وجنتها الجميلة : لما تدخلت.. انا وانت لم يحصل بيننا شيء لا شيء

صار صدره يعلو ويهبط يزم شفتيه يغضن جبينه : مالذي تخرفينه مالذي تقولينه  كان صوته يأتي من عمق سحيق عمق مخيف كما عينيه التي تحذرها بشدة من مغبة ما تنطق : انا فعلت ما يجب ان يُفعل لقد تزوجتك امام الجميع

فكت يدها بقوة من يده لا تزال تصرخ كل شيء فيها قد اعلن الثورة : وهل اعترضك اخوتي هل ارقدوا والدك المستشفى ، كيف تطلبني و تتزوجني بلا علمي ، لما عارضتم زواج اخي من اختك لما لم تزوجه اياها لما حصل كل ما حصل والآن لقد سمحوا لك بالزواج مني يعني ان هناك اعمال ستتحطم ستتدمر ما هذه الانانية فيك

كان ينظر محدقا مدهوشا منها يزداد وجهه مع كل كلمة اسودادا عقله لا يستوعب ما تقول ، أكانت تلعب معه ، أكان فقط تسلية لوقتها في خيالها حتى امسك عضدها بقوة يجرها الى صدره هي التي اصطدمت به بقوة تغمض عيناها الباكيتان يهمس و انفاسه تخالط انفاسها : اتقولي لي انك لم تريديني لم ترغبيني !

كانت فقط تسمع و تغلق عيناها لم ترد لم تجرؤ على الرد لا يدري لما قد دمرت شيئا جميلا في روحه لها ، لقد حطمت له عزمه و حب وليد في صدره حتى رماها من يده بعيدا يرفع يداه الى شعره يدور حول نفسه لقد خان اخاه من اجلها لقد دمر عائلة عمه من اجلها وهي تقول انها لا تريده لا ترغبه.. كيف كيف تلك العاهرة هي التي تنظر الى ظهره ..فبقدر صدمتها ، بقدر القبلات التي كانت بينهما بقدر الرغبة التي في نفسها له فإن ما فعله لم يعجبها لم يعجبها ابدا لم يعجبها ان عريسها قد تغير ان كل الخطط التي رسمتها في عقلها لبيته قد اندثرت ان كل خططها مع اخوتها قد ذهبت ادراج الرياح حتى نطقت بقوة : زوّج يحي من سُكينة هكذا سترد الدين !

نظر الى عينيها القويتين هو ماعاد يعرفها ما عاد يعرف تلك العينين التي تغيرت عليه لقد صدمته حقا قد فعلت نفخ صدره بقوة وهو يتحرك تاركا لها وحدها في منتصف الغرفة : استعدي .. الزواج غدا في موعده العريس فقط هو من تغير !

اغلقت عيناها وهي تشد على شفتيها لا تعرف كيف تتصرف لا تعرف كيف من المفترض ان يكون رد فعلها لقد كانت غاضبة غاضبة جدا مالذي حصل في المجلس أقام بإحراج اخوتها.. أخرج ال معاذ يتوعدونهم شرا .. رفعت يداها الى وجهها تجهش باكية حتى دخل اخاها عليها حتى فتحت عيناها فيه هو الآخر تصرخ : مالذي فعلتموه ماااااذا كيف تعطونني بهذه الطريقة كييييف لقد قهرتموني والله قد فعلتم قهرتموني تحمل الآن الذي سيحصل !

 

تركته في الغرفة يعض شفته هذه هي المرة الثانية التي يخدعونها فيها التي يضحون فيها بها ، هي كانت تحب المنذر ولربما لم ترد رجلا سواه ولكن ما كان سيكون موقفهما لو قام المنذر بدل المؤيد تلك الساعة

خرجت وهو الذي كان واقفا امام الباب يدخن سيجارة سمع كل كلمة قالتها كان يهز رأسه بأسى لم يتوقعها ابدا لم يتوقع رد فعلها لقد ظن و الظن اثم انها ستطير الى ذراعيه انهما سيكملا القبلة التي قطعاها بينهما ، لما تظن ان زواجه منها غدرا ، ماذا كانت تريد منه بالضبط ،

قد قتلت صبا الشوق ، قد اطفأت اللهفة ..

خرج شعيب ووقف بجانبه صمت الاثنان عن كل شيء وقفا هناك ينظرا الى كل ما حولهما ، شعيب دائخ رأسه يفكر الف فكرة ما من الممكن ان يفعل الصديق ، و هو اسود وجهه يفكر ما الممكن ان يفعله بها كي يثأر منها لما فعلته  و تلاعبها به !

حين دخلت الى الداخل تبكي توقف الجميع عن الاكل و الشرب و الضحك الجميع صار ينظر اليها مبهورا الى وجهها المنتفخ الى عيناها المتورمتان صارت تنشج بالبكاء وهي وسط الجميع حتى قامت امها المفجوعة تجري اليها تحتضنها بين ذراعيها هي التي انهارت ، لقد كسرته لقد حطمته كسرت قلبه ، تقسم انها في صميم قلبها و روحها قد احبته ولكن ما فعله لم يعجبها لقد وضعها امام الامر الواقع ، هي فرحة نعم فرحة انها لن تعود للصديق ولكن ان تكون له هو هكذا بهذه الكيفية هو صدمة صدمة كبيرة وهي لم تستوعب هذه الصدمة حتى نشجت بكلامها : اخوتي زوجوني من المؤيد !

صمت وشهقات ارتفعت من الحناجر امها المصدومة التي جلست لم تعد تقدر على الوقوف تنظر فقط الى حال ابنتها ، ناجية و امها و سكينة اللواتي فتحن افواههن على مصراعيها صارت ملامحهن قاتمة انها كارثة كارثة حقا .. المنذر لن يسكت .. كيف حصل ولما ؟!!

زهرة المفجوعة التي طأطأت رأسها في سرعة فاتحة عيناها في حجرها لا تفهم !

راعيل كانت جالسة لا تفهم شيئا !

حتى دخل شعيب مرة اخرى يعلو صوته دون ان ينظر الى اي من النساء : امي تم عقد زواج صبا على المؤيد لقد حجر عليها امام الجميع و هو مصمم ان يكون الزواج في موعده اي غدا !

تركهم و الصمت هو الشيء الوحيد الذي يجمعهم حتى بلغت القلوب الحناجر .. صارت عائلة المؤيد تنظر الى بعضها البعض .. صارت سُكينة تبكي غلا وقهرا ، قامت من مكانها تجري الى وجهة محددة كيف يفعل ذلك كيف لما هذه الانانية لما دمر لها هي فرحتها يوم طلبها يحي لما لم يرفضه يحي،  لما حصل كل ما حصل، قامت ناجية تجري ورائها تناديها تعبران الممرات وتلك تصرخ فيها بكامل صوتها تصرخ حسرة : اتركيني اتركيني ذاك الوغد الحقير الحقييييير كان صوتها يعلو كثيرا واختها لم تعد تقدر على الجري بذاك الحذاء وراءها تصرخ فيها: سكينة توقفي الى اين ايتها المجنونة حتى فتحت باب الحوض و بكل قوتها رمت نفسها فيه هي التي لا تعرف حقا السباحة و عمق الحوض الست امتار حتى صرخت ناجية صرخة مفجوعة : سُكينة سُكينة كان صراخها يتردد في الانحاء حتى بلغ النساء اللاتي قمن من ساعتهن يجرين باتجاه الصوت وتلك كانت تغرق كانت لا تريد الرجوع ، لقد اهانها اخوتها ، لقد قتلوا الحب فيها ، لما منعوه عنها ، لما وقفوا حائط صد امامهما ، امام الجميع ان تكون زوجته امامهم كلهم مثلما فعل المؤيد مع صبا ، كانت الحسرة تغرقها تمحوها تخنقها حتى كانت تصرخ تحت الماء تصرخ و تثقل تصرخ و الماء يندفع الى حلقها تصرخ و تنجر الى قدرها  كان خيالها يختفي تحت الماء بثيابها البيضاء كانت الدموع تجري بقوة على خدها وهي تصرخ مثل المجنونة تشد شعرها ترى اختها تغرق امام عينيها ..تضرب على فخذيها حتى بح صوتها : سُكينااااااة سُكيناااااة

حتى دخلن الباقيات عم الفزع المكان صرن يصرخن حتى خرجت زكية مرعوبة تصرخ فيهم في الرجال في الخارج والذي انظم لهم يحي  الذين ارتعبوا و قتمت وجوههم وهم يرون صراخها و بكاءها : سكينة تغرق

يا الله لا يعرف كيف كان يركض كان يجري ضد الوقت ضد الريح ضد الحياة كان قلبه يتوقف وهو يفتح الباب الجانبي للحوض بقوة حتى ارتطم بالجدار ومن خلفه اخوه وفي الحوض ثلاث نساء دفعة واحدة ناجية التي قفزت وراء اختها و زهرة التي نزلت الى عمق الماء تحاول رفع سكينة التي قد فقدت التنفس  و اغلقت عيناها واصبحت ثقيلة جدا ، ناجية التي بدأت تفرفر في الماء تبتلع منه الشيء الكثير تضرب بيدها بقوة لا تكاد تتحمل جرف العمق لها و صراخ امهن المفجوعة واولادها الذين يتمسكون بفستان جدتهم كان صوت الصراخ يعلو على كل شيء المؤيد الذي اندفع ليرى يحي الذي قفز في الماء و شعيب قفز ايضا يخرج ناجية و يحي و زهرة يخرجا سُكينة من الماء كانت الفوضى تعم المكان كان الجميع مبتلا مصعوقا مصدوما وتلك التي سحبوها الى الخارج كانت مكتومة هو الذي صار جانبها يدفع زهرة بعنف عنها هي التي ارتمت على جانبها بفعل دفعته الحقودة كانت تنظر اليه ..الى لهفته على سُكينة ..الى الدموع في عينيه الى صراخه باسمها : سُكينة سُكينة افيقي قومي قومي  كان يضغط بقوة على صدرها يضغط ويموت في كل ضغط وجع ، خنق ، روح ، حتى صار الماء يخرج من فمها صارت تسعل بقوة كان الجميع ينظر اليه الجميع مصدوم مما يفعل من وضع زهرة على الارض التي وقفت تعطه نظرة خذلان اخيرة نظرة دمع مختلط بالماء نظرة مظلوم ..متسحبة تخرج من الباب تتركه ينقذ حياة حبيبته ، كان الجميع يرى مدى الحب الذي يكنه لذاك الجسد ..الحب الذي تفوح رائحته فيغمر انوفهم ..الحب الذي  ينظر به اليها الى ذاك الجسد الراقد بين احضانه ...كان وجهه قاتما مسودا قلبه يدق دقا عنيفا كان يموت.. يحي كان يموت... لن يحتمل ان يفقدها ..لن يفعل.. سكينة صارت الروح.. وحين موت تلك الروح، سيموت هو معها.. سيفقد رغبته في الحياة لو فقدها ..حتى فتحت عيناها ترى ذاك الوجه الذي يحتضنها بماءه و بلله و عيناه ..حتى رأت ظلا اخر وجه اخر مسود غاضب وهو يتجه لها يرفعها بين ذراعيه يعطي الاوامر بالتحرك لأمه و لناجية التي هي الاخرى كانت حتى الآن بين ذراعي شعيب الذي في لجة ما حصل لم يستوعب الوضع نظر كلاهما الى وجه الآخر في سرعة البرق علا الإحمرار الشديد وجنتيها وافتكت نفسها من بين يديه قبل ان يفطن اليهما احد وهي ترى اختها يحملها المؤيد خارجا و هي قامت تجري تلحق بهما وامها سحبت الاولاد ايضا .. خلا عليهم حوض السباحة وكل ينظر الى عين الآخر لا يكاد يفهم هذا الكابوس الذي حصل الجميع كان مبللا وكان ايضا يوم الحناء قد فسد !

اتجه شعيب الذي علقت بثيابه رائحة ناجية و عينيها في عينيه ، اغلق عيناه يؤنب نفسه وهو يرى جسد زوجته الجميلة تلحق به ، كانت جدا جميلة بذاك الفستان الاحمر ذو اللمعة البراقة و صدره الواسع و قصره كانت واقفة هكذا امام اخوه و ابن عمه لم يفطن لأي شيء سوى لتنك العينان التي لمحها بسرعة البرق اتجه الى الغرفة هناك لحقت به وعيناها دامعتان نعم كانت تدمع ، لم تراقب احد في تلك المعمعة سواه ، كيف كان يحتضن تلك المرأة الجميلة كيف نظر اليها ، كان يخلع ثيابه وهو يتجه للحمام وهي تكاد تصرخ مكتومة في وجهه : كان ينقص ان تقبلها امامنا

التفت اليها في سرعة فاتحا عينيه غضن جبينه هو الذي حتى الساعة يحاول ان يستوعب هذا اليوم الذي يأبى ان ينتهي يحمد الله ان والده لم يكن حاضرا والا كان مات في ساعته بجلطة  امسك بعضدها بقوة يتكلم بغضب من بين اسنانه : ماذا تقولين

رفعت عينيها الجميلتين اليه في خذلان : انت تعشق كل النساء عداي

تتمنى كل النساء عداي

صرخت في وجهه وهي تنهار باكية : لما احضرتني الى هنا اذا كنت لا تريدني لقد اتعبتني معك لقد كرهتني نفسي ، اخذ صوتها يعلو بشدة يعلو فيصم اذنه وهي تقطع ثيابها امام ناظريه : ألا يكفي عشقك لنجلاء ، لا يكفي اهمالك لي ، انت تعتبرني تحصيل حاصل ، هنا مغتربة لا اهل ..بلا سند بلا اي احد.. انت تستغل هذه الحسرة فيّ.. انت تستغل يُتمي

جلست على السرير هو الواقف يغمض عيناه بقوة يريد ان يستوعب تلك الحالة التي طرأت عليها ، ما كل هذا الجنون اندفعت بكل حقد : اخرج لهن لهن كلهن لكل النساء اخرج نم معهن احبهن اعشقهن ولكن اعتقني انا اعتقني طلقنننننيييييي طلقننننننيييييييي كانت تصرخ بالكلمة مثل التي فقدت عقلها وهو الذي هجم عليها يغلق لها فمها بالقوة يضغط بكفه على شفتيها كان لا ينقصه سوى ما تفعل هي التي صارت تركل و ترفس و تشتم بلغتها العبرية تسبه وتسب دينه و اهله وكل ملته و تلعنه لعنة الاولين والآخرين صارت تجر نفسها من بين يديه بعين حقودة مليئة بالغل : اكرهك انا اكرهك ابتعد عني ابتعد فوالله  ما عدت اطيقك حررني منك حررررني

صار يجلس هناك على السرير جوارها يضع يديه في شعره يشده بقوة هذه ثاني امرأة تقول له انها تكرهه تقولها وهي تعنيها ، لا يعرف مالذي فعله هو كي يحصل كل ذلك تركها تنتحب وتصرخ تركت له الحجرة و اغلقت عليها الحجرة الاخرى بقوة وهي تصرخ من داخلها : لن ادعك تلمسني مرة اخرى اكرههههههك اكرههههههك

صارت الكلمات تتردد حتى عبرت الجسد كانت واضحة كانت تعنيها لم تعد مجرد فكرة لم تعد مجرد كلمة كانت احساسا كانت روحها تخرج مع كل حرف تؤكد صدقها

قام الى الحمام يغير ثيابه و يتحمم بسرعة يريد الخروج الى الرجال في الخارج بعد كل تلك الفضائح ما يلزم ومالا يلزم !

اما هو من دخل غرفته دائخا راميا نفسه على السرير بكل بلله اغلق عينه ولم يفكر ثانية واحدة فيما يفعل قد غرق يحي غرق وما عاد يرجع لهذا اليوم .

 

عندما خرج كان عمه سعيد هناك يقف في زاوية مع عمه امحمد الذي يحمل تاج في يده كلاهما يدخن سيجارة و يمسك في يده كوب شاي ، كلاهما متجهم الوجه حتى تقدم اليهما يرفع لهماحاجبيه دلاله عجزه : فوضى !

ناوله عمه امحمد سيجارة صار الثلاثة بجانب بعضهم البعض : ابن الكلب المؤيد ، فعلها حتى دون ان يعطني انا خبرا ، لا ادري ما افعل مع المنذر الآن ، كيف سنُسكت عائلة معاذ مالذي يحصل فيهم الآن!

نظر الى اخوه بعين فيها الكثير من الحنين : امحمد ما رأيك أن نخرج لأمي !

اشرق وجه الآخر وكأنه عرض الذهاب للقمر ، رغم ان امهم لا تبعد كثيرا ولكن كل مرة يذهبون لها فيها هو وقت شقاوة وقت طفولة وقت ينسون فيه كل شيء ما عدا تربيتها على شعورهم !

وقف آيدين بجانبه وهو يلفظ انفاسه بقوة يُسرُ له : لا اعرف كيف سأسافر انا واخوك غدا بعد العرس اذا كل ذاك حصل ويحصل !

نظر له شعيب نظرة جانبيه هو الذي نسي تماما امر من هم بالخارج ينتظرون الفرج وهم الذين ضاقت الدنيا في وجوههم !

التفت الى اعمامه يخبرهم : لقد قررت شراء مصنع الكابلات !

نظر له عمه امحمد في تساؤل : ولما المصنع لا يعمل اصلا ستخسر المال فقط في سبيل اعداده وتشغيله تريد طاقم فني كامل لكي يعود الى كامل كفائته التشغيلية !

نفخ دخانه الى الأرض يهز رأسه : اعرف يا عمي اعرف كل ذلك ، ولكنني اريده ، سأجعله يعمل و سأوفر فرص عمل، لدينا مهندسين يستحقون فرصا وانا سأقدم تلك الفرص واكون قد ضمنت فئة اخرى من المجتمع في صفي !

رمى السيجار على الارض وهو يتابع بسهو : حتى انني فكرت ان افتح قناة خاصة !

نظر الجميع اليه بنظرة تفكير وهو يبرر : كل تلك المقالات التي تنزل عني والتي تشوه لي سمعتي عبر القناة سيتم تحجيمها و سيكون لدي حق الرد وجه لوجه مع من يريد الحرب !

 

هناك على الجهة الأخرى كان الجميع جالسون حتى هم مسودي الوجوه ، لقد وزعوا بطاقات الدعوة ، العالم من طرفهم و قبيلتهم كلها ستجتمع غدا ، امسكت النساء بهواتفهن يتصلن بمن يقدرن على الوصول اليهم و اخبارهم ان العرس قد الغي ، صارت الاخبار تصل من امرأة الى اخرى

اما هي فكانت تجلس واجمة لم تتخيل ابدا ان هذا ما سيحصل ، الذي تعرفه ان صبا تريد المنذر ولكن المؤيد ما دخله !!

جلس خالها عزالدين وهي تقول : خالي احكي لنا ما حصل

ضرب خالها يديه ببعضهما البعض بقل حيلة : كنا سنكتب الكتاب واذا به يرمي بطاقته الشخصية ويقول انا من سيعقد على بنت عمي !

لقد اسودت وجوهنا امام العالم حسبي الله ونعم الوكيل !

لوت شفتيها وهي تنظر الى ما تحت قدميها في سرها : لقد ارتحتي يا صبا ان الله يحبك انك لم تأتي له ، يستحق كل ما جرى له !

حتى دخل هو المسود الوجه نظر اليها نظرة حاقدة  يناديها : تعالي !

قامت تتجه له هو الذي دخل المجلس واغلق الباب عليهما يتجه لها بكل الحقد في نفسه يصفعها حتى سقطت مرمية على الارض ترفع كفها الى خدها تنظر له في عجز .. لما .. حتى انحنى لها يشدها من شعرها : من الساعة التي طلقك فيها شككت فيهم لقد لعبوا لعبتهم ، ظنوا انهم بفعلتهم هذه امام كل العالم انني ساترك لهم اللعبة أنني لن اريهم الوجه الآخر ولكن وقسما بالله ساجعل عرسهم عزاءا وانا الصديق، وانتِ انتِ يجب ان ترجعي له يجب !

فتحت عيناها رعبا و خوفا ماذا يقول ماذا يعني ، هي التي ظنت انه سيقول انها لن ترجع له ولو مات امام بابهم تهمس له في فزع : لما لماذا اعود له !

شد وجهها اليه يهمس بكل حقده : اذا طلب رجوعك سترجعين هل هذا واضح يا نجلاء !

قام وتركها تتخبط وهي ترجع للارض تنام عليها تقطر الدموع من عينيها لا تعرف ماذا يفعل اخاها إلاما يخطط !

كيف انقلب الفرح الى وجوم الى عراك الى ضرب الى وهم كيف ؟!!

هي قد خرجت من تلك العائلة ولا تريد ان تعود لن تعود للزين حتى لو اتى طالبا اياها من جديد ، لن تعود ولو كلفها ذلك حياتها !

اما هو من خرج يكاد يحرق الدنيا بمن فيها ورده اتصال في الحال رفع الهاتف الى اذنه يصرخ : كله بسببك كل ما افعله من اجلك من اجلك وهم يسحقونني مثل الحشرة مثل الحشرة انا لن انسى لهم ما فعلوه

كان الجانب الآخر يتحدث له في حزن شديد ويحاول تهدأته بكثير من الوعود !

صار يستمع بهدوء حتى استكان صدره وجلس في مكانه كان الصوت يغرد على مسامعه هو الهائم العاشق الذي ما عاد يصبر : اريد ان اراكِ الليلة الليلة والا فوالله لن يحصل لكِ خيرا !

اقفل ثم رأى رقم آخر كان قيد الانتظار غضن جبينه بقوة متفاجيء نظر مطولا الى الرقم حتى فتح عليه كان الطرف الآخر يموت كمدا يدور في حلقة مفرغة يسحب نفسه الى العمق الى الظلام الى الغدر وهو كان مستمعا مستمعا جيدا كان يهز رأسه مع كل كلمة حدث اتفاق نواياه لن تُحمد عقباها !

اما هي فقد دخلت الى الداخل الى حيث الفرحة التي خبت و اشرطة الزينة التي قطعت و الاضاءة التي اطفات و الموسيقى التي سكن صداها في البيت ، تم تقديم الطعام للموجودين وهي تنظر الى كل تلك العيون الى عيني مروى و بناتها الى عيني امها التي وضعت يدا على خد كأنها تندب حظ اولادها كان في عيناها الكثير لتبثه الى عينيها تقول : ألن تسألي عن الصادق ، ألن تعرفي اين هو اين اخفوه ، أستسجيب لكل مؤامرات ابنها الاصغر و تنكر حق  الاكبر ،، فقط تريد لاحد ان يريح صدرها ان يقول لها اذا كان الصادق قد مات .. هذا كل شيء .. تلوم فيها حاسة الام .. كيف لم تشعر بشيء ناحه كيف لم تشعر بشيء مما يحصل مع رباب ،، انقلبت النجلاء وما عادت تفكر الا في تلك الامرين لم يعد لها شغل شاغل سواهما .. رباب و الصادق ضحايا طليقها ضحاياه هو وحده !

فتحت عيناها تفطن الى قطر الندى التي كانت تحدق فيها بقوة نظرت لها نجلاء نظرات ذات معنى سحبتها من يدها الى حيث غرفتها هناك اقفلت عليهما الباب اجلستها على السرير صارت تحدق فيها و قطر الندى ترد النظرة بعينيها الجميلتين مستغربة من نجلاء التي تقول : هل تحبين اللعب و المغامرة !

وتلك ما احب على قلبها الا المغامرة و اللعب همست لها تهز رأسها بقوة مثلما كان رد فعل ديالا معها : نعم !

بحثت في ملامحها فوجدتها انها هي من ستطيح بقلب ذاك و تجهز عليه : اريدك ان تلعبي بعقل زوجي !

دق قلب ندى بقوة وهي تنظر شاحبة الى وجه نجلاء : ماذا تقولين !

امسكت نجلاء بيد الفتاة تقول و تدفعها بقولها : ألم يعجبك !

ابتلعت تلك ريقها بقوة تخاف صارت تخاف : هو فقط مجرد اعجاب

اقترب وجه نجلاء منها بسرعة فتحت عيناها في عيني ندى المتوترة : اريدك ان تجعليه يحبك !

 

حل الظلام على البيتين

في بيت سعيد الذي دخل على ابنته سكينة يطمئن عليها هي التي كانت ساكنة هامدة من ساعتها نائمة كانت تشعر بالوهن و الضعف و المرض كانت ساخنة وكانت اختها وامها يلقمانها ادوية الحرارة و المسكن ، كانت تبكي بالشهقة بين كل فينة و اختها حتى حين رات والدها صارت تبكي بقوة وكأنها تلومه على كل ما حصل من اولاده ، كان من المفترض ان تصبح رسميا له ان تعيش معه في ذات الغرفة ..انهم يحرقون قلبها يحرقونه ولا احد يشم رائحة ذاك الحريق ..انها متولهة انها عاشقة انها تريده انها ترغبه انها تريد الطيران له و القاء نفسها بين ذراعيه تحبه تقبله تغوص في جسده يعلمها الحب و تعلمه العشق يتلو عليها اشعاره وتتلو عليه الصمت ,, لما فعلوا بها ذلك هي حليلته نعم حليلته اصبحت ولكنهما بعيدين عن بعضهما لا احد يبارك هذا الزواج ، ان اضطرها الامر ستهرب اليه نعم ستفعل ان اطال اهلها هذا المشوار اكثر مما ينبغي ستفعل ستهجرهم وتتخذه هو وليا تتخذه حبيبا تتخذه وطنا وملجأ و حكاية ... ليس هكذا سننتهي يا يحي ليس هكذا !

وحولها كلُ وجهه منقوع في الصفار ، امها تتحسس حرارتها كل حين خائفة تبكي لا تدري لما فعلت بنتها اليوم ما فعلت ..

ناجية جانبها تبكي هي تعرف ان اختها عاشقة وان اخوتها قد دمروا لها املا كان منصوبا امام ناظريها ، من انانية المؤيد اخذ صبا من المنذر و رفض يحي لا تعرف ما هذه الازدواجية في المعيار لا تفهم لما و كيف حصل كل هذا من أين الى اين صبا والمؤيد لا تعرف لا تفهم !!

المنذر الذين توقعوا منه رد فعل همجي قاتل ها هو يختفي وابوها يقول : يستر الله ، المنذر اختفى ولا اعرف اين هو .. كان يتآكله القلق وهو ينظر الى عيني المؤيد الواقف هناك عند الباب ينظر فقط ، يلوم نفسه على كل ما حصل ، لقد رأى اليوم كيف كان يحي مع اخته ، يحي يحب سُكينة هذا اصبح واضحا للجميع انه يعشقها.. قد ندم انه لم يزوجها به حتى اخته قد شك في امرها.. صار يلوي شفتيه والهم الأكبر على قلبه هو موقف صبا الحبيبة تجاهه تلك التي قهرته وماعاد يعرف كيف سيتصرف معها غير انها قد جعلت لها في قلبه موقفا ضدها .. كان يريد ان يرى فرحتها ابتسامتها وبدل ذلك رأى النحيب و الدموع والضرب و اللوم .. هل كانت فعلا تريد الزواج من الصديق و خيانته معه .. هل كانت تحب العلاقة خارج اطار الزواج .. اذن فهي عاهرة !

التوى وجهه بقرف .. الويل لكِ يا صبا ان كان هذا صحيحا والله لأشطرنك نصفين !

قام سعيد هو الآخر ينادي ناجية : ناجية الحقيني اريدك في امر

نظرت له في ريبة وهي تترك يد اختها الحبيبة التي رأتها تموت امام عينيها اليوم لولا نجدة زهرة اولا ثم يحي الذي اظهر لهم اليوم وجها آخرا منه .. الوجه العاشق !

دخل والدها لغرفته وهي اغلقت الباب خلفها قلقة تتجه الى السرير وتجلس عليه ووالدها يجلس جوارها اغلق عينيه لبرهة يلتقط نفسا قبل ان يتحدث ، سيضع كل شيء على الطاولة امامها كل شيء وهي تختار : ناجية دية ام اوس لم تسر كما كنا نتوقع ،، كانت تنظر مغضنة الجبين حمراء الوجنتين ،، يتابع والدها في تعب .. عائلة اوس يريدون الثأر ولا يريدون دية كما كان متفق عليه !

رفعت يدها الى فمها تغلقه عيناها تترقرق تشهق هو الذي وضع يده على فخذها : ناجية شرط اوس لحقن الدم هو انتِ

فتحت عيناها عن آخرهما لا تستوعب تهمس بلا وعي : ماااذا !

كانت الكلمات تنسحب من بين شفاه والدها سحبا تمط مطا : قال انه يريدك لعام ثم يطلقك !

مال عليها وهو ينفث انفه : انظري لي : اذا اردتي العودة الى رؤوف حتى نستطيع التصرف مع اوس دون اللجوء اليكِ والى زواجك منه لما فيه من مذلة !

مع كل كلمة قطرة ، قطرة دم تجف ، قطرة ماء تسقط على صحراء خاوية لا تصدق ما تسمع .. لعام وقالها امام العالم قد اذلها اوس من بداية عدوانه عليها وحتى اللحظة التي يجاهر فيها انه يريدها لعام فقط يا الله اي ذل هو ذاك ..

ناجية ناجية .. اخذت تنظر لوالدها وهي تقول : انا لا اريد الرجوع لرؤوف ولن اتزوج اوس لا لسنة ولا لعشر الرجل قد اعتدى علي في بيتي قد شوه سمعتي قد طلقني من زوجي ومع كل ذلك يريد اذلالي اكثر !

انتفخ صدره انتفخ بشدة واسود وطرق رأسه للأرض : فكري جيدا يا ابنتي فكري لديكِ شهران حتى تتم عدتك وتعطني قرارك الرجوع الى رؤوف او الزواج من اوس !

قام من مكانه وتركها هي تنتحب باكية متورمة الوجه لا لا ليس بعد كل تلك المصائب لا هي لن تلين ولن تجعلهم يخضعونها ولو سال دم آخر بينهم وقبل ان يخرج ابوها قال وهو يعطها ظهره : ابن عمك شعيب يعرض عليكِ ان يحجر عليكِ في حال رفضتي الاثنين !

خرج واغلق الباب وتركها هي تغرق تغرق فعليا لا تصدق لم تستوعب ما قال لها هل سمعت حقا ما قال هل مجرد خيال هل مجرد وهم مجرد ترهات.. كلمات ..كانت ترفع كلتا يديها الى وجهها تغطه بقوة حتى احمر وجهها وهي تذكره لليوم كيف كانت بين ساقيه يغمرها بذراعيه كانت في احضانه تلتصق بصدره انفاسه تعلوها تضرب شعرها عطره يخترق انفها شعره المموج حول عينيه و غمازته و لحيته و جمال وجهه صارت تسحق وجهها بيديها لا تصدق لالا لا تصدق هو يعرض ذاك لما .. هي التي تعرفه وتعرف ذوقه في النساء .. معروف عنه انه لا يتزوج غير العذراوات !

هزت رأسها نفيا .. لا .. هو فقط طلب من اجل ان يحميها من كل هؤلاء المحيطون بها .. يحميها من شر اوس ومن جبروت ام رؤوف .. رفعت رأسها للسقف والدموع كانت قد جفت تماما تماما جفت .. هي ام بأولادها رغم سنواتها التي لم تتعد السابعة والعشرين ولا زالت جميلة وبهية المنظر وتسر الناظرين .. لا لا ليس هذا ما تفكر فيه .. تفكر ان تتخذه حليلا .. ان تتزوجه لفترة محددة ثم ترجع الى رؤوف .. نعم ستري الجميع انها قادرة وانها مرغوبة ستربي رؤوف فيه .. نعم هذا هو وهذا ما يجب ان تبني عليه حكايتها !

خرجت الى الصالة حيث هناك كان ابوها الذي قبل ان تتردد قالت له في عجلة : ابي انا موافقة على ابن عمي ولكن قبلا اريد ان اراه .. غدا قبل العرس !

تركت والدها يغمض عينيه هو نصف مرتاح لان شعيب رجل يُعتمد عليه و نصف غير مرتاح لما ما سيؤول اليه امر الرجلين الآخرين !

 

في البيت الآخر حين دخلت صبا على اخوها تجده هناك راقدا بملابسه التي هي عليه منذ رجع اليوم ، كان الليل قد دخل بحلته السوداء ، في يوم كان ايضا اسودا ، يوم جعلها تتغير ، تتغير كثيرا ، في النهاية هي ابتسمت هي فرحت هي طارت في غرفتها من الفرحة وهي تستوعب ما حصل صارت تدور تدور حتى كادت تلامس السماء بدورانها كانت تهيم شوقا تهيم عشقا لقد فعلها انه رجل والله لرجل وهي التي بالغت كثيرا في رد فعلها تجاهه هي كانت مصدومة كيف كان سيتوقع منها رد فعل غير ما قامت به ..اي امرأة كانت لتصدم مما فعل ..هو حتى لم يسر لها هي بما سيفعل ..قد فعل و وضعهم امام الامر الواقع !

وها هو ذا الضحية في كل ذاك ، يحي المسكين الذي لا تعرف لما حظه متعثر بهذا الشكل ، لا تعلم لما هو لما يحصل معه ما يحصل !

جلست جانبه تحاول ان توقظه من نومه تهزه هو الغارق يريد النوم يريد الراحة كانت هناك احلام كثيرة متداخلة كوابيس ,, عطور روائح همس .. شجن .. قبلات على شفتيه .. بكاء .. همز .. يحيا يحيا .. صوتها لا زال هناك في العمق من روحه تبكيه تضع يدها فوق صدره تنام على زنده يقطر دمعها على خده تناديه يحي .. هزة اخرى هو المبلل حتى فتح عيناه بكسل ينظر الى  السقف اطال النظر وهي تنظر اليه تهمس له : يحي

التفت بسرعة ولهفة الى الصوت فوجد وجه اخته فأغمض عينه وهي تقول له : يحي قم غير ثيابك ستمرض

يا الله كيف ظن انها هي كيف

وضع كلتا يديه فوق عينيه يريد ان يبتلع ريقه الجاف جدا هز رأسه بنعم وهي خرجت تاركتا اياه هناك تجهز كل الحقائب  ، تنظر الى فستان الزفاف ، تنظر الى حليها والى وجهها في انعكاس المرآة ، يا الله ستكون غدا له من كان بعيدا عن العين والخاطر واصبح كل العين والخاطر .. امسكت الفستان وصارت تدور به عليها تغلق عيناها عن كل ما سواه.. آخر من توقعت ان تحب !

اما هو فأغلق عليه باب الحمام غرق تحت الماء حتى شعر بدفيء جسده رغم انه في فصل الصيف ولكن جسده كان متجمدا من الملابس .. غدا بعد العرس سينطلق مع آيدين الى المانيا .. سيكون هناك حدود كبيرة بينه وبينها هي الحبيبة سيكون هناك بعد بينه وبين بيت طاهر و بين كل لغز حوله سيحاول ان يحله بعدما يرجع ، سيرجع و سيأخذ سُكينة في احضانه امامهم جميعا سيقول لهم انها الحياة انها الحليلة و العشيقة انها كل الدنيا انها مدينة الحب انها السلطانة انها البداية و النهاية.. فقط ..ينهي اموره في المانيا هذا فقط !

حين خرج عابرا غرفته لمح شبحا هناك واقفا على شرفته ، امرأة طويلة  الشعر بهية الوجه جميلة الجسد ولكنها خائنة حقيرة وضيعة ، كان كله مبلولا شعره ووجهه وحتى جسده يقطر هي التي تقدمت وهو الذي وقف هناك يجذب له بنطال ارتداه ونزع المنشفة عنه تركها واقفة و جلس على السرير هي التي كانت تلم جسدها بذراعيها تنفست ببطء يسمع صوتها : انا لا اريد السفر !

لم يرفع وجهه فيها صار يكره ان يراها ان يرى كل ذاك الجمال ما هو الا خدعة وضيعة ، جمالها استغلال ، تستغله هو و استغلت به عشيقتها كما قالت له ، انحنى بجسده يتكأ بذراعيه على ساقيه رأسه للأرض وجهه قاتما عيناه محمرتان بشدة لا زالت تؤذيه لا زالت اذيتها لم تندمل ولن تندمل الدفلى لعبت لعبتها بقلبه لقد امسكت سكينا وصارت تقطع فيه كما ترغب كل قطعة صارت في حال اقتربت حتى وضعت نفسها بين ساقيه انفاسها تضرب وجهه : يحي انا لن اسافر لن اترك البلاد لن اخرج من البيت انت طلقت وانا وافقت على الطلاق انتهى الأمر عند هذا الحد !

كانت تجلس على ركبتيها هو من شخر بهزء : انتهى .. محاولتك قتل ابي تعتبرينها لا شيء !

اغمضت عيناها بقوة تشدهما بحدة حتى رأت الظلام فيهما تهمس : انا لم افعل لم احرض اي احد على قتل عمي هل تفهم انت صدقتها وانا هنا ادافع عن نفسي انت بضميرك تختار تصدق من ... انا من تعرفني منذ زمن ام هي من قابلتها توا و سممت رأسك ضدي !

رفع رأسه ينظر اليها الى عينيها الى شعرها الذي ينسدل على جانبي وجهها كانت نقية خالية من اي زينة كانت جميلة جميلة جدا حتى في الظلمة : ان صدقت هذه فكيف سأكذب علاقتك بها .. تنهد بقسوة .. زهرة كل شيء ضدك !

اقتربت اقتربت كثيرا حتى اقحمت نفسها بين ساقيه صار صدرها يلتصق في صدره ترفع يديها الى وجهه صار قلبها يدق بعنف وسط صدرها بعنف كبير حتى صارت تلهث تتحسس وجهه تغرق في عمق عينيه : يحي انا لم افعل معها شيئا هي تفتري علي قلت لك ولكنك غاضب غاضب جدا لدرجة انك تريد ان تثبت علي تلك التهمة تريد ان تتخلص مني وقد وجدت ضالتك في حكايتها عني ، انت اول شخص في حياتي يلمسني امسكت بكفه ووضعته فوق قلبها يتحسس دقاته الراكضة : قلتها لك سابقا واقولها الآن انا احبك والله احبك هل ستصدقني !

كانت تمرر طرف اصبعها برقة فوق شفتيه تروي بشجن عيناها مترقرقتان : تدري لما الشجر يمد جذوره للأرض ، اغلقت عينيها لبرهة وهي تقضم شفتيها ، ليس كي يكبر ، ليس كي ينمو ، يمد جذوره بحثا عن الماء عن الحياة ... أنا تلك الجذور يا يحي وانت الماء الذي ابحث عنه .. بلعت ريقها بقوة وشفتاها ترتعش .. في صدري قد عشش الحقد .. عشش الكره .. لقد كنت انت النور الوحيد النافذ الى تلك المنطقة الى تلك العتمة .. اجهش صوتها وهو ينظر الى عينيها الباكيتين : عندما حدثتني عن الشفاه قلت لي .. لا تدعي احد يقبل شفتيكِ يا زهرة .. تدري من تلك الساعة وانا افكر كيف ان وضعت شفتي فوق شفتيك .. كنت صغيرة ولكن فكرت قد جمحت بفكري ولم استطع الا تقبيل خدك .. فهل ستُقبّل شفاه الدفلى أم ستتركها تذبل !

دمعة وحيدة صادقة حزينة نزلت من عينها لا يصدق كيف تجرم في حق نفسها وفي نفسه رؤيتها بتلك الصورة تمزق فؤاده كلامها يلمس فيه صدقا : زهرة ستسافرين معي غدا بدون اي نقاش !

عليه ان يكون حاسما معها ان يكون قاسيا معها لن يُري زهرة الوجه الطيب فيه هي تستغله ، حتى حين تقترب هكذا حين تدمع هكذا حين تمسك بوجهه هكذا حين يغمر بشفتيه شفتيها المتفتحة هكذا حتى حين يلمها الى صدره ويخرس ضميره حين تُقبله من قدمه الى رأسه حين يذوق معها  نوعا مختلفا من الحب ..الزهرة قد تفتحت على يديه قد اعطته اعطته بسخاء كانت تهمس له بحبها بولعها كانت تحيطه بكل الجسد بكل الرغبة وهو كان يلتهم كل ما تقدم ..كل ما تفرد على طاولته .. قد غنت له قد اطربت له سمعه قد مرغت انفه في جسدها قد وهبته ما يستحق منها ما انتظره منها اللهفة و الشوق لم يشبع و لم تشبع منه كلاهما كان تواقا للآخر غارقا فيه غامرا نفسه في روحه يتلقى ويعطي بلا خجل بلا ممانعة بكامل الحرية والتحرر الروحي قد طال الزمن قد توقفت الساعات فزمن الوصال ليس له دقيقة لا يقاس بزمن هو شيء خيالي شيء نعيشه خارج الدهر خارج الارض تعبرنا الكواكب نرى النجوم نحلق في الاشيء في الظلام نتقلب نتقلب وما عدنا نعقل شيئا مرحلة التوهان حتى ينهض الجسد و تثور الرغبة و يصبح ملمس الجسد كملمس الحرير كملمس الماء السائب حين تنثر حولنا الورود ويتطاير القطن و يتناثر الثلج

يغرق في الثغر و يقبل العنق و يشم النهد و تنشق عنه الروح حين تفرد جناحيها الى ما وراء جسده تلتقم شفتيه مرة اخرى لا تصدق انها قد فعلتها حقا قد فعلت قد سلمته نفسها قد مارست الحب معه قد كان جميلا كان لهفة كان خيالا نعم خيال خيال لقد دللها لقد اغدقها قُبلًا كان ينفجر بين ثناياها كان يكتشفها وهي سلمته خريطتها حتى استكان فوق سرتها لا يعرف لا يفهم كان يُقبّلها صعودا حتى وصل الى شفتيها يهمس فيها : لقد جررتني الى ما اعشق كيف استطعتي !

جرت رأسه اليها هي التي تلهث تغمر كلا كفيها في شعره : كي تنهار الحدود بيننا  !

كان ينظر الى عمق عينيها التي تخبره تبوح .. أنت لي يا يحي .. حتى عندما رأيت ما رأيت منك لسكينة تفجر قلبي غيرة ، انشطرتُ انصافا ، لم اظن يوما انك ستفعلها امامنا انك تعلن حبك لها بهذه الطريقة التي يكون فيها الجميع شهودا ، انا ايضا اريد شهودا على حبك .. الله وملائكته .. انا لن انجر للطلاق ولن اقبله .. هي رحلة ,, ساعات نرتاح فيها وساعات تهزمنا ونقرر الخضوع وساعات نثور و نكمل ما بدأنا وكل له اسبابه ، كان ضوء القمر يتسلل عبر النافذة يغمرهما هما المتعانقان رفعت عينها في عينيه تسأله تبحث في عينيه : هل تحبني !

كان يتنفس بعنف عند عنقها يغلق عينيه عنها هي التي تكرر : يحي هل تحبني ام هو مجرد جسد !

تلك اللحظة لفت بسرعة قلبته حتى شعر انه يطير بين ساقيها صار تحتها وصارت فوقه هو الذي فتح عينيه دهشة ضربت برقة فوق صدره : هل تحبني !

كان شعرها يتطاير حولها و يدغدغ له جسده يلامسه بكل رقة يطير حوله كرفرفة الفراشات هي التي اقتربت بوجهها ويدها تسندها على صدره العاري تمررها بلطف فوقه تقضم شفته : هل تحبني !

كان يغمض عينيه عن كل ما هو آت عن صوتها الغاوي عن حركة اصابعها فوق جلده الذي يقشعر عن تموجها فوق خصره : هل تحبني !

عن يدها التي رفعتها و امسكت بيده تمررها فوق بطنها فصارت يداه تتحرك تلقائيا لخصرها الى ظهرها الى نهديها الى عنقها يجذبها بقوة الى شفتيه يلعق شفتيها : هل تحبني !

كان صدره ينتفخ كان غارقا في اللذه هي التي هيجت له جسده كله تعرف نقاط ضعف جسده تعرف اين تقبله اين تداعبه اين تعضه اين تلعقه واين تضربه : قل لي الآن انك تحبني !

كانت عيناها فيهما لؤم فيهما اغواء فيهما تواطؤ ترفع رأسها للسقف تموج به تتأوه : قلها قل انك تحبني !

حتى امسكت رأسه الدائخ بين يديها تنظر بشر الى وجهه انفاسها الحارة تضرب وجهه : يحي قل انك تحبني والا قتلتك !

فتح عينيه الناعستين الغارقتين ما عاد يعرف شيئا مما تفعل فيه : تسألينني عن الحب !

امسك بأصابعها بين اصابعه استندت بثقلها عليه صارت حركتها فوقه اكثر حدة اكثر مراسا هو الذي ما عاد يحتمل : فأنتِ قُبلة الشباب !

همممم همهمت وهي تغلق عيناها تميل برأسها تعض شفتيها تهمس بولع : اقبل تبريرك اقبله .. أهه هكذا هو حبيب الدفلى .. اخرجها اخرج تلك الصرخة.. قلبته معها حتى صارت تحته هو الذي كان منهارا ممدا فوقها كالمخدر : تبا لكِ مالذي فعلته بي !

كانت تغرز اصابعها في عمق خصره : الغريزة يا حبيبي !

عضت له اذنه وهو ماعاد قادر على ان يتنفس !

 

منذ ان باحت قد ارتاح قلبها ، غليان قد خبا في نفسها ، قد اولته امرها ، واعطته حق التصرف ، انها مرتاحة حقا تفعل ، هو يعرف الآن كل شيء كل التفاصيل ، يعرف انها لم تكن عذراء و يعرف من تسبب في ذلك ، ويعرف ايضا الآن انها كانت حاملا ، انها كانت مظلومة ، ان كل شيء تسبب به عمر الثانية عشر العمر الذي باغتها فجأة الذي كبرت فيه الذي بدأ فيه بلوغها ، الذي اختبرت فيه الم الدورة الشهرية ، واختبرت فيه اغتصابا و حملا و انجابا ، يالله كيف لعمر ان يبدأ و يصبح النهاية في ذات الوقت بقدر ما كانت سلمى سعيدة تلك الفترة انها قد بلغت فرحت جدا حتى انها قد احتفلت بها قد جلبت لها كيكا من محل الحلويات الذي اسفل البناية قد سهرتا على فيلم جميل قد نامت في احضان سلمى في وقت كان فيه خالها في مدينة اخرى يتابع دوراته التعليمية تاركا اياهما يتخبطهما الزمن ، وهاهي على اعتاب الكهولة هه .. خرجت من اعماق قلبها .. يا الله رفعت رأسها للسماء و هي تدعو الله .. يارب اجبرني .. اجبر كسري يا الله .. اجبر روحي يا الله فكل شيء عالق هناك في الظلمة عالق كنبتة عليق متسلقة تكتم و تقتل و تعيش على فتات الألم .. تعيش النبتة لأموت انا نفسيا وروحيا .. يا الله .!

هو تركها .. قد جعلها تعتكف في مكانها ، صار كأنه يمشي في المكان على مسامير ,, الدموع لم تهجره ,, يبكي طوال الوقت كمن فقد حبيب كمن فقد ام .. ينظر اليها وهي تسبح بأصابعها و همس شفتيها لله .. يا الله راح ينظر هو الآخر للسقف تنهمر دموعه قهرا ، لم يتخيل لم يتخيل اذا تخيل يشعر انه سيطلق رصاصة في رأسه ،، يا الله يتذكرها حين دخلت عليهم بتلك الثياب نعم صار يذكر ، يتذكر كيف تسلط عليها مثل حد السكين و طعنها ، يتذكر كيف صار يتقلب عليها طول ليله ، كيف غم فمها ، كيف كممها ، يتذكر غمغمات صراخها المكتوم ، يتذكر حركتها الهائجة وكيف سيطر عليها !

التقط نفسا عبأ به صدره الخاوي .. حامل وهي في تلك الهيئة وهي ضريرة !

يغلق عينيه يعض شفتيه يأكل نفسه يأكلها حقا قهرا و كمدا ، مكلوم ، لا يعرف لا يعرف اذا في يوم عرفت انه هو من اعتدى عليها كيف ستصير ردة فعلها كيف ستتصرف !

انه حتى لا يريد ان يتخيل تلك اللحظة فلا احد يعلم بما حصل الا والده و يحي هما فقط من يعرفا الباقي لا يعرفون حتى تامارا نفسها !

حتى حين انتهت من صلاتها قام لها لا لم يعد يدري كيف يتصرف معها هي التي تكلمت قبله بهدوء .. تامارا كانت فتاة رزينة جدا ، قوية في عز بؤسها ، في عز مأساتها قوية تجبره على احترامها ، هي لا تصرخ ، هي لا تثور ، كل شيء فيها بالعقل ، حتى ساعات بالكاد يسمع ما تقل كأنها تهمس لنفسها : هل اتصلت بوالدي !

تنهد كثيرا جدا يجاوبها مغموم : لن اتصل قلت لكِ!

اقترب بجسده يميل عليها على السرير هي التي تجلس في الطرف الآخر ، حتى انها لم تهجر سريره لم تترك غرفته تضل موجودة تحاوره باللين لا ليست خائفة منه ولا على نفسها.. البرود هو فقط من اجتاح كل حياتها كانت تجمع شعرها على جانب وجهها تعض شفتها وهي تسمعه : تامارا ما بيننا يضل بيننا لا اريد لأي احد التدخل ، ثوري ، اصرخي ، اضربيني ولكن ان اطلق فلن افعلها !

صارت كأنها تنظر للأرض وهي تأكل شفتها قهرا و تملس شعرها بيديها : يعني تأتي تقول لي في اذني انك خنتني بكل بساطة يا آيدين ولا تريدني ان اطلب الطلاق .. كفاك ما فعلت بي ، ضرب وضربتني اهانات واهنتني وانا لا حول لي ولا قوة كيف سأراك كي اضربك كيف !

وقف من مكانه يلف حول السرير يقترب حتى وقع بين ساقيها يحمل بيده كفيها يضعها فوق وجهه الحائر الغائم المريض وعيناه المتشققتان بالدمع : ها انا ذي ، اضربي افعلي كل ما يحلو لكِ ، خربشيني ، قطعيني ، الطميني ، حتى لو اردتِ ان تبصقي علي افعلي !

وضعت يدها بسرعة وحرج على شفته تخرسه احمر وجهها بقوة و حرج : ششششش ماذا تقول انا لن افعل فيك اي شيء ليس لدي النية كي افعل ولا اخلاقي تسمح لي ان امد يدي على اي مخلوق فما بالك من هو زوجي !

كان صوتها خفيظا مريحا للأعصاب انتفخ صدره بقوة و عنف في وجهها يمرر يدها فوق رأسه حتى غاصت اصابعها في فروة رأسه يشعر بالعجز معها يرجوها يكاد يقبل يديها بل فعل امسك بيدها قبلها بقوة بشفتيه حتى ارتعشت حتى نزلت الدموع من عينيها كانت شفتاها ترتعش حزنا تسمع صوته الغائب ترجيه لها : تامارا ارجوكِ سامحي تهوري انا لم احتمل فكرة ان هناك رجل آخر في حياتك صدقيني لم ارد اذيتك انا عندما افقد اعصابي لا ارى امامي غيرتي عليكِ قاتلة هل تفهمي ما اقوله !

كانت تبتلع شفتيها تبعد يدها عن يده وتضعها في حضنها هي تبتعد بجسدها عنه : آيدين انا لن استطيع ان اسامحك لقد كسرتني كسرت شيئا غاليا في قلبي .. لقد خنتني وجئت تفاخر بها على مسامعي .. ارجوك فلنحفظ ما تبقى حتى يحين الوقت الذي نتفارق فيه !

رفعت ساقيها الى السرير تجمع الغطاء حولها تتمدد وتعطه ظهرها وهذا كان ردها عليه وعلى كل ما فعل معها في الايام الماضية هي لن تستطيع ان تسامح ما فعله اكبر بكثير من مجرد كلمة ، هو طعن المودة قتل الرحمة امات الشعور .. فعل كل شيء بلا نغزة ضمير .. قد تحول آيدين وصار شيطانا !

هو الذي خرج مسرعا تاركا اياها يرفع هاتفه و يتصل بها تلك التي تعاني الامرين جسدها يرتعش جدا كأنها في القطب المتجمد شفتاها مزرقتان ترفع هاتفها على غير هدى يسألها : هل انتِ متفرغة !

لم تكن قادرة على الكلام حتى تأخرت في الجواب : انا مريضة !

توجه من فوره الى بيت هارون هناك وقف طويلا حتى تمكنت من فتح الباب كانت بالكاد تقف على ساقيها حتى حين رأته سقطت من طولها على الارض حتى فُجع ، مال عليها بسرعة يرفعها بين يديه ويغلق الباب بقدمه ، توجه بها الى الاعلى حيث الغرف وجد واحدة ظن انها لها فدخل ومددها على السرير هي الدائخة تشبثت بملابسه ترجوه ان يبقى معها : اريد جرعة مخدر جسدي ما عاد قادرا .. صارت تزنننننن توننننن تنتحب باكية وهو صار يلعن المنذر لما تسبب به صار يغطيها و راح يعد لها كوبا من الشاي ثم رفعه معه الى الاعلى رفعها على ذراع وراح يسقيها هي التي كانت تتعرق كانت ترتجف جدا : آيدين انا اموت اموت

كانت الدموع تنزل هو مرتبك لا يعرف ما يفعل لا يعرف كيف يتصرف لامها : الم تقولي ستذهبين للعلاج لما لم تفعلي انتِ هكذا تضيعين نفسك يا جنين!

لمت نفسها تحت الغطاء بقوة كلها انكمشت مع بعضها وكأنها نوبة برد تغزوها عيناها تتشقلبان في الفضاء شفتاها اشد ازرقاقا لم يعد يعرف بمن يتصل : هل هناك حبوب منومة عندك ..

لم تعد تستجيب لأي شيء يقوله قد كانت بعيدة بعيدة جدا منهارة .. قام من مكانه يفتش في المطبخ يفتش في الحمامات دخل غرفة نسائية جميلة مرتبة جدا معطرة جدا ، هناك على تسريحتها كانت صورة مؤطرة لها لها وحدها كانت في الصورة حزينة عيناها تبكيان كانت تعض شفتها السفلى كانت تحمل احمر شفاه بين اصابعها كانت صورة جميلة ، خطيرة ، تركها وراح يفتش في الادراج وهناك وجد حبوبا منومة التقط العلبة و راح لها وضع حبة بين شفتيها واعطاها من الشاي ثوان حتى غرقت في النوم ، هذا واحدا من الحلول التي قد تنقذ حياتها في مرة حتى ينتهي مفعول المخدر غير ذلك يجب عليها ان تزور عيادة للعلاج !

استلقى جانبها ، هو من كان يرجو زوجته حالا ان تعفو و تصفح عنه ها هو يستلقي بجانب من سماها عشيقة يعتني بها يهدهدها كأنها ابنته يطمأن عليها ، جنين بحالتها هذه قد اصبحت مسؤوليته ، هو لا ينوي ان ينام معها مرة اخرى لا يريد ان يخون تامارا مرة اخرى ما حصل يكفي ، سيجعل علاقتهما صحبة ليس اكثر ، ربما سيشرف بنفسه على علاجها قد يتصل باحدهم كي يساعد .. نفخ بصبر وهو يحرك شعرها ..حتى شعر بالنعاس يغزوه قام من السرير نزل و خرج متجها للبحر فمنذ زمن ما عاد النوم صديقا !

 

اما عندها هي من من تلك الساعة تحبس نفسها في غرفة منفصلة عنه ، تحتضن بين طيات صدرها التوراة ، نعم لقد جلبتها معها بين ثيابها وكلما مال عليها الزمن و اثقلها بهمومه فتحته قرأت منه ما تيسر ثم نامت ، هي متعبة ، نفسيتها مدمرة ، هي الغريبة ، بلا وطن ، هجرت من مكان الى آخر ، اغتصبها سيدها و انجبت منه وهو لا زال يعاملها كسيد و محضية عنده ، عندما يرغب يأتي اليها فاتحا شفتاه ، عندما يمل يرفسها و ينظر الى غيرها ، امرأة واحدة لا تكفي .. تعلم .. لطالما كان الرجال كذلك ، ما عدا الفقير الذي يقتنع لانه ليس بقدرته التعديد ولكن تلك طبيعة ، حتى الملوك كانوا يضاجعون ما يزيد عن خمسمائة امرأة من بين زوجة و جارية و محضية و غير ذلك ممن تعرض عليهن .. تنهدت وهي تقلب عينها في كل الغرفة ، الجميل في الامر ان امه تقبلت بل واحبت تاج انها تهتم لأمره ، تحتضنه ، تقبله ، تلاعبه ، ينام في حضنها .. غير ذلك هي شخص لم يتقبلوه حتى الآن وهو ايضا هو ايضا لا يتقبلها ، أهو بسبب دينها ، بسبب معتقداتها ، هل لو غيرت دينها كما يريد سيحبها سيرغبها اكثر .. تشك تشك ..

تقلبت في جلستها. تركت الكتاب من يدها على الطاولة وهي تمسك بشعرها تقوم بظفره حتى سمعت طرقا على الباب وصوته يأمرها بغلظة : افتحي الباب !

لوت شفتيها و اغلقت عينيها طويلا ، صارت تكره تلك النبرة المتعالية التي يخاطبها بها ، من يحسب نفسه .. هي هنا تحسد النجلاء على بعدها عنه لغلظته وجلافته لم تعد تحتمله وهو يكرر قوله : اتظنين انه ليس لدي مفتاحا بديلا ، افتحي يا راعيل افضل لكِ!

تركته يخرف عند الباب وهي تتابع ظفر شعرها بكل برود فيها ، لن تقوم له ولن تخاف منه ، كانت توجه نظراتها الى تاج حتى لا يقوم من النوم ، لا بل حين يقوم و يبكي هو افضل كي لا يستفرد بها ، هو الذي فتح الباب وصار ينظر لها بشر من هناك من العتبة نافخا انفه بصبر يشير لها برأسه : تعالي !

قلبت نظرها فيه ثم ابتعدت عنه وهي تتجاهل امره ، عض شفته قهرا وهو يراها على ذاك الحال ، انها تعصيه !

كرر كلماته والشر بين عينيه : تعالي قلت لكِ !

لم تتجاوب معه ابدا قد ملت منه ومن اوامره حتى نطقت بخفوت : انا لست محضية عندك ، تريدني تعال لي !

رفع رأسه للسماء يرجوها الصبر على البلاء الذي ابتلاه الله مع كل النساء اللواتي عرفهن في حياته ، انهن يزدن الامور تعقيدا ، يزدنها سوءا !

تقدم بخطواته اليها ووقف عند رأسها هي التي رفعت رأسها بعينين ناعستين حزينتين تهمس له : لم يعد لدي القدرة على مجابهتك ولا تحديك ولا حتى التعامل معك !

نفث انفاسه لا يريد ان يثور هو ايضا مل من كل الصراعات ، النساء عنيدات يفعلن ما يردن وان قررن ان تكره حياتك سيجعلنك تكرهها هكذا هي قوانين الحياة ، رغم كل الجمال وكل النعومة فهناك افاعي تختبأ خلف الوجوه ، افاع تلسع سُمها مميت ، كسُم النجلا ، وسُم ناجية ، وسُمها هي الفاتنة التي تتحداه انها لم تعد تريده ، هو الزين الذي تعشقه النساء تقول له انها لا تريده : راعيل ألن تعقلي ابدا ، ألا يكفي انني اتركك على هواكِ ، حتى الآن لم افرض عليكِ اي قيود تخص العلاقة بيننا او تخص الانجاب او تخص العبادة ، انا لم اتفرغ لكِ ولمشاكلكِ بعد !

ردت هازئة : طبعا كيف ستتفرغ وانت تركض من امرأة الى اخرى !

قلب عينيه وتنهد بقوة حتى النفس صار يخرج من صدره هائجا .. لقد جُنت .. حقا تفعل !

كان يسير بخطوات بطيئة حتى امسك التوراة بين يديه يلوي شفته قهرا يرفع لها حاجبا : وجلبته معكِ هنا !

كانت تنظر للأرض لا تعرف بما تجيب حتى صدرها كان قد همد ، كفاها صراعات لا تريد العراك آخر النهار فكل ما حصل اليوم لا زال يتكرر في مخيلتها وهو يحتضن تلك المرأة بين ذراعيه ، نجلاء اختفت لا تعرف الى اين تعلم انه عرس اخوها ولكن خروجها بلا وداع كان غريبا حتى نظرت اليه مضيقة عيناها : لما لم تعد نجلاء ، هل حصل شيء بينكما !

خرج صوت من حنجرته نفخ صدره : حدث ام لم يحدث ، بيني وبينها قلت لكِ لا تتدخلي !

لوت شفتها بغير اهتمام : براحتك !

حتى اضاف على مسامعها : ولكن ناجية سأتزوجها !

رفعت عينها في وجهه بصدمة حتى عضت شفتها وهي تقول بغل ، غل في قلبها ما عادت تستطيع كتمه : ايها القوّاد!

كان يقف هناك وكله على بعضه قد اسود غضبا صدره ينتفخ بقوة وهي تكرر : هل تعرف انك قواد !

حتى نالتها صفعة صفعة القت بها من كرسيها على الارض و مال بركبته عليها لا يكاد يسيطر على غضبه وجهه قاتم جدا غاضب جدا عيناه الشر يسطر بينهما يداه التي تمسكت بشعرها : ايتها الحقيرة الحقودة أبعد ما فعلت من اجلك تنعتينني بالقواد يا كلبة !

كانت تضغط اسنانها على بعضها البعض تتحداه وهي تنظر الى عينيه : ماذا ، هل تحولت فجأة الى ملائكة ، الم تعد تتاجر بالبشر الم تعد تتاجر بالنساء !

ابتسمت في وجهه هو المقهور : وتلومني في ديني وانت دينك يحضك على مضاجعة ملكات اليمين !

يا الله يا الله سينفجر منها سينفجر حتى صارت الصفعات تنزل على وجهها مثل المطر لم تصرخ لم تبكي تجعله يضربها تجعله يثبت رجولته عليها : اضرب اضرب حتى يطيب لك الضرب اضرب ايها الرجل ، مزق ، حطم ، وانت تعلم انني لن اردك !

كان الاحمرار وحريق شب في وجهها هو من يتنفس بسرعة عجيبة سرعة غيظ يحذرها : آخر مرة تأتين على ذكر الدين على لسانك والّا فوالله قصصته لكِ!

تتحدثين عن الدين ، ماذا فعل دينك غير تشريد الملايين و قتلهم و استباحة ارض ليست ارضهم غير تدمير المساجد و تنجيسها ، ماذا فعل غير قتل الانبياء ، ماذا فعل غير في كل حارة في تل ابيب علم الشواذ يرفرف ولا كأنه علم دولة ،تدرين لو قرأتِ القرآن ستعرفين ماذا فعل قومك وبما اجرموا .. تحتفلون بالسبت يا اصحاب السبت .. تتحدثين عن الدين نستطيع ان نجلس سويا ونسوي امره ، لم تعرفي من الدين سوى ملكة اليمين التي كنت انتِ واحدة منهن و تزوجتك ..ها انتِ ذي تحت سقفي و ابنك شرعي وبين اهلي لو نريد ان نتحدث عن الدين فأنا قد سترت عليكِ نعم فعلت لم اكن ملزما بالزواج منكِ !! 

: راعيل لديكِ طريق طويل طويل جدا حتى تستوعبي شيئا انتِ لستِ راغبة في استيعابه .. تجادلين ولا تعرفين اصل الجدال لأنكِ فعلا ناقصة عقل !

كان يغيظها كل كلمة تجعلها تخجل من نفسها :إن كنت تظن انني كافرة فأنت مخطيء ، انا اؤمن برب واحد ، اؤمن بالأنبياء ، اؤمن بالآخرة ، ألا يقول القرآن 

  إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِـِٔينَ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

ليس انت من يحكم علي ولا على ما اعتقد ، دقت على قلبها بقوة هنا في هذا القلب لا يعلم به سوى الله ولكنك انسان متجبر تريد كل شيء على مزاجك حتى الدين لأنك مريض .. أنت انسان مريض ! !  

يكاد يصرخ يكاد يقتلها هذه الساعة لا يدري ما يفعل بها لا زالت تعاند لا زالت تتحدى ولازالت تنطق ما يغيظه : راعيل اتقي شري هذه الساعة فوالله لقد سودتي علي الليلة يا كلبة !

صار جسدها يهتز بالضحك يهتز كثيرا كانت فاتنة كانت جميلة وهي تضحك هكذا تزيد من غيظه كانت عيناها تترقرقان دمعا وامسكت بخصرها تشد عليه قد كانت سعيدة جدا سعيدة انها قد اصابت شيئا فيه انه اعترف انها قد سودت عليه ليلته لن تنام وحدها موجوعة بل سينام ايضا بسكتة قلبية ولكن حين يراها هكذا مرمية حتى بان عليه فخذيها و انزلقت خيوط فستانها الساتان البيج عن كتفيها ووجهها محمر بشدة و ثغرها ايضا و صوت ضحكتها حتى مال عليها و حملها بين ذراعيه يتجه بها الى سريره هي التي صارت مفجوعة رماها بقوة على السرير وهي تفتح عيناها وهو وضع يده على اذنه : لم اعد اسمع ضحكا

انقلبت حتى خرجت من السرير تقف على الجهة الاخرى منه هو الذي اغلق الباب وفي عينه شرا ، تعالي راضيني !

غضنت جبينها بقوة وفي عينيه اغواءا : تعالي راضيني !

رفعت رأسها رفضا

دار حول السرير هي التي صعدت عليه صارا متعاكسان : قلتُ لكِ تعالي راضيني !

كان يخلع حذائه و يفك ازرار قميصه حتى خلعه وبقي ببنطاله الذي فك زره وفتح سحابه هي التي احمر وجهها بشدة وهي تبعد عيناها عنه : كان ينظر الى خجلها يرفع لها حاجبا وهو يصعد للفراش يتجه لها صار الاثنان يدوران حول السرير صعودا ونزولا كان لديه صبر عليها وهي لديها رغبة في التحدي كانت شراسة نظراتها له تغويه كانت مثل القطة الجامحة وهو تعجبه ذلك النوع من الاناث حتى مدت قدمها ، قدم واحدة فوق السرير بأظافرها اللامعة باللون الاسود و نقاء و بياض و صفاء و صغر قدميها ، مدتها له بتحد رافعة ذقنها : حتى تُقبّل قدمي !

صار هناك واقفا بينهما السرير ينظر الى ساقيها والى ما فوق فخذيها الذي تراه عينيه بعدما رفعت قدمها ..اطبق شفتيه على بعضها البعض وقلبه ما عاد يحتمل.. رأسه يكاد ينفجر .. حتى صعد على السرير يمسك بتلك القدم بين يديه رفعها الى شفتيه وقبل اصابع قدميها اصبع وراء اصبع حتى جذبها كلها الى حضنه هي التي كانت مفجوعة لم تتوقع البتة ان يفعلها ان ينحني لقدميها ان يقبلها مثلما فعل الآن ، تدرك حالا انه رجل مجنون ,, جسده بين ساقيها هي التي احمرت كلها كأنها شمعة تحترق تقول من بين اسنان منطبقة غاضبة : قلت لك لن تلمسني بعدما فعلته بي و خيانتك و ضربي !

قولي لي يا راعيل بما انك انسانة مثقفة ، كان يقولها وهو ينزع عنها ملابسها على مهله : هل تعرفين الألفية !

كانت تتنفس بقوة تغمض عيناها لا تريد ان ترى مالذي يفعله بها ذلك القواد الذي يعرف كيف يسيطر عليها وهو يتابع بشغف ،و حرارة جسده تتسرب الى جسدها : لا تعرفينها تلك المرأة التي ضاجعت الف رجل في حياتها .. لا تعرفينها أليس كذلك ، أعتقد انها الوحيدة التي كانت تقدر معنى ان تكون بين ساقي رجل !

اخ لو كنت فقط في ذلك العصر !

كانت ترفع يدها الى فمها تغلقه تكاد شرارات الحريق تخرج من بين ثناياها حتى صرخت وعيناها تشتعلان : انت وقح حقير بلا اخلاق 

خرج صوته غاويا كما عينيه : ألم تعرفيني بعد يا صغيرتي ,, قولي لي الآن هل تريدين اضاءة ام لا لأنني سأفعل فيكِ شيئا ربما لا ادري ستحبينه ، حسنا سنطفأ الاضاءة اولا ثم سنرى ما رد فعلك حسنا !

خرج من الفراش اغلق الاضاءة وهي مرعوبة لا تدري عما يتحدث كانت كلها ترتعش شفتاها يداها وجهها يتعرق وهي ترى خياله الاسود و يداه اللتان مددتاها على الفراش لا تعرف ماذا يريد حتى وضع رأسه بين فخذيها قفزت مبتعدة لا تعرف تكاد تقتل نفسها مدت يدها تضرب صدره بقوة : ايها العاهر 

صار يضحك ضحكا متواصلا حتى سقط على السرير جانبها لم يعد يسيطر على نفسه من الضحك حتى هدأت انفاسه وهي التي تقف هناك فوق رأسه اقترب حتى لامس شفتيها : ماذا ألم تحبي !

احمر وجهها كثيرا كثيرا جدا حتى ما عادت تعرف كيف تنطق ، اول مرة تسمع ضحكته بهذا الشكل العفوي الجميل ، اول مرة يكون في مزاج رائق بسيط معها  ، كانت تسمع ضحكاته و قلبها لم تعد تتحكم في دقاته جعلها تحترق تريد قربه

فقال عن نفسه : انا احب خاصتا ان رائحتك جميلة !

يا الله لا تكاد تستوعب ما يقول تلك اللحظات : راعيل ، الجنس او كما يسمونه ممارسة الحب ، لكن عن نفسي كلمة جنس تثيرني اكثر ، كانت تنفخ صدرها مع كلمة يقولها تريد ان تهرب ان تخرج لا تريد ان تسمع ولكنه امسك برسغيها كمن يعلمها درسا : اكرر .. الجنس يا حبيبتي انسجام فعل ورد فعل و سأحب كثيرا لو مثلا فعلتي معي شيئا برغبتك لا اريد ان اكون انا المسيطر طوال الوقت في الفراش هل تفهمينني !

كانت تبتلع ريقها وهو يرفع يداه الى وجهها ، لأول مرة يصارحها بتلك الطريقة : وانا ان فعلت شيئا اريدك ان تنسجمي لا ان تنفري .. فقط جربي ، تعلمي ، الفراش هو حياة ، هو جزء كبير من الحياة بيننا اقترب حتى ابتلع شفتيها وكل كلمة تعبر نفسها .. هل اذا فعلت ما يقول سيتعلق بها ، هل سيحبها ، هل لو قبلته بنفسها سيتقرب منها و تصبح لا حدود بينهما ,,, لا تعرف كيف سيساعد الفراش في حل مشكلاتهم ولكن هي لا زالت عذراء في كل شيء كل شيء لا تفهم الكثير من الاشياء و ما يقول هو احدها : مثلا عندما اقبلك اريدك ان تبادليني القُبلة لا تتيبسي لا تخجلي اريدك انسانة طبيعية تعودي غامري بادري لن اقول لا !

كانت يداه تمر بين نهديها يرسم دورانهما بهما يرفع احدهما بين يديه يقبله بلهفة هي التي تاهت ما عادت واعية صوته و همسه و حركته مع جسدها تغيرت كثيرا ، كثيرا جدا عن تلك المرات السابقة كأنه يريد اكتشاف شيء جديد بينهما حتى همست تكاد تبكي : انا لا اعرف !

انا لا اتخيل نفسي افعل كل ما تقول وكل ما تطلب اشعر بالحرج الشديد !

كان قلبها يدق بعنف بين اضلعها كانت حرارة جسده تغطي جسدها هو الذي مال اللى اذنها : تدرين انفصلي عن شخصيتك هذه ، كانت هناك شراسة في عينيكِ لو فقط تتبعين حواسك ، استخدمي يديكِ ، اصابعك ، شفتيكِ ، صوتك ، بالنسبة لي كل شيء مباح المسي كل ما يخطر على بالك انكِ تريدين لمسه !

هل ستفعلي !

ابتعد قليلا في الظلمة هي التي اغمضت عيناها بشدة ولا زالت ترتعش مضطربة ماذا يطلب منها الآن لا تفهم هل يريدها ان تفعل كل ما يقول هذه الليلة !

كان في غاية الصبر معها ان كانت ستكون في يوم هي زوجته الوحيدة عليها ان تتعلم ماذا يحب ومالا يحب رغم انه حقا لا يوجد شيء لا يحبه في الجنس : حسنا قبليني و لنرى الى اين ستقود القُبلة جسدك !

كانت عيناها تترقرق تلك المسكينة التي تشعر انها على الصراط انها بامتحان ..إما او لا .. ليتها ما رجعت معه يا ليتها بقيت مع والدها يعلمها الدين بدل هذا الذي يعلمها الفسق و الفجور !!

بالضبط اريدك فااااجرة في الفراش .. فتحت عيناها رعبا .. هل كانت تتحدث الى نفسها ..حتى فتحت فاها : هيا اقتربي ماذا تنتظرين !

يا الله ما هذه الليلة الن يعتقها ..لا تدري كيف تحول الوضع من ضرب و شتم بينهما الى نقاش حول كيف ترضيه في الفراش !

اقتربت جمعت الشجاعة التي في روحها كلها و تقدمت كمن تتقدم لحرب حسنا هي حرب ، حرب جسد ، حرب ايد ، حرب شفاه هكذا هو يريد وهي ستحاول ان تعطه ما يريد حتى لا يمل منها و يبحث عن غيرها رغم ان سؤالها على لسانها .. هل يحبها الزين !

جلست بين ساقيه تقترب من وجهه تبحث في عينيه في العتمة كانت ملامحه بالنسبة لها لذيذة جميلة كل ذاك الاغواء كل تلك الحرارة لامست شفتيه ورفعت يدها الى شعره كانت مع كل حركة شفة منها تغزوها شرارات في الباطن كهرباء تدفعها ناحه في عمق شفتيه بين اسنانه على لسانه كانت تشد رأسه بقوة في اتجاه شفتيها اخذت وقتها تتلذذ بما تستطعم كل شيء عابر للجسد لذة استطعمتها الشفاه و طاردتها الرغبة صارت تشعر انها ستلتهمه انها لديها الرغبة في التهامه لأول مرة ستعامل الجسد .. جسده .. كما لم تعامله قبلا .. وحقا كان صادقا .. قُبلة فجرت فيها حواسا هائجة فجرت فيها شيء دفين غريب كالنفاذ الى العالم الروحي كانت ترتشف لسانه و شفتيه صارت غريزة ويداها تنقلبا الى جسده تتحسس صدره و ساقيه و ظهره و عنقه وكل ما تصله حتى ابتعدت عنه تلهث بقوة عيناها غامتا بالنشوة بالشهوة كانت تعض شفتيها هي التي رفعت اصبعا وضعته بين شفتيه الى عمق ريقه ثم رفعته الى شفتيها تلعقه بلذة انتفخ صدره حتى ماعاد قادرا اكثر من ذلك وهو يهمس بلهفة : حسنا يا جميلتي فلننس الليلة كل الدروس التي تعلمتها ودعيني اقوم بالواجب !

 


صباح العرس

هما من يناما متلاصقين ظهرها الى صدره غارقان في ظلمة جفنيهما رغم الشمس التي سطعت على وجهيهما هي كانت تقابل الشمس حتى فتحتهما رويدا تغمض واحدة وتفتح الاخرى ، يداه تلتفا حول خصرها انفاسه الهادئة الساكنة تدغدغ عنقها استكانت في رقدتها تغمض عينيها تستمتع به بكل شيء حوله بكل لمسة منه حتى استدارت رويدا لا تريد ازعاجه و افاقته من نومه ولكنها تريد ان تصدق انها قد قضت كل الليل في احضانه يقبلها بلهفة يبثها حبا رغم انه لم يقلها صراحتا ولكن كل فعل منه يثبت لها انه يحبها ، صارت تقابل وجهه تنظر الى كل ملمح فيه تتدافع انفاسها مع انفاسه في عينيها فرح و بسمة وجهها مشرق قلبها يحلق مع الطيور التي تغرد ، كان تحديقها يغزوه في نومه حتى فتح عينيه بنعاس في وجهها الجميل المبتسم تقدم برأسه ناحها حتى اغرق نفسه وسط صدرها قبّلها برقة و قبع هناك ساكنا ضلا على هذا الحال فترة حتى رفعت كفيها الى شعره تهمس له : الشمس في كبد السماء و يجب علي ان اتحضر للعرس !

همممم كان يهمهم معترضا يشم شعرها يستنشقه حتى نفذ الى رئته الى بطنه ملأ دمه وهي تهمس له بحب بشوق بلهفة : يحيا سأحب جدا ان يكون لنا طفل !

وضعت كلا كفيها على بطنها شعور امومة يدغدغ روحها يا الله لو حقا تحمل لو تنجب لو ترى طفلا صغيرا بين يديها فمن هن في سنها و اصغر منها لهن اولاد كناجية مثلا و حتى هتان !

كان يغضن جبينه.. في رأسه تدور اشياء كثيرة ، كثيرة جدا ، لكنه لا يرد لها ان تتعكر لا يريدها ان تخرج من بين ذراعيه حزينة ، قد فعل الشيء الكثير معها الليلة المنصرمة وقد تكون حامل لا يعرف ولكن في صميم نفسه .. لا يريد !

كان لا يزال يغمض عيناه رغم محاولات اشعة الشمس المتكررة لغزو عيناه وهي التي تتحرك تريد الخروج من الفراش : حسنا جديا لا بد ان اذهب لأستعد !

تمسك بشدة بخصرها يدفعها ناحه كأنه يقول ابقي هنا لا تغادري.. تنهدت وهي تغلق عيناها وهي تستكين بين يديه ستبقى ان اراد ان تبقى اليوم كله العمر كله ستبقى ولن تمل حتى صارت تغني له في اذنه : حبك وجع بعدو معي حبك حلم هربان .. من قلب قلبي انسرق و بكيت ع غيابه .. مطرح ما كنا نحترق صار الجمر بردان .. والعطر عندو وفا اكتر من صحابه .. وحدي بدونك ما قدرت ما اصعب الحرمان .. كتبوا الندم عندي عيونك وغابوا .. مجروح قلبي وصرخ عم يندهك ندمان .. محروم طعم الهنا بغياب احبابه .. انت لمين انت الي .. قلبي الك منو الي .. انت ملاك قلبي وهواك يللي بحلاك عمري حلي !

كان وجهه يبتسم مع كل نغمة تقصده بها وهي تدغدغ شعره و نهاية عنقه حتى رفع رأسه اليها : ما هذا الصباح يا عيني !

حتى امسكت بوجهه بين كفيها الدافئتين تتفتح شفتيها عند شفتيه : حبك وجع !

انقلبت على ظهرها بسرعة قبل ان يستطع ان يحبسها بين ذراعيه ارتدت ثيابها بسرعة وخرجت دون اي نظرة اخرى منها اليه !

حرارة سُكينة لم تهدأ كانت مريضة تسعل و انفها مغلق جدا و جسدها يحترق امها تلقمها العلاج كل فينة واختها وهي كانت دائخة كانت غارقة في المرض تريد فقط ان تنام تنام جدا حتى ماعاد تشعر شيئا ، كان حوار ناجية مع امها قلقا متوترا : لا اعرف لا نستطيع تركها وفي ذات الوقت لا نستطيع ان نترك عرس المؤيد وفي تلك اللحظة امها اسرت لها : لم ارى اشد من جنون اخوكِ لقد ظهر الشعر على لساني وانا اقنعه بالزواج وحين تزوج لم نعرف حتى نحن بزواجه .. لا ادري ان كنت سعيدة بما فعل ولا ادري اين اخوكِ المنذر اين ذهب اين هو من كل ما حصل .. قلبي يأكلني يا ناجية انا قلقة جدا !

نفثت ناجية انفاسها بثقل حائرة جدا ، هل تجهز نفسها لقد طلبت من والدها لقاء ابن عمها ربما قد تسرعت في ذلك هي ايضا نسيت انها في العدة وهي تدور مع امها ينهين امور البيت ثم يستعدن للذهاب الى صالة الافراح ، هي قد ارتدت فستانا اسودا من الشيفون ينسدل بأناقة وجمال على جسدها حتى ما بعد ركبتيها كاشفا عن غلظة ساقيها البيضاوين و حذائها الاسود ذوحبات لؤلؤ تخطف النظر ، بعدما رجعت من صالة التزيين هناك ابدعت في زينة وجهها و تسريحة شعرها الاشقر المتماوج حول جيدها حتى منتصف ظهرها ، لبست حليها و خواتمها و بخرت نفسها و عطرت كامل جسدها وخرجت تحاوطها عاصفة من الجمال والروائح الطيبة سمت امها عليها وهي تراها و اولادها قد تجهزوا على ايد الخادمة صارت تلعب معهم وهي تنتظر موعد رجوع المؤيد من الحلاق الذي اسمته .. عريس الغفلة .. ابوها وياسين في الخارج هما من سيدخلا المؤيد على عروسه ، وهي وامها سيوصلهما ناصر الى صالة الافراح كان البيت خاليا الا منهما .. حتى طرق الباب الخارجي للصالة وهي تسمع صوتا غليظا يتنحنح ..تلك الدقيقة شعرت بالدوار يا الله لقد اخطأت لما قالت لوالدها ان يأتي تشعر بالرعشة في يدها وعلى طول ظهرها تشعر انها تتعرق وهي تتجه للباب .. تثبت نفسها تغمض عينيها .. لا هي قوية ... هي ناجية المعروفة بقوتها بعدم انهزامها .. هي صممت و ستفعل ما تفكر به حتى فتحت له الباب على مصراعيه هو الذي التفت عليها هي التي اقصر منه ببضع سنتمترات قليلة اطول امرأة في حياته جميلة جدا ضيق عينيه فيها : قال عمي انكِ تريدين الحديث معي !

كان قلبها يجري لا تعرف مالذي يحصل فيه فقط يربكها تواجده معها لوحدهما همست : تفضل الى المجلس الداخلي !

لم يستطع ان يطل النظر فيها ولكن عطرها اخترقه بكل جبروت رائحة بخور عذبة تفوح منها يعشقه يحب البخور و من يتعطرن به ، كانت تمشي خلفه كل طرقة من حذائها هي انقلاب لكليهما هو يعض شفته وهي تغمض عيناها تراقب طوله و عرض منكبيه و شعره المتموج كانت تعض شفتها بقوة حتى كادت تدميها وهي تبتلع ريقها ، تتسائل ان كان من الجيد ان تختلي به .. وحتى الأمس كان كل شيء حوله مبهم ، لم تعد تذكر لا طوله ولا شكله ولا حتى نبرة صوته ، ما تراه الآن لا يبشر قلبها بالخير ، قلبها الآن خاو نعم خاو ومستعد لأن يحب قلبا آخر ... ولكن تتمنى ألاّ يكون هو هذا القلب الذي يهوى .. انه رجل خطير خطير جدا ! حتى وصل الى المجلس اغلقت الباب عليهما و جذبت كرسي في يدها كي تقابله تماما عند الحديث معه ، قد كانت امرأة ، امرأة حقيقية ، لا يدري تختلف عن كل النساء اللاتي قابلهن في حياته ، جسدها محنك معرك ، جلس يملأ مكانه بعد ان فك زر بدلته الانيقة التي يبدو فيها كعريس .. هي التي وضعت الكرسي مقابلة له ، لأول مرة منذ سنين طويلة جدا ، منذ ان كانت تخرج للشارع مع اخوتها تضرب هذا وذاك و تخبيء جسدها في ملابس واسعة ، جلست امامه مرتبكة كأنها صورة في اطار قد اربكته يعترف انها تفعل.. امرأة خطيرة مثلها ، امرأة جميلة مثلها ، امرأة لا تعرف حدودا مثلها ..نطقت تحرك ثغرها الصغير الملون بالبنفسج مثل الاوركيدا التي تتفتح فتنشر عطرا : انا اردت الحديث بيننا !

كان فقط يغرق في كل ملامحها في كل تفاصيلها ، في اظافر يدها الملونة ، في اساور يدها الذهبية ، في الخلخال حول ساقيها الشديدتي الغلظة ما فاق جمال ساق النجلاء ، مفرق نهديها العامرين بين تلك الاقمشة السوداء و صفاء بشرتها و لون شعرها حكاية اخرى جعلها كأنها تلمع ..انفها الصغير وشيء يلمع على جانبه لا يعرف ما هو كحبة ماس ناصعة و عينيها السوداء .. كل شيء فيها قد تم تدقيقه قد تم التولع به !

هي التي كانت تقص الحكاية ولكنه لم يكن يسمع كان فقط يطرب سمعه : آسف لم اسمع !

نفخت من فمها على مرأى من عينيه تحدجه بنظرات خطرة : لقد قلت لك كل شيء كيف لم تسمع !

رفع نظره فيها رفع لها حاجبا كتف ذراعيه الى صدره : عقلي مشغول قليلا بالعرس !

رفعت رأسها للسماء تغلق عينها حتى بان عنقها النقي بحليته اللؤلؤية الجميلة : ركز معي ارجوك .. هو من كان يتسلى كان يحب ، لم يعتقد البتة انها ستكون هكذا ابدا لم يتخيل لقد رآها بلأمس كانت لمحة والآن يرى كل شيء بالتفاصيل حتى راقب مرة اخرى كيف يتحرك ثغرها كانت تتحدث من شفتيها وليس من حنجرتها : لقد وافقت على عرضك ولكن لدي شرط !

مالت عليه تريد افهامه مالذي تريده منه هو المستمع المشغول في ما خلق الرحمن .. لذلك غرق اخاه في سُكينة وقبلها آيدين و هارون في المجدلية، من اجل ذلك اوس حتى وهو في مصيبته يريدها و زوجها مصمم على رجوعها  .. من اجل ذلك .. من اجل هذا السر .. من اجل هذا الخلق !

: شعيب ، نحن .. انا وانت .. سنتزوج لفترة بسيطة ثم نطلق كي ارجع الى رؤوف !

رفع حاجبيه يهز رأسه يتظاهر انه يسمع و ينصت لما تخرف : اقصد ستكون مثل المحلل .. انا فقط اريد ان اربيه !

لوى شفته .. يتسائل .. هل للتو تعرفت عليه ؟!!

هل للتو تعرف من هو شعيب !!

وهي تكمل : اعتقد انني اعرف ذوقك في النساء وانك لا تفضل الثيب لذلك انا اعطك كامل الحرية .. ليس من الضروري ان تكون معي ..

هز رأسه ثانيتا وهو يقوم بعظ شفتيه حتى قام من مكانه هي التي قامت مستغربة من عدم رده عليها حتى امسكت بعضده بين يديها تشده لها بقوة كأنها تتحداه ان يخرج دون رد عليها كانت عيناها تشتعلان و تندلع منها كل الروائح التي حرضها دفيء جسدها : ماذا تقول لن تتركني بلا رد !

كان فقط ينظر الى يدها المتشبثة بعضده الى تلك اللمسة التي هزته من طوله يلتفت عليها : انا لدي ثلاث اطفال لن تتحملهم !

كان بالكاد يلتقط انفاسه بالكاد يتنفس لا يريد لتلك الرائحة ان تخترقه اكثر من ذلك في هذا المجلس المغلق الابواب مع امرأة تباغته رغبته اليها واقفة هكذا بكل هذا الجبروت هذا الجمال تمسكه تلمسه يرى كل تفصيل فيها حتى صارت روحه حميمية حتى التفت عليها بكامل جسده تقابل كلاهما في ذات النفس وذات الظل ينظر لها من علو هي التي رفعت ذقنا في وجهه : تدرين يا ناجية .. بلعت ريقها وهي تسمع تلك النغمة .. يا الله تغير صوته صار غائرا صار حميميا عيناه الغائمة التي تجري على جسدها وهي صارت تحترق في وقفتها : عندما اشتري فرسا ، اضع عليها وسمي ، فكل من حولي سيعرف ان تلك الفرس ملكي فلن يفكر مجرد التفكير ان يقف ليتفرج او يشتري .. عندما وافقتي انا اشتريت ووسمي هو هذا ... شدها بعنف الى صدره ومال على ثغرها يلثمه برقة ..حتى ضربت الكهرباء عنقه و ظهرها.. صار يقربها حتى كاد يدخلها بين اضلعه صار هائجا كل تلك الانوثة بين يديه كل شيء فيها يغويه يخترقه هي التي تجمدت بين يديه تشعر فقط بحركة شفتيه فوق شفتيها حركة وصلت حتى منتصف رحمها حركة جيشت الرغبة فيها هي التي لم تفعلها منذ اشهر لم تمارس الحب منذ اشهر قد حرك قلبها ضدها قد حرك اللذة فيها هي المجربة التي تعرف ماذا يعني ان تكون بين ذراعي رجل تعرف الى اين تقود القبلة حتى دفعته بقوة فصلت نفسها عنه تلهث تكاد تصرخ : يا الهي يا ربي لقد افسدت زينتي ، ضربته على صدره : اعتبر ما فعلته مقابلة شرعية ولن تراني بعدها !

وقف هناك وعلى وجهه كل اثر للحمرة من شفتيها هي التي تحركت وفتحت الباب وخرجت .. افسدتُ عليها زينتها ..!

صار يمسح شفتيه بظهر كفه وهو يغضن جبينه : تبا لقلبي ان كان قد احبكِ انتِ الأخرى !

 

 

كان قد استعد ، استحم و لبس و تعطر وسرح شعره و وقف هناك لآخر مرة في نهاره هذا على شرفته ، ينظر لحركة النساء في الأسفل ، اغلق عينيه و استنشق ما يستطع استنشاقه ، فمغادرة هذا البلد هو كانشقاق روحه عن جسده ، شعور صعب لا يحبه لا يحبذه ، لطالما تعلق قلبه بهذه المدينة .. تنهد بعمق ، هي هي لابد ان يعرف اين هي !

اكل شفته السفلى ببطء وهو ينفث انفه سكينة وما فعلته البارحة قد اشغل له فكره ، سكينة غير مستقرة نفسيا مع كل ما حصل ، يا الله كم يشعر بقلبه يذوب حين تحضر هي التي لم ينساها حتى في عز قربه من زهرة وجد ان سكينة هي من تسيطر ، يحب رقتها و جمالها و طيبتها و برائتها و عطائها يذكر كل لحظة حب بينهما فينفطر قلبه شوقا لها حتى رفع هاتفه البديل يتصل فلم تجبه يضل يرن حتى انطفأ ، ارجع الهاتف الى جيبه يعذرها فالواضح انها مشغولة هي الأخرى ..

هاتفه قصة اخرى ففيه تقريبا كل عالمه ، كل اعماله ، كل ارقام هواتفه الضرورية كيف اختفى لا يعرف .. يجب ان يعود للشقة ليعرف ما حصل تلك الليلة من كان هناك من نام جانبه .. لم تكن زهرة ولم تكن سكينة .. يا الله عطرها يا الله !

تحرك من مكانه خارجا و في يده حقيبة سفر صغيرة يجرها خلفه وفي مشيته توقف على باب صبا فتح الباب كانت الغرفة فارغة الا من عطرها نظر حوله في المكان .. مر على غرفة والديه طرق الباب فوصله صوت امه ابتسم بحب و هو يدخل هناك وقف يحدق بها وهي بكل تلك الزينة و الآنفة و العنفوان و الجمال و شعرها الطويل الذي تفرده على ظهرها و تلك الحلي التي تغطي جيدها اقترب حتى عانقها بقوة كانت كالفتاة الصغيرة في حضنه تمسكه بحب من خصره تسأله بحب وهي ترفع يدها تحضن وجهه بين كفيها : الى اين يا يحي .. انت لا تدخل البيت حتى تخرج منه ثانيتا يا حبيبي !

قبل جبينها وهو ينظر لعينيها بعمق : يجب ان اسافر الليلة لن اطيل السفر اسبوع على الاكثر و اعود لا تقلقي علي !

جلست على السرير تتنهد وهي تنظر لعينيه وعيناها تترقرق : يحي لم نجلس لنتحدث عن كل ما حصل اليومين الماضيين ، خروج ديالا ، و علاقتك مع سكينة و زهرة و الخطبة و ابوك وكل شيء ..قصة مليكة وما حصل معها .. خرج النفس من صدرها مكتوما ملوما .. لا ادري لما كل شيء يسير في حياتنا عكس ما نريد !

كان واقفا يضع يديه في جيبي بنطاله يستمع بحب لكل كلمة تقولها يرى قلقها يرى صبرها الذي ينفذ يرى حسرتها على والده و حسرتها على حاله وضعت وجهها بين كفيها : تدري كلما جلست افكر فيك قلت يا ليتنا ذاك الزمن زوجناك منها ما كنا سنرى ولا انت سترى كل تلك الايام الخالية !

كاد قلبه ان ينفجر ، ينفجر بالبكاء لما تأتي امه الآن على ذكرها هو الذي يحاول ان ينساها يحاول ان يعيش حياته كما هي الآن .. حتى انه هناك بديلة جميلة رقيقة يحبها .. سكينة .. سكينة بذاتها تكفي عن كل النساء .. قد تجاوز لزمن حب تلك المعشش في قلبه الكابس كالعنكبوت على مداخله لا يكاد يتخلص منه حتى انه صار يشم عطرها في ثيابه وفي علبة الدواء و على تلك المفارش ، تحشرج صوته : امي ما فات قد مات ، انا لا تحسر على مافات ، انا الآن لدي زوجت... زوجة .. و موضوع سكينة سأعرف كيف احله عندما ارجع .. نزل الى ركبتيها يرجوها بعينه : اليوم اريدك ان تفرحي ، ان تنسي كل ذلك ، فقط اضحكي ارقصي و قبلي لي صبا !

قام مستقيما يعطها ظهره و يخرج من عندها !

 

من بعد صلاة العصر صارت قاعة الافراح مليئة بالنساء من كل شكل ولون ، كل فستان ، كل كعب ، كل ثغر ، كل غنج ، كل دلال ، كل رقص كل الموسيقى ، كان شيئا فخما جميلا امها تجلس عند بوابة القاعة مع زوجة سعيد و ميادة ايضا يستقبلن الضيوف وهناك في الداخل من البنات زهرة المتفتحة التي نالت مبتغاها وهو الرجوع الى عصمة يحي ، هو الذي كان يتصل بسكينة ولا ترد لا يعرف ان كانت في الداخل يريد ان يراها ان يقبلها قبل ان يسافر ان يروي ظمأه منها .. يشتاقها يفعل جدا يشتاقها لا حيلة في يده رغم كل ما اعطى زهرة من حب فستظل هي الحبيبة الاولى و العشيقة الاولى وكل متعة اولى في الحياة هي التي سبقت كل النساء الى روحه صار يتنهد ثم انضم الى باقي الرجال في الخارج ينتظرون قدوم المؤيد وحتى هذه اللحظة لم يلفت انظار اي منهم اختفاء المنذر ، حتى جاءت صبا التي كانت ملكة في ليلة عرسها فاقت الجميع جمالا بذاك الفستان الذي يفصل جيدها و يرسم نحرها و يطوق قدها و يتمايل خلفها كانت تبتسم كانت تضحك كانت سعيدة جلست و اشتغل الرقص و التصفيق و الحوارات الجانبية .. مرت ساعتين و الجميع في الداخل و الخارج و بعد صلاة العشاء يريدون انهاء العرس نظرا للظروف الامنية في البلاد ، حتى جاء المؤيد و جلس قليلا بين الرجال في كامل بدلته السوداء و ربطة عنقه الحمراء  طوله و هيبته كان يسلم كان سعيدا جلس بينهم وفي تلك الاثناء تحرك آيدين يوشوش ليحي انه حان وقت الخروج .. اتصل بدوره بزهرة التي تحركت من مكانها الى غرفة  تبديل جانبية هناك غيرت ملابسها الى بنطال جينز و بلوزة سوداء الى ما تحت فخذيها ارتدت حجابها و خرجت من الباب ..

سلم يحي و آيدين و اتجها الى السيارة هناك اشعل سيجارة وهو يلتفت الى وجهها هي التي غمزت له بشقاوة اهتز منها صدره وهو يرفع السيجارة و يدخنها في شغف حتى سأل آيدين : تامارا !

رد ذاك مهموما مغموما .. تركتها في بيت ابي ستعتني بها صفية و ابي لن يقصر .. انت ابعث لها سكينة كل فترة و اخرى !

تلك التقطت تلك الكلمات فرفعت يدها الى حيث عنقه تداعب نهايات شعره هو الذي اغلق عينه يقشعر جسده حتى مد يده امسك بذاك الاصبع بين اصابعه محذرا لها من اللعب !

 

تناول هاتفه وصار يطلب رقما وهو يدخن بانسجام حتى وصله صاحب الرقم قال له : الامانة يا مهدي ؟!

ضحك المهدي : في الحفظ والصون حضرة الطبيب !

ابتسم وهو يقول : كلها ساعات و نتفرج على العرض انتبه لكل شيء يا مهدي !

حرك مهدي حاجبا : تحت امرك حبيبنا !

اغلق منه و آيدين ينظر له بنصف عين لا يعلم عما يتحدث ولا يريد ان ينطق بشيء يثير شكوك زهرة فهي حتى لا تعرف بكل شيء حصل مع اخاها ولا يعرفون كيف سيكون رد فعلها عندما حقا تراه !

تحمحم بقوة حتى نظر له يحي قائلا : ستنبسط صدقني !

لوى شفته بابتسامة وهو يدير رأسه الى الخارج .

كان فقط نصف ساعة بينهم وبين المطار كانت صمتا مطبقا و في الجهة الاخرى حيث تركوا القاعة قام كل الرجال من اجل ايصال المؤيد الى الداخل حتى عندما وصلوا الى باب القاعة يريدون فتحه كان مغلقا ، التفت شعيب الى الباب وهو يحاول فتحه استغرب الكل ان الباب مغلق وفي تلك الاثناء في تلك الدقائق في تلك ..ساعات الفجع.. كان هناك حريق كان هناك دخان كان هناك صراخ لم يهدأ وقف الجميع متفرجا متجمدا يرون النيران تندلع في القاعة الدخان يتصاعد بشرار كالقصر من فوق ومن الشبابيك كان الصراخ يعلو يعلو

فتح عيناه رعبا وهو يصرخ من فجع : ناااااااار نااااااار صار الجميع يحاول فتح الباب الجميع يريد اختراق الباب الجميع يهجم بذراعه و ارجله على الباب غلب صراخ الرجال في الخارج صراخ النساء في الداخل

كان الدخان يغطي كل شيء دخان اسود خانق دموع وصراخ لم يهدأ زعيق صبااااااااا ناجيييييييية التي احاطت اولادها بجسدها تبكي رعبا تبكي فزعا لا لا تريد لاولادها ان يموتوا محترقين لااااا ماجدة التي تجري تريد حماية ابنتها من النيران المتطايرة و راعيل التي تنهار باكية تبحث عن ابنها بين الطاولات و النساء يسحبنها الى الخارج ولكنها تصرخ تصرخ حتى بح صوتها تصرخ باسم ابن رحمها ابن روحها تااااااااج تاااااااااج كانت كالمجنونة ترفس وتضرب النساء اللواتي يتدافعن عند الباب حتى ما عاد لها نفسا قد سقطت ارضا تدوسها الاقدام ، ماجدة التي تتمسك بصبا لم تعد تعرف ما الخطب.. لما.. كابوس يحيط بها.. وهي  تحيط صبا ابنتها بجسدها ..وهي ترى راعيل مرماة على الارض تجري كي ترفعها تسندها على الجدار فاقدة للوعي ووجهها كله دما تجري الى داخل القاعة بين النيران تجري وتصرخ باسم تاج وصبا تصرخ تنهار تبكي تموت خلفها.. اميييييييي ..وتلك تبحث عن حفيدها الذي اختفى في الداخل ..ميادة التي تصرخ كالمجنونة تبحث عن زكية بين كل تلك الكعوب وفي يدها صغيرتها مياسين التي تحاول ان تغلق لها مجرى التنفس عن الدخان الخانق كانت تبكي تنتحب تنظر الى كل الوجوه حولها ترى الموت في اعينهن تلك النساء تلك الاناث.. كل انثى حسرة .. كل انثى فجع ..  جلست على الارض ترفع اصبعها بالشهادة وتتمتم بها وهي تغلق عينها !

دب الرعب دبيبا بين الاجساد بين القلوب اخذ مستقرا بين الافئدة و النساء يجرين الى الباب يحاولن فتحه يحاولن اختراقه تجمعن كلهن هناك يغلقن افواههن و اعينهن صار الدخان خانقا جدا ..مميتا جدا ..تعالى السعال تعالى البكاء تعالت الشهقات تعالت صرخات الموت ..صرن يحفرن الجدار بأظافرهن يردن اختراقه هنا الموت صارجماعيا مقبرة جماعية هنا صار لا رحمة  و النيران تقترب منهم انها تأكل الستائر تأكل الجدران تأكل الطاولات تدافعن كيوم الحشر فوق بعضهن البعض

الاحذية المتطايرة و القماش الذي يُسمع تقطعه وسط الفوضى و التدافع  الفزع الفزع ، اصوات كالانفجارات صوت الزجاج الذي يتناثر من قوة الحرارة و الطاولات التي تتفرقع و صوت اللهيب الذي يلتهم كالتنين كل ما في طريقه الرعب الخوف والرجال من الخارج يطرقون بالمطارق باب القاعة الحديدي الابواب الجانبية كلها قد اُغلقت حتى دمعوا حتى انهاروا صاروا يبكون صاروا يندبون ما يزيد عن ثلاثمائة امرأة في الداخل كم من اخت كم من ام كم من حبيبة كم من قريبة كم من عروس هي واحدة

صار يشد شعره بكل قوة يبكي يبكي يصرخ في السماء اميييييي صبااااااااا ناجيييييييية لم يكن يعقل كان مجنونا يضرب بكل قوته بكتفه الباب يريد هده يريد اختراقه يدعو في نفسه في قلبه الذي ينهار والده من خلفه يركض ويعود للباب يريد فتحه صار نحيب الرجال ينافس نحيب النساء الذي يصلهم من الداخل كانت كارثة صاعقة صوت سيارات الشرطة وصوت سيارات الاسعاف التي تم طلبها و السيارات تتحرك بكل قوة في الخارج و ماء يُسكب على الابواب و الشبابيك حتى ركب شعيب سيارة تويوتا يصرخ فيهم : ابتعدوا عن البوابة

ركب بسرعة واحدهم يصرخ : النساء وراء الباب ستقتلهن

ولكنه لم يستمع واعمامه يحاولون ضرب الشبابيك و تكسير الحماية الكل صار مجنونا صاروا يلهثون صاروا لا يفهموا شيئا انه فقط الموت يقترب.. الموت لا غير.. حتى اندفع و شغل السيارة داس البنزين وتركها  تتجه للبوابة يراقبها  تضربها  حتى انفتحت هناك تدافع الرجال و كانت النار قد اكلت ما اكلت في طريقها !

هناك في البيت حين دخل بسرعة يرفع ثيابه الى ما فوق ركبته كان يعرق و يلهث متجها من فوره الى غرفتها تلك الراقدة المريضة ، ازاح الغطاء عنها بقوة وهو يرفعها بين ذراعيه هي التي كانت محمومة لم تقدر على اي شيء لا تشعر بشيء فقط انها لم تعد في سريرها نزل بها الدرج الى حيث الحديقة هناك رماها في الكراسي الخلفية وهي قد كانت مهلوكة لم تستطع الحركة مرمية فقط وهو اغلق الباب يأمر السائق : اذهب ولا تنظر خلفك !

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...