تشكيلة من الزي الليبي التقليدي للعروس













هنا تشكيلة من زي العروس او العريس ليلة الحنة او ليلة الزفاف او الصباحية 

تكون فيه العروس مرتدية الذهب الثقيل من الرأس للقدم 

وهذا ما سيكون في جزء مقبل من الرواية حتى يتم تخيل الشكل 😚

( 8 ) آخر أنثى قبيل وصول التتار


 ( 8 ) 


إلى ممثلة فاشلة


1 

في طبعك التمثيل 
في طبعك التمثيل 
ثيابك الغريبة الصارخة الألوان.. 
وصوتك المفرط في الحنان.. 
وشعرك الضائع في الزمان والمكان.. 
والحلق المغامر الطويل 
جميعها .. جميعها.. 
من عدة التمثيل.. 
سيدتي: 
إياك أن تستعملي قصائدي 
في غرض التجميل 
فإنني أكره كل امرأةٍ 
تستعمل الرجال للتجميل 
لست أنا .. لست أنا.. 
الشخص الذي تعلقين في الخزانه 
ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه 
أو أن أكون قطةً تركيةً 
تنام طول الليل تحت شعرك الطويل 
فالدور مستحيل 
لأنني أرفض كل امرأةٍ.. 
تحبني .. في غرض التجميل.. 
لا تسحبيني من يدي.. 
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع. 
لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع. 
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي، 
والريح .. والصقيع.. 
ما عدت أستطيع.. 
نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي 
نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي 
نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي 
رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء.. 
فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساء.. 
نصيحةٌ برئيةٌ إليك .. يا عزيزتي 
لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك. 
أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك 
أو تشعليني شمعةً لتضمني نجاح سهراتك.. 
أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك.. 
أو تجعليني عادةً يوميةً من بين عاداتك.. 
نصيحةٌ أخيرةٌ إليك .. يا عزيزتي 
لا تستغلي الشعر حتى تشبعي إحدى هواياتك 
فلن أكون راقصا محترفاً... 
يسعى إلى إرضاء نزواتك 
وها أنا أقدم استقالتي 
من كل جناتك...





بعد انتهائه من عشاءه ذلف الى جناحه طالبا من مليكة جلب كوب من الشاي بالعسل 
لم تتأخر مليكة كثيرا في تلبية طلب سيدها 
فعند ولووجها لحجرته الخاصة وجدته للتو قد خرج من حمامه 
منشفة مبللة على كتفيه 
و سروال منخفض و بطن عار 
في كل مرة تراه بهذه الهيئة تظل تنظر له كالمراهقة التي يسيل لعابها على احد ابطال السينما 
فهو لم يوفر شيئا من الجمال الا و امتلكه 
غمازات من الخد للذقن 
و فم ممتليء رجولي شديد القسوة 
و عينان سوداوان لم تهذب وحشية نظراته اهدابها الكثيفة شيئا 
جسده العملاق الذي كان ما بين المعضّل و السلس 
شعره اسود غزير لم يغزه الشيب بعد يمشطه بيده يرجعه للخلف 
قطرات ماء تعبر حلقه الى صدره الواسع 
ابتلعت ريقها بتؤدة و هي تضع الفنجان في ذات الوقت الذي سمعت منه همسه المخيف القريب منها جدا حتى كادت تقع بين احضانه ، اخذت ترتعد وهو ينخفض لمستواها محذرا : كم من مرة حرمتُ عليك دخول هذه الغرفة ؟! 
كان فحيحه مخيفا ، تصورت انه ليس بالبعيد ان يمسك بشعرها ليضربها في الجدار 
ولكن ما ذنبها ان كانت تهوى رؤيته ، و عبوسه و تسمع همس انفاسه عند اذنها في كل مرة تتعمد فيها ان تدخل عرينه ! 
قالت و شفتيها تهتزان : لدي اخبار يا سيدي 
ابتعد عنها وهو يمسك بكوب الشاي بين كفيه 
يتأخر بخطواته الى ان استلقى بجانبه على الشباك يرتشف بهدوء : اسمعك 
رفعت نظراتها و هي تعض شفتيها خجلاً : السيدة ترفض كل طعام يُقدم لها ، منذ البارحة لم تأكل شيئا،  كلما حاولت اقناعها ردت قائلة: لن آكل الحرام !
سمعت صوت طرقعة الفنجان على صحنه بغضب ارتجفت منه و هي تحني رأسها بسرعة و خوف حين اقترب منها بسرعة شديدة اغمضت عينيها بقوة : هي قالت ذالك ؟
هزت رأسها استجابة تريد الان فقط ان تهرب منه ، ان تطلق ساقيها للريح وهي ترى جموده و عيناه الحمراوان تتأججان نارا حارقة ، اخ تبا لقد ارتكبت مصيبة ،، قالت لنفسها فلابد ان السيدة الان ستلاقي مصيرا ،، مجهولا ! 
خرج من الحجرة بمظهره ذاك و بلا اي حذاء ينتعله ، قلبه يحترق من الغيض ، مال حرام ، انا يقال لي لا آكل الحرام ، من تظن نفسها هو انتشلها من بيت وسخ غارق بالحرام وتأتي الان لتعيره يقسم انه سيقتلع شعرها و يقص لسانها بنت الكلب هذه التي لا تنأى بنفسها عن التطاول و المشاكل ، خطواته كانت غاضبة و احشاؤه تغلي و اصابعه تتحرك في ثورة هياج تريد ان تمسك بفكها كي يهشمه ، كم مرة حذرها ؟! الا تتعظ ؟! تبا لعنادها ! 
وهي التي كانت تجلس منكمشة على نفسها على الكرسي الضخم الذي يحتضن جسدها الصغير ، رأسها بين ركبتيها ، تغرق في افكارها ، و تشعر بوهن و ضعف حتى ان اطرافها توشك ان تذبل ، قد جفت منها الدموع و اصبح فقط نصب عينيها التفكير في كيف ستتخلص منه ومن هذا الزواج " الصوري " ، تتنهد باستمرار ، و تغمض عينها لتغفو احيانا ، حين فُتح الباب فتجده يقف على عتبته ينظر لها بغضب خالت ان النار ستخرج من حدقتيه لتحرق كل زاوية من هذه الغرفة المقيتة رغم فخامتها ، نفخت في وجهه ولم تكترث لحضوره حتى انها قد ادارت رأسها على ركبتيها للجهة الاخرى كي لا تراه ، رغم ان قلبها في داخلها اخذه الهلع من مظهره العدواني ، صرخت حين وجدت رأسها بين يديه يشدها بقسوة الى وجهه حتى كادت رقبتها ان تلتوي من الالتفاف العنيف ، كان وجهه منتفخا و انفاسه متلاحقة متطايرة : اكل حرام ؟! اتظنين انني قد اتيت بك من المسجد ! 
صارت تنظر له بغيض و لم ترد ، لن ترد عليه ، لن تعطيه شرف استفزازها ، ان كان غاضبا من كلمة نقلتها له تلك اللعينة اذن فليغضب ، ماذا يظن ، انه قديس ؟!! 
صار يهز رأسها بقوة : هه اجيبي ، قسما يا نجلاء ان سولت لك نفسك شتمي او شتم عائلتي و ما نحن عليه سأدمرك !
اطالت النظر فيه و هي تضغط على نفسها كي تتحمل شده الذي بلغ وجعه جوفها حتى انها تريد ان تبكي : على ماذا كنت تعتمدين في حياتك ، الم تعيشي مع اشباه الرجال ، الم تأكلي من طعامهم ؛ الم تكبري بينهم ؟! 
كان يذهله تحملها واتخاذها من الصمت ملاذ لها و نظرتها تلك آه كم تقهره ، تستحقره و تبغضه ، جسدها متهيأ للهجوم عليه و خربشته او البصق عليه ، عيناها كانتا تحكيان له كل ما تود حقا فعله ولن تفعله ! 
حتى نفخ بفحيح في وجهها : جباااااااانة !
ثم انقض على شفتيها يعطيها قبلة وحشية محذرة ، ترك على اثرها شعرها و نفضه من يده ثم خرج 
بصقت ما بين شفتيها و مسحتها في كم بجامتها الليلكية الحالمة و انزلت رأسها حتى انسدل شعرها مابين ركبتيها و هي تنزل من عينها دمعة واحدة مليئة بالكرامة ! 

للمتابعة على مواقع اخرى



للمتابعة على الفيس بوك 




للمتابعة على الانستا غرام 

rewayat_eva_adam2017 



( 7 ) آخر أنثى قبيل وصول التتار


( 7 ) 


أسائل دائما نفسي


اليوميات 

مثل أشعة الفجر .. 
ومثل الماء في النهر .. 
ومثل الغيم ، والأمطار ، 
والأعشاب والزهر .. 
أليس الحب للإنسان 
عمراً داخل العمر ؟.. 
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟ 
طبيعياً .. 
كأية زهرةٍ بيضاء .. 
طالعة من الصخر.. 
طبيعياً .. 
كلقيا الثغر بالثغر .. 
ومنساباً 
كما شعري على ظهري ... 
لماذا لا يحب الناس .. في لينٍ وفي يسر ؟ 
كما الأسماك في البحر .. 
كما الأقمار في أفلاكها تجري.. 
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟ 
ضرورياً .. 
كديوانٍ من الشعر .... 
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟ 
ضرورياً .. 
كديوانٍ من الشعر ....
لماذا لا يكون الحب في بلدي ؟ 
ضرورياً .. 
كديوانٍ من الشعر ....

تعلمت من الحياة أن دموعي لن تجرح سوى قلبي، لن تشعر بها سوى روحي، لن تترك آثار قهرها سوى على خدي، تعلمت من الحياة أن أكتب أحزاني وآلامي وجروحى بيدي على جدار قلبي وأجعلها كالسر المدفون بنبض قلبي لا تراها سوى عيني لا تحفظ سرها سوى روحي، تعلّمت من الحياة أنه لا مخلوق على وجه الأرض سيحبني ويخاف علي ويحافظ علي سوى أنا فقط وليس غيري
عبيركك/

في ساعات الصباح الاولى ، حين فتحت عينيها لأول وهلة 
ثم انتفضت قائمة بصعوبة ، لطريقة النوم الخاطئة فهي ساقاها كانتا تلامسان الارض و ظهرها طوال الليل ممدد على الفراش ، لم تتقلب ذات اليمين ولا ذات الشمال ، غفت عينيها كالميتة تماما 
كان جلبابها في حالة يرثى لها و شعرها متداخل و تشعر بتورم عينيها و بآثار الدموع على جفنيها و خديها ، نفضت شعرها و حركت عضلاتها و هي تهاجمها التعاسة و كل القلق و المشاعر السالبة التي اختبرتها البارحة فقط .
بحثت بعينيها عن حقيبتها ، اختفت ، لربما بالاسفل او في غرفته او في اي كان من هذا البيت الملعون ! 
شعرت بالخوف و الجزع و الباب يطرق ثم تدخل منه فتاة ممتلئة الجسد بشكل مثير ، كانت قصيرة ذات شعر اسود كثيف جدا ، ترتدي ملابس الخدم بلوزة حمراء و تنورة سوداء حتى ركبتيها ، كانت جذابة الملامح ، نظرت في وجه نجلاء : صباح الخير سيدتي ، قد احضرت لك الفطور ، بالامس كنت قد نمت بلا عشاء ! 
جاءها صوت نجلاء المبحوح بقوة بسبب تجرح حنجرتها : كم الوقت الان 
: مبكرا يا سيدتي حوال السابعة 
:اين الجميع 
قد خرجوا لأعمالهم ، و السيدة الكبيرة و السيدة الصغيرة تستعدان للخروج من اجل العرس .
تنهدت بضيق ، كيف لهم قلب بأن يحتفلوا وهي حياتها تدمرت بالكامل ؟!
سألت في حرج:  كيف حال رباب 
كانت قد وضعت الافطار ورتبته على الطاولة و تفتح الشبابيك و تزيح الستائر:  قد اخذوها اهلك بعدما اجتمعوا البارحة!
اذن هل حُل الامر ؟ ام لمجرد النقاش في كيف سيتعاملون مع الوضع و يشهرون الزواج المزعوم؛  لما لم يطلب والدها رؤيتها؛  ابتسمت بحزن مع نفسها " على من اضحك  ؛ على نفسي؛  فحتى الصادق المختفي لم يأت والدها على سيرته ابدا " 
نفخت بهم من بين شفتيها و هي تلتفت للخادمة التي تحدق بها و تنتظر اوامر منها 
هممم ما اسمك ؟! 
اسمي مليكة يا سيدتي ، 
هل انت الخادمة الوحيدة هنا 
لا و لكنني الوحيدة المسموح لها التجول في القصر و الاطلاع على اخباره ، فركت يديها " اقصد تلبية الطلبات " ، و الباقي لهم مبيتهم الخاص بعيدا قليلا عن القصر ! 
حسنا يا مليكة اريدك ان تجلبي لي حقيبتي 
تبرمت مليكة بوجهها : أخشى انني لا استطيع ان اخدمك في هذا يا سيدتي فالحقيبة في عهدة السيد ! 
ضربت بيدها بقوة على السرير وهي تشعر بالحنق رفعت رأسها لها : اريد هاتفا 
اومأت الاخرى برأسها موافقة دون كلمة .
فكرت بعمق قبل ان تسأل سؤالها : هل بإمكاني الخروج 
فجاءها الجواب متفهماً متعقلاً : لا انصحك يا سيدتي ، فلأوامر مشددة على ألا تخرجي ، وإن خرجتِ ستتجول معك الكاميرات و إن فكرت في الخروج للبعيد فالأمن سيتولى الامر ! 
فتحت عينيها بذهول " كل هذا من اجلي ؟! ، والله لو كان معتقلاً لعاملوها ببعض الحرية ! ، لربما امرهم ايضا الا تتنفس ، ذاك البائس ، شعرت بالحنق و هي تقفل الأمر و تشير بيدها للخادمة للخروج .
و لكن قبل ذالك سمعت هرجا و مرجا اقدام كثيرة تركض في البيت تصعد الدرجات ، اصوات عالية ، صراخ بعض الخادمات ، و اصوات رجال و اشهار سلاح ، ضرب قلبها و صارت ترتعد بعنف شديد و فكها يصطك و عينيها منفرجتان جاحظتان 
تراقصت ركبها بقوة و هي ترى خيالات كثيرة و بدل زرقاء تقتحم عليها الغرفة حتى صرخت مفجوعة برعب و صعدت بلا ارادة فوق السرير تحاول الابتعاد او حتى القفز من الشباك ان لزم الامر ، توافق الامر مع دخوله هو و صراخه الشديد العالي من اين جاء لا تعرف : اخرجوا هيا للبيت حرماته 
فأخذ الاخر يشرح له محاولا تبني الهدوء : قد وصلنا بلاغ عن اختفاء السيدة نجلاء معاذ بن هلال منذ البارحة و بشهادة الشهود ان آخر مكان قد شوهدت فيه هو هذا المكان ، و ها انا ارى الوجه الذي يتطابق مع الصورة ! 
كان غاضبا غاضبا جدا وجهه محمرا و عروقه تتفجر : اقسم بالله ان لم تخرجوا من هنا سيصل الدم للركب ! 
كانت فقط تراقب مفجوعة مذهولة مما وصلت اليه الامور 
حين اشهرت الشرطة سلاحها في وجهه عند دخول يحي ووالده للغرفة شديدو الحنق وعلى اعصابهم صرخ فيهم والده : ماذا تفعلون ، كيف تعتدون على بيت وسط النهار 
: يا سيد هذا ليس اعتداءا ، هذه السيدة مخطوفة ! وهنا البلاغ 
حين رأى الورقة التي هي بلا توقيع من المبلّغ 
 و بأوامر من تهجمون على البيت كالهمج 
 اوامر عُليا
:صدح صوته من الغيظ كمن يريد تفجيرهم جميعا : عُليا او سُفلى لا تهمني هذه زوجتي يا بني آدم 
نظر الشرطي اليها و حالتها المريعة يتفحصها كالصقر : واين هو عقد الزواج 
اخذ والدها يضرب بيده محوقلا ، و يحي يجيب : لا زال في المحكمة للتصديق عليه .
توجه الشرطي اليها محاولاً جرّها من ذراعها : اذاً سنأخذها معنا الى حين اثبات صحة هذا الزواج !
لم تصدق عناد الشرطي و الى اي مدى قد اوصلهم بتصميمه على رأيه ، حتى وجد شعيب يمسك به من رقبة بدلته يرفعه عن الأرضِ مغاضباً : سأربيك و اربي من ارسلك و اقطع ذراعك التي لمست طرفا منها  ! 
اخذه تحت عيون الحراس رمى به خارج الحجرة يتوعده بالويل و الثبور و عظائم الامور 
صراخ من الخارج : نحن الحكومة اننا الحكومة 
رد ببرود قاتل برفعة حاجب مستنكر : هذا ان كنت اعترف بها و ان عتبت ساقيك البيت مرة اخرى فاعتبرها لم تكن ! 
خرجت الشرطة ثائرة،  وهم كل منهم اخذ يحدق في وجه الاخر بحنق حتى قال بغل صارخا  : اين هم البهائم الذين سمحوا لهم بالدخول !
خرج على اثرها ينتوي عقابا لكل من كان يحرس البوابة ولكن قبلها رمى بنظراته المستشيطة تجاههها و كأنه يتوعدها!  
اخرج والده هاتفه ينتظر بقلق : مؤيد اريد ان اعرف من قدّم هذا البلاغ .
سأنتظرك .
اغلق الهاتف و خرج يلحق به يحي الذي انخفض صوته بالقول : لابد انه اخاها المعتوه يريد "  لي "  ذراعنا ، 
حتى حين فرغت عليها الغرفة ،
جلست اخيرا و قلبها لا يُقارن حتى بقرع الطبول يديها ترفعهما في وجهها ترتعشان بشدة ،فما بالك بحال وجهها الذي انسحبت منه الدماء : كيف يفضحها صدّيق بهذه الطريقة الوسخة ، يفضح عرضه ، اخته من لحمه و دمه وهو من سلمها بيده ! 
 حاولت ان تمسك بالوسادة بين يديها لتخفف من حدة الموقف الذي كان جهنميا ، ارتخت بشرود شبه مميت على السرير .
.
.
.
في حين خرجت صبا و امها لسوق الذهب ، اخترن العقد الثقيل بذهب قيراط اربع و عشرين يمتد من الرقبة الى الساق ، و الخلاخيل و النبائل و الشناقيل و كثير من الخواتم الكبيرة من الذهب و العقيق و الزمرد ، اساور و خميسات و كل ما يخطر على بال من ذهب و عقود من  القرنفل ، تم تغليفهم بفخامة كي يتم عرضهم يوم الحنة ، اخترن البدل العربية من الحرير الصافي بألوان بديعة ، كن يتحركن كالنحلات في نشاط و همة ، يجمعن لنجلاء بعض الثياب الفخمة التي سترتديها في المناسبات امام الناس ، كان يوما مرهقا لكلتيهما و هن محاطات بالحرس يحملون عنهن الاكياس و السلال الثقيلة .
جلسن في استراحة يشربن المرطبات و يأكلن بعض الكيك بالكريما ، حين كانت والدتها شديدة الشرود ، تبدو متعبة للغاية ، تتنهد في كل ساعة ، و تطرق رأسها كل فينة ، علاقة والدتها بوالدها سيئة جدا و اكثر من الجد بمراحل ، تعلم ان امها لم تبقى في المنزل الا لأجلها هي وحدها ، لا تعلم هل عندما تخرج من المنزل لمنزل زوجها ان تطلب امها الطلاق : امي ان كنت متعبة نرجع للبيت و نكمل لاحقا 
ابتسمت بطيبة و بعينين تترقرقان من الدمع : انا احمد الله ان احدهما قد قرر الزواج على رؤوس الاشهاد ، قد تخطيا الاربعين و هما يظنا انهما لا زالا طفلين غضين .
اخيرا الفرح سيدخل بيتنا من الابواب ! 
صمتت امها وهي الهواجس تتداخل في مخيلتها و الطلاق المفترض !
لا فقلبها يرجف حين تفكر بذالك ، لا طلاق بعد هذا العمر و كل هذه العشرة ، ماذا سيقول عنهم الناس ؟! 
تدعو الله ان يحنن قلب امها على والدها الذي سعى مساع حثيثة من اجل ارضائها ولم يقدر ، ثقّلها بالذهب ، و كتب عقارات باسمها و قد لفظتها كلها في وجهه ، وها هي ميادة بعد عمر ولشبابها الظاهر و جمال خلقتها تحمل بطفل منه ستضعه قريبا ، يكون امام مرمى عيني امي يقهرها و يجيّش الحزن في صدرها .
صُدمنا عندما علمنا بحملها كما أُحرجنا تماما منه ، فوالدي يُعتبر كبير في السن و لكن ان نتخيله في هكذا وضع لدرجة ان تحمل بعد كل هذه الفترة من الزواج فهذا لم يكن بالحسبان ، ولكن ما حيلة والدي و امي تحرمه نفسها بعدما تزوج عليها لا بل طردته من جناحه بالكامل ، فصار يُقسّم لياليه بينهما و هو ينام في حجرة في الطابق السفلي ، لم نتدخل البتة بينهما الّا ان فعلاً طلبت امي الطلاق الذي صار يداعب مخيلتها كثيرا هذه الايام كأنها تريد أن تزيد على مشاكلنا و فضائحنا واحدة جديدة .
رفعت هاتفها الذي اصدر صوت رسالة  
رفعتها الى وجهها مغضنة جبينها و مضيقة عينيها في معاناة لابد وان الايام حلفت عليها بألا تنتهي 
إنني احفظك 
شبرا و شبرا 
وجها و ظهرا 
ساقا و خصرا  
انني احفظ فيك الشفاه 
يا اجمل من اللواحظ الضباء !
ارخت يديها متنهدة ، فمنذر لن يتركها في حالها و الى اي مدى سيصل 
هذا ستتركه للأيام !


( ٦ ) آخر أنثى قُبيل وصولِ التتار



( ٦ ) 

نهدان


للمرأة التي أحبها 
 نهدان عجيبان 
 واحدٌ من بلاد النبيذ 
 وواحدٌ من بلاد الحنطه 
 واحدٌ مجنونٌ كرامبو 
 وواحدٌ مغرورٌ كالمتنبي 
 واحدٌ من شمال أوروبا 
 وواحدٌ من صعيد مصر 
 وبينهما... 
دارت كل الحروب الصليبيه..

كنا رجالاً اربعة مجتمعين في مجلس الهادي الذي يغلب عليه الطابع الذهبي الكلاسيكي 
كلما التفت وجدت قطعة ذهبية و كأنه منزل قارون و ليس بمنزل رجل اقل ما يُقال عنه انه شعبي .
شعبي الملبس و المظهر و المخبر 
نتحاور و نشرب الشاي بعد وليمة الأرز و اللحم العِظام !
كل منا اتخذ له متكأ و كان طارق اكثرنا هدوءا الليلة ، و حُزنا،  رُحتُ اسأله : طارق ما بك لم تكن طبيعياً الليلة !
تبرم بوجهه عني و سكت الجميع ينظرون الى طارق الذي اخذ يحني ظهره ليلتقط عوداً من السفرة كي يُسرّح به أسنانه وهو يحرك العود بين أسنانِه جاوبنا بامتعاظ : زوجتي طلبت الطلاق في المحكمة !
اول كلمات خرجت منا هي : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
سألته : طيب لماذا ؟!
هنا إحمّر وجهه خجلاً وابتسامة حرج تغطي عينيه و شفتيه : فضحتني بنت الكلب تقول أنني لا امتعها في الفراش !
سكت الجميع ثم سمعت صوت الهادي و حنجرته تصخب بالضحك الهادر لم اتمالك نفسي انا الآخر حتى ارتميت على متكأي اضحك بعنف و لم استطع التوقف عن الضحك ابداً أخذ شعيب اخي ينظر لي بشزر و عيناه ضاحكتان و هو يقول له ما زاد انفجاري : قبّحك الله من رجل فضحتنا بين الرجال !
امسكت ببطني لا استطيع السكوت و الهادي ذاك الرجل العتيد المظهر ذو الشعر الاشيب و النظرات الجامدة و صاحب اللسان القبيح يُعلق عليه بكلمات لن تخرج من رجل الا هو وهو يحلف ايمان معظّمة : هاتها لي تلك الــ............. حتى اضربنها ضرباتٍ فوالله لن اتركها قبل ان يسابق صياحها صياح الآذان !
اخذت اهش على وجهه من كلماته فهو لا يعرف الوسطية كلامه مباشر و في الصميم ولا يعرف للحياء سبيلاً لسانه سليط و جوابه على رأسه !
في عُرفه ان الرجال لا يجب ان يعرفوا الحياء !
انتفخ وجه طارق ببؤس و احمّر و اكفهر وهو يريد النهوض من المجلس الذي اخذ يهزأ منه : اجلس اجلس والله لن تقوم !
صِرتُ احلف له اريد ان افهم ما حكايته : قل لنا ما الحكاية !
انقلب وجهه وهو يقول : والله يا رجل لا احتمل ما ان المسها حتى انتفض و ينتهي كل شيء !
اخذ يكمل : في اول عام بيننا كنت في عز فورتي ، اردت ان اجرب و جربت و تلذذت ، بعد العام لم يعد لدي النية في جماعها ، اخذت اتهرب منها ، و صارت هي من يتحرش بي و اخذت اجامعها على مضض ، خمس او عشر دقائق،  اكون فيها قد اشبعت شيئا داخلي و لكنني غير متحمس ، اما هي فتنقلب باكية ، اخذت حياتنا تسوء ، هي متوترة فاقدة للأعصاب ، تفرغ غيضها و غضبها بالصراخ و الطلبات و ضرب الصغير بحقد و كأنها " تتفشش " فيه؛  حتى انها قد اهملت نفسها و مظهرها ، فمهما تفعل لم يعد يؤثر بي لأنني كنت قد حفظتها بكل حالاتها ، قد طفح بها الكيل و لم تعد تكترث للفضيحة بأن تقولها للقاضي هكذا ،، علنية ! 
اخذ يتنهد بتعب و هو يمسح وجهه : لا ادري ان كان علة ، ملل او تعوّد .
لو كان رجل شرقي غيره لألقى اللوم على ( العين و الحسد و السحر و هاروت و ماروت ) 
فتحت عيني استغرابا : ولما لم تحاول أن تتعالج !
ضربني شعيب على كتفي بكفه : وهل لرجل مثلنا ان يعرض نفسه على الطب كي يلعبوا برجولته !
توجه بحديثه الى طارق : شربة الدجاج و البصل بالبهار و سترى نتائج عجيييبة و اقرأ كتب الباه ستعرف كيف تحل المعضلة ان لم تكن مع هذه المرأة فلتكن مع واحدة اخرى !
نطق الهادي بهدوء و هو يفرق ما بين ساقيه و يضع يداً على فكه وكأنه يحكُه بإهمال و هو يلوي شفتيه : والله لم اجد احلى من الفياجرا حبة و احدة و تطير الحبيبة للسماء !
نظرنا كلنا اليه في استغراب قلتُ متداركاً : وهل تتعاطى الفياجرا !
اجاب مبتسما : والله انها لدواء العصر تمسك بزوجتك الصبح لا تتركها الا العشاء ، واخذ يضحك بصوت فخم عال .
التفت طارق لي انا و شعيب : وانتما ؟!
اجاب شعيب بثقل : لا احتاجها / يكفي ان ارى امرأة تعجبني حتى اشتهيها!
لم يكن يعلم مغزى كلامه سوى شقيقه الجالس يستمع في صمت و هو ادرى الناس بشخصية اخاه المزدوجة و التي لا يظهرها للعامة !
اقترب الهادي بخطوات سريعة يضرب على فخذ شعيب بفخر : رجل والله انك رجل !
نظرت لهم بمشاكسة و عيني تضيقان : اخي اخبر الناس بكيف يأتي النساء !
رد طارق باستغراب : غريب ولكن اعرف انك لم تلمس امرأة في حياتك !
رد شعيب بثقة : لا لم افعل ! ولكنني سأتزوج قريبا؛  خرجت منه تنهيدة قوية تمتم فيها احدهم بالرحمة على من كانت يوما خطيبته؛  فهم يعلمون انه من بعدها قد كره جنس النساء و رفض الزواج؛  حتى انه لسبع سنوات طوال نادرا ما اجتمعوا معه كما يفعلون اليوم وكأن حياته بدت تجري في الاتجاه الطبيعي!  
ساد على اثر كلماته صمت ثقيل؛  صار ينظر فيه بعمق الى حبات مسبحته التي يقلبها بين اصابعه؛  
نظرت جانبيا اليه ثم غضضت بصري عنه اريد قطع هذا الهدوء مغيرا للموضوع وانا اقول : صدق الهادي عندما قال ادرس كتب الباه و ستعرف كيف ترضي زوجتك !
هنا نهض الهادي من مكانه متجها الى اسطول كتبه اختار منها ضالته التي رماها علينا والتي يبدو انها قد قُرِأت مراراً وتكراراً حتى شُقت جوانبها و بهُتت صفحاتها كان الكتاب : نواظر الايك  ! 
اخذت اضحك عليه بقوة و صدري يهتز : تثقف نفسك يا ملعون !
قلبت الكتاب في يدي وانا اقرأ السطور الاخيرة منه ..
اتذكر المرة الماضية حين باغتُّ زهرة لم احتج لكتاب او مشهيات او اي شيء ، غريزتي هي ما قادني و ليس الكتب !
امسكت بها من خصرها وجررتها معي الى غرفة المؤونة كانت مصدومة لم تستوعب فعلتي بعد الا وانا الوي جسدها و كفي ينطبقان على خصرها كان تماماً قياس كفي حتى ان اصابعي اوشكت ان تتلامس كانت ترتدي فستانا عاجيا فصل على جيدها بانحنائاته كاملة يبرزها ويخنقها  يبين مدى رقتها و حول خصرها حزام ازرق رقيق يضفي سحر مضاعف عليها و كفاني جنونا حين اشتم رائحة عطرها الملكي الذي يبهج روحي. 
كانت تتلوى و هي ترفع صدرها عاليا تمسك برسغي تحاول فكهما عنها بضيق : يحي لن اسمح لك ان تتبع معي اساليبك مع حبيبتك سابقا او اساليب شعيب كي تنال ما تريد ثم تتركني ضائعة ، حدقت في وجهي تقول بثبات وبرود : لن تلمسني قبل اعلان الزواج !
كنت انظر طوال الوقت الى شفتيها وكأنها تغني اغنية عذبة الكلمات تطرب الاذان و تذهل العقول حتى تجعلك ترقص كالمجنون : ساتمم الزواج صدقيني هذه المرة لن اناور !!
هنا رفعت يدها الى عنقي تدغدغه بإصبعها السبابة و هي تقرص شفتيها بأسنانها البيضاء و في نبرتها كل دلال يلين منه قلب اعتى الرجال : أحقا ؟!
قلتُ لاهثاً وانا ابتلع ريقي ووجهي جاد الملامح انظر الى كل تفصيل فيها : جربيني !
اقتربتُ منها هامساً : و قُبلة المرة الماضية !
ردت بخجل و اصبع فوق شفتيها و هي توميء برأسها : امممم كانت لذيذة !
كنت اجمع شعرها في جهة واحدة و انا احاورها احاول ان اكون مهتما :  وكيف هو عملك؟  
ف زهرة تدير بنفسها مدرسة حديثة للـــ منتيسوري؛  كانت قد درستها لاربع سنوات في امريكا؛  و قد صممت على فتح مدرستها و الاشراف عليها و ترتيبها بنفسها؛  تعبد عملها و شديدة فيه رغم هدوئها؛  لم نكن نثق في مشروعها هذا راهنا على فشله وراهنت هي على نجاحه و نجحت .توافد اولياء الامور عليها جعلها واحدة من اشهر و  ارقى المدارس؛  بينما كانت تحكي لي قصص الاطفال المتحمسين و قصص عن زكية التي تتفنن في اثارة اعصابها حتى تكاد لا تطيقها لتدليل الجميع لها  ؛ فهي انثى تعشق نفسها و تحب ان يعشقها من حولها و يوليها انتباها و اهتماما متزايدا فليس من السهل ارضائها و لا اقناعها؛  كنت باشرت بتقبيلها فكلماتها كانت حلما و قربها جنونا؛  كنت متحمسا لاغرائها و سرقة القليل من جيدها؛  هذه المرة كانت مستسلمة حتى انها قد ارتمت في احضاني تعانقني؛  شعرت بجسدها كالزبدة؛  يا الله كم هي حلوة! 
اردت ان ادربها على تقبلي 
على تجاوز كل ماض نعرفه سويا 
اردت ان اعلمها كيف تعشقني 
اردت ان اراها كاملة؛  ان امتع بصري بها؛  و لعلني ازحت بعض ملابسها عنها؛  كان جوا محموما و لكنني قد اضعت طريقي و هاجمني ضعف شديد؛  شديد جدا 
غشي فيه بصري 
تراجعت عنها في ذهولها و التفت بسرعة افتح الباب لتسقط علي شمس الظهيرة الحارة سمعتها تهذي بــ : ستندم يا يحي .
خرجت مسرعا بقدر استطاعتي اريد مكانا اختلي فيه 
مكانا اتألم فيه على راحتي ، تتقلب فيه خاصرتي ،
 و يصفر فيه وجهي و يدور فيه رأسي بدوامات خطيرة ، 
اضل اتعرق حتى اظن ان الجفاف قد اصابني ،
 اريد ان اخلع ملابسي فهي تحرقني ، تحرق جلدي و لحمي ، نار تلهب جوفي 
اصبحت أئن من الوجع و انا اعتصر بكفي بطني و اجلس متهالكا كيفما اتفق اتمرغ في مأساتي 
 و انا ادعو ألا يراني أحد .
.
.
.

كيف لا اعشق جمالك 

ما رأت عيناى مثالك.. و كيف لا اعشق جمالك 
كيف لا اعشق جمالك ..و انت مغرى 
زنت بى ادبك جمالك..و انت سحرى 
فيك اجمل شي خصالك..و انت بدرى 
و ابعد الغايات منالك 
لو رنيت ترسل نبالك 
قلبى لاعب بيهو مالك 
ليهو حق لو كان هوانك 
و كيف لا اعشق جمالك 
بسمتك توحى الاغانى 
و اسمى ايات المعانى 
فى هواك لاقيت هوانى..و بيهو راضى 
معتلى قلبى و لسان
انت ذى زهر الخميلة 
تزدهر فى روح جميلة 
و عاليه اخلاقك نبيلة 
و يخجل البدرين هلالك 
و كيف لا اعشق جمالك.. 
انت رافل فى نعيمك 
و بس انال منك جحيمك 
و قول لى كيف اظفر بليمك 
نارى تطفا..روحى ترفا 
فى سما العز ذى كمالك 
كيف لا اعشق جمالك
اغنية سودانية استريو في شقة من طابقين 
من الطابق الارضي فتح الباب بقوة و هو يتجه بسرعة قصوى الى الطابق العلوي يجمع طرف قفطانه الناصع البياض كي يقفز الدرجات اثنتين في كل خطوة 
تعلقت عيناه على الباب الخشبي ذا اللون الابيض وصل له وهو يمسك بأُكرة الباب كي يفتحه على مصراعيه 
من كان على السرير غارقاً في اللذة و فوقه الأنثى السوداء ذات الروائح الافريقية تعلمه فنون جديدة في ممارسة الحب لم يختبرها إلاَّ معها ولم يتم تفضيلها على غيرها من نساء الماخور إلاّ بفضلها !
وجد اخاه فوق رأسه وهو يجذب الفتاة ذات الجسد الأسود الفتّاك من فوقه وهو يجرها الى خارج الغرفة يقول لها : ألا تشبعين أبداً افي كل مرة يطلب منك النوم معه مباشرة تقفزين الى الفراش 
ترد في فخر بشفتيها الكبيرتين و هي ترفع حاجباً مغيضاً : ماذا افعل اذا كان اخاك مدمن لجسدي !
اخذت تضحك بفجور وهي تمشي الهوينة بجسدها العاري والآخر يصرخ فيها وكأنه يطردها : ارتدي ملابسك بسرعة و اخرجي حالاً 
اشارت له بكفها وهي تعطيه ظهرها  

كان ممداً في عالم آخر يدمدم ما بين شفتيه بخفوت : يا هاذم اللذات  !!
تقدم بخطواته من جديد الى من كان يتنهد على السرير عاري الجسد إلاّ من بقعة صغيرة غطاها عن عيني شقيقه المؤنبة : قم هيا الليلة مداهمة !
قام كالملسوع من السرير وهو يصرخ به بوجه غاضب : لما لم تقل منذ البداية ماذا تنتظر !
قال الآخر وهو يضع يده في جيب قفطانه الأبيض : لسنا مستعجلين لكن كان يجب ان اتأكد من خلو الشقة اذا كان هناك اي مخدرات وهو يرى غبار ابيض على الطاولة جانبه؛   ارمها في التواليت !
اخذ اخاه في المشي سريعاً الى درج من ادراج دولابه يخرج منه كيس بودرة ابيض اللون وهو يحدث الكيس : أكل معاناتي لجلبك تنتهي في المرحاض !
اخاه من كان يهز رأسه في غيظ و اسف : منذرررررر هيّااااااا خلصنا ارمه و اخرج من الشقة لم اتصل بعد بالأشقاء !!
سكن جسده عن الحركة وتصلب ظهره وهو يعطيه اياه احنى كتفيه و يده تستند على حافة الطاولة رآه اخاه يرفع يد الى وجهه يمسحه ، من زاوية رؤيته هنا ايقن انه يبكي !!
ناداه مؤيد بصوت هاديء و حزين : سأنتظرك في الخارج !
توجه مباشرة الى الحمام افرغ محتويات الكيس وعلى وجهه كل امارات الأسى و الأسف على ما يضيعه من كيس صغير يُقدّر ثمنه بالآلاف و ضغط على السيفون كي يبتلع الماء البودرة البيضاء .
لما انقاد لأمر شقيقه بأن يرمي الكيس فقد كان من السهل ان يودعه جيبه و يخرج ، أم أنه يشتهي أن يتخلص في ماضيه و حاضره من المخدرات التي ضيعت صحته و راحته و ،، حبه .
خرج بسرعة تناول ملابسه من علاقة الملابس و ارتداها كيفما اتفق ووجه نظرة غامضة الى السرير ثم خرج وهو يغلق ابواب الشقة وراءه !


أثواب

ألوان أثوابها تجري بتفكيري
جري البيادر في ذهن العصافير ..
ألا سقى الله أياماً بحجرتها
كأنهن أساطير الأساطير
أين الزمان ، وقد غصت خزانتها
بكل مستهتر الألوان، معطور
فثم رافعةٌ للنهد .. زاهيةٌ
إلى رداءٍ ، بلون الوجد ، مسعور
إلى قميصٍ كشيف الكم ، مغتلمٍ
إلى وشاحٍ ، هريق الطيب ، مخمور
***
هل المخادع من بعدي، كسالفها
تزهو بكل لطيف الوشي ، منضور
وهل منامتك الصفراء .. ما برحت
تفتر عن طيب الأنفاس، معطير
هل أنت أنت .. وهلا زلت هاجمة
النهدين.. مجلوةً مثل التصاوير؟
وصدرك الطفل .. هل أنسى مواسمه
وحلمتاك عليه ، قطرتا نور ..
وأين شعرك؟ أطويه.. وأنشره
ما بين منفلتٍ حرٍ .. ومضفور
إذ المخدات بالأشواق سابحةٌ
ونحن سكيرةٌ جنت بسكير..
أين الحرائر ألوانٌ وأمزجةٌ
حيرى على ربوتي ضوءٍ وبللور ..
وللغريزة لفتاتٌ مهيجةٌ
لكل منحسرٍ .. أو نصف محسور ..
أهفو إلى طيبك الجاري ، كما اجتمعت
على المنابع أعناق الشحارير ..


من مذكرات غالية ..
قبل ايام سألتني وانت ترفع بإصبعك السبابة خصلات شعري لتكشف عن ندبة طولية تمر فوق حاجبي لتصنع في وجهي ندبة ابدية و بصوتك العميق المخيف : ما سبب هذه الندبة ؟!
لكم اكره ان اجيبك بكذبة !
قلت متبرمة : قلت لك مسبقا انه حادث سيارة !
رفعتَ حاجبك الايسر بنظرة ماكرة مقتربا بوجهك مني و انفاسك تلسع عيني : كاااذبة ! قد سألت و عرفت !
قمت مسرعة متمسكة بمعطفي امشي و انت تجر خطواتك خلفي تتهمني : لما تتسترين عليها ؟!
اجبتك مفجوعة و عيني متوسعة بدهشة : ليس لديك الحق !
بل هاجمتك : لا احب استنتاجاتك العقيمة ، ومن قال لك الحكاية دعه يخبرك بها كاملة !
امسكتَ بمرفقي بحنية بانت على محياك الجميل : اريد ان اسمعها منكِ !
اجبتك بصدق و عيني في عيناك : كان حادثا ! كنت انا من تدخل فيه و ليست هي ، كانت مفجوعة سيحرمونها من حبيبها ، جن جنونها واخذت تلقي بكل ما يمر في طريقها شمالا و يمينا بقوة يديها احد الاكواب اخترق جبيني في ذهول مني و تسبب بندبة ابدية ستبقى شاهدا على قصة حب انتهت بالزواج مدى الحياة !
اخذت المس تلك الندبة و ابتسامة حنين تجرني الى الخلف الى تلك السنون البيضاء الوردية اقول بمداعبة : الندبة تزيدني جمالا ، اليس كذالك ؟!
مررت لسانك بين شفتيك و انت تقترب اكثر لتقول : ندبة على جبين الحياة !!
اجل فأنت لم تسمني يوما غالية ! كنت تطلق علي اسم حياة ! 
تقول انني من يعطي حياتك البهجة و الحبور و السعادة ، وانا من يزين يومك بابتسامتي وانا من يسود يومك بغيابه ، يحي لكم احببتك !
اتدري يا يحي ان احدى صديقاتي كانت تقول لي : انتي محظوظة باسمك لإنكِ تعيشين غالية و تموتين غالية ! كما تقول جدتي : عندما تموتين يسألون من مات ؟! : فنقول : من ماتت غالية !!
استنشقت انفاسك وانت تترك مرفقي داعيا اياي لغذاء في احدى مطاعم المدينة .

يحي 
آسفة لأنني فهمت عيناك خطأ 
آسفة لأنني فهمت دفاعك خطأ 
آسفة لأنني فهمت غيرتك خطأ 
وآسفة لأنني فهمت صداقتك .. حُباً !
كنا نفطر معا في ذالك المطعم في تلك المدينة الصماء الشبه خالية الا من بضع رجال اجرة !
انتظر النادلة ان تأتيني بطبقي وأنت كذالك .
قد جلست قبالتي تعطيني جانب وجهك بينما عيناك كانتا تدوران في المطعم ماسحاً اياه بنظراتك العميقة المخيفة ، لم نكن نتخاطب كثيراً 
كنا نبتسم اذا التقت نظراتنا وكنا نعشق ان نكون في بقعة واحدة معا وكنا نستمتع ان نكون حبيبين بلا بوح !
ذاك اليوم اعلن اول تحطم لي امامك !
شعرت بنظرات تحاصرني و تشدني اليها ، الى عينان ماكرتان تأخذانني الى سبي الحرية !
نظرت فتبعثرت 
وقعت عيناي على ذالك الرجل الخمسيني الجميل الذي كان يراقبني باستمتاع عن كثب ، ارتبكت وكثيرا ، وخفق قلبي برعب وشعرت في تلك الثانية انني خائنة !
صرت استرق النظر في كل مرة اشعر انه يحدق في البصر كــ أنثى لم تفتني نظرات الرغبة الحارقة التي تنبض في وجهه !
احمر وجهي و عقدت حاجبي وصرت العق شفتاي كأنني عطشى و التفت الى كل زاوية مرتبكة وقد نسيتك !
نسيت انك مقابلاً لي ، واستهجنت ذاتي !
التفت لك ورأيتك تنظر لي بحزن غريب مفجع و صادق وكأن عيناك ستغرق بدمعها آنيا !
لكم عنفتُ نفسي و نعتها بالساقطة !
تحججت : سأقوم الى دورة المياه لحظات وارجع !
كان ردك ان ارتددت بقوة الى ظهر مقعدك ناظراً بعمق الى عُقد اصابعك !
لم افهم نفسي ، تحركت مسرعة وانا اعدل شالي الابيض الصوفي الذي يلتف حول عنقي ورفعت غرتي ومشيت سريعا تحت نظرات شعرت انها تحرق الأرض ورائي !
فعلت كل ما تفعل اي امرأة في استراحة : تعدل زينتها !
لملمت شتات نفسي وما ان تخطيت عتبة الباب حتى وجدت يدين كبيرتين ذكوريتين قاسيتين تطبقان على جانبي ذراعي حتى تكادان ترفعانني عاليا وصدري يلتصق بصدر رجل غريب وانفي يلتصق بعنقه 
جف حلقي وتسارع قلبي وارتعدت اطرافي وشل لساني !
وذاك الجسد يدفعني كالسيل راجعا بي الي استراحة النساء التي ارتد بابها بقوة و عنف وشفاه تحرق شفاهي و اسنان تحتك باسناني !
كنت غريقة و مخترقة !
هل ما يحصل بارادتي ام ان احدهم قد قرر اغتصابي في مكان عام ؟!
لم ارفس ولم انطق ولم اصرخ !
بينما تلك اليدان كانتا تعيثان فسادا في حنايا جسدي 
اصابتني الحمى ولم اصدق ، مذهولة كنت !
خائنة هذا ما قفز الى تفكيري 
لم يكن ذاك إلاّ الرجل الخمسيني الذي غرر بي !
رجعتُ للواقع على صوت الباب يُفتح ولم يكن إلاّ انت !!

يحي 
كانت دائما علاقتنا هشة كالزجاج .
يا من اتهمتني يوماً بأنني قد ضاجعت كل الرجال وانت الوحيد الذي لم يدس فرجي !
ها انا اكتب اليك !!

( ٥ ) آخر أنثى قبيل وصول التتار



( ٥ ) 

حَديثُ يَدَيْها


قليلاً من الصمت.. 
يا جاهله.. 
فأجمل من كل هذا الحديث 
 حديث يديك 
 على الطاوله


علمنا جدي زكريا 
ان نحفظ نساءنا 
ان نعاملهن كحجر ماسي اصيل 
ان نغلفها بالقماش الفخم و ان نضعها في مكان مظلم بعيدا عن اعين السارقين .
علمنا اول قاعدة حب مع امرأة انها حين تقول : اتحبها ؟
وهي تتوهم أنك قذر خائن 
ان لا تفكر ولا تتباطأ في الجواب 
كن مباشرا حاسما بقولك . لا 
القاعدة الثانية ان تمسكها بين يديك و تهمس لها . هل لرجل بعد ان ذاق حلو  معشرك ان يفكر في امرأة غيرك ؟ 
ساعتها ستسلمك نفسها طائعة راغبة سعيدة مبتهجة مدللة و ستعطيك روحها ان لزم الامر ..
آآآآآه رحمك الله يا جدي زكريا لو كل الرجال اخذو بنصيحتك لن تهجر امرأة يوما فراش زوجها .
كما لم تهجر حنان فراشي يوما ...
كنا ممدين في الفراش 
يدي خلف رأسي تستند عليه و الاخرى تلتف حول خصرها الصقها بي 
ويدها الرقيقة تداعب بأناملها شعيرات صدري و تقبل في كل فينة جانبه و تداعب لحيتي الكثة .
اعرف انها حزينة 
حزينة جدا 
ابي يرفض ان نشهر زواجنا بسبب مرضها 
بسبب ان تخطيء و تحمل !
المرض الذي تقاربت نوباته و اصبحت اعنف و اقوى عن ذي قبل 
قال : لن تتزوج حنان قبل ان تشفى او تخف نوبات صرعها !!
وهل لهذا المرض من شفاء ؟!
إذاً لما خطبها لي و لما كتبنا كتابنا ؟!
ألأنه يعرف انني سأدخل بها ان شاء ام ابى ان اتزوجها ؟!
ماتت حنان بين ذراعي وامام ناظري و منظر الدم ورائحته الكريهة تغطي وجهها 
ماتت ولازلتُ يتيما بها 
ماتت ولم يعرف احد انها لم تمت .. بكر عذراء !!

عُدت الى البيت بعد ان طلّقت رباب و تزوجت شقيقتها من جديد وبلا علم من اهلي !
قد غفر لي والدي في المرة الاولى لأنه عرف تفاصيل الحكاية 
اما هذه المرة فلي خاصة ،  تفاصيل مختلفة !
دخلت البيت فوجدت الجميع يجلس يشرب الشاي و اصوات الاكواب التي تهتز من تحتها سفرة الشاي تتنافس مع اصوات نساء بيتنا في الصالة الكبيرة ، 
في الحقيقة لم يعد هنا احد غريب علي الا تلك .. رباب !
تردد سلامي وانا اقف واجما : السلام عليكم !
فيرد الجميع السلام و بعدها صدح صوت امي : سأرسل لك الشاي في المجلس او في غرفتك اذا رغبت ؟!
و على مرأى و استغراب من الجميع وبالذات ذات الغطاء الأسود التي وضحت رجفتها و ادارت رأسها جانبا ،هل اطالت الجلوس بعدما حصل لتنتظر شقيقها ؟ ام لتنتظرني؟  اذن هي مخطأة ان كانت تود حوارا او فضيحة امام اهله فهو سيغلق اي طريق ستحاول فيه تخطيه و التفكير ، مجرد التفكير في التفوق عليه ، فهي بلا خبرة ، تستسلم بسهولة و تحني الرأس و تتقبل الوضع ،ان تكون مسلوبة الرأي بطريقتها و بمزاجها .فهي تناسبه تماما ! 
 كان كل ذاك هو تحليله لشخصيتها من اول قبلة !
 كنت احدجها بنظراتي و اتمعن فيها وانا اجلس جانب امي التي همست لي : قُم قُم هيا ماذا تفعل فمعنا امرأة غريبة !
تناولت كوب فارغ و امسكت بابريق الشاي اسكب لي منه بهدوء مميت و الجميع يحدق في خاصة صبا التي تبدو محرجة وهي تغمز لي تارة بعينيها و تارة بكلمات من بين شفتيها فقلت مغيضا : لا احد غريب هنا ضحكت وانا اقول : انها ايضا زوجتي !
صدمة و هدوء و بعدها استيعاب لتضربني امي على كتفي بقوة وهي تقف على حيلها تصرخ مولولة بوجه احمر محتقن : يلعن الله امك قم قم من وجهي يا ابن الكلب !
لم اقم ولم اكترث و انا اوضح لهم اكثر و انا ارتشف الشاي : اختها طالق وهي اصبحت زوجتي !
كانت تختنق بأنفاسها و ازيز قوي يخرج من بين شفتيها وهي تضرب على فخذيها بقوة مجنونة وتصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآه يا ويليييييييييييييي ، ويلك يا نجلاء من ابن الحرااااااام !
هااااااااااااااااااي ، صرختي كانت مرعبة و مخيفة ارتعدت منها قلت بغضب : اخوك الكلب ابن الكلب  سيأتي لأخذ .. هذه .. وانا اشير بلا مبالاة لشقيقتها ، و تبقين انتي هنا 
جرت على امي و هي تمسك برجليها : يا عمااااااااااا هل ترضينها لبناتك آآآآآآآآآآآآآآه يا ربي ماذا فعلت في دنياي انا ، كيف فعلتها انت وهو ايها الخسيس ! كانت تقولها باسنان منطبقة شرسة 
قلت بابتسامة جانبية هازئة غير عابيء بحالتها الهستيرية من البكاء و الصراخ : بموافقة والدك !
تعرفين ان كل عائلتك شياطييييين ولربما اكون ارق منهم !!
تركتهم يتصارعون امامي والخيبة و الحزن على وجوههم وقبل ان اخرج التفت لها : حسابنا قادم يا .... نجلاء !!

جرينا انا وامي بعد تلك الصاعقة الثانية التي رماها علينا شعيب نمسك بتلك المسكينة بيديها وهي تدفعنا عنها بغيض و حقد : ابتعدو عني لا تلمسوني يا اولاد الكلب !
كانت هائجة لم نستطع السيطرة على ثورتها صدمتني قوة كلماتها لنا و شتائمها الغير مقبولة 
فما ذنبي انا وامي حتى نتلقى منها هكذا تعنيف 
الم ترى رد فعل امي التي تكاد ان تجلط بسبب تصريح ابنها و هي تظن انه قد جمع بين الاختين و صدمتها وهي تعرف انه طلق رباب و تزوجها ؟!
كيف يفعل ذالك شعيب ، الا لعنة الله على الحرية و الديمقراطية التي منحها اياهم والدي 
فها هم يتلاعبون بأعراض الناس !!
ولكن لماذا ؟! 
هل حصل شيء بينه وبين نجلاء التي لم تكشف عن وجهها لنا ابدا ؟!!!
ولما كان حاقدا وناقما .
كلماته هزتني للصميم جفف الدم في عروقي وهالتني صدمة تلك المسكينة التي دخلت علينا منذ سويعات بنت و الان هي زوجة اخي بدون علمها او رضاها ، ويلنا جميعا لما يحصل هنا !!
بهذه البساطة يطلق اختها و يتزوجها ؟!
كيف فعلها ؟! الم يلمس رباب ؟! 
هل بهذه البساطة يجدون من يُطلِّق و يُزوِّج ؟! 
أنا لم اعد افهم شيئا فما بالك بتلك التي سُجنت الآن باتفاق مُهين بين والدها و اخي 
لا اعرف مانهاية هذا التخبط الذي يعيشه " الزين "  
أيُصدق فعلته و أنها حقا قد اصبحت زوجته ؟! 
أم أنه يسلك سلوك " رجال الماخور " بأيد حريرية؟ ! 
كثير هو هذا الذي حصل الآن يجعلني متقرفة مريضة 
انا حقاً مرهقة و اريد ان ارتاح 
معدتي تتلوى و اشعر بالغثيان 
شعرت هذه المرة ايضا برأسي يدور و عيني يغشاها الظلام و رجلي تذويان و سقطت دون ادني محاولة للتمسك بأي شيء !!

افقت على صراع كلامي 
اصوات رجالية تتداخل واضحة في اذني 
و صوت امي المعنفة الباكية مصدومة من ابن يتزوج مرتين بلا عرس 
بلا فرحة و لا شرف أن تخطب له بنفسها 
و نشيج عال لنجلاء المغدورة 
امسكت بطرف لحافي وانا اتمنى ان يتشاجروا خارجا 
ألم يجدوا إلاّ غرفتي و انا متعبة كي يتصارخوا فيها 
: انا احتاااااج لإمرأاة عااااقلة تلبيني ، ألن يفهمني احد !
كانت انفاسه عنيفة يزفر و يشهق بقوة و صدره ينزل و ينخفض بسرعة جنونية يحارب نفسه على الا يكسر شيء امامه وجهه احمر حتى بانت عروق جبهته ، كان يحاول ان يتحاور بعقل و هدوء !
: ابن كلب انت اقسم انك ابن كلب ، فضيييحة ، فضحتنا بين الناس بالأمس تزوجت اختها و اليوم تطلقها و تتزوجها هي ، سيأكل العرب وجوهنا 
: لا ارى ما يخجل في الأمر اذا تم كل شيء على سنة الله و ببركة اهلها و شيوخها 
: تفهم انت تفهم ، سوّد الله وجهك والله سودت وجهي بين العرب !
كان والدي هائجا يكاد رأسه ان يطير و عيناه جاحضتان عن اخرهما و هو يعنف شعيب الرافض ان يعترف بخطأه : والم تجد إلاّ اختها ، بنات الناس كُثر ، لا اجد فرقا الآن بينك وبين منذر على الاقل منذر معذور اما انت فبكامل عقلك افعالك تُحنى لها الجِباه !
اخذ والدي يمسح على لحيته الوقورة بصبر و هو يغمض عينيه بقوة و يستغفر !
كنت اريد ان اصرخ بهم جميعا : اخرجوووووووووووووا 
ولكنني سكت و دمعة حزينة سقطت على خدي لم يلاحظها احد كما لم يلاحظها اي منهم طيلة سنوات العذاب مع منذر !
اثرت الصمت و ابتعدت عنهم و انا اشعر برغبة حادة في النوم و الغرق فيه فجفناي قد ثقلا و اخذا يقتربا حتى غططت في نومي ، فليتزوج او يطلق شُعيب فهو حر !!


مصدومة و لا احد سيستوعب مدى صدمتي 
طلاق شقيقتي وزواجي منه في ذات اليوم ؟!
قهرني والله قهرني 
صرت ادعو عليه وهو يحاول جري الى غرفته بهذه البساطة و هو ممسك بذراعي بقوة جبارة كلما اردت ان اتمسك بشيء افلته و يدي تتألم اظافري فقدت احداها صرت اشتم بصوت عال : يا قوّاااااد حسبي الله ونعم الوكيل بك و بصدّيق الكلب !
اخذ يزفر انفاسه بحدة و قد وصلتُ به الى منتهاه 
مالذي احضرني اليوم ولما استفزيته الأنني رأيت انه زوج شقيقتي صرت ارمي عليه بلهيب كلماتي !
وها انا الان اجتر الحسرة و النقم : لعنك الله يا قواد يا ابن الحرام !
لا ادري كيف تخرج مني تلك الكلمات 
في حياتي لم اشتم رجلا و لم انازع رجلا حتى صدّيق كنت اخاف منه ومن النادر ما القي عليه بحميم كلماتي الجارحات .
صرت اتوسل متخلية عن كبريائي كلية : ارجوك اعتقني لوجه الله ، لوجه الله اعتقني اتوسل اليك اقبل يديك ورجليك حتى .. ارجووووووك 
يقاطعني في عبوس وغضب و هو يتابع جره لي غير عابيء لا بتوسلاتي ولا لبكائي ولا لحسرتي على نفسي : انتظري قليلا لما الإستعجال ستُقبّلين كل ذالك ، سأريك القوّاد ابن الحرام ما يستطيع ان يفعل !
اخذت الطم على وجهي بقوة من وراء حجابي و دموعي بللت غطائي بالكامل و انفي قد سال ماؤه و انا اشهق من الخوف فمن انا امام هذا الجلمود العملاق من انا لأتحدى هؤلاء الناس 
رمى بي في الغرفة و دخل و اغلق الباب خلفه و اخذ يقترب مني وانا على الارض تجمدت اوصالي و قلبي يقرع و يضرب بجنون و انا اضع يدي على وجهي اصرخ صرخات مبحوحة متألمة:  ابتعد ابتعد 
و كان الخمار قد طار عن وجهي ، شعرت كأنني تعريت امامه انكببت على يده الكبيرة اقبلها متوسلة حياتي  : ارحمني لوجه الله ارحمني اعتقني و طلقني كما طلقت رباااااب 
اخذت انتحب و اهدد ـ: سأطعن في العقد سأطعن في هذه المهزلة سأدمرك سأدخلك السجن 
هذا حرااااام ما تفعله حراااام 
 وكانت كلها كلمات هزيلة تخرج متقطعة مكررة باهتة  وانا ارى عيناه المسودة و حاجباه الغليظان الملتصقان من الغضب و شفتاه المزمومة بشراسة امسك بذقني يرفع وجهي له و دموعي تملؤه و جفناي احمرا وانفي كذالك و الحرارة اجتاحت جسدي وهو يدقق النظر في وجهي يحدق في 
شعرت بملامحه تلين وبوجهه يرتاح و تنفك عقدته و ينفرج حاجباه 
شعرت انه قد سرح للبعيد للبعيد جدا و مسكة يده لذقني تلين 
شعرت بالاحمرار يعلو وجهي بقوة وانا اتشبث برسغه الشديد الرجولة الذي تلتف عليه ساعة فضية ضخمة تغطي شعر يده الاسود الفاحم اغمضت عيني في لحظة اقترب وجهه من وجهي وانفاسه اصبحتُ اتنفسها بقوة بل اقتحمتني وانا احاول ان اغلق مجرى التنفس عنه لا اريد ان اشارك الرجل اي شيء ولو كان هواء . ابتلعتُ شفتي و اغلقتهما باحكام و اغمضت عيني بقوة و انا اشعر بشعر ذقنه يلامس خدي 
قشعرييرة المت بي و خوف كبير ارعد منه جسدي انا لست سبية لست كذالك انا حرة ابنة حرة يارب ارحم ضعفي يارب فقد خارت قواي و ما في يدي حيلة  وانا اشد من قبضتي على رسغه ابعده عني وفي تلك اللحظة سمعنا صوت والده خلف الباب يطقه بشدة و أمر  : ولد ، شعيب افتح الباب !
وكأن احدهم كان يطرق بمطرقة فوق رأسه انتفض جسده و انزل يده بسرعة وانا ابتعدت راكضة اتخبط في جلبابي و حذائي العالي الى نهاية الغرفة اختبيء وراء باب لم اعرف ما هو اسمع صوته الشديد الغلظة يحاور والده وانا دموعي تأبى الجفاف و عبراتي تتجمع في حلقي تهز صدري : آآآآآآآآآآه يا قلبي يارب يارب ما فعلت بنفسي !
ماهي الحيلة 
احساس الذل الذي يضرب بخلاياي ، احساس مقزز يلفظه قلبي من بين ثناياه لفظا ، مالي و الزواج و انا من حافظت على حريتها بألا يعبث بكرامتها العابثون ، عديمو الضمير ، كم قاومت غزوات تدعي العشق ، كم رددت متيما على باب الشوق كان يطرق ، كل هذا لأ لا أُعيّر يوما بأصلي ، بأمي ، بعمل ابي و أخوتي و ان كان عملهم في الظاهر شريفا و في الباطن قذارة الاصل و المفصل و الان لربما " وافق شن طبقة " 
سحبني قبل خروجي بعنف من ذراعي يضغط عليه بأصابعه " يؤلمني " همس في اذني : هم باعوك بفلس و انا اشتريتك بالذهب ! 
دفعني عنه الى احضان امه و انتصب في وقفته كالعملاق يحدجني بقهر وانا لم استطع ان التفت عنه ، خفت عقابه ، اخشاه و اهابه فاللعب مع الكبار ليس لأمثالي !
قهرك الله يا صديق كما قهرتنا حسبي الله ونعم الوكيل 
صرت امسح دموع عيني في جلبابي و يد عمتي تجرني خارج الحجرة على مرأى من عينيه المستشيطاتان غضبا فقد تم الاتفاق على اشهار الزواج بعد اسبوع اي قبل زواج يحي وزهرة و قبل زواج صبا من صدّيق .. الكلب !!
اخذتني امه عبر ممرات طويلة ومتشابكة الى غرفة كبيرة مضيئة بنية الالوان و الجدران بدت قاتمة و حزينة !
قالت لي على استحياء وهي تمسك بكفي بين يديها : نجلاء ارضي بنصيبك فشعيب يظهر انه لن يتركك !
فتحت عيني مذهولة وانا ارى شفتيها المتجمع حولهما التجاعيد ولكنها بدت رقيقة للغاية لابد انها كانت جميلة في شبابها : اعلم ان الزواج بهذه الطريقة سيظل جرحا في قلبك .. كانت كمن يتكلم عن شخص اخر وليس عني .. انا بقربك هنا و لن اتخلى عنك وفي يوم يؤذيك فيه شعيب انا من سيتصدى له .. شدت على كفي بين كفيها تستجوبني : مفهوم !
هززت رأسي موافقة !
يؤذيني ؟!! كل هذا يا عمة ولم يؤذيني ؟!! يا ترى ما نوع الأذية التي تتحدثين عنها اذا كان هذا في عُرفكم لا شيء ؟!
ألَا تستوعب أنني سجينة 
أنني سبية ابنها و ليست زوجته 
ان هذا حرام في الدين و العرف 
اختي لم تعتد و لم تطلق منذ اشهر  
اختي لا تزال على ذمته 
يا عااااالم 
سأجن 
رحت ابكي و اضرب نفسي كالمجنونة 
 من ذا الذي سيخرجني من هنا 
في زمان لا عطف و لا شفقة فيه 
الا لعن الله صدّيق ووالد.... استغفر الله العظيم 
رحتُ امسح وجهي بيدي استغفر الله لا اريد ان ادعو على والدي رغم انه اساس البلاء !!
جلست على السرير الكبير ارخيت جسدي عليه قليلا و رأسي ثقييييل و يدي تحملانه و عيني تحدقان في السقف المنقوش بفخامة قل مثيلها اسرح في حياتي وما ستؤول اليه مع عائلة بهذه الفضاعة ورجل بهذه الوقاحة و الوضاعة !!

( ٤ ) آخر أنثى قبيل وصول التتار



( ٤ ) 

الى نهدين مغرورين !

عندي المزيد من الغرور
فلا تبيعني غرورا
إن كنت أرضى أن أحبكِ ..
فاشكري المولى كثيرا ..
من حُسن حظك ..
أن غَدَوْتِ حبيبتي .. زمناً قصير
فأنا نفخت النارَ فيكِ ..
وكنتِ قبلي زمهريرا ..
وأنا الذي أنقذت نهدكِ من تسكعهِ ..
لأجعله أميرا ..
وأدرته .. لولا يداي .. أكان نهدك مستديرا ؟
وأنا الذي حرضتُ حلمتكِ الجبانةَ أن تثورا
وأنا الذي ..
في أرضك العذراء
 ألقيتُ البذورا
فتفجرتْ .. ذهباً ، وأطفالاً ، وياقوتاً مثيرا
مِنْ حُسْن حظكِ .. أن تحبيني
ولو كذباً وزورا ..
فأنا بأشعاري فتحت أمامك البابَ الكبيرا
وأنا دللتُ على أنوثتكِ .. المراكبَ والطيورا
وجعلت منكِ مليكة ومنحتكِ التاجَ المرَصع ، والسريرا
حسبي غروراً أنني علمتُ نهديكِ الغرورا
فلتشكري المولى كثيرا ..
أني عشقتكِ ذاتَ يوم ..
أشْكُري المولى كثيرا ..


حلفتُ أن لا المّ غيرك بين الذراعين ولو انشطرتُ نصفين !
ان لا اشعر بالحسرةِ على جنسِ النساء ما دمتِ لستِ فيهن !
حلفتُ و حلفت  وها انا انقض الحلفان !
غالية !
دعيني اتنفس هوى غيرك فلا دفىء صدر هنا يرويني ولا امرأة تحاكيني و لوعة اللذة تكويني !
غالية اتخل عن اخر معقل اختبأت فيه من النساء كي اتزوج .. اشرسهن اطلاقا !
سأستحل جسد امرأة غيرك !

اروقة بيتنا كبيرة و كثيرة كأنها متاهة من يدخلها لا يعرف كيف يخرج منها !
مررتُ بحجرتها توقفتْ يدي تستند على برواز الباب الخشبي البني مباعدا بينها وبين جسدي مطاطأً رأسي نافثاً نفسي !
هي انثى تمثل كل اغراء ، تعرف السباحة في محيط لعبتنا 
لم اكن لأراها ساذجة ، ولكن غاوية مثيرة بذكاء 
تكره شعيب و شعيب يكرهها  هذا ما رأيناه جميعا و ليس سرا ، ومع ذالك تشبثت به لسبع سنوات طوال ، لم يلتفت لها وكانت تلهث خلفه ، تستخدم لعبتها المفضلة و سلاحها الوحيد " الجسد " ، كم اهانها علنا ، و كم رفسها سرا ، وكم كانت مطواعة بين يديه ، كانت تحب شراسته و عنفه معها ، كان معها ساديا بامتياز بلا اي جهد منه ، و كانت معه امرأةً مُهانة !
ولكنها تثير اهتمامي و تلفت انتباهي فيها شيئا اود لمسه " روحيا " 
مع شعيب كانت جارية 
اما معي فالــأمر مختلف 
اعشق ان ادلل الـــإناث 
ان اعطيهن و أ‌‌ُسمعُهن ما يرضي نزعة الغرور الانثوي داخلهن 
ارق لحالهن و قلة حيلتهن 
فهن سريعات الهزيمة و يتقبلن الدوس و الهرس 
ثم ينهضن لينظفن كرامتهن من المهانة و يسرن بشموخ وكأن شيئا لم يحصل 
لديهن فطرة بالتجاهل و النسيان و الصفح 
لديهن القدرة على التجربة الجديدة 
و الانغماس في المتع الآنية 
فبالنسبة لهن " فلنعش اليوم " و لنجعل الغد للقدر ! 
زهرة ، تحتاج الى نوع آخر من التعامل 
ما بين و بين ، فأنا لدي النفس الطويل لها و لكل انثى من بعدها ! 

خرجَتْ وقعت عيني في عينها 
اغمضت عيني عن نفسي اشفاقا 
سأندحر 
تراجعت بخطوتي وهي تمسك برسغ يدي تبعده عن فتحة الباب تريد ان تتخطاني 
تلعب 
تلعب معي كالقطة 
نظرتُ الى ظهرها شعرها ذو الجديلة الطويلة و جسدها ببجامة نوم وردية و جورب ابيض !
الهي كم هي شهية ، محتشمة ، عفوية ! 
اين العبث الذي فعلته حتى غصصت بلقمتي ؟! 
اين تخبأين الجسد الذي تكشفين ! 
صرت اتحرى حركاتها كالنمر ، هنا تميل ، و هنا تتلفت ، و هنا تترقب التفافي حولها ! 
تبعت خطواتها كانت ثابتة تمشي بخيلاء و ظفيرتها تتراقص فوق عجزيها 
سرحت بعيييييدا عُدتُ لعصور الجاهلية 
اردتُ ان ادفن هذه المرأة حية !
توقفتْ عن المشي و استندتْ الى الجدار بدلال واضعة كفيها خلف ظهرها تسندهما على الجدار و تميل رأسها بنظرة متلاعبة من رأسي وحتى قدمي 
وقفت امامها 
اقتربت منها ووضعت كفي على الجدار خلفها 
كنت الهث و اتنفس بقوة حصان بري 
كنت اقترب اكثر حتى التصق جسدي بجسدها و تمددت ذراعي بالكامل على الجدار 
شفتيها بمنتهى اللذة و حركة لسانها الاحمر لترطبهما اخذت بلبي 
قربت شفتي من شفتيها العقهما برقة وتراجعت خطوة 
نظرت الى وجهها المنتشي القاني الحمرة و عينيها المغلقة و اهدابها المتطيحة على صفحة خديها 
اقتربت الخطوة و همست في فمها :سأقبلك الان 
كانت ساقاها تتراقصان من الرهبة و الترقب و لكنني اندفعت لجسدها كعطش وجد بحيرة عذبة ستسكن عطشه و تروي ظمأه ، قد كانت ناعمة ، ناعمة جدا و رطبة جدا و لينة طرية كفاكهة خِلتُها محرمة و هي تورق و تتلون و تنضج امامي ، كانت مطواعة تواقة للتجربة لم ترهب ولم تتلوى كانت تجاريني برقة تأخذ و تعطي بخبرة ، ولكن جسدي العطش طالب بالثورة و التمرد على الاعراف و سول لي ان استحلها كاملة الان ولم ادر ان افكاري كانت تتحول الى ضغطات موجعة هائجة حتى سمعت اعتراضا 
 يكفييييييييييييي 
يحي 
يكفي 
يحي 
صارت تبكي ودمعها يجري لعقته بلساني فخالط طيب لعابها ملوحة دمعها 
اول عهدي بقبلة النساء و ارتشاف الرحيق و اكل العسل هي هذه الزهرة !!!
كنت امد يدي تحت بجامتها اداعب ظهرها الرقيق الملمس اريد ان افتح حمالة صدرها 
اصرت على بعدي و هي تدفعني بضربات متتالية عنيفة على صدري ظننتها خائفة او هذا ما اقرأه في عينيها : يحي توقف لم اعد احتمل !
دمدمت وانا اشعر باللذة : تحتملين ماذا ؟! اريد ان ارفعها الان حتى تلتف ساقيها حول خاصرتي لألعب معها لعبة العريس و العروس !
: اتركني الآن حالا ،  صرخت من بين اسنانها 
يدي لم تستطع التوقف فأنا رجل الان في حالة هياج و احتياج وضالته واقفة امامه بكامل رغبتها و جمالها و في لحظة الذروة تطالبني بالفراق .. تؤ تؤ هذا بعيد عن انفها فسأمتص رحيقها حتى اشفي غليلي !!
يحيااااااااااا 
تملصت من بين ذراعي فتراجعت خطوة و عيني تشتعلان نارا حاقدة وانا اطلق سراحها ابتعد عنها و اعطيها ظهري و اتابع مسيري وكأن جسدي سينصهر 
اي رجل سيتماسك في لحظة كهذه 
ان اكون على شفا ممارسة الحب ثم تقوض رغبتي فجأة ؟!
تبا لكي يا زهرة تبا !
تلاعبني بمزاجها ثم ترفسني! 
، لكن وعد علي ان اجعل هذه الأنثى تدمنني !
غالية ها انا اوشك ان احطم امرأة من بعدك !

ابتعدت وانا اشعر بالدوار الذي في كل خطوة ازداد عنفا و بشاعة ، الم مباغت يعتصرني ، سكاكين تطعن خاصرتي 
رأسي يؤلمني 
لم اعد اميز طريقي 
عضلاتي ترتخي 
سقطت على ركبتي ، رأسي يدور ، بسرعة شديدة يدور ، كل شيء يلف حولي  
استندت بكفي على الارض الهث 
يا الهي يا الهي ماذا يحصل لي 
صرت استفرغ الفراغ بعنف ، شيء ما يقفل حلقي جعلني اخرخر كالمذبوح
لا اشعر بما حولي لا ارى شيئا 
دب الخوف في اوصالي 
لا اشعر فقدت الاحساس بمداري 
لا اسمع سوى صوت ينتحب مفجوعا : يحيااااا  ! 
يديها تلمانني و كفها تضرب على خدي تحاول ايقاظي 
مرت كل حياتي امام عيني ، انا ارى الموت يتربص بي ، فلاشات تعبر بصري 
كل حكايا جدي ، و اوامر ابي ، و ازدواجيتنا ، و حيواتنا السرية ، اعادتني الى الخلف 
الى ماضينا و بداياتنا الى الايام الاخيرة من حياتنا: 

تعلمنا قواعد اللعب الاساسية  
ان نتاجر بالمخدرات ولكن لا نتعاطاها 
ان نتاجر بالنساء و لكن لا نضاجعهن 
ان نستحل فروج النساء بأمر الله و بكلمة الله 
هذا ما علمنا اياه جدي زكريا و من بعده ابي !
ولكن من كسر تلك القاعدة .. منذر 
ضاجع فتيات الماخور حتى ادمنهن 
تعاطى المخدرات حتى انتشى بها 
و ترك صبا معلقة بين السماء والأرض 

اذا ما الذي حصل
في ذالك المجلس 
انفاس هادرة كركض الخيول البرية المتوحشة 
رجال بهم من الجبروت ما بنى امبراطورية قبلية 
كان يضرب بعصاه بقوة الارض من تحته حتى يخيل لسامعه ان بئر ماء سينفجر منها
بعد ان كان يستمع في ذهول حانق الى كل كلمة نطق بها بكرُه !
كيف تورط الى انفه في جحيم صدّيق !
صدّيق يبتزنا ؟! 
هزلت ورب الكعبة !
صدّيق من كان واحدا منهم بل واخا لهم في احيان كثيرة !!
كنا مشدوهين فما فعله صدّيق هو خيانة عظمى لعائلتنا التي تأتمنه على اكثر من جبهة و هو من كان دائما في وجه المدفع !! 
كان جالسا محدقا في الارض مفرجا ما بين رجليه ومكتفا يديه ببعضهما امام ركبتيه مستمعا في هدوء لا يماثل ابدا ثورة اخيه الاكبر و لا ثورة والده الذي قال ببرود مدروس لا رحمة فيه : نقتله ، نقطع رأسه ذاك الخسيس الذي تطاول على اسياده ! !
رفعت رأسي لهما و انا اقول بتعقل : لن يجدي قتله نفعا الا انقلاب القبائل و صراع دموي لن يكون الضحية فيه الا الشباب قبل المشيب ، استطردت بهدوء لافتا نظرهم بأننا بعيدين كل البعد عن الجريمة !! :  لا تنسى ان قبائلهم كبيرة و لا تنسى ان اغلبهم متورطون معنا و في ذات الوقت لن يرضو بقتله فبقتله ستنقسم القبائل و لن يستطع احد حل الخلاف الا بتدخل الحكومة و هذا مالا نريده ، هو قد زوجك اخته كي يحقن الدم !
ولكن توريطك في جرائم قتل هذا خط احمر ! !!
كانا يستمعان اليه بانصات كل منهما يقلب اقواله في رأسه : نحن نريد ان نعلمه درسا ان لا يتطاول على اسياده نعم  ! ولكن علينا ان نعرف مع من يتعامل ولما في هذا الوقت بالذات ، ماهي مطالبه ، فصدّيق ليس بذاك الذكاء الذي يجعله يخطط و يتمرد بلا مغريات تفوق ما نستطيعه ، تصرفاته حتى مع المراقبة المشددة المكثفة طبيعية ، و مكالماته لا غبار عليها ، لا يخرج مع شخصيات لا نعرفها او نشك بها ، مشكلته انه يريد ان يستدعي لبوة الى " زريبته " هذا الخروف يريد ان يصبح اسدا و لكن هيهات !

 ما ان هممت ان اذكر شرط ذاك الحقير لنيل مطلبنا حتى توافد علينا اعمامي و الكارثة دخول منذر الذي يتأبط شرا !
لم يحترم وجود اي رجل يكبره هنا كان هائجا كالثور يزبد ويرغي ويهدد 
: عمييييي صبا لن تتزوج غيري اتفهم ، كيف تفعلون بي ذالك ، صرخ بحرقة انكم تغدرون بأحلامي تدمرون الشيء الذي اعيش من أجله لا حق لديكم في اقصائي عن حياتها هي لي او للموت !
كان يقولها بغل،  تهديده صريحا و عيناه تتقدا شرا 
اتجه له والدي يضربه بعصاه على صدره كان من المفترض ان تقتله الضربة لولا يد شقيقه التي دافعت عنه و هو يمسك بعصا والدي بقوة و الشرر يتطاير من عينيه : عمي ، منذر لم يقل الا الحق صبا هي له منذ صغره و من حقنا و حقه في حال تزوجت غيره ان نقتلها او نقتل من ستتزوجه!
زعق والدي في وجوههم الاثنين وهو ينظر الى اخاه سعيد و يضرب كفيه ببعضهما: انا ادري ان لا حيلة لك و لم تربي اساسا و لكن اقسم بالله من يرفع وردة في وجه صبا رفعته لقبره و ها انا احذركما من مغبة اي عمل طائش قد يحرق كل ما سنخطط له ، اصمتا و دعانا نفكر في حل للمصائب التي ستتكالب علينا !
و بتحذير اخير شديد اللهجة : انظر انت وهو .. شدد على عصاه و قد بلغ السيل زباه عنده : ان مس احد منكم شعرة واحدة من صبا او زوجها المستقبلي سأنتزع رؤوسكم من على رقابكم .. هل وصل الكلام ! 
اخذ يبكي كالأطفال هنا قام له عمي سعيد وهو يصرخ في وجهه بقوة و يهز جسده النحيل بارز العظام : منذرررر اتقي الشر افضل لك ، الف مرة قلنا لك غيّر من تصرفاتك ولم تزد الطين الا بلة ، انظر الى جسدك قد سل السّم و النساء عافيتك ، انظر الى وجهك كيف اسود قد صرت جلدا على عظم ، امسك بفك منذر بقوة وهو يعصره بين يديه ، تكاد تتجاوز الاربعين و انت كالطفل المدلل تحتاج من يرشدك لم ينفع معك لا علاج ولا ترحيل اذا ما الحل معك والان تهدد بقتل ابنة عمك التي صبرت عليك من السنين الكثير و ضيعت عمرها بسببك !
امسك شعيب بيد عمي يبعدها عن وجه منذر الذي اخذ يدعك انفه بيده في حاجة الى جرعة تطفيء لهيب جمجمته !
دفع به عمي الى الجلوس بقوة و هو ينفر منه و يقول لأبي : توكل على الله يا صالح فلن نضيع اعمال العائلة بسبب طيش !!
اعقب ذالك دخول صبا الذي فاجأ الجميع 
بردها و نغمة صوتها عرفت انها تريد ان ترد جزءا ولو بسيط من كرامتها التي امتهنها منذر بعلمنا فقامت قيامته 
لا ادري لما انغمس منذر في الرذيلة و نحن نحرص على الا ننغمس فيها !!

هنا دخل علينا رجل مهيب الهيئة نظيف البشرة يرتدي بدلة سوداء و يحمل في يده كتاب بني عريض 

قل ورائي : زوجتك زهرة محمود بن زكريا على سنة الله ورسوله !
قل ورائي : اقبل الزواج من زهرة محمود بن زكريا على سنة الله ورسوله !
وقع الشهود عمي .. سعيد و امحمد لان عمي سعيد هو من كان وكيل زهرة ، وهكذا اصبحت زهرة منذ صباح اليوم زوجتي على سنة الله ورسوله !!
اذا قد قطعنا كل الاشواط و تغيرت كل المسارات و لربما قد عاد بعضها الى نصابها !!!
نبذه عن عائلتي المبجلة !
هل تعرفون من يحب الحرام و مال الحرام و يلتذ به ؟!
هل تعرفون كم لمال الحرام ان يجلب السطوة و القوة لاصحابه 
هل جربتم يوما ان تستمتعوا بنثر المال من الشبابيك و يلتقطها المعدمين و يتكالبون عليها بينما انت منتشي تضحك و تقهقه ملء فيك ، شعور الشبع مرضييي حد الثمالة حد الاعياء حد المووووت !
نحن تجار الجريمة 
نلعب بالبورصة و نتاجر بالمخدرات ونبيض الاموال وندير المواخير !!
وندفع بالسياسين الى العامة ، الى الساحة 
نضغط عليهم بالفتيات 
بحرمانهم من ملذات الجنس 
حرمانهم من الحرام 
من الانتشاء وهم عُراة حُفاة 
نحركهم مثل " الاراجوز " 
وهم بغبائهم لم يتعلموا 
ولم يدرسوا التاريخ 
لقد سلمونا رقبة الوطن! 
حتى نفضناه نفضا و خلعنا عنه رداءه 
فالعُهر صار يكسو وطني 
و يتغذى على ثدييه !  

رغم كل تلك الجمعيات الخيرية و مساعدات الفقراء و اسواقنا التجارية القانونية  الا أنّ لنا في حب الحرام لذة لا تضاهيها لذة !
معادلتنا متساوية بين الحلال و الحرام في الدنيا على الاقل فهل ستكون كذالك عندما نقابل وجه رب كريم !
افكاري دائما بين حدين ، بين الحلال و الحرام و بين الصح و الخطأ و بيني و بين عائلتي والولاء لها ، فكلنا اقسمنا على الولاء فقط للعائلة و لا لشيء سواها !
لا . عائلتنا ليست مثالية و لن تكون و لست انا من يكون مثاليا ، همم 
لن اتخلى يوما عن النعيم الذي نحن فيه 
القصور و المزارع و المصانع و البيوت المرفهة في الدول الغربية و السفر في اي لحظة نريد و الاهم ان اي امرأة جميلة هي طوع بناننا و ان وصلت شهرتهن السماء !
لكنني فقط وفقط اردت غالية و عشقت غالية و احيا مع غالية في البرزخ
متناقض اعرف !

كي اوضح الصورة اكثر لصبا اتجهت الى غرفتها و طرقت بابها وولجت و اغلقت الباب خلفي  !
صبا فيها من الذكاء و الحكمة والهدوء ما تتفوق به على الرجال و فيها من الانوثة و الجمال ما تنتزع به قلوبهم اذاَ صبا ستكون سلاحنا الفتاك ضد الإمعة ... صدّيق !!
للتو اعلم انني سأزيد على كسورها واحدا اخر 
لن اضحي باختي فاختي تعرف من اين تؤكل الكتف !
صبا شجاعة و ستتجاوز عقبة منذر بسهولة ! وستطيح بصدّيق الكلب بسهولة اكبر !
رفعت لي رأسها من وسادتها التي كانت تستقي دمعها نظرت وتهربت !
تعض على شفتاها بقوة تمنع سيل اخر امامي 
اعلم كم من الحب يكن منذر لصبا و لكنني لم اعلم ابدا يوما هل احبت صبا منذر ؟!!
لم نجلس وقفنا متقابلين و انا امسك بكفها بين يدي و بقوة اقول في عينيها : صبا حياتنا انا وابي وشعيب مهددة و اعناقنا بيد رجل خسيس فهل انتي لها ؟!
ترفع هامتها عاليا و تركز نظراتها في وجهي وبكامل عنفوانها و قوتها بصوتها الرخيم  : وانا فداء ابي و اخوتي .
ترفع يدي و تقبلها فأضمها الى صدري بقوة ، يا الهي يا صبا للتو قد رمينا بك الى التهلكة و لكنني اؤومن انكي لها !
لما دائما نساوم بالنساء ؟!
الانهن كسرة العين و وجع القلب و الخاطر ؟!
ام لانهن الكرامة و قدسية الحياة 
اما لانهن سبب كل ما يدور حولنا ؟!
كم من حواء تسببت بمقتل ادم ؟!
من صرخت وا معتصماه ؟!
من سببت حرب البسوس ؟!
من تسبب بالالياذة و الاوديسة ؟!
من انزل ادم من الجنة و بسبب من قتل قابيل هابيل ؟!
من اجلها جن الشعراء ومات منهم من مات !
كله بسبب فتنة النساء ! 
كله بسبب حب امراة و عشق امراة و حقد امراة و رقة امراة وكأن العالم قد خُلق من اجلها !

واختي صبا و ابنة عمي زهرة و غالية و حنان و لا ادري من ايضا ستدخل حياتنا لا يخلفن فيها الا الصراع !!

.. 
وعيت على نفسي بين ذراعي زهرة في الممر الطويل الخالي 
كانت تحتضن رأسي بين نهديها كأنها تريد دفني هناك ، كانت تحتضنني بقوة و لهفة كأنها ستفقدني 
كنت غارقا في عرقي ، و لهاثي يتدافع عبر شفتي و صدري متعب مختنق بالكاد اتنفس
عيناي ضبابيتان متعبتان ، قلت لها بهمس متقطع : ماحدث ــ لا اريد ــ لأحد ــ ان ــ يعرف عنه ! 
جاوبتني بهزة و دموع اغرقت عينيها حتى انها قد بللت وجهي بها ، قمت من مكاني اجر خطاي بالكاد اتماسك فجسدي صار كالعجينة اللينة مرتخ تماما ، و تركت حضنها مرغما  ، منهكا متكسرا اردت فقط الارتماء على فراشي و الغرق في نومي .

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...