المشهد السادس .. حارس العذراء






الآن

في ظلمة المنزل
والهدوء المخيم بعد أن تأكدت من نوم الجميع
بدأت التحضير
ملابس فاضحة من قطعتين فوقهما قطعة شفافة قصيرة جدا

تطلي شفتاها بأحمر قان ولمعة بيضاء
كحل غزير وماسكارا
رشة عطر من افخم ما تملك
تحرك شعرها يميناً ويساراً لكي تعطيه المظهر الجذاب الذي سيأخذ بعقله
وعلى اطراف اصابعها تبدأ بالتسلل
وصلت اليه تفتح الباب وتواصل تسللها بأصابع مطلية بعناية
الغرفة مظلمة جدا
تسمع فقط صوت تنفسه الهادىء
فهو ينعم بنومه
تتسلق السرير وتدفن نفسها تحت الغطاء الفاخر
تقترب منه رويداً زاحفة على كفيها !
تخلع تلك القطعة الشفافة وتبدأ بوضع يديها على جسده
تحرك قليلا ..منزعجا !
تمادت والصقت صدرها بظهره العاري بينما يداها تواصلان العبث
فهو لن يتجاهلها هذه الليلة !
قد صممت ..وخططت ..ونفذت !
بدأت بتقبيل رقبته فأذنيه
للحظة ظنت انه قد تجاوب معها
يضع يده فوق يديها
وأنفاسها قد تهدجت .. اقتربت اكثر وتمادت اكثر فها هو يستجيب
ولوهلة كاد ان يهم بتقبيلها .. بعد أن اسكرته رائحة عطرها المميزة !
يا الهي
حركته السريعة على السرير قد آلمت رجله
كاد ان يصرخ دفن وجهه في الوسادة بقوة ضاغطا عليها بذراعيه فيما ابتعدت قليلا عنه
ليلتفت لها مصدوما في الظلمة
وبفحيح كالحية أراد ان يقطعها بأسنانه
لم تتحرك ناظرة اليه بدلال فلابد أن يخضع !
تقترب منه مقربه شفتيها له أكثر وانفاسها تلفح وجهه الهائج
فيما امسك بفكها بين يديه بقوة كادت تهشمه
: أيتها الخبيثة الساقطة مالذي تفعلينه
يخرج من سريره بسرعة متجها الى الجهة الاخرى من السرير
ممسكا بيدها بقوة
: يا الهي ايتها الافعى اتجرأتِ على فعل ذلك ؟

فيما انقلبت سحنتها الى الخوف العارم فهو الآن يريد سحقها ، لم تجرؤ على النطق !
صرخ بها بصوت عال كاد أن يصمها : ايتها الفاجرة
تعالي معي
يتجه بها جارا اياها خلفه غاضبا يريد ان يرمي بها من الدرج
هذه اللعينة تلاعبت به
يصرخ في ارجاء المنزل بصوت ايقظ كل من فيه
يهرع الخدم ليجدونه ممسكا بيدها وهي بتلك القطعتين

تعالت الشهقات والهمسات
يصرخ في وجوههم : اين سعد ؟ احضروه
فيما يدخل سعد مسرعا فهو لم ينم بعد
ليصدم بذالك المنظر
يا الهي ما هذا ؟
يلقيها عليه : خذ هذه الافعى من هنا لا اريد رؤيتها مجددا في هذا المنزل
خذها لتجمع ملابسها ثم تغادر وبحقد ينفثه في وجهها : الى جهنم
لا اريد هذه الفاسقة هنا هيا ..
يصعد الدرج غاضبا لا يكاد يسيطر على نفسه
يلتفت له ليقول : عندما تتخلص منها تعال الى غرفتي سمعت .. يشير الاخر الذي اصطحب الفاجرة الى غرفتها لكي يطردها ..

يدخل غرفته حانقا على نفسه يا الهي كدت ان أُقبّلها
تبا لي ..
يمسك برأسه بين يديه
يسير في الغرفة كأسد مجروح
كل ذاك السخط والغضب من نفسه
يا الهي كدت ان اخونك للمرة الثانية يا مريم !
يصرخ في ارجاء الغرفة غير مصدق
وهذه المرة يصب جام غضبه على كرسيه الخشبي
يرمي به الى آخر الغرفة لينقسم نصفين
صدره يرتفع وينخفض من شدة الانفعال
لم يشعر بالم رجله كما شعر بالم قلبه
آه يا مريم
آه .. اين انتي
اين رحلتي
كيف تتركينني هنا وحيدا
كيف تتركينني للساقطات حولي
اين انتي .؟

يدخل سعد الغرفة حزينا على سيده
يصرخ في وجهه كأنه سيبكي : اين هي يا سعد ؟

ألم تعرف شيئا عنها
مالذي تفعله ؟
فيما يدور في الغرفة حائراً تائهاً
اخبرني انطق قل لي شيئاً يطمئنني

فيما سعد لا حول له ولا قوة ماذا سيقول
: سيدي الجيران لا يعرفون اكثر مما قالوا لي
هم انفسهم حاولوا البحث ولكن كأن الارض قد انشقت وابتلعتهم !
تباً تباً تباً ..صارّاً بأسنانه بقوة
والان ما الحل ؟ لا تترك هذا الموضوع يا سعد
ولأول مرة : ارجوك ..

لقد ضيعتك من يدي يا مريم
لماذا لم اخذك واطير بك
لماذا لم اضمك لصدري حين رأيتك
اللعنة ..
اين انتي يا مريم ؟
لو كنت اتحرك بحرية كنت وجدتك منذ وقت طويل !

هذه المرأة قد هيجته قد أثارت رجولته
يفتقد لهذه العواطف والاحاسيس
منذ فترة طويلة كأنه يعيش في صحراء المشاعر
الى أن رآها .!

وفيما مضى ..

تقف في منتصف القاعة الفخمة تتحرك في كل اتجاه
فاليوم هو زفاف ابنة عمها
كانت متألقة
فستان اسود يلتف على جسدها مبرزا شده بياضه
كل تلك الطبقات من الشيفون التي تتطاير حولها عندما تتحرك
شعرها الذهبي الرائع منسدل بكل حرية على ظهرها
متزينة بقلادة واقراط ماسية
لم تكثر الزينة على وجهها الرائع الذي لا يحتاج الى زينة
عينيها الخضراوين المزينة بالكحل
كل من تمر به يحسدها على جمالها وعلى حظها !
فهي صغيرة وجميلة وقريبا ستتزوج !
كم من الفتيات يحملن هكذا حظ !
تجلس بجوار امها وعماتها وبنات اعمامها تتحدث وتضحك
هي سعيدة .. سعيدة جدا
فها هو حب الطفولة سيتوج بالزواج
تلقي نظرة على يدها اليمنى متفحصة في حب ذالك الخاتم الالماسي الكبير
فيما تدير باليد الاخرى الخاتم في اصبعها وتتنهد في شوق
حين تبدأ المغنية بالغناء فيبدأ الجميع بالتصفيق والغناء والرقص

فالليلة هي ليلة حب !

تمسك بين يديها هاتفها الذي لاحظت التماع شاشته
تضغط على الزر لتردها تلك الرسالة تبتسم اكثر وتشعر بالخجل
فيما عضت على شفتيها بأسنانها واكتس خداها بحمرة قانية
تتحرك من مكانها متجهة الى غرفة النساء تتناول عبائتها وخمارها وتنظر في كل اتجاه
لكي تخرج خلسة !!
ارتدت العباءة والخمار على عجل فيما انطلقت رجلاها لفتح الباب الرئيسي لتخرج مباشرة
الى باب سيارته !
تجلس بجانبه في سعادة غامرة فيما ينظر اليها بحب !
يهمس وهو يميل بجانبه الى جانبها – اريد ان ارى وجهك اخلعي الخمار ، السيارة معتمة !
تجيبه بابتسامة خجول - دعنا نتحرك اولا ثم سنرى ، هيا بسرعة تحرك !

خرجت من شفتيه ضحكة خلابة تعشقها فيما تدعس رجله على المكابح منطلقا لمكان يعرفه جيدا !

لم ينتبها لتلك العيون الخبيثة التي كانت تراقبهما وتتبعت آثارهما حتى وصلا لمبتغاهما !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...