المشهد الاول










في مكان حيث يلتقي الحر بالعبد




ويلتقي الحب بالُكره



وتلتقي السُلطة بالفقر



هناك حيث كل البشر يلتقون على أرض الملائكة  وحارس العذراء !

 



وبين الآن وفيما مضى تبدأ الحكاية تختلف المساكن والقلوب والاماكن ولكن يبقى الحب في قلوب اضحت تحلم بالحب !!


مزمجراً صارخاً راعداً فهذه المرة الأولى التي يسمعون فيها سيدهم ثائراً
إهتز كامل المنزل من صوته المخيف
فيما اجتمع كل الخدم امام الدرج ينظرون الى بعضهم البعض في خوف وتساؤل
 مالذي حدث ؟ ! ينظرون الى الأعلى بتساؤل عسى أن يسمعوا إجابة !

في وجه سائقه يصرخ ويزمجر
 واقفاً على رِجل واحدة متثاقلاً متحاملاً على كل آلامه : ماذا تقول ؟

ليُجيب الآخر في خوفٍ وحذر
 فسيده هذه اللحظة سيُطبق على رقبته ليرديه قتيلاً : لستُ أنا من يقول يا سيدي
 انهم الجيران يقولون بأن الشرطة قد داهمت المنزل وأخذت كل من فيه بمن فيهم هي !

ليصمت الآخر مفكراً غاضباً
يريد أن يفجر غيضه فيكسر كل هذه الغرفة إضافةً الى ذلك الألم الذي ينبض بعنف في ساقه يكاد ان يقتله
يتنفس بعنف فيما إحمرّ وجهه بقوة
وبرزت عروق عنقه التي كادت ان تنفجر من شدة الغضب : يا الهي وهو يمشي مبتعداً بظهره عن سائقه عارجاً على رِجله : اذهب وابحث عن خبر عنها اسأل الجيران كل الجيران لا تترك أحداً  
اعرف منهم التفاصيل الى اي مكان اخذوهم واي شرطة تلك ولماذا ؟
 اريد ان اسمع عنها قبل ان تشرق شمس الغد أتفهم ؟!

فيما ينطلق الآخر مرتبكاً : نعم سيدي ، ولكن أرجوك انتبه لنفسك !

فيما يلتفت سيده له وقد لان وجهه قليلا يوميء برأسه
فيما لاح شبح ابتسامة على وجهه
فهو يعلم مدى حرص هذا الانسان عليه وعلى راحته !!

وفيما مضى آلام لم تبرح اصحابها يعيشونها ليلاً نهاراً صيفاً وشتاءاً يلتحفون العُري ويبحثون عن لقمة ولو كانت .. حراماً..!!

إستيقظت على صوت منبهها الصغير الذي يستلقي بجانبها تخرسه
لألا يوقظ الصغير فيما تنظر الى ذلك الوجه الملائكي
يا الهي تستطيع ان تُقبّل ذلك الوجه الف مرة دون ان تشبع
يستلقي جانبها غارقاً في نومه منكمشاً على نفسه
باحثاً عن دفىء خيالي فذلك اللحاف لا يكفي لهما معاً .

آثرته على نفسها فهي قد ضمته اكثر الى الجدار وحاوطته بذلك اللحاف عسى ان يقيه البرد ..
قضت ليلتها تتقلب في فراشها بحثا عن الراحة ..
وكل ذلك الصراخ والانين والآهات التي تسمعها من تلك الغرفة
يا الهي الى متى ؟ كل ذلك القرف ؟ الى متى ؟
تتحرك من فراشها الذي التحف الارض الحجرية المتعرجة
تمشي في سكون لكي لا توقظه
في غرفة مجاورة حيث يقبع الحمام البدائي
تفتح الصنبور لتنزل تلك القطرات الضعيفة لكي تروي بها وجهها
آهة خرجت من بين شفتيها واصطكاك اسنانها فالماء جداً بارد
تجمع تلك الكومة من الشعر الى اعلى رأسها
ناظرة الى مُحياها في انعكاس مرآة صغيرة محطمة الأطراف
لا تكاد ترى وجهها كله فيها
تنطلق الى مكانها الدائم وتبدأ بإشعال الفرن
تتحرك الى بقايا المطبخ لتُحضِر القِدر الكبيرة وتضع بوسطها الطحين وتبدأ تحضير العجين
كل ذلك والساعة لم تتجاوز الخامسة صباحا !
فهذه الطلبية لابد وان تجهز قبل الساعة السادسة مساءاً ويجب أن تكون طازجة

صرير باب الغرفة المجاورة يصم اذنيها فها هي الحفلة قد انتهت
وقد حانت لحظة الفراق .. فراق العُهر والفجور !!
ترى ذيل الفستان الحريري الشفاف الذي خرجت به دون خجل
بين اصبعيها تحمل سيجارة وتنظر الى وجه مريم قائلة :
يا لكي من مسكينة فيما تنفث سجارتها في وجه مريم التي شعرت بالقرف من هذه المرأة
لترد عليها في هدوء شديد اغاظ الواقفة امامها : المسكينة هي انتي اذا كنت لا تعلمين وتنطلق من بين شفتيها ضحكة صغيرة مستفزة ..
فيما لم تكترث الاخرى ظاهرياً فهي تريد سحق هذه الحشرة من هي لتحكم عليها ؟!!
فيما تنظر الى ارجاء المكان الى المفرش المهلهل الذي تجلس عليه
الى تلك الارضية الحجرية المحفورة ببرك لا تنتهي
الى ابواب المنزل الذي لم تحبّذ ان تطلق عليه لقب .. منزل ..!
تنظر الى وجه الجالسة تشكّل العجين بآلة صغيرة
وبجانبها كل تلك الادوات : ماذا تصنع على كل حال ؟! هه

انظري حولك يا صغيرتي فستعرفين من هو المسكين اترين فستاني هذا !
استطيع ان اشتري به منزلكم وتشير بإصبعها المطلي بخبرة في كل اتجاه : هذا !

لم ترد عليها فهي ليست في موقع للرد على تُرهات تلك الساقطة
فهي لديها من الاعمال ما يكفيها لهذا اليوم لكي تجتر المشاكل مع هذه الاشكال .

شكرا لكي .. على كل حال لقد نمتي بين جدران وتشير بيدها في كل اتجاه مقلدة الواقفة امامها : هذا ! اذا كنت لا تدرين.. والان بعد ان اشبعت شهواتك هل تتكرمين وتخرجين من دارنا ..

فيما تلتفت الاخرى لها في غضب وتتركها مسرعة الى حيث كانت
ولم تمر دقائق حتى سمعت الصرير من جديد وخطوات الحذاء العالي ترتفع رويداً ثم تختفي مبتعدة عن تلك الدار !!

نهاية المشهد الاول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...