الجزء الثالث و الثلاثين


 

 

 الجزء الثالث والثلاثين

 

 

لم تعد السطور تكفي الحكاية ، حتى قلمي صار يعارض حرفي ، يرصد مآساتي ، يكتمها و يطويها ثم يرميها في غيابات النسيان

لم اعد ارى شيئا ولا ادرك النظرة ، قد مات المستقبل ، ظلام ووحشة ، آهات و بكاء ، تنفست نعم كنت اتنفس و لكن الروح قد غادرتني منذ ان وطأني ، صرت خيالا مثل خيالات المآتة ، الجسد كان مجرد لحم رخيص ، صرت واقفة اتفرج على نفسي ، أأبكي أم أضحك ؟، أجررت كل ذاك الي ، كل ذالك الحب ، كل ذلك الوهم ، سريعة هي مجارات الدنيا تقفز فوقي و ترقص حولي ، حتى النشيج صار ضحكا ، حتى المتعة طعنت رحمي ، وقلبي قال ان زكريا قد صار متلفي !

اسمع همسه عند اذني اشعر قبلاته ، قبلات اعتذار على كتفي ، اتمدد جانبه ادفن رأسي في وسادتي و انتحب ، زكريا دمر روحي ، زكريا خطف الحياة من بين اصابعي ، سأخرج قلبي و اشويه و اقدمه له ليأكله فزكريا كان سفاحي !

اسمع همسه : غالية ، همسا منخفضا واعدا حميما ، : غالية

لمَ ..لا تنطقها ..لم اعد بعد غالية

قد اصبحت رخيصة ، قد ارخصتني قد سلختني ، لا تبرر يا زكريا

فها قد نلت مرادك وصلت الى ما تبتغي ، وصلت الى ما لم يصل اليه غيرك ، اردت الجسد و هتكته نعم فعلت قد امسكت بيه بين يديك

حتى رائحة سيجارك لم تفارق فراشك ، سيجارك شهد عليك ، الذي تحرقه في صدرك لانك اذنبت في حقي ها هو يرجع اليك !

لو اردت لفعلت مثلك يا زكريا ، لو اردت لرحت ليحي في عقر داره و اغتصبته و لحلقت راية شرفه على فراشه ، اتغتصب المرأة الرجل ، هل سينولها شرف هتك العرض !

: غالية

لا تعدها لا تقلها لا تفعل اكرهها اكرهها

صرت اغلق اذني عنك لا اريد ان اسمع لا اريد ان اراك

لا اريد ان ارى الذنب في عيناك ، لا اريد ان اغفر لك ولا ان اقول لك تعال هيا تعال فلنكتب كتابنا و لننهي هذه اللعبة المقيتة التي تسمى الحب

ماذا يا زكريا ألن تعتذر ألن تقول شيئا ألن تغرز سكين ماسي في ظهري و تسيل دمي و تعتبرني شهيدة !

كنت تنحني حتى يلامس صدرك العاري ظهري العاري ، يا له من اعتذار حام هذا الذي تفعله !

انفاسك الساخنة كانت تكويني .أمممممم تحرقني لا تلمسني لا تلمسني

كنت تجمع شعرك بقوة بكفيك و تعقد حاجبيك و تزم بشفتيك

لما القنوط يا زكريا

لابد ان تطير الآن بين السحاب ، قد حققت نصرا ، يا الله على فتوحاتك العظيمة

يا يا ايها العالم حيوه صفقوا لزكريا ، طبلوا و زغردوا له فزكريا قد رفع راية شرفي فوق رأسه ، راية ملطخة بدمائي ، زكريا يلم رأسه بين فخذيه يبكي ، اجل يبكي ، اينتظر مني حبا ، اينتظر مني استجابة !

كلي كان يهتز كلي كان دمعة !

وهو يراها هكذا منذ ايام لا تفعل شيئا سوى النحيب و النديب ، تدفن رأسها حتى صارت الوسادة جزء من وجهها ، صار لا يرى منها سوى شعرها المبيض و ظهرها بتفاصيله المثيرة ، منذ ايام لم يكل ولم يمل فهو وعدها وسيفي بوعده يريدها ان تحمل منه

وفي تلك اللحظة سيذهب اليه الى غريمه بها هي يجرها من يدها اليه وبطنها منتفخا بالخطيئة ليقول له : ها هي ذي تفضلها فهي دائما كانت لك فضلة !

وبعدها سيأخذها نعم سيفعل ، سيتزوجها هي بالذات ملكه وها هو قد اثبت ملكيته لها بعدة طرق و السرير واحد من تلك الطرق الأشد اثباتا و براعة !

يتنهد  يتنفس   يزفر   يدخن

: غالية ..لم يكل ، ان كنتِ تريدين ان تعلمي انني نادم فسأقول لكِ لا

انتِ من جررتنا جميعا الى هذا الواقع ، الى هذا الحد ، غيرتي عليكِ قتلتني ، اهلكتني ، لم اعد ارى غيركِ لأنتقم منه ، انتِ غايتي و الوسيلة

تشدد بأصابعها المجروحة ، الرقيقة تلك التي ضربتني التي قاومتني التي خدشتها بحقدي تشدد بها على الوسادة حتى تمزقت كان نواحها يتردد في الغرفة كم فطرت قد قتلت الغالية ..قتلتها اعلم انني فعلت

ولكن هذا الثمن ثمن كبير و ثقيل قد دفعه كلانا

فقط اريد ان ارى وجهها ، ان تريني اياه مرة اخرى ، ان اشبع منه ، ان اعيش معه الى الأبد ، الوجه الذي قهرته الذي حطمته ، فقط مرة أخرى استديري و نتفاهم : غالية ساتزوجك

هكذا قلت لها فانا جاد نعم جاد سأفعل ستكون لي حتى اللحد ، انحنيت مجددا وانا اجبرها ، ارفع وجهها بقوة عن الوسادة و هي تقاوم تلوي عنقها الناعم الابيض العنق الطويل الذي افرغت عليه حقدي حتى ازرق من قبلاتي كانت شفتاي قد علمت على كل جسدها ، كله ، وسمتها بوسمي ، اعلنت الحرب عليها ، : استديري و سأفعل ما تريدين فقط استديري

صرت اجمع شعرها خلف اذنها الصغيرة التي نالت حتى هي حصتها في الحب ، امسك برسغها بين يدي ان ضغطت ضغطة اخرى انكسر بين اصابعي : قومي و لنخرج ، سترتدين الخلاخل و الذهب و الالماس ، سألبسك الاشجار و الانهار و السماء ، سأهبك الحياة انا قادر يا غالية قادر فكوني جزء مني و اعطك ما ترغبين وكل ما تتمنين ، لن تكوني يتيمة بعد الآن ، سنذهب الى اباكِ ونرمي بورقة ميلادك في وجهه و ستنتمين لي !

صارت تهز رأسها بلااااااا لااااا كانت مكتومة مقهورة

لا لا لاااااا لا تهشمني لا تسرق الفكرة

فلن يكتب تاريخي غيري

بقلمي سأخط كل حرف وكل همزة و ذكرى

لن اسمح ان تسرق الجسد و في جملته اشياء اخرى

لا لن اسمح يا زكرياااا لااااا

ويدي تداعب عضدها الرطب و تغرق فيه ، في لحمه بين عروقه همست بشهقاتها : اعطني حبة ، حبة واحدة فقط و دعني في غيي اسبح !

وانا لن اسمح للنوم ان يسرق وجهك مني ، ان يسرق روحك مني

ان كنت قد فعلت الخطيئة فلأجلك

هل ستخرج يا زكريا هل ستحررني ام انني قد صرت ضحيتك ما بقي من عمر !

صار يقبلها بشغف ، كتفيها و عضدها و اصابع يديها يقبل جانب وجهها الغارق بالدموع ، يقبل شعرها يمرر يده على ظهرها

صارت تأن تأن و تون ونا ونا حزينا متعبا مجروحا و زكريا كان قد بدأ جولة أخرى !

 

 

جميعنا ضحايا ، حتى الجماد من حولنا ضحية ، كلنا بقايا ، وكلنا جملة انسان !

انحنى الظهر الذي ما كان دائما مستقيما مرفوعا شديد العزم و البأس قد انحنى !

الصدر الذي ما كان دائما منتفخا بالعز و الفخر قد اهترء !

الرأس الذي لا يقطعه سوى من خلقه قد نحر بيدها لا سواها بيدها هي !

في خطواته مشقه وهو يعبر لداخل تلك الشقة ، هل هناك مفتاح لا يذكر ، هل من بشر خلف هذا الباب قد نسيهم .. ليومين قد اخذت بلبه ، اخذ عزيز مقتدر !

وهي هناك تجلس على كرسي من الكراسي المتوزعة في الصالة الجميلة التي بدت حميمة جدا ، فوقها فقط الاضاءة تشتغل و في يدها رواية عن قواعد العشق الاربعون !

قد كان ليلا ، في العتمة ، الكل يأن تحت وطأة الصدمة

دخل و رأته هناك بهيئته تلك نفس الهيئة التي خرج بها قبل يومين من عندها عندما رماها هي وطفل صغير ، في وطن جديد و ارض جديدة و في شقة غريبة ، هكذا رماها هي بلا سؤال بلا هاتف بلا اي تفاصيل

خرج تجره اللهفة بحبالها جرا فصار حبيسا لها ، رات نظرة السرور و السعادة عندما وصلا ، كان جاهزا للطيران للتحليق بعيدا عنها فقط من أجل ان يخمد تلك الشهوة !

وماذا ؟!!

رفعت رأسها في وجهه تغضن جبينها الرائق ، وضعت الرواية جانبا بهدوء ثم استقامت الى حيث هو !

هو لا تعرف من هو !

ترى فقط ظهره الذي يسبقها بكل ذالك الخذلان الى الداخل ، حجرته ام حجرتهما لم يتم حقا بعد التفاهم على من سينام عند من او كيف سيعيشا في ظل هذه الظروف التي تحكمهما

تراه يخلع حذائه بكل اهمال و يخلع الجاكيت الاسود ثم يرمي بنفسه على الفراش خلفه و يغمض عيناه بكل هدوء العالمين

ممدا بقامته العريضة يرتخي بعضلاته المتعبة حقا فاليوم كان طويلا طويلا جدا مر عليه كيوم القيامة كخمسين الف سنة لا يقدر لا يحتمل الفكرة لن يطلقها هكذا صار الأمر عنادا واحدة بواحدة لا بل هي قد سددت عليه هدفين حتى الآن و هو لم يرد الهجمة بعد ، ينام على فراش من المفترض انه لها و هو عقله يفكر في أخرى ، ماذا لو تجاهل ما هي عليه ! لا لا تعجبه الفكرة !

ماذا لو حاسب من فعل بها ذالك ام يحاسبها هي ما ستفعل ؟!

يخاف ان ترجع فتقتل نفسها !

لا يريد ان يفقدها لا لن يسمح !

فهو قد عشقها هي دونا عنهن تغويه و تغريه و هو يبادلها ذلك العبث

حماقة تسمى العشق !

وهي وقفت هناك ، كانت ترتدي فستان نوم طويل من القماش الناعم بنفسجي اللون يكشف عن كتفيها و يستدير حول نهديها و شعرها تركته هكذا حرا الى ما بعد فخذيها

لفت كف حول ذراع و هي تعض شفتا ، كانت رأئحتها التي يحفظ تغزو القماش و الفراش و الحياة من حوله رائحة مسك و عنبر !

فتح عينيه مضيقا لهما بشدة حتى التقى حاجبيه و تهدلت بضع خصلات على جبهته ، تشتهي يوما ان تراه يضحك ، دائما متجهم ، دائما عبوس ، دائماغاضب سألها بلطف : هل نام !

ادارت رأسها الى جانبها : لكم تكره هذا التودد البعيد الذي يتبعه ، لما لا يسأل السؤال كاملا : هل نام ابنك ، هل نام ابننا ، هل نام ابني !

لما يحاول دائما التحقير !

هزت رأسها تبتلع ريقا و تكبح دمعة فهذا ابنها ابنها روحها عمرها لا تقبل ان يعامله والده بكل هذا التحامل ، فإن كانت هي من فعلت فعلتها ها هي تقف امامه و تتحدث معه ، شيء عادي ، ولكنه يُحمّل ذلك الملائكة ذنب كل شيء قد حصل و يتنكر له !

كان لا زال يحدق في وجهها الجميل يدور بعينيه على كل جسدها الذي يراه مفضوحا امامه فهي تتصرف بعفوية و تلقائية معه

يعشق شعرها ..هذا ما استنتجه نعم يفعل

لم يكن به جهد للكلام حتى خرجت الكلمات من حنجرة مخنوقة محروقة : تعالي

لبت

تقدمت رويدا حتى وقفت امامه بكل ذاك البذخ

لقد احضرتُ لكِ شيئا .. هكذا سرّ لها

قام و انحنى ثم تناول جاكيته فتش في جيوبه بملل حتى سمع صوت خشخشة ها هي !

ورقة اخرجها كانت مطوية بعناية ، مدها لها و هي تناولتها و قلبها يدق بوجع على اعتاب صدرها انحنت برأسها حتى مال شعرها معها

صار يتطلع اليها يحفظ ردود افعالها بالكاد نطقت تريد ان تبكي و هي تضع يدا على فمها و الدمعة تسربت من عين واحدة

جرها من رسغها حتى وقعت على فخذيه يمسك بيدها و يفتح معها تلك الورقة الثقيلة الكبيرة العريضة تمر عيناها عليها كلمة كلمة و حرف حرف .. عقد زواج !

اخفضت رأسها و دفنته بين كفيها تبكي

تدفن الورقة بين طيات صدرها : شششش غمرها في صدره وهو يلف كلتا يديه حول جيدها فيحتضنها بكل رقة و حب يزيح شعرها عن جانب عنقها يقبل كتفها بلمسة جعلتها تقشعر حتى رفعت رأسها اليه

هو القريب هذا القرب المميت عيناه في عينيها

كفه ترتفع لتمسح اصابعه تلك الدموع العزيزة ثم مرت على ثغرها جيئة و ذهابا حتى ارتعدت و احمرت خجلا يهمس لها : لا زال هناك و رقة الميلاد و ينتهي الأمر !

حقا هل سينتهي : وكل تلك التعقيدات التي بيننا ، الاديان ، الجنسيات ، اللغات ، النظرة للحياة !

كل هذا الى اين ، هذا كله ليس في ورقة ، هذا كله عهد ، كله عقد !

لا يريد ان يغضب ، يشعر انه قد راق اخيرا ، اراد اسعادها بتلك الورقة وها قد فعل و حقق ما تتمنى ، صار الزواج شرعيا و صار ابنه شرعيا فماذا تريد غير ذلك !

اغمض عيناه قليلا يتنفسها ثم مال على عنقها : الحياة ستسير كما هي عليه ستتعلمين كل شيء و تاج سأعلمه بنفسي اصول العقيدة ، ابني يا راعيل لن تسممي عقله بدينك حتى تعلني اسلامك هل فهمتِ !

حاولت ان تقوم تعلن الثورة ولكنه ارجعها الى حضنه بالقوة مرة اخرى : عندما اتكلم ستسمعين ما اقول لا اريد ان اكرر كل فترة و اخرى الاوامر وما يجب وما لا يجب فعله هل فهمتي ، اول من سيتأذى بما ستفعلين وبما تؤمنين به هو تاج تاج وليس انتِ ، فحافظي على سلامة ابنك ، لا اريد لأي مخلوق ان يعرف حقيقة ديانتك الى أن يأذن الله !

جرت الدموع على خدها تنتحب : انت تظلمني ، تحكمني ، هذا لا يجوز ، لكم دينكم ولي دين !

ارتفع رأسه اليها يرفع حاجبا متعجبا : ها أنتِ تعرفين القرآن !

رائع حقا عدا عن ان الآية تخصنا نحن و ليس انتِ !

نفخت في وجهه بغضبها : وانت تعرفه اكثر مني ، دعني وشأني و ديني !

كانت يده قد انتقلت الى رأسها يمرر كفه على شعرها و يغرسه فيه يتحسس غزارته و نعومته و جماله و يشده برقة حتى التوى رأسها و بان عليه كل عنقها : دينك احتفظي به في نفسك ، قد حذرتك ، لن نبقى في الشقة سنغادر الى اهلي ، ستعيشين معهم ، ستتعلمين عاداتنا ، ستعرفين كيف فصول السنة و الاعياد و رمضان و الحج و العمرة و كل شيء كل شيء ستحتفلين معي و بي ، هناك سيتربى تاج بين اهله و ستعلمه امي و انا معها كل ما يخص العقيدة ، لا تفسدي لي الصبي ولن يعرف احد انكِ يهودية !

كل كلمة كانت تضرب عنقها كالسيف ضربة ماكنة تخترق فتقتل ، انه الموت !

حرر شعرها من قبضته الناعمة وهو يمد يده الى فستانها يزيح حمالاته عن كتفيها حتى انتفضت بين يديه : يجب ان نحلل العقد !

ولكن لسانها القاطع لا يسكت لا يستسلم فهي لن تجر مرة اخرى كالجارية : اغسل يداك من الخطيئة اولا !

زفر بحرقة حتى لامست النار كتفها : تعاندين !

لا تذكرين المرة الوحيدة التي عاندتِ فيها ماذا جرى !

هز رأسه للأعلى مشيرا الى ما خلف الباب و قال بلؤم : قد حملتِ بطفل !

وضعت يداها عند يده غاضبة من تلميحه الحقير هل يفتخر باغتصابها كيف يجرؤ : قلت لك حررني لن انام معك

بسرعة كانت مقلوبة على السرير وهو فوقها في عيناه تحديا و لعبة كان شعره الغزير مفروقا من منتصفه و متموجا على جانبيه

اخذ امام عيناها يفك ازرار قميصه حتى حرر صدره وبانت عضلاته و قوته عليها حتى خصره المشدود و المسطح البطن كانت تمر بعينها على تفاصيله وهي فاتحتا عينا مرعوبة مرعوبة حقا فهي لم تفعل ذلك الا معه منذ سنين في ليلة سوداء لم تعرف فيها طعم الفرح ولا طعم المتعة قد قلبها كجارية بين يديه فرغ شهوته فيها ثم ماذا .. تركته و رحلت !

الآن لن تستطيع الرحيل . الى اين !

هي الآن زوجته شرعا ! اغمضت عيناها وهي تسمعه يهزأ من كلامها : حقا ! وما عذرك !

اقترب من وجهها حين مال عليها كله ، يتكلم في وجهها المبيض خجلا : لستِ عذراء ، والمرأة عندنا لا يجامعها زوجها حقيقتا الا ان كانت عليها دورتها الشهرية ، هل انتِ كذلك !

كيف كانت تغوض في ثيابها من خجلها ، كانت تحمر ، يا الله كما بدا وجهها مشبعا للرغبة ، جميلة جميلة رائعة ليس هناك حد لكل هذا الجمال الذي يراه وهذه الرائحة الحلوة التي تنبعث منها كان يجر رأسه على مرأى من عينيها حتى وضع انفه بين فخذيها فصرخت وهي تضع كفها تغطي فمها وتضغط فخذيها بقوة الى بعضهما البعض .. رفع حاجبا متسائلا بخبث : من اين تأتي هذه الرائحة

كانت ترتعش رعبا وهو كان لئيما كثعلب يتسلى بها حتى وضع انفه مرة اخرى عند ابطيها : ام من هنا .. كان يلمس برقة كلمس الفراشة جلدها من فوق الملابس التي لا زالت حتى الآن تغطيها ، لا تصدق جرأته ولا وقاحته كانت تحترق حتى استقام : سأجعلك تستمتعين .. حسنا !

رفع حاجبه متسائلا حتى ابتسم فبانت غمازته فكان شكله عجيبا رائعا فاتنا .. يربض فوقها يحك كفيه ببعضهما: ألا توافقينني الرأي !

لم تعد تستطيع الكلام محرجة و متلبكة و كأنها كانت حقا عذراء في خدرها : هل تعرفين عزف اليدين !

هزت رأسها مغمضة عينيها نفيا تأكل شفتيها من رهبتها حتى اقترب من عينيها تقع انفاسه عليها مثل الحُمى فتعرق بشدة يلمس ذقنها هامسا فيه بصوتٍ شديد الغلظة : افتحي عيناكِ أحب التواصل البصري !

حتى وقعت عيناها في عينيه خجلا : رائع جميل هكذا استطيع ان ابدأ العزف !

 

 

اما في تلك الظلمة فهما راقدان بجانب بعضهما البعض ، كلٍّا ينظر الى السقف ، السقف المنقوش و الثرية المعلقة و تفاصيل صغيرة ركز كلا عليها ،، كلا .. بل هو وحده!

اما هي فكانت دائما ما تحدق في الظلمة ، هو شعورها الابدي ، عاشت و تعيش على الهمسات و الخطوات و الروائح ، ان تشعل كل الحواس عدا البصر منها لأنه غُطي عنها !

تلك الطفرة التي تختار ضحاياها بدقة ، سوء حظ يا دنيا سوء حظ

البصر ثم العذرية وكله فقدُ يؤذي النفس ، أليس كذلك يا حفيد الجنسيتين !

هو لن يشعر في حياته بما تشعر ان لا ترى الوجوه لا تعرف اصلا ما شكل الوجه ما شكل الدائرة ولا المثلث لا تعرف ما شكل العين ولا معنى لون ما هو الانسان ولا النبات ما شكل الحيوان كل شيء غامض مبهم كل شيء حزين تعيس في نفسها

شجاعة منها ان تجاوزت الاذى النفسي عن حالة سوداء تعيشها بحيث لا تعرف حتى شكلها ، شجاعة منها ان استقامت للحياة تارة اخرى ، ان تجاوزت ما فُعل بها و ما تلاه وما عاشته وما انتهت اليه !

اليس شجاعة ان تبقى مع من هو صاحب لمن اغتصبها !

اليست شجاعة ان سلمته نفسها راضية مرضية !

ألم يكفي ما فعلت ، ألم تخلص دينها بعد !

ماذا تريد منها الدنيا ايضا ، هي مجردة من كل شيء ، حتى من الحماية !

ولا زالت تتمدد جانبه اجبرها ان تنام ، قائلا بغل لا يرحم : فقط ان مت فأنتِ حرة من قيدي أن تنامي في احضان من تحبي !

و قيدي انا يا آيدين !

قد قيدت نفسي بك فلربما الان احمل في رحمي طفلا منك !

وتلقائيا مدت كفيها و احتضنت بطنها بينهما و ادمعت عيناها حزنا !

تسمع صوت انفاسه لا زال ثائرا

آيدين قلب الطاولة عليها ، اصبح هو الغاضب و هو المظلوم وهي الشريرة التي دخلت حياته و افسدتها له !

لا زال مستيقظا عيناه للسقف و قلبه في الهوا ، يمنعها من التسلل الى عقله رغم قربها ، ذراعها تلامس ذراعه و عقلها متصل بعقله و انفاسها المستيقظة تؤرقه !

تستلقي بشكلها الشديد الحلاوة شعرها الذهبي و عيناها الغريبة الالوان  لتتغيرا في الظلمة لزرقاء لرقة خصرها و بروز نهديها و جمال ساقيها و رسغيها كالزهرة التي تشق الصخور كانت !

هل مارست الحب في غيابه مع ابن خالها !

فكرة كانت تمزق الوريد و تنهش الحشى و تطعن الجوى فيتلوى من القهر

لن يعرف لن يعرف لن تعترف اصرت ألا تفعل و لكن ابن خالها يصر على اقواله و على الدفاع المستميت عنها بكل تلك الجرأة و الحرارة و الحرية امامه و امامها ولم تمنعه لم تنهره لم تدفعه !

يعض شفتيه حتى ادماهما فالفكرة استوطنت خياله فصارت واقع امام عينيه يراهما معا يفعلا كما فعل هو معها يقبلها و يلمسها و يقتحمها

ماذا !

هما قد عاشا في بيت واحد وهي حرة هي ليست عذراء !

ان فعلاها بالسر او بالعلن

ايعرف خالها ما حصل و يحصل تحت سقفه !

أصار يشك في شرفها هي و هو من طعن و هتك و تعدى !

الم يكن من حقه فعل كل ما هو افضع من ذلك مع كل النساء في لندن ، ألم يغتصب و يقتل !

ألم يعاشر العاهرة و الشريفة !

لما يتبرأ من نفسه تلك !

ألأن التوبة تجُب ما قبلها ! فنسي !

يغمض عينيه حسرة ، او ربما احتاجت لمن يسد الحاجة.. لمن يسليها في غمها ..لمن تستند عليه لما فعله !

يعلم تماما كيف تحتاج المرأة للرجل كما الرجل يحتاجها

اخذ صدره يهبط و ينزل بسرعة عجيبة حتى شعر انه يستعر بالحمى ، جسده صار ساخنا جدا صار يريد بحرا يغرق فيه حتى تتحرر نفسه من ترهاته و افكاره و خيالاته الوسخة عنها

ولكنه الواقع قد رآاه و لمسه بيديه ، هي تحضنه و تقبله قد فعلت كيف لا يذكر وكيف غض البصر عن ذالك اليوم !

اتخذها حبيبة قد خرقت روحه وهي تخون و تطعن !

هو يكفر عن خطاياه وهي تغرق في خطاياها !

كأنها ترى كل ما يدور بخلده ، هي تدربت على ذلك ،الانفاس الحارة و الحركة الغريبة على الفراش و الافكار المتطايرة تعبرها و تخترقها فتصل اليها واضحة جلية

هذا الشبح الرابض فوق صدورهم

لا هي ستروق من ناحه وهو لم يعد يستأمن جانبها

كلاهما قد فقد ثقته بالآخر

قام كالملسوع من السرير بسرعة عجيبة يجفف عرق جبينه وهي رفعت رأسها من على الوسادة التي تجمعهما ..هي .. فقط هذا الجماد صار ما يجمعهما !

يفك ازرارًا لا زالت عالقة عند حلقه يخلع بسرعة قميصه ذاك ويرمي به بالقوة على الارض يقوم فيهتز الفراش يدور كأسد غاضب صارت الفكرة تنهشه و تحطمه و تأكله رويدا لا يستطع الكتمان لا يستطع السكوت حتى انطبقت اسنانه على بعضها في غل و انتفخت اوداجه في حقد و اشتعلت روحه موتا سيسحقها تلك الفاسدة التي تنام بكل راحة جانبه هجم على جسدها حتى صرخت صرخة مفزوعة انفاسه الثائرة و يداه القاتلة تضغطانها بشدة تضغط عظامها وكل وجهه يتجعد حقدا : ايتها الحقيرة ايتها الساقطة تخونينني يا تافهة امسك برأسها بقوة و دفعها دفعة شديدة حتى اصطدم رأسها بخشب السرير من خلفها فاحدثت صوتا عاليا صرخت على اثره ترفع البكاء الى السقف تتحسس طريقها خارج الفراش كانت مصدومة

مرعوبة

ترتعد فرائصها منه لقد هجم عليها مثل الوحش كان فمها مفتوحا بالبكاء و الذل و المهانة : لماذا لماذا ماذا تفعل ما الذي فعلته لك لماذا

حتى وهي تبكي كان ردها رقيقا غائرا حزينا يقسم القلب انصافا

ولكنه لا يحتمل ..عيناه كانتا دامعتان كلما اراد ان يهدأ قفزت فكرتها معه في الفراش قفزا الى مخيلته حتى اقترب بغضب مشيته التي كادت ان تكسر الارض من تحته لم يعد يعقل لم يعد يفهم قد تحول آيدين الهاديء المسالم الذي يحب و يدلل الأنثى ، تحول الى ذئب قد سن انيابه و برزت اظافره الحادة المسننة و توحش جسده حتى رماها رمية على السرير و اصطدم رأسها بحافته وكانت فقط تمسك برأسها تبكي تثور من البكاء احمر وجهها لا تعرف من اين تأتيها الضربة وكان يتنفس بحدة يلهث بسرعة : تخونينني مع ابن الكلب ذاك تخونينني اعترفي قوليها كم مرة فعلتها عندما بلغ ام قبل ان يبلغ ...من جر الاخر لفراشه انتِ ام هو ! اعترفيييييي كان صراخه عاليا شاقا لاذنها يهزها حتى اصطكت اسنانها تهز رأسها خوفا لا لا : انا لم افعل شيئا اقسم بالله لم افعل شيئا لم اخن احدا ولم انم مع اي احد صدقنننييي بالكاد خرج الترجي المهين من حلقها كانت تأن بصوت مقهور خافت مغدور  

كان الظلام موحشا من كل الجهات ، ظلام العيون ، ظلام النفس ، ظلام الحجرة ، ظلام الليلة

ستدافع عن نفسها ، ستدفعه عنها ، لن يقتلها فيقولون ماتت لأنها كانت تخونه ، لن تموت بعار آخر لن تفعللللل ستقسم بكل شيء

تخافه اصبحت تخافه ترتعد منه انحنت على نفسها وهي تمسك بضربة رأسها تشعر بالدم بين اصابعها يخرج صوتها غائبا لا يكاد يُسمع يقترب منها اكثر يضع يده على اذنه : ماذا تقولين انا لا اسمعك !

كان يحقرها يدفعها للجنون كان متكبرا : أنا لم اخنك اقسم بالله لم افعل !

ارتفع بكاءها عن صوت حديثها كان بكاءا مخنوقا بعبرتها شجيا معذبا ممزقا هي لا تستحق ما يحصل معها لا تستحق كل هذا !

حاولت ان تقوم ان تستقيم ولكن رأسها دائخ من الدم الذي لوث الفراش و كل ملابسها.. قد حفر في رأسها حفرة !

سقطت على الفراش بلا اي كلمة كانت تتنفس فقط دائخة جدا الدوار يحيط برأسها الخاوي

كان يصرخ فيها : قومي قومي قومي تكلمي تحدثي قولي ما لم تقوليه

قوميييي كان وجهه محمرا من ثورته وفمه مفتوح غلا.. يريد تقطيعها بأسنانه وهي بدت تفقد وعيها

حتى قفز فوقها يرفعها : تحقرينني لا تريدين التكلم لا تريدين الاعتراف تريدين النوم هكذا اذن !

كل ثورته كانت / من اتلذع من الشوربة ينفخ في الزبادي /

تركها فوقعت على السرير كالعجينة

فتح الانارة جانب السرير و رأى ما غار منه قلبه و فتح منه عينه ذهولا و صدمة الملاءات غارقة بالدم و يداها و رأسها ووجهها كانت غارقة في الظلمة لا تكاد تشعر شيئا لسانها لا يتحرك رفعها حتى احتضنها بين يديه يضمها الى صدره يتحسس رأسها حتى شعر بتلك الحفرة التي في عمق رأسها سدها بكفه بقوة حتى سال الدم بين اصابعه يتسلل وهو يهتز معها : اللعنة عليكِ يا تامارا كانت عيناه تدمعاها يضم رأسها الى عمق صدره تبا لكي لقد افقدتني صوابي كان يلهث وهي مرمية هكذا يداها تتدلى عن جانبه وشعرها الاشقر الخلاب قد تبلل بالدماء ينظر للسقف كما كان يخترق بنظره السماء يرجوها ..يرجع ليُقبّل جبهتها بوحشية  قتلتك فقتلتني .. قتلتك فقتلتني!

 

و اخرى انهت لتوها قراءة وردها و صلت ركعتين ثم سلمت

يا الله ضوء القمر كأنه شمس اخرى تبرز ليلا ، ضوءا ابيضا شفافا يحاوط سجادتها و ينير عتمتها ، صوت حشرات الليل و نباح بضع كلاب وهي تجلس بخشوع بين يدي الله على رأسها الغطاء الابيض و لا يظهر منها سوى وجهها و كفيها تحدق في سجادة صلاتها ساهية تحفظ كل تفصيل للقماش الذي تجلس عليه

كل الافكار تتزاحم ، كل الأفكار قد اشهرت سيوفها ضد بعضها البعض ، تتضارب تتخانق و تقتل بعضها ..ضجيج عال لا يهدأ لا يسكن ، يستغيث!

ترفع رأسها و تنظر الى عقارب الساعة تضل تحدق فيها تسمع صوت حركة عقاربها تراقب تلك الثانية التي تمر من عمرها

مضحكة حقا مضحكة هي هذه الحياة ، تجبرنا على القهقرة رغم اننا نتوق للجري فيها ولكنها تضل تجري معنا حتى تغلبنا ، مضحكة حقا !

ضلت تراقب عقارب الساعة و الزمن ذاك الشيء العجيب في يوم كان مقداره الف سنة ، في يوم كان مقداره خمسون الف سنة ، اين سرعتنا من سرعة الزمن كأننا سلاحف يسحقها الوقت و تضل مع كل ذلك غير مبالية تختبأ في مرقدها ثم تخرج ثانيتا لتتابع الكسل !

تنهدت و هي تسبّح على عقد اصابعها تريد ان ترفع يدها بالدعاء ولكنها محرجة تشعر بالخجل من ربها لما ارتكبته نفسها التي امرتها بالسوء ، النجلا ما عادت هي ، تقهقرت لبضع سنين كأول خطوة أول وهن أول المعرفة اول الاحساس و الشعور !

توقعت منه كل شيء ، كل شيء إلأ هذا .. التجاهل !

توقعت أن يأتي خلفها راكضا حتى بعصبيته المقيتة يمرغ وجهها في الجدار ، توقعت أن يصفعها ، أن يعلقها في عقارب الساعة و يجعلها تدور و تتقلب حتى تمر عليها الشهور و الأيام ، توقعت أن يأتي ليرمي عليها كلمة الطلاق !

أن يخرج منه شيء من الخاطر !

لكنها رأته هناك مهدودا واقعا ارضا بالكاد قد التقطته  بكل ثقله عليها !

لربما هو يستلقي بين ذراعي احدى نساءه ، لربما يقبلها كما فعل و لربما يعزف بأصابعه على جسدها كما دلل جسدها ولربما يتمرغ بين شفتيها و فخذيها اغمضت عيناها بقوة لا تريد ان تتخيل لااا فهو يقتلها يقتلها

عضت شفتيها تقلب نظرها في المكان الذي صار مهجورا سوى من خيالاتها ، سوى من ذكرياتها ، سوى منه ، نعم منه !

اغلقت عيناها اشتياقا كم هو مر كالصبر ذاك الذي يمر في حلقها ذاك الذي يطعن قلبها

تمتمت اللهم اخرجني من ظلمتي الى نورك و من جهلي الى علمك و من خوفي الى يقينك

الدعدعة كل ما تشعر به حواسها و اعضائها ، كل يأن تحت وطأة خذلان نفسها كل يصرخ تحت اقدام الخطيئة !

العناد و التمرد كانت العناوين العريضة لشخصيتها

اغمضت عيناها تذكر وكم هي كبيرة و كثيرة تلك الذكريات !

حين كان يشدها من شعرها يمنعها من الخروج من البيت و هو يصرخ في وجهها و يسدد لكمات اليه : الى اين بهذه الملابس و هذا الشعر الى اين

كان يجرها خلفه وهي تضرب له يده و تقاومها و تصرخ فيه بغل : اتركني يا تافه يا حقير لا دخل لك بي لا دخل لك بمظهري وكيف ادخل او اخرج اتركننننيييي

ادخلها وهي تزحف على الارض زحفا راميا بها في عمق البيت امام امه التي صرخت فيها بدورها : ألن تتأدبي كيف تخرجين وصدرك كله الى الخارج

فيرد عليها وهو يلهث من الغضب و يرفسها بقدمه بقوة : تبدو مثل الساقطات

قامت على حيلها في وجوههم تتحداهم و شعرها يتناثر حولها في ثورة تنحني بغضب ترفع يداها في وجوههم : امك هي الساقطة !

هنا ارتفع كفه عليها و صفعها حتى التوى وجهها وازرق

و هناك هو كان لا يصدق ما يحصل يقف فاتجه نحوهم جميعا واقفا بينها وبينهم

الكل كان يتنفس بغضب و الكل سن سكاكينه في وجه الكل وهي تصرخ وتشير الى نفسها : لست انا من نام مع رجل بلا زواج و حمل منه و انجب و يعيش حياته كأنه لم يحصل شيئا

لست انا من يطعن الناس في شرفه و شرف ابناءه فقط لانه قد زنى بكِ و انجب لست انا ، انا لست ساقطة

كان وجهها يتجعد عليها غلا و حقدا وهي تتجه نحوها و تشتغل يداها على كل جسدها ضربا و صفعا و ركلا تمسكها من شعرها تشده حتى تقطع بين يديها : انا يا بنت الكلب تعيرينني

كانت تمسك يداها تحاول ابعادها فلولا بقية من احترام لكانت ضربتها لكانت رمتها على الارض و صراخها يعلو

فيأتي صوته الغائر الخائف من خلفهم : امي اتركيها لا يجوز ما تفعلي بها !

فالتفتت اليه تحدجه بنار و شرار : انت تخرس لا تتكلم لا اريد ان اسمع صوتك ، اختك تريد ان تفضحنا و تريدنا ان نسكت

هنا ثار صدرها ثار وما عاد استكان تكاد تندب على وجهها حتى تحفر اظافرها اودية فيه صوتها يصل الى الخارج الى الحديقة كان عاليا جدا لم تعد تطيق البقاء هنا ولا معهم : قلت لكي لا تقولي عني هذا الكلاااااااام لا تقولييييييييه.. انا لست ساقطة

اقتربت منها وهي تفتح عيناها غيظا في عينيها : والدك ان عرف بامرك سيقتلك لا تخرجي قبل اخذ اذنه اولا ستشوهين سمعته ومركزه بين العباد

غضنت جبينها باستياء : سمعة ومركز !

خرج صوتها متحشرجا : واين كانا السمعة و المركز حين هربتي معه

صرخ فيها الصديق : نجلاء تأدبي والإ والله الحزام سيلعب فوق ظهرك

رفعت ذقنها و شعرها عن وجهها المحمر الغاضب تغضن جبينها بقوة الثورة : لا سمعة ولا مركز كل شيء وهبه لكما الحاج زكريا لا تذكرين الم تكن حكايتكما معروفة على كل لسان كيف ذهبتما اليه تسجدا عند ساقيه كي يتوسط لكما في الزواج و كي يصالحكما على القبيلة اليس هو من وهبكما بيتا و عزا أليس هو من رفعكما بعد ان كنتما لا شيء عدما  هو من وهبكم المركز و العز ،، من غيره انتما نكرة انتما فقط مجرد عاهرين تزوجا بعد فضيحة !

انتم لستم الا عبيد لعائلة بن زكريا لا غير !

صفعة اخرى نزلت على خدها تعلمها الأدب ، تعلمها كيف تتحدث مع امها وكيف تقف امامها

وهناك في الخلف في الكواليس كان هو يرتعش في مكانه يكاد يتبول على نفسه من شدة ما يرى لا يحتمل ان يراها تُضرب و لا يحتمل ايضا ان تهين امه فهو كان نتاج كل ما قالت ، وكان نتاج انعدام الثقة و التجنب و التجاهل و العبث كان نتيجة كل شيء سيء على هذه الارض

كان من المفترض ان تكون هذه الثورة ثورته ان تكون صرخته ان يوصل صوته للسماء فتفتح ابوابها فيسمعه رب العباد

ولكنه هناك يقف كالمجهولة هويته !

مهزوزا مغمورا لا رأي ولا شخصية دائما مطأطأ الرأس و متخاذل !

يرتعد خوفا من شقيقه الاصغر يخاف ان يضربه فهو لن يحتمل الضرب يخاف ان يُحبس فهو لن يحتمل السجن وهي تتابع الصراخ و النحيب و دموعها الحارة تعبر ذقنها فتتقاطر على قميصها الاسود الوحيد ، نعم الوحيد : اريد مالا اريد ان اعيش مثل الناس لا احد يأبه لما تريد بنت مثلي في عمري ،،ابي يقطر علينا بالمال تقطيرا شحيحا بخيلا لا يخرج القرش الا بألف سؤال و الف جواب ادخل تحقيقا قبل ان انال منه دينارا لقد جعلني اكره نفسي و اكرهكم جميعا جميعا

وهناك التفتت اليها تلك الصغيرة العجيبة المنظر تمص اصبعها تبدو مدهوشة تبتسم تتجه لها على مهل فتأخذها عاليا بين يديها وهي تمسح دموعها تُقبّل وجنتيها اللذيذتين تهمس لها : سنلعب سويا تعالي !

تسمع امها تدعي عليها : حسبي الله ونعم الوكيل بكِ يا مغضوبة

لم تلتفت الّا وصوتها من خرج يعبّر عنها : ان وصل دعاءك للسقف تعالي و حاسبيني !

وانتهت الثورة و خمدت الى حين اشعار آخر ، الى حين وهن آخر ، تجرجر الكعوب و ترمق العيون و تتحدى الزمن

تتركهم جميعا خلفها بين يديها صغيرتها هي حبيبة قلبها هي ..هي من انجبتها وهي من دللتها وهي من اطعمتها وهي من كستها ولم يسأل أحد من أين ، الصديق سيطر على عقل و قلب ابوه فلم يكن يسمع الا له ولا يعطي مالا الا ليداه كان ممرغا في الراحة و الهناء ، ان ابوها يسب احد فيسبها هي او الصادق وان كان يريد ان ينتقم من احد التفت عليهما هما و اما ابنه المدلل فكانت الدنيا بين يديه حتى انه قد سماه الوريث الوحيد للعائلة و ها هي و هو يقفا متوازيان

الصادق قد خلت له الساحة ، لم يضل أحد من الاخوة ، مات الشقيقان ، مات اخوة الروح ، مغدورين و بيديه و بيدي اباها وامها وكل البشر من حولها ألا يستحق ذلك ان تعلن حقا الثورة مرة اخرى ان تشعل الروح مرة اخرى و ان تنتقم من كل من حولها !

 

 

 

اما هو فليله كان جدا طويل ، طويل طويل و ممل حتى اشعل التلفاز و قلب في القنوات و حصل على فيلم صار يتفرج عليه بلا رغبة ، يريد فقط ان يسمع صوتا حوله ان يسكت الضجيج الذي يعتمل في نفسه ، ينظر الى جانبه يراها تتحرك تتململ في رقدتها ، ها قد بدأت تستفيق و يستفيق معها الجنون و الجموح

جنين او باتريشيا تحاول فتح عينيها بالكاد تجد القوة ، تريد كماشتين احدهما على جفنها العلوي و الاخرى على السفلي و يفتحا تلك العيون التي خمدت وما عادت استفاقت

كان يتلذذ برؤيتها تقاوم

يقفز صدره طربا و بهجة لانها ستكتشف ما حل بجسدها

ذاك الجسد الذي لم يغطه شيئا سوى هذا اللحاف ، ساعات كانت تتمتع في نومها فيحتك جسدها بجسده فيبعده عنه قرفا

نعم هو لم يعد راغبا فيها ، باتريشيا لم تعد تعني له سوى الانتقام فقط هذا لا غير !

هل تتأمل منه ان يرضيها وان يعرض عليها الزواج مثلا كتكفير ذنب عن الخطيئة !

هل تتوقع منه مسامحتها و اخراجها هكذا من هنا بلا حساب ولا عقاب !

قد اخطأتِ الهدف و لعبتي لعبة لستِ اهلا لها ، مهما طال بكِ الزمن ومهما اختبأتِ كنت سأجدك كنت سأحطمك بنفس الطريقة التي حطمتني فيها ، لا شيء ، لا مشاعر تجاهها تذكر !

تنحنحت وهي تنقي حنجرتها

تفتح عينا ضيقة ، كل شيء كان مبهم كان ضبابيا كان هادئا ، لا شيء سوى نور تصلها اشعته من مكان ما نور ابيض او ملون لا تفهم ، اصوات نعم اصوات بشر وكأنها قد قُبرت و عادت للحياة او انها في الجانب الآخر منها لا تعرف هل موعد الخروج من الاجداث ليس واضح كل شيء يهتز و يتراقص امام عينيها حتى استقرت على جانب وجه تعرفه جيدا كان يحدق بكل اخلاص الى شاشة التلفاز و في يد زجاجة كولا وفي الاخرى سيجارة تلتهب بين اصابعه بل وصلت الى اصابعه فلا يشعر بحرقها فكل شيء في الداخل في العمق كان متبلدا وهي من خلقت منه ذاك البليد !

لم تحن منه اي التفاتة لها وهي ترفع رأسها رويدا ثم ترمي بثقله على الوسادة و تغمض عيناها ثانيتا ، يا الله لما جسدها هكذا مهدود متعب مرهق

وكأن الدماء تغلي و كأن الشعور تلاشى جعلته هكذا تائه في كل المدارات لا لشيء لا شيء ، هو لم يعرفها قبلا ، لم يسء لها ، لم يتخذها عدوة ، هو رحب بها و شاركها تفاصيل عمله ثم نام معها ثم تقبل حبها ثم جرجرته الى تلك الهاوية السحيقة التي ما عاد يقدر ولا يتجرأ حتى ان يمد يده خارجها يسأل المساعدة ، لماذا !

لأنه قد خذل نفسه خذل المنذر الذي فيه ، خذل روحه ، كيف لطبيب مثله ان يقع بتلك السهولة ان ينغمس في اللذة ان يمارس العهر و الفجور و يشرب الخمور !

يا الله كيف لليل ان يقلب المواجع و يرجعك الى ازمنة سحيقة ازمنة منسية أو لأن الزمن يجر بعضه البعض كله جزء لا يتجزأ من بعضه كل ثانية تجر التي قبلها وما بعدها فيترابط الجميع فيبنون ذاك الشيء السيء المسمى الماضي ، ربما لا احد يفتخر بماضيه في هذه الدنيا ، تراقصت بنا حتى اصابنا الإعوجاج !

همست في ظلمات الليل : منذر

رفع رأسه للسقف يرمي بدخانه تجاهه يبرز شفته عن عمد مستحقر بصوت تسمعه : منذر عطشانة !

لوى شفته هزءا : عطشانة لماذا !

ابتلعت ريقها رويدا الريق الجاف الذي تحارب ان يتبلل ان تعاود غددها اللعابية افراز ما يمكن ان تبلعه : منذر ريقي جاف !

قال بغير اهتمام : قومي و اجلبي لنفسك كأس ماء !

رقدت محبطة تنزل الدموع عن جانبي وجهها تقطر على الوسادة هي لم ترى حتى الآن وجهها وما حصل فيه ، لا تعلم انه حتى قد فكر ان يقطع حلمتي ثدييها و يعلقهما في سلسلة على صدرها حتى تتذكر ما فعلته به !

رفع ساقا تعانق صدره و يرفع صوت التلفاز عن المعتاد حتى صار الصوت يتردد بين الجدران الاربع تضغط شفتيها على بعضها البعض و تنوء تحت وطأة التعب ، عظامها مهشمة و عضلاتها مشدودة بحدة و اعصابها و رأسها يدور دوارا عجيبا حتى رفعت ذراعها الى عينيها فترى كل تلك العلامات الزرقاء اثار حقن ارتمت ذراعها بلا قدرة جانبها ووضعت يدها على وجهها تختنق بالبكاء تتدافع العبرات يسمع نشيجها جليا كموسيقى في اذنيه فرفع صوت التلفاز اكثر حتى بدى المكان كأنه صالة سينما وهو المتفرج الوحيد يسكت صراخها يسكت نواحها يخرس روحها ابتسم ملء شدقيه وهو يدفع بالسائل البارد الى حلقه يدوره بين خديه يتلذذ به وبما يشاهد و يسمع : الجزاء من جنس العمل يا عزيزتي الجزاء من جنس العمل !

 

ولا زال القمر يكشف العديد من العلاقات المغمورة ، العلاقات المشوهة ، العلاقات التي انتهت بكارثة ، بقل الثقة !

كانت تعطه ظهرها وهي جالسة على طرف السرير تحاول ان تلبس ثيابها فوق جسدها الذي عراه بيديه قد تمكن منها ، قد قال لها انتي في طوعي وها هو يمارس تلك الطاعة العمياء عليها ، كيف وصلت العلاقة بينهما الى هذا الانحطاط ، كيف يقهرها وهو يأخذ ذلك الفستان من يدها بالقوة حتى التوت ذراعها ويرمي به بعيدا عن السرير يهمس بغيظ من بين اسنانه البيضاء اللامعة و عقدة حاجبيه المختلط الالوان الاسود و الرمادي و لحيته المهذبة الفضية و شعره المسرح بكل اناقة للخلف : قلتُ لكِ لا تستفزيني يا ماجدة

كانت تتنفس بقهر يرى تفاصيل ظهرها و عمودها الفقري حتى نهاية ظهرها ومفرق ردفيها شعرها الطويل جدا يغطي بعضا من ذلك و البعض الاخر يلتف حول ثدييها ، تشعر بالقرف صارت تقرف منه بعدما كان حبها الاول و الاخير ، أهكذا يعامل الرجل زوجته وهما في هذا السن !

تشعر بالخجل و العار ، نعم تشعر بالعار ، فامرأة في سنها في افكارها لا يجب ان تكون بعد الآن للسرير ولا للمضاجعة امرأة مثلها تحترم سنها ولا تهب زوجها الا التقدير و الطاعة في امور البيت لا ان يشعر بالرغبة تجاهها و يفعل فعله المخزي هذا بها وكأنه رجل ابن سبعة عشرة سنة !

حين مد يده الى عضدها يشدها اليه وهي قلبت وجهها حتى اسود تحتقره صارت لا تطيقه تريده ان يخرج من خلقتها لا تريد رؤية تفاصيله قد فاض الكيل منه : قلت .. لك .. دعني .. انت لم تعد تخجل من نفسك !

لما سيخجل ، هو رجل لا زال في عز قوته و جبروته ، رجل نعم مبيض الشعر و التجاعيد تغزوه كفتاة عذراء ولكنه لا زال يحب ولا زال يعشق ولا زال الجسد يريد اكثر مما تريد ، لا تفهم كيف لرجل ان يعاني من جفوة مهرته لا تفهم تقطع الفؤاد بفعلها هذا لا يعرف لما تخجل من ممارسة الحب معه ألم يفعلاه الف مرة في العمر زاد او نقص ما الجديد اتخجل من جسدها !

تنهد وتنفس بقهر وهو يشدها حتى ارتمت بجانبه على الفراش صامتة مخنوقة يهمس لها وهو يقترب حتى يلتصق صدره بنهديها يريد ان يلمها الى نفسه : ماجدة انتِ كنتِ و ستظلين طفلتي مهما جار عليكِ الزمن ومهما كبرتِ سأراك دائما صغيرة جميلة حيوية رائعة محبة معشوقتي التي تمنيت.. هجرك كل تلك السنين العشر  اذاب الحشى ضيعتي علينا عشر سنين كاملة بلا داع كنت اتشوق للمسك لرؤيتك يا جنة صالح أنتِ!

لقد خرف قد بدأ يخرف ، لا يخجل من نفسه ابدا : اخجل من نفسك و اخرج من الفراش !

قلب وجهه حتى صار ينظر الى السجادة مفكرا لاويا شفتيه في حنق : لا اعرف ما مشكلتك !

تابع بلوم : ان ضاجعتك غضبتي وان لم افعل غضبتي ، لم تعودي متزنة ، أنتِ تدفعينني تجاه ميادة دفعا !

لوت وجهها عنه تغمض عينيها : انت حر افعل ما تشاء لا تقربني لا تلمسني اشعر بالخجل من نفسي !

ضغط شفتيه غضبا على بعضهما البعض : مما تشعرين بالخجل أنتِ اصبحتي تثيرين اعصابي لقد صرتِ عدوة نفسك !

يحاول ، يريد ، ان لا ينتهي الامر هنا على الفراش بينهما الى جفاء آخر ، الى ابتعاد آخر ، يريد ان يسحب الامور الى الاسفل الى العمق الى حيث كانت ان يهدأ كل شيء بينهما و يصبحا مسالمين و مستسلمين لبعضهما جذبها بكل رقة و عزم الى صدره يدفن رأسها فيه و يتنهد فوق شعرها ذو الرائحة العطرة يهمس عند اذنها : ميادة !

اغمض عينه بقوة و صار قلبه يجري عض شفتيه كطفل اخطأ وسيعاقب على فعلته وهي تجمدت في هذا الدفيء تجمدت حتى ما عادت تتنفس قد اطلق عليها رصاصة الرحمة مرة اخرى ولا زالت تحيا : ميادة !

 يا الله ما كل ذالك الذنب ، لا ينقصه ، في الصباح يريد ان يحل مشكلة المؤيد و ان يدفع دية كل من ماتوا بسبب ياسين او بسببه ، ان يتفاوضوا على تسليم الصغيرة لبيت اخاه ، ان يلتقي باعضاء من القيادة ، هو فقط يريد ساعة راحة مع من يحب ولكنه قد هدم المعبد فوق رأسه و رأسها هي ايضا !

خرجت منها مكتومة مقهورة ارتفع رأسها تنظر الى الذنب في وجهه و عينه المغلقة عنها : آسف !

جاءت ممرغة في الخراب لقد دمرها ، دمر تلك التي جلس لساعات يرجوها ان ترضى عنه بجسده و بلسانه و بلسانه ايضا قد خانه خرجت الفكرة قبل قتلها في مهدها في عز الحميمية بينهما يناديها بميادة من حقها الآن شنقه !

لم تحرك سوى رأسها الشامخ الذي انقلب مبتعدا عن حضنه و ذراعه : اخرج ونم عند من تمنيتها !

 

 

اما هو في حضن الليالي الباردات ينغمس ، لا امرأة ، لا حب ولا قدرة !

يجلس على طرف سريره يغمر رأسه في كفه ، تؤرقه الليالي ، نادرا ما ينام ، السيجارة صديقة اصابعه بل اصبحت جزء منها ومن انفاسه اصبح غريبا ألا يُرى بلا اي منها في يده وبين شفتيه !

يعيد كل القصص في رأسه و يرتبها كما هي كما من الممكن انها قد حصلت

مُهرة قد هربت من زوجها بعد ولادة حبيبته بعدة اشهر ، تركت البيت ، ضلت طريقها لم تعرف الى اين تذهب ، الرجوع الى والدها على حالها هذا لا ينفع سيقتلها ، فقررت ان تعمل ثم بعدها بسنوات  تزوجت ثم انجبت الطفلين !

الحكاية الثانية قد تكون انها قد هربت مع الجار كما قالوا عنها ، هربا الى حيث مكان لا يعرفه فيهما احد ثم بعد فترة طويلة انجبا التوأمين !

اي من هذه القصص قد تكون ما حصل ، ولكن الواقع يقول ان غالية اخت لديالا و بروين ، ان القدر رماهما في طريقهما ، ان ابوهما مات على يديها هي !

يا لهذه الاقدار المتداخلة يا غالية ، ديالا ، لم نكن لننتبه لم تكن لتشبهها قد تغيرت كثيرا هو نفسه  ملامحه و انفه و شعره قد تغير عندما بلغ ، وهو لم يراهما منذ سنين طويلة لكان انتبه لكان بحث في تاريخ العائلة اكثر ، كيف لها تلك الجميلة ان تترك اخوتها اخر النهار لو علمت لضلت جانبهم لاعتنت بهم ولعاشت معهم تكبر و تضحك !

القهر يشتعل في صدره فشفط من سيجاره حتى تداخل شدقيه و اسند رأسه ثانيتا على اصابعه المشتعلة .. ديالا .. هي قصة اخرى !

مليكة .. القصة الاولى قد تكون زهرة قد نصبت لها فخا بسبب قضية السحر و زكريا التي نكرتها ، ان تكون مليكة قد هددتها فلجأت لايقاف الكاميرات و قتل مليكة !

السبب ليس كافيا!

القصة الثانية ان تكون زهرة قد علمت ان مليكة قد اخبرته بمجيء هتان فغضبت منها و تحول الحوار الليلي الى جريمة كانت زهرة سيدتها !

زفر بحرقة لا يدري لان هناك قصة ثالثة يخشى على قلبه منها ، قصة ستهشم الجوى و تخمد القلب قصة لا يريد ان يتخيلها ابدا ابدا !

عليه ان يزور بيت عائلة غالية القديم و ان يتحرى عنوان والدها سيذهب اليه و يفهم منه تفاصيل الحكاية

المفتاح هو حل لقضية اخرى ، ماذا اراد زكريا من بيت جد غالية عن ماذا كان يفتش !

بصق قطعة تبغ صغيرة من فمه و انتهت السيجارة وهو يتطلع الى الخارج هل يحب اي منهن .. يفكر مع نفسه .. زهرة .. سُكينة .. ديالا !

هل احب صدقا احداهن لم يصارح اي منهن بحبه ، كان صريحا مع نفسه / انا احب الحب في ذاته ، احب البدايات احب العشق / الرؤية المستقبلية للعلاقة تخمد فيه القدرة على التجاوب ، فلربما هو فقط يريد ان يكمل حياته في حب النساء ولا يسعى حقا الى ان يجعل احداهن بجانبه طوال الحياة ، هو يستمتع بالعلاقة يستمتع بالهوى ..البدايات دائما ملهمة و رائعة و مغذية ، كقبلة سُكينة و هدوء ورقة ديالا و جسد زهرة !

وهنا في الظلمة رن هاتفه وكأن الخاطر قد استجاب فرفع الشاشة ووجد رسالة فتح عيناه على اثرها بسرعة وهو يرتدي بنطال بيجامة غامق و يخرج على عجل من حجرته كانت اقدامه تتسابق على الدرج ، البيت هاديء كل في مضجعه يتوارى ، الكل يؤرقه الوقت و الساعات كان يلهث حين خرج الى هناك الى ما وراء البيت الى الخيمة فيجدها تقف هناك ترتدي بنطال جينز ضيق  مثني الطرف يظهر ساقيها و حذاء ابيض رياضي و تيشرت ابيض يلتقي مع حد بنطالها تماما عند سرتها و تربط شعرها كذيل حصان ووجهها نظيف هاديء جميل اهدابها الكثيفة تكحل عيناها و لمعة بيضاء خفيفة تزين شفتاها لم تكن لها اي نية في الزينة وسط كل المصائب التي حلت عليهم ، كانت متوترة و مشغولة البال و تريده منذ ايام لم تره تريد ان تحكي معه تتلهف له !

التقط نفسا حادا ، حاد جدا وهو يقترب منها كانت تدور في الخيمة على غير هدى يهمس عند وجهها وهي ترفع رأسها له : مالذي احضرك في هذه الساعة هل جننتِ !

كانت مرتبكة جدا تبتلع ريقها و قلبها يدق بشدة كلما راته يزعزعها ، تشتاقه ما بيدها حيلة ترد عليه الهمس : لم تسأل عني طيلة هذه المدة ، لم تأتي الى البيت لترى ما حل بنا !

اغمض عينيه وهو يرمي بالخصلات الى الخلف من شعره : سُكينة والدك سيقتلك ان عرف ما تفعلي ، هل تستغلي خلو البيت من الرجال كي تأتي الآن ماذا سيحصل ان اوقفك احدهم في الطريق و خطفك !

كان بالكاد يتحكم في صبره ما هذا الجنون لا ينقصهم مشكلة اخرى وهي وجهها مرفوع هكذا لوجهه تريد ان تتحسس لحيته ان تلمس حاجبيه ان تلمسها يداه ان تلتهب عينيه العسلية لقربها ان يهبط بشفتيه على ثغرها كل شيء قد يصبّر الوعد فيها !

كيف ستصبر وهي تراه هكذا عاريا حتى وسطه ألا يعتقد انه مثير بهذه الطريقة يبدو كراقص فلامنغو بلون بشرته و عضلاته هذه ، يتواجهان قريبان كل يتنفس انفاس الآخر هو يبدو غاضبا وهي تلهث عشقا حتى وان كسرت القوانين فهي لم تعد تأبه فرؤيته اصبحت ادمان في يومها

صار يدور حول نفسه يخطف البصر الى كل زاوية من الحديقة خلفه لا يريد لاحد ان يراهما سويا هكذا والأ فإنهم حقا سيزوجونهم !

خصوصا امه ان هي مجرد ان عرفت بحكاية مليكة ارادت ان يتزوجها فما بالك لو عرفت بقصته مع سُكينة و قصته مع ديالا سيكون البيت مليء بالزوجات !

لن يتركها تخرج الآن من البيت و ليس في عقله النية لارتداء الملابس و الخروج فجرها من يدها معه خلف ظهره وهي منسابه كالماء العذب يتسلل بها الى البيت ، يشعر انه تحول الى طفل صغير يقوم بتهريب الحلوى الى غرفته يضل رأسه و عيناه مشغولتان في كل الممرات و الزوايا صارا يمشيا بخفة و سرعة حتى فتح باب غرفته سريعا و ادخلها يدفعها امامه ثم اغلق الباب عليهما وهي ضلت تنظر اليه وهو يتنفس بعمق انشقت شفتاها عن ابتسامة بيضاء حتى اشرق وجهها في العتمة كانت بلباسها هذا بسيطة و جميلة و راقية قد اعجبته حقا فهي غالبا ما كانت تبذخ في ملابسها لا تلبس شيئا عاديا ابدا دائما ما تهتم بمظهرها ولكن هذا الوجه الرياضي فيها اثار العصافير الجائعة في معدته وجه اصبعا متهما الى صدرها : انتِ فتاة مجنونة و لن تكفي حتى تورطينا في مشكلة !

كانا يتهامسان حتى بالكاد يقرآن حركة شفتيهما وهي بنظرتها المتوسلة تلك تثيره ماذا تريده ان يفعل..  هو غيييير قااااادر غيررررر قااااادر هل ينشرها في الجرائد هل يخبر القاصي و الداني عما حصل له !

قفز صدره للأعلى وهي تقف في منتصف الحجرة يذكر اول مرة فعلتها كانت هنا تقف بفستان احمر ينحسر عن كتفيها اقتربت منه جدا كان يريد ان يقبل عنقها قد شم عطرها عن قرب قد اغوته وكان هذا بداية السقوط

وقف قبالتها يهمس في وجهها بدفيء : ان بتي هنا فلا يجب على احد من سكان البيت ان يعرفوا بمجيئك هل فهمتِ !

هزت رأسها استجابة حتى نطقت بعبرة : يحي انا اشتاقكك !

كانت عيناها تترقرق بالدمع و شفتها تهتز ، سكينة عاشقة عاشقة جدا لا تدري ما تفعل بكل ذاك العشق الذي يفيض في قلبها ، لم تكن اللعبة هكذا ، انقلبت عليها ، صارت هي من تلاحقه هي من تطلب حبه و حنيته عليها هذا ليس منصفا لكرامتها ابدا ليس منصفا !

اتجه للشرفة وقف هناك يعقد ذراعيه على صدره و يفتح ساقيه لا ترى سوى ظهره هو مرهق و متعب يريد قسطا من الراحة من كل هذه النساء يتعذب و لا احد يفهم !

هو ليس امرأة كي يبوح فيما في خاطره لكل من يقابله وليس بكاءا ولا شكاءا هو رجل رجل حقيقي يكتم في نفسه يصبر و لديه عزم و العزوم للرجال وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم !

لمست كتفه لمسة بيدها الرقيقة ببرودتها المعهودة تدور حوله حتى قابلت وجهه في ضوء القمر الشاهد لم ينظر اليها كانت تعض شفتيها ، قد ندمت انها قد جاءت اليه بكل هذه اللهفة فمن الواضح انه لا يريد التواصل معها يعاملها بجفاء لا تحب ان يستحقرها كما كان يفعل فهو قد لان اخيرا من جانبها قد منحها فرصة لتثبت نفسها له و لتثبت اخلاصها وها هي قد جاءته على ريح الهوى و الشوق مشتاقة له ، تريد ، ترغب ، في مد كفيها و ان تسند نفسها على صدره وان ترح رأسها على يديها هكذا تريد لا شيء سيملأ الحاجة التي في قلبها سوى حبه !

ربما بعد قليل سيبزغ الفجر و ها هو لليلة اخرى من الليالي الغير معدودة يهجر النوم و يهجر حواسه بل وجود انثى معه في الحجرة حجرته هو الرجالية وجود انثى مثير حقا يضرب المعدة و يخلخل العقيدة شيء مثل السم يجري حتى تموت ووجهها لا يرحم لا يرحم ابدا بكل ذلك الوهج المشع بشعرها الساحر النحاسي و حاحبيها المتقنان و صغر انفها الرائع و صغر شفتيها المزمومتان و نقاء و صفاء بشرتها لا داع حتى ان يتعمق فيما تحت عنقها كتفت ذراعيها الى صدرها وهي تخفض رأسها فلا يرى سوى شعرها الذي يلمع و رائحته التي تخترق صدره فتهيجه تهمس له : لا اعرف ما يحصل لي ..عضت شفتيها ..فقط اردت رؤيتك صارت تحرك قدمها جيئة و ذهابا كانت محرجة و زاد خجلها فهو لا يأبه لها هذا ما وصلها حتى التفت على عقبيها انا آسفة سأخرج !

ولكنه كان قد قبض على رسغيها بشده وهي رفعت رأسها الى وجهه : قد حذرتك قبلا مما قد يحصل ولكنكِ لا تسمعي !

كان يلمس شفتيها بشفتيه كانت قبلة رقيقة جدا قُبلة مليئة بالحب قُبلة عاشق كان يضم رأسها الى وجهه و يدا تلف حول خصرها تعتصرها الى صدره حتى انحنى جذعها الى الخلف هي لا تعرف كيف ترد القبلة لا تعرف كيف ..هي فقط استجابت كانت الدغدغة ،، اللذة ،، المتعة ،، شيء غريب تطارده الشهوة كان القمر هناك شاهدا على هذا العناق الذي يهبه هو بالذات لإحدى النساء كل شيء معها كان مختلفا كانت حلوة المذاق قبلة تناولها في شهيق لم يكن بعده زفير ابدا ..قبلة التقمها في روحه.. قبلة هزت له قلبه صار يضرب مثل الطبول في صدره صار يريد ان يخترق اضلعه قبلة هيجت الدم و المهجة والفؤاد قُبلة سحبته لعالم السحر وحده قبلة طار بها بين السماوات لم يكن ليشعر ما يحصل في جسده كل شيء تغير لم يعد محسوسا ولا ملموسا كأن روحه قد خرجت قد استقلت عنه وصارت تحبها لوحدها وكأنه يتفرج عليها كان في اللاوعي من احساسه لم يعد هناك فكرة ولا خاطرة كل شيء خال طليق غمرتها روحه و القمر كان شاهدا !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...