( ٥ )
حَديثُ يَدَيْها
قليلاً من الصمت..
يا جاهله..
فأجمل من كل هذا الحديث
حديث يديك
على الطاوله
علمنا جدي زكريا
ان نحفظ نساءنا
ان نعاملهن كحجر ماسي اصيل
ان نغلفها بالقماش الفخم و ان نضعها في مكان مظلم بعيدا عن اعين السارقين .
علمنا اول قاعدة حب مع امرأة انها حين تقول : اتحبها ؟
وهي تتوهم أنك قذر خائن
ان لا تفكر ولا تتباطأ في الجواب
كن مباشرا حاسما بقولك . لا
القاعدة الثانية ان تمسكها بين يديك و تهمس لها . هل لرجل بعد ان ذاق حلو معشرك ان يفكر في امرأة غيرك ؟
ساعتها ستسلمك نفسها طائعة راغبة سعيدة مبتهجة مدللة و ستعطيك روحها ان لزم الامر ..
آآآآآه رحمك الله يا جدي زكريا لو كل الرجال اخذو بنصيحتك لن تهجر امرأة يوما فراش زوجها .
كما لم تهجر حنان فراشي يوما ...
كنا ممدين في الفراش
يدي خلف رأسي تستند عليه و الاخرى تلتف حول خصرها الصقها بي
ويدها الرقيقة تداعب بأناملها شعيرات صدري و تقبل في كل فينة جانبه و تداعب لحيتي الكثة .
اعرف انها حزينة
حزينة جدا
ابي يرفض ان نشهر زواجنا بسبب مرضها
بسبب ان تخطيء و تحمل !
المرض الذي تقاربت نوباته و اصبحت اعنف و اقوى عن ذي قبل
قال : لن تتزوج حنان قبل ان تشفى او تخف نوبات صرعها !!
وهل لهذا المرض من شفاء ؟!
إذاً لما خطبها لي و لما كتبنا كتابنا ؟!
ألأنه يعرف انني سأدخل بها ان شاء ام ابى ان اتزوجها ؟!
ماتت حنان بين ذراعي وامام ناظري و منظر الدم ورائحته الكريهة تغطي وجهها
ماتت ولازلتُ يتيما بها
ماتت ولم يعرف احد انها لم تمت .. بكر عذراء !!
عُدت الى البيت بعد ان طلّقت رباب و تزوجت شقيقتها من جديد وبلا علم من اهلي !
قد غفر لي والدي في المرة الاولى لأنه عرف تفاصيل الحكاية
اما هذه المرة فلي خاصة ، تفاصيل مختلفة !
دخلت البيت فوجدت الجميع يجلس يشرب الشاي و اصوات الاكواب التي تهتز من تحتها سفرة الشاي تتنافس مع اصوات نساء بيتنا في الصالة الكبيرة ،
في الحقيقة لم يعد هنا احد غريب علي الا تلك .. رباب !
تردد سلامي وانا اقف واجما : السلام عليكم !
فيرد الجميع السلام و بعدها صدح صوت امي : سأرسل لك الشاي في المجلس او في غرفتك اذا رغبت ؟!
و على مرأى و استغراب من الجميع وبالذات ذات الغطاء الأسود التي وضحت رجفتها و ادارت رأسها جانبا ،هل اطالت الجلوس بعدما حصل لتنتظر شقيقها ؟ ام لتنتظرني؟ اذن هي مخطأة ان كانت تود حوارا او فضيحة امام اهله فهو سيغلق اي طريق ستحاول فيه تخطيه و التفكير ، مجرد التفكير في التفوق عليه ، فهي بلا خبرة ، تستسلم بسهولة و تحني الرأس و تتقبل الوضع ،ان تكون مسلوبة الرأي بطريقتها و بمزاجها .فهي تناسبه تماما !
كان كل ذاك هو تحليله لشخصيتها من اول قبلة !
كنت احدجها بنظراتي و اتمعن فيها وانا اجلس جانب امي التي همست لي : قُم قُم هيا ماذا تفعل فمعنا امرأة غريبة !
تناولت كوب فارغ و امسكت بابريق الشاي اسكب لي منه بهدوء مميت و الجميع يحدق في خاصة صبا التي تبدو محرجة وهي تغمز لي تارة بعينيها و تارة بكلمات من بين شفتيها فقلت مغيضا : لا احد غريب هنا ضحكت وانا اقول : انها ايضا زوجتي !
صدمة و هدوء و بعدها استيعاب لتضربني امي على كتفي بقوة وهي تقف على حيلها تصرخ مولولة بوجه احمر محتقن : يلعن الله امك قم قم من وجهي يا ابن الكلب !
لم اقم ولم اكترث و انا اوضح لهم اكثر و انا ارتشف الشاي : اختها طالق وهي اصبحت زوجتي !
كانت تختنق بأنفاسها و ازيز قوي يخرج من بين شفتيها وهي تضرب على فخذيها بقوة مجنونة وتصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآه يا ويليييييييييييييي ، ويلك يا نجلاء من ابن الحرااااااام !
هااااااااااااااااااي ، صرختي كانت مرعبة و مخيفة ارتعدت منها قلت بغضب : اخوك الكلب ابن الكلب سيأتي لأخذ .. هذه .. وانا اشير بلا مبالاة لشقيقتها ، و تبقين انتي هنا
جرت على امي و هي تمسك برجليها : يا عمااااااااااا هل ترضينها لبناتك آآآآآآآآآآآآآآه يا ربي ماذا فعلت في دنياي انا ، كيف فعلتها انت وهو ايها الخسيس ! كانت تقولها باسنان منطبقة شرسة
قلت بابتسامة جانبية هازئة غير عابيء بحالتها الهستيرية من البكاء و الصراخ : بموافقة والدك !
تعرفين ان كل عائلتك شياطييييين ولربما اكون ارق منهم !!
تركتهم يتصارعون امامي والخيبة و الحزن على وجوههم وقبل ان اخرج التفت لها : حسابنا قادم يا .... نجلاء !!
جرينا انا وامي بعد تلك الصاعقة الثانية التي رماها علينا شعيب نمسك بتلك المسكينة بيديها وهي تدفعنا عنها بغيض و حقد : ابتعدو عني لا تلمسوني يا اولاد الكلب !
كانت هائجة لم نستطع السيطرة على ثورتها صدمتني قوة كلماتها لنا و شتائمها الغير مقبولة
فما ذنبي انا وامي حتى نتلقى منها هكذا تعنيف
الم ترى رد فعل امي التي تكاد ان تجلط بسبب تصريح ابنها و هي تظن انه قد جمع بين الاختين و صدمتها وهي تعرف انه طلق رباب و تزوجها ؟!
كيف يفعل ذالك شعيب ، الا لعنة الله على الحرية و الديمقراطية التي منحها اياهم والدي
فها هم يتلاعبون بأعراض الناس !!
ولكن لماذا ؟!
هل حصل شيء بينه وبين نجلاء التي لم تكشف عن وجهها لنا ابدا ؟!!!
ولما كان حاقدا وناقما .
كلماته هزتني للصميم جفف الدم في عروقي وهالتني صدمة تلك المسكينة التي دخلت علينا منذ سويعات بنت و الان هي زوجة اخي بدون علمها او رضاها ، ويلنا جميعا لما يحصل هنا !!
بهذه البساطة يطلق اختها و يتزوجها ؟!
كيف فعلها ؟! الم يلمس رباب ؟!
هل بهذه البساطة يجدون من يُطلِّق و يُزوِّج ؟!
أنا لم اعد افهم شيئا فما بالك بتلك التي سُجنت الآن باتفاق مُهين بين والدها و اخي
لا اعرف مانهاية هذا التخبط الذي يعيشه " الزين "
أيُصدق فعلته و أنها حقا قد اصبحت زوجته ؟!
أم أنه يسلك سلوك " رجال الماخور " بأيد حريرية؟ !
كثير هو هذا الذي حصل الآن يجعلني متقرفة مريضة
انا حقاً مرهقة و اريد ان ارتاح
معدتي تتلوى و اشعر بالغثيان
شعرت هذه المرة ايضا برأسي يدور و عيني يغشاها الظلام و رجلي تذويان و سقطت دون ادني محاولة للتمسك بأي شيء !!
افقت على صراع كلامي
اصوات رجالية تتداخل واضحة في اذني
و صوت امي المعنفة الباكية مصدومة من ابن يتزوج مرتين بلا عرس
بلا فرحة و لا شرف أن تخطب له بنفسها
و نشيج عال لنجلاء المغدورة
امسكت بطرف لحافي وانا اتمنى ان يتشاجروا خارجا
ألم يجدوا إلاّ غرفتي و انا متعبة كي يتصارخوا فيها
: انا احتاااااج لإمرأاة عااااقلة تلبيني ، ألن يفهمني احد !
كانت انفاسه عنيفة يزفر و يشهق بقوة و صدره ينزل و ينخفض بسرعة جنونية يحارب نفسه على الا يكسر شيء امامه وجهه احمر حتى بانت عروق جبهته ، كان يحاول ان يتحاور بعقل و هدوء !
: ابن كلب انت اقسم انك ابن كلب ، فضيييحة ، فضحتنا بين الناس بالأمس تزوجت اختها و اليوم تطلقها و تتزوجها هي ، سيأكل العرب وجوهنا
: لا ارى ما يخجل في الأمر اذا تم كل شيء على سنة الله و ببركة اهلها و شيوخها
: تفهم انت تفهم ، سوّد الله وجهك والله سودت وجهي بين العرب !
كان والدي هائجا يكاد رأسه ان يطير و عيناه جاحضتان عن اخرهما و هو يعنف شعيب الرافض ان يعترف بخطأه : والم تجد إلاّ اختها ، بنات الناس كُثر ، لا اجد فرقا الآن بينك وبين منذر على الاقل منذر معذور اما انت فبكامل عقلك افعالك تُحنى لها الجِباه !
اخذ والدي يمسح على لحيته الوقورة بصبر و هو يغمض عينيه بقوة و يستغفر !
كنت اريد ان اصرخ بهم جميعا : اخرجوووووووووووووا
ولكنني سكت و دمعة حزينة سقطت على خدي لم يلاحظها احد كما لم يلاحظها اي منهم طيلة سنوات العذاب مع منذر !
اثرت الصمت و ابتعدت عنهم و انا اشعر برغبة حادة في النوم و الغرق فيه فجفناي قد ثقلا و اخذا يقتربا حتى غططت في نومي ، فليتزوج او يطلق شُعيب فهو حر !!
مصدومة و لا احد سيستوعب مدى صدمتي
طلاق شقيقتي وزواجي منه في ذات اليوم ؟!
قهرني والله قهرني
صرت ادعو عليه وهو يحاول جري الى غرفته بهذه البساطة و هو ممسك بذراعي بقوة جبارة كلما اردت ان اتمسك بشيء افلته و يدي تتألم اظافري فقدت احداها صرت اشتم بصوت عال : يا قوّاااااد حسبي الله ونعم الوكيل بك و بصدّيق الكلب !
اخذ يزفر انفاسه بحدة و قد وصلتُ به الى منتهاه
مالذي احضرني اليوم ولما استفزيته الأنني رأيت انه زوج شقيقتي صرت ارمي عليه بلهيب كلماتي !
وها انا الان اجتر الحسرة و النقم : لعنك الله يا قواد يا ابن الحرام !
لا ادري كيف تخرج مني تلك الكلمات
في حياتي لم اشتم رجلا و لم انازع رجلا حتى صدّيق كنت اخاف منه ومن النادر ما القي عليه بحميم كلماتي الجارحات .
صرت اتوسل متخلية عن كبريائي كلية : ارجوك اعتقني لوجه الله ، لوجه الله اعتقني اتوسل اليك اقبل يديك ورجليك حتى .. ارجووووووك
يقاطعني في عبوس وغضب و هو يتابع جره لي غير عابيء لا بتوسلاتي ولا لبكائي ولا لحسرتي على نفسي : انتظري قليلا لما الإستعجال ستُقبّلين كل ذالك ، سأريك القوّاد ابن الحرام ما يستطيع ان يفعل !
اخذت الطم على وجهي بقوة من وراء حجابي و دموعي بللت غطائي بالكامل و انفي قد سال ماؤه و انا اشهق من الخوف فمن انا امام هذا الجلمود العملاق من انا لأتحدى هؤلاء الناس
رمى بي في الغرفة و دخل و اغلق الباب خلفه و اخذ يقترب مني وانا على الارض تجمدت اوصالي و قلبي يقرع و يضرب بجنون و انا اضع يدي على وجهي اصرخ صرخات مبحوحة متألمة: ابتعد ابتعد
و كان الخمار قد طار عن وجهي ، شعرت كأنني تعريت امامه انكببت على يده الكبيرة اقبلها متوسلة حياتي : ارحمني لوجه الله ارحمني اعتقني و طلقني كما طلقت رباااااب
اخذت انتحب و اهدد ـ: سأطعن في العقد سأطعن في هذه المهزلة سأدمرك سأدخلك السجن
هذا حرااااام ما تفعله حراااام
وكانت كلها كلمات هزيلة تخرج متقطعة مكررة باهتة وانا ارى عيناه المسودة و حاجباه الغليظان الملتصقان من الغضب و شفتاه المزمومة بشراسة امسك بذقني يرفع وجهي له و دموعي تملؤه و جفناي احمرا وانفي كذالك و الحرارة اجتاحت جسدي وهو يدقق النظر في وجهي يحدق في
شعرت بملامحه تلين وبوجهه يرتاح و تنفك عقدته و ينفرج حاجباه
شعرت انه قد سرح للبعيد للبعيد جدا و مسكة يده لذقني تلين
شعرت بالاحمرار يعلو وجهي بقوة وانا اتشبث برسغه الشديد الرجولة الذي تلتف عليه ساعة فضية ضخمة تغطي شعر يده الاسود الفاحم اغمضت عيني في لحظة اقترب وجهه من وجهي وانفاسه اصبحتُ اتنفسها بقوة بل اقتحمتني وانا احاول ان اغلق مجرى التنفس عنه لا اريد ان اشارك الرجل اي شيء ولو كان هواء . ابتلعتُ شفتي و اغلقتهما باحكام و اغمضت عيني بقوة و انا اشعر بشعر ذقنه يلامس خدي
قشعرييرة المت بي و خوف كبير ارعد منه جسدي انا لست سبية لست كذالك انا حرة ابنة حرة يارب ارحم ضعفي يارب فقد خارت قواي و ما في يدي حيلة وانا اشد من قبضتي على رسغه ابعده عني وفي تلك اللحظة سمعنا صوت والده خلف الباب يطقه بشدة و أمر : ولد ، شعيب افتح الباب !
وكأن احدهم كان يطرق بمطرقة فوق رأسه انتفض جسده و انزل يده بسرعة وانا ابتعدت راكضة اتخبط في جلبابي و حذائي العالي الى نهاية الغرفة اختبيء وراء باب لم اعرف ما هو اسمع صوته الشديد الغلظة يحاور والده وانا دموعي تأبى الجفاف و عبراتي تتجمع في حلقي تهز صدري : آآآآآآآآآآه يا قلبي يارب يارب ما فعلت بنفسي !
ماهي الحيلة
احساس الذل الذي يضرب بخلاياي ، احساس مقزز يلفظه قلبي من بين ثناياه لفظا ، مالي و الزواج و انا من حافظت على حريتها بألا يعبث بكرامتها العابثون ، عديمو الضمير ، كم قاومت غزوات تدعي العشق ، كم رددت متيما على باب الشوق كان يطرق ، كل هذا لأ لا أُعيّر يوما بأصلي ، بأمي ، بعمل ابي و أخوتي و ان كان عملهم في الظاهر شريفا و في الباطن قذارة الاصل و المفصل و الان لربما " وافق شن طبقة "
سحبني قبل خروجي بعنف من ذراعي يضغط عليه بأصابعه " يؤلمني " همس في اذني : هم باعوك بفلس و انا اشتريتك بالذهب !
دفعني عنه الى احضان امه و انتصب في وقفته كالعملاق يحدجني بقهر وانا لم استطع ان التفت عنه ، خفت عقابه ، اخشاه و اهابه فاللعب مع الكبار ليس لأمثالي !
قهرك الله يا صديق كما قهرتنا حسبي الله ونعم الوكيل
صرت امسح دموع عيني في جلبابي و يد عمتي تجرني خارج الحجرة على مرأى من عينيه المستشيطاتان غضبا فقد تم الاتفاق على اشهار الزواج بعد اسبوع اي قبل زواج يحي وزهرة و قبل زواج صبا من صدّيق .. الكلب !!
اخذتني امه عبر ممرات طويلة ومتشابكة الى غرفة كبيرة مضيئة بنية الالوان و الجدران بدت قاتمة و حزينة !
قالت لي على استحياء وهي تمسك بكفي بين يديها : نجلاء ارضي بنصيبك فشعيب يظهر انه لن يتركك !
فتحت عيني مذهولة وانا ارى شفتيها المتجمع حولهما التجاعيد ولكنها بدت رقيقة للغاية لابد انها كانت جميلة في شبابها : اعلم ان الزواج بهذه الطريقة سيظل جرحا في قلبك .. كانت كمن يتكلم عن شخص اخر وليس عني .. انا بقربك هنا و لن اتخلى عنك وفي يوم يؤذيك فيه شعيب انا من سيتصدى له .. شدت على كفي بين كفيها تستجوبني : مفهوم !
هززت رأسي موافقة !
يؤذيني ؟!! كل هذا يا عمة ولم يؤذيني ؟!! يا ترى ما نوع الأذية التي تتحدثين عنها اذا كان هذا في عُرفكم لا شيء ؟!
ألَا تستوعب أنني سجينة
أنني سبية ابنها و ليست زوجته
ان هذا حرام في الدين و العرف
اختي لم تعتد و لم تطلق منذ اشهر
اختي لا تزال على ذمته
يا عااااالم
سأجن
رحت ابكي و اضرب نفسي كالمجنونة
من ذا الذي سيخرجني من هنا
في زمان لا عطف و لا شفقة فيه
الا لعن الله صدّيق ووالد.... استغفر الله العظيم
رحتُ امسح وجهي بيدي استغفر الله لا اريد ان ادعو على والدي رغم انه اساس البلاء !!
جلست على السرير الكبير ارخيت جسدي عليه قليلا و رأسي ثقييييل و يدي تحملانه و عيني تحدقان في السقف المنقوش بفخامة قل مثيلها اسرح في حياتي وما ستؤول اليه مع عائلة بهذه الفضاعة ورجل بهذه الوقاحة و الوضاعة !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق