( 8 ) آخر أنثى قبيل وصول التتار


 ( 8 ) 


إلى ممثلة فاشلة


1 

في طبعك التمثيل 
في طبعك التمثيل 
ثيابك الغريبة الصارخة الألوان.. 
وصوتك المفرط في الحنان.. 
وشعرك الضائع في الزمان والمكان.. 
والحلق المغامر الطويل 
جميعها .. جميعها.. 
من عدة التمثيل.. 
سيدتي: 
إياك أن تستعملي قصائدي 
في غرض التجميل 
فإنني أكره كل امرأةٍ 
تستعمل الرجال للتجميل 
لست أنا .. لست أنا.. 
الشخص الذي تعلقين في الخزانه 
ولا طموحي أن أسمى شاعر السلطانه 
أو أن أكون قطةً تركيةً 
تنام طول الليل تحت شعرك الطويل 
فالدور مستحيل 
لأنني أرفض كل امرأةٍ.. 
تحبني .. في غرض التجميل.. 
لا تسحبيني من يدي.. 
إلى مشاويرك مثل الحمل الوديع. 
لا تحسبيني عاشقاً من جملة العشاق في القطيع. 
ما عدت أستطيع أن أحتمل الإذلال يا سيدتي، 
والريح .. والصقيع.. 
ما عدت أستطيع.. 
نصيحتي إليك .. أن لا تصبغي الشفاه من دمائي 
نصيحتي إليك .. أن لا تقفزي من فوق كبريائي 
نصيحتي إليك .. أن لا تعرضي 
رسائلي التي كتبتها إليك كالإماء.. 
فإنني آخر من يعرض كالخيول في مجالس النساء.. 
نصيحةٌ برئيةٌ إليك .. يا عزيزتي 
لا تحسبيني وصلةً شعريةً أكون فيها نجم حفلاتك. 
أو تحسبيني بطلاً من ورق يموت في إحدى رواياتك 
أو تشعليني شمعةً لتضمني نجاح سهراتك.. 
أو تلبسيني معطفاً لتعرفي رأي صديقاتك.. 
أو تجعليني عادةً يوميةً من بين عاداتك.. 
نصيحةٌ أخيرةٌ إليك .. يا عزيزتي 
لا تستغلي الشعر حتى تشبعي إحدى هواياتك 
فلن أكون راقصا محترفاً... 
يسعى إلى إرضاء نزواتك 
وها أنا أقدم استقالتي 
من كل جناتك...





بعد انتهائه من عشاءه ذلف الى جناحه طالبا من مليكة جلب كوب من الشاي بالعسل 
لم تتأخر مليكة كثيرا في تلبية طلب سيدها 
فعند ولووجها لحجرته الخاصة وجدته للتو قد خرج من حمامه 
منشفة مبللة على كتفيه 
و سروال منخفض و بطن عار 
في كل مرة تراه بهذه الهيئة تظل تنظر له كالمراهقة التي يسيل لعابها على احد ابطال السينما 
فهو لم يوفر شيئا من الجمال الا و امتلكه 
غمازات من الخد للذقن 
و فم ممتليء رجولي شديد القسوة 
و عينان سوداوان لم تهذب وحشية نظراته اهدابها الكثيفة شيئا 
جسده العملاق الذي كان ما بين المعضّل و السلس 
شعره اسود غزير لم يغزه الشيب بعد يمشطه بيده يرجعه للخلف 
قطرات ماء تعبر حلقه الى صدره الواسع 
ابتلعت ريقها بتؤدة و هي تضع الفنجان في ذات الوقت الذي سمعت منه همسه المخيف القريب منها جدا حتى كادت تقع بين احضانه ، اخذت ترتعد وهو ينخفض لمستواها محذرا : كم من مرة حرمتُ عليك دخول هذه الغرفة ؟! 
كان فحيحه مخيفا ، تصورت انه ليس بالبعيد ان يمسك بشعرها ليضربها في الجدار 
ولكن ما ذنبها ان كانت تهوى رؤيته ، و عبوسه و تسمع همس انفاسه عند اذنها في كل مرة تتعمد فيها ان تدخل عرينه ! 
قالت و شفتيها تهتزان : لدي اخبار يا سيدي 
ابتعد عنها وهو يمسك بكوب الشاي بين كفيه 
يتأخر بخطواته الى ان استلقى بجانبه على الشباك يرتشف بهدوء : اسمعك 
رفعت نظراتها و هي تعض شفتيها خجلاً : السيدة ترفض كل طعام يُقدم لها ، منذ البارحة لم تأكل شيئا،  كلما حاولت اقناعها ردت قائلة: لن آكل الحرام !
سمعت صوت طرقعة الفنجان على صحنه بغضب ارتجفت منه و هي تحني رأسها بسرعة و خوف حين اقترب منها بسرعة شديدة اغمضت عينيها بقوة : هي قالت ذالك ؟
هزت رأسها استجابة تريد الان فقط ان تهرب منه ، ان تطلق ساقيها للريح وهي ترى جموده و عيناه الحمراوان تتأججان نارا حارقة ، اخ تبا لقد ارتكبت مصيبة ،، قالت لنفسها فلابد ان السيدة الان ستلاقي مصيرا ،، مجهولا ! 
خرج من الحجرة بمظهره ذاك و بلا اي حذاء ينتعله ، قلبه يحترق من الغيض ، مال حرام ، انا يقال لي لا آكل الحرام ، من تظن نفسها هو انتشلها من بيت وسخ غارق بالحرام وتأتي الان لتعيره يقسم انه سيقتلع شعرها و يقص لسانها بنت الكلب هذه التي لا تنأى بنفسها عن التطاول و المشاكل ، خطواته كانت غاضبة و احشاؤه تغلي و اصابعه تتحرك في ثورة هياج تريد ان تمسك بفكها كي يهشمه ، كم مرة حذرها ؟! الا تتعظ ؟! تبا لعنادها ! 
وهي التي كانت تجلس منكمشة على نفسها على الكرسي الضخم الذي يحتضن جسدها الصغير ، رأسها بين ركبتيها ، تغرق في افكارها ، و تشعر بوهن و ضعف حتى ان اطرافها توشك ان تذبل ، قد جفت منها الدموع و اصبح فقط نصب عينيها التفكير في كيف ستتخلص منه ومن هذا الزواج " الصوري " ، تتنهد باستمرار ، و تغمض عينها لتغفو احيانا ، حين فُتح الباب فتجده يقف على عتبته ينظر لها بغضب خالت ان النار ستخرج من حدقتيه لتحرق كل زاوية من هذه الغرفة المقيتة رغم فخامتها ، نفخت في وجهه ولم تكترث لحضوره حتى انها قد ادارت رأسها على ركبتيها للجهة الاخرى كي لا تراه ، رغم ان قلبها في داخلها اخذه الهلع من مظهره العدواني ، صرخت حين وجدت رأسها بين يديه يشدها بقسوة الى وجهه حتى كادت رقبتها ان تلتوي من الالتفاف العنيف ، كان وجهه منتفخا و انفاسه متلاحقة متطايرة : اكل حرام ؟! اتظنين انني قد اتيت بك من المسجد ! 
صارت تنظر له بغيض و لم ترد ، لن ترد عليه ، لن تعطيه شرف استفزازها ، ان كان غاضبا من كلمة نقلتها له تلك اللعينة اذن فليغضب ، ماذا يظن ، انه قديس ؟!! 
صار يهز رأسها بقوة : هه اجيبي ، قسما يا نجلاء ان سولت لك نفسك شتمي او شتم عائلتي و ما نحن عليه سأدمرك !
اطالت النظر فيه و هي تضغط على نفسها كي تتحمل شده الذي بلغ وجعه جوفها حتى انها تريد ان تبكي : على ماذا كنت تعتمدين في حياتك ، الم تعيشي مع اشباه الرجال ، الم تأكلي من طعامهم ؛ الم تكبري بينهم ؟! 
كان يذهله تحملها واتخاذها من الصمت ملاذ لها و نظرتها تلك آه كم تقهره ، تستحقره و تبغضه ، جسدها متهيأ للهجوم عليه و خربشته او البصق عليه ، عيناها كانتا تحكيان له كل ما تود حقا فعله ولن تفعله ! 
حتى نفخ بفحيح في وجهها : جباااااااانة !
ثم انقض على شفتيها يعطيها قبلة وحشية محذرة ، ترك على اثرها شعرها و نفضه من يده ثم خرج 
بصقت ما بين شفتيها و مسحتها في كم بجامتها الليلكية الحالمة و انزلت رأسها حتى انسدل شعرها مابين ركبتيها و هي تنزل من عينها دمعة واحدة مليئة بالكرامة ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...