( ٣ ) آخر أنثى قبيل وصول التتار



( ٣ ) 

إمرأة من زجاج


عيناك.. كلهما تحدي 
 ولقد قبلت أنا التحدي!! 
يا أجبن الجبناء.. إقتربي 
 فبرقك دون رعد 
 هاتي سلاحك.. واضربي 
 سترين كيف يكون ردي.. 
إن كان حقدك قطرةً 
 فالحقد كالطوفان عندي 
 أنا لست أغفر كالمسيح 
 ولن أدير إليك خدي 
 السوط.. أصبح في يدي 
 فتمزقي بسياط حقدي 

يا آخر امرأةٍ.. تحاول 
 أن تسد طريق مجدي 
 جدران بيتك من زجاجٍ 
 فاحذري أن تستبدي! 
سنرى غداً .. سنرى غداً 
 من أنت بعد ذبول وردي 

أتهددين بحبك الثاني.. 
وزندٍ غير زندي؟ 
 إني لأعرف، يا رخيصة، 
 أنني ما عدت وحدي.. 
هذا الذي يسعى إليك الآن... 
لا أرضاه عبدي.. 
فليمضغ النهد الذي 
 خلفته أنقاض نهد.. 
يكفيه ذلاً ... أنه 
 قد جاء ماء البئر.. بعدي







مرت الايام بسرعة 
بالكاد استوعبنا اقتحام فرد جديد غير مرغوب لنا 
كنا نتحرك كأحجار شطرنج 
اشخاص يخرجون من حياتنا بأسوأ طريقة 
و اخر يدخلون فيها بمناعة حسية 
ننتظر يوما يقال لنا فيه " مات الملك " 


الساعة الثانية ظهرا تجمعنا جميعا في غرفة الجلوس ننتظر الغداء 
متناسيين تماما ..الاحداث الاخيرة التي غيرت مجرى حياتنا ، ربما لأننا نفصل بين العمل و بين الحياة العائلية ؟!
امر منذر ليس باليسير ان انساه ولكن سأجد الحل كي ابتعد عنه و اتخلص منه !
نعم بهذه البساطة كما هو عاملني ببساطة .. بالتقليل من انوثتي و من كوني مسماة باسمه !
احاديث جانبية كانت تحصل بين امي وضرتها !
واحاديث هامسة اخرى بين ابي ويحي !
شعيب كان يقلب اصابعه و رأسه مركزا على نقطة في السجادة لا يحيد عنها ويبدو غاااارقا في افكاره .
امي اسمها ماجدة وزوجة ابي اسمها ميادة !
قصة ابي وزواجه هذه لن احكيها الان ولا اعرف من منا سيحكيها !
زكية ذات العشرة اعوام ممدة على بطنها وحولها كراريس تلوين والوان شمع ومندمجة جدا في اللعب بها .
عندما حضرت الخادمة المغربية لتضع الغداء على الارض دار الجميع حول السفرة التي لا زالت هي عادة من عاداتنا التي لن تندثر مع حلول عصر الطاولات و الشوك!
جلست ووجهي مقابل باب الغرفة و يحي عن يميني وشعيب عن شمالي وابي مقابل لي ،عن يمينه امي و عن شماله عمتي ميادة و زكية بجانب امها ، ولحظات ونحن نبسمل و نمد الخبز لبعضنا البعض لمحنا شيئاَ طويلاَ عنابياَ يقف على عتبة الباب 
التفت الجميع دون استثناء نحوها 
كنت مصدومة ووجهي يشتعل اعتقد ان الدم غطى على خدي من الاحراج 
زهرة كانت واقفة على الباب و عينيها في عيني وكأنها تتحدى احدهم،  ترتدي عباءة عنابية شديدة الفخامة رقيقة القماش تلتصق على جذعها و جسدها حتى ارى انها تطبق على انفاسها ، ضيقة لحد اثارة جنون رجل ، مغلقة العنق بفتحة طولية حتى مفرق صدرها الذي يتحرك مع كل حركة و نفس تقوم به و طويلة حد ساقيها و مفتوحة من جانبيها حتى الركبة ، بحلقت غير مصدقة ، هذه اللحظة دار رأسي بقوة و انا افكر ما يفكر به اخوتي الان !
بسرعة التفت الى وجهي اخوي لم ارى اي شيء عليها ربما لان اخويي شديدي الجدّية شعيب كان وجهه نافرا كما دائما و يحي لم اقرأ اي شيء غير تلك نظرة الحوار التي تبادلها الاثنان ثم غضا البصر عنها ! 
لو كنت رجلا جالسا هنا لبحلقت و لملئت بصري بهذه الغيداء الهيفاء الشديدة الاثارة بلعت ريقي بقوة !
عمتي ميّادة قالت : بسم الله ما شاء الله تعالي تعالي يا زهرة اجلسي بجانبي ، وهي تطبطب على الارض جانبها و لكن حين تقدمت زهرة تجاهلت امها تماما و رأيت رجلها البيضاء و اظافرها المطلية بالعنابي تقف بجانب يحي و كأنها تطلب منه فسحة للجلوس !
نظر لبرهة الى رجليها ظننتُ انه سينظر اليها للأبد كان جدا محدقا فيها ،آآآآآآآآآآآآآآه يا الهي اريد ان اعرف ما يدور في افكاره هذه اللحظة الفضول يقتلني و انا ابحث في كل الوجوه حولي !
افسح لها مجالا للجلوس بجانبه ملتصقة به و كتفاها تتدافعا مع كتفيه حين انحنائها للاكل و عطرها ملء انوف الجميع رائحته لذييييذة و شعرها الحني مموج يسقط على وجهها و كتفيها ليلامس فخذ يحي كل حين !
كنت اكل مشدوهة و مستوهة اللقمة بالكاد تبلغ حلقي و بالكاد ابلعها شعرت بالاثارة لما يحصل !
فجأة قام شعيب راميا اللقمة من يده و خرج من الغرفة وانا انظر اليه صرخت حتى فجعت الجميع : يا الهي نسينا رباب !
قمت اجري الحق بشعيب !
رأيته ارتدى حذائه و قبل ان يخرج ناديته : شعيب !
ولكنه كان قد سبقني و اغلق الباب خلفه بقوة !
هل شعيب يغار ؟!
ولكن هو من تركها و تزوج اخرى غيرها بل و عرض عليها يحي ؟! 
اذا لما يبدو غاضبا لدرجة انه كاد يكسر الهواء ؟!!
استغربت و عندما هممت بالعودة الى الغرفة ناسية تماما امر رباب التي خرجتُ مسرعة من اجلها لمحتُ شيئا اوقف الدم في مجرى الأبهر !
كانت زهرة تمشي في الممر الطويل امامي تعطيني ظهرها وشعرها يتلامس مع وركيها تتهادى بغنج و خرج بعدها يحي وغطى بجسده العريض جسد زهرة عني و لكن تلك الحركة .. المثيرة .. طيرت عيني حتى شرقت في ريقي و كدت اموت .. يحي ضرب بكف يده مؤخرة زهرة بلطف ثم تخطاها و صعد لغرفته دون ادنى التفاتة منه او منها !!!



الحب في الجاهليه


شاءت الأقدار، يا سيدتي، 
 أن نلتقي في الجاهليه!!... 
حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه 
 والنباتات، خطوطا أفقيه... 
والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر، 
 والأنهار، والأفكار، والأشجار، 
 والأيام، والساعات، 
 تجري في خطوط أفقيه... 
------------
شاءت الأقدار... 
أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح... 
وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه 
 حيث شمس الصيف فأس حجريه 
 والنهارات قطارات كآبه... 
شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه 
 في صحارى ليس فيها... 
نخله... 
أو قمر ... 
أو أبجديه 
*** 
شاءت الأقدار، يا سيدتي، 
 أن تمطري مثل السحابه 
 فوق أرض ما بها قطرة ماء 
 وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء... 
وتكوني صورة شعريه 
 في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء 
 وتكوني امرأة نادره 
 في بلاد طردت من أرضها كل النساء 
*** 
أو يا سيدتي... 
يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسيه... 
يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان... 
من تنورة أندلسيه... 
شاءت الأقدار أن نعشق بالسر... 
وأن نتعاطى الجنس بالسر... 
وأن تنجبي الأطفال بالسر... 
وأن أنتمي - من أجل عينيك - 
لكل الحركات الباطنيه... 
 *** 
شاءت الأقدار يا سيدتي... 
أن تسقطي كالمجدليه... 
تحت أقدام المماليك... 
وأسنان الصعاليك... 
ودقات الطبول الوثنيه... 
وتكوني فرسا رائعه... 
فوق أرض يقتلون الحب فيها... 
والخيول العربيه...
شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي 
 مثل آلاف الخيول العربيه...

في زمن الجاهلية !!
يا سيدة الحرية 
قد فهمتي الحرية خطأ 
لما تلبسين ثوب الرجال و قد خلقك الله انثى ؟!
لا اؤمن بالمثالية و لن اكون يوما مثاليا ولربما اكون من اضعف الرجال تجاه النساء و لربما اكون وضيعا حتى ولكنني لن ارضى لقلبي ان تقهره انثى تخضع لحب بنات جنسها !!
اذكرك حين رأيتك و لسوء حظك لم اكن الشاهد الوحيد !!
اذكرك ... يا سيدة الحرية 
ذكر وانثى بشفاه شبه ملتصقة و انفاس محترقة في حديقة عامة !
استدار و اذنيها لا زالت تداعب بأنفاسها الحارة صوان اذنيه و لأن كلماتها لم تخص اي امر حب يتعلق بهما سرح عنها في البعيد و الكلمات الهامسة تخرج بغضب متوتر : ولماذا تكره الرجال ؟!
ترد الانثى : لا ادري و لكنني عرفت و فهمت لمسات يديها حول عنقي و لمسها لشعري و تحديقها في شفتي و قرصها لهما بخفة اقشعر منها جسدي عرفت انها تحب النساء !
مالذي جعلها تكره الرجال ؟! لا زال السؤال يدور في خلده فأنثى كهذه لا بد لها من رجل يعلمها فنون ممارسة الحب معه وعلى يديه رجل يجعلها تتلوى من اللذة  امرأة يقتحم شفتاها و جسدها رجل صنديد شرقي فحل عربي يطبّق عليها كل عقائد القبّاني .. حتى تكره ذِكر انثى امامها ففرق ممارسة الحب بين الذكر و الانثى كفرق المسافة بين الأرض و العرش!
لوهلة بعيدا عن من كانت تداعب حلمة اذنه بإثارة تمنى لو يكون هو ذالك الرجل !
.
.
.
.

بعد الغداء المشؤوم بحركات زهرة المعدومة الحسية ! ، خرجت ادور في شوارع المدينة المنسية 
بعد حنان اشعر بالضياع و اشعر بالحسرة 
حنان كم احتاجك !
اغمضت عيني بتعب و انا ادير عجلة القيادة و كأنني ادير دفة حياتي الى الوراء الى ما قبل السبع سنوات العجاف !
اين انتي يا حنان كي تزيلي عني و عثاء الهم بموتك !
ذكرياتي معك لا تلبث ان تعاود قفزها الى مخيلتي 
كنت عائدا من عملي في ساعة الظهيرة الكل يقيل و البيت هاديء وانا اقترب من غرفتي رويدا اريد ان اخلع حذائي و ارتمي على فراشي الوثير الكبير و اخلد الى الراحة و لكن حين فتحت الباب سمعت موسيقى الطبلة الشرقية تتردد في انحاء المكان وما صدمني و جعلني اغلق الباب بالمفتاح جيدا كان جيدها الرقيق الملتف في عباءة عنابية طويلة للساق مفتوحة حتى ركبتيها ضيقة رقيقة القماش حتى شف عن  صدرها و ابرزه بقوة و خصرها المياس يتمايل بدقة مع كل ضربة اصبع على تلك الطبلة اللعينة 
ازداد تعبي و لهاثي و انا ارى شعرها يتمايل على خصرها و يدها تتراقص فوق رأسها و فخذها يظهر من شق فستانها  و هي تتقدم لي بحركات رقص مدروسة غاوية باسمة الثغر ممشوقة القد منحوتة الخصر تهز صدرها و كتفاها باغراء راقصة متمرسة حتى صارت ملتصقة بي تدور حولي و تحني جسدها كانت راقصة شرقية بارعة كنت مأخوذ الانفاس فمتعتي هي رؤية حسنائي تتمايع حولي برغبتها !
امسكت خصرها و لا زالت تتمايل و جسدها اصبح ملاصق لجسدي 
يا لكتلة الحميم التي هجمت على رأسي 
هي تحاول الافلات بدلال بتمايل خصرها وانا اشدد من مسكي لخصرها حتى توجع جسدي 
شددتها بقوة حتى ضرب صدرها صدري و انزلت شفتي لتأكل شفتيها كنت الصقها بي و اشدها لي و هرموناتي بلغت ذروتها صرت أُقبّل عنقها و بنهم و اعضه و يدي ترتفع لتتحسس جسدها و الاخرى تلتف حول وركها لم نعد نعقل شيئا فلهيب الرغبة اوقد جسدينا ويدها تتعلق في عنقي تشدني اليها و انين خافت يصدر من حلقها اذاب باقي فتات الرهبة و لم اجدني الا وانا افسخ عقد الخطوبة و ادخل بها لمملكة المتزوجين. 


كم احتاجك ، لربما هي جملة او امنية لن تلبيها البتة !
عدت الى البيت متعبا من الم الذكرى ووجع الفراق و الحبيبة ، بُغيتي النوم لأريح جسدي المهدود فرؤية الثوب قلبت حالي .
مر الشهر كالعلقم على زواجي من رباب ، تركت على اثره المنزل لعدة ايام ، لا اريد العودة ، فأنا لست للزواج و بخاصة لفتاة صغيرة السن صاحبة احتياجات مثل رباب ، ماذا افعل بها ‌؟ 
تركت زمام امرها في يد امي و صبا لعلهن رتبن لها مقاما تقضي فيه حياتها فيه و ربما لن تفعل!  
من يدري فأنا لا انوي ان اجعلها زوجة حقيقية 
قد كان لعبة 
قد كان غباء 
لما رباب بالذات ؟ 
يدور في رأس صديق امرا ادعو الا يؤدي الى نهايتنا جميعا ذكورا و اناثا. 

كنت على شفا اعتاب غرفتي و كلما اقتربت منها تردد على مسامعي ايات من القران الكريم بصوت انثوي رائع الجمال 
بل فتنة ، سبحان من خلقه !
صوت عذب مريح قوي يجبرك على الصمت في حرم جماله 
اخذت اقترب من الصوت حتى فتحت باب غرفتي لأجد شيئا اسودا قااااتما يجلس قبالة رباب السارحة في ملكوت الله !!
طرقة 
لا بل طرقتين طرقهما قلبي 
جنية !!
رباب تخاوي !!
عيني مشرعتان عن اخرهما وانا اتقدم عل وعسى تلك الجنية تختفي و صوتها يندثر الا باقترابي يزداد الصوت جمالا و علوا و فتنة و هزة خفيفة مصاحبة للجسد الاسود انسجاما مع ما تتلوه من ايات الكتاب الحكيم اجبرني على القول : سلام قولا من رب رحيم !
شهقة فزع خرجت من فم تلك السوداء وهي تضع يدها على صدرها بخوف و هي تقوم مسرعة من على فراشي ! 
اخذت احدق في تلك القصيرة الضعيفة البنية التي لا يظهر من جسدها الا السواد !!
سألت مدهوشا : من انتي و كيف دخلتي لجناحي ؟!
ردت بكلمات متقطعة فعلى ما يبدو تشعر بالاحراج الشديد : آآآ.. آآآ سفة !
صوتها هاديء جدا و فيه بحة بغاية اللطافة احنيت رأسي جانبا و انا اضع يدا في جيب بنطالي و الاخرى تلتف حول سلسلة مفاتيحي ادرسها و اقيمها و هي استدارت واعطتني ظهرها وكأنني كنت اتأمل وجهها !! قالت بصوتها الساحر : انا نجلاء اخت رباب !
لا ادري لما خرجت مني نبرة استهزاء تلك الفينة وانا انظر لتلك الرباب النكرة و وجهي يتقرف من رؤيتها و بين اختها لاقول باستفزاز : يعني ان هناك فتاة عاقلة في عائلتكم ؟!
استدارت بسرعة وكأنها مصدومة او مجروحة حتى قالت بغضب شديد وهي ترفع اصبعا تحذيريا في وجهي : احترم نفسك ولا تتخطى حدودك  !
جيد و تعرف كيف تهدد همم 
لا ادري لما هاجمتها و لكنني وجدت متعة في حوارها و الوقوف امامها فهي تبدو صغيرة و حلوة:  امر رائع؛  متهجمة و مشاغبة ايضا 
هل يخفي صديق الكثير من المفاجآت لي!  
رفع حاجبا متلاعبا على اثر كلماته 
ثم اخذ يحدق فيها بتفكير:  هل ستطيلين الزيارة؟  ثم اختك هذه من احضرها الى فراشي فأنا لن استعملها!  
لابد و انها وقفت مشدوهة و انا ارى ملابسها تتحرك من الحرارة و كأنها تكتم غيضا ، هل تبدو " محرجة " .
 و لعلني اصبت هدفي بدقة و قفت مشدوهة احسست انها تريد ان ترد ولكن عقلها قد طارت منه الكلمات ولكنها بعد تماسكها بقليل خرج منها صوتا مهتزا وكأنها ستبكي : احضرت حاجيات رباب !
كنت قد مررت بكم عدة مرات؛  تبتلع ريقها و تردد:  لابد لولي امر حازم و مهتم لرباب و انت زوجها الأولى بهمومها!  
كانت تريد ان تقابله 
ان ترى مع اي رجل قد سقطت شقيقتها 
فكان وجها مغبرا 
منذ زمن سحيق سقط من الذاكرة 
لم يعد سوى ذكرى انسان 
و قبلة الصبا!  
صار ينتمي للأحزان! 

اتجهت الى حقيبتها الملقاة فوق السرير و فتحتها بسرعة و ارتباك و اخرجت منها حقيبة سوداء اخرى صغيرة فتحتها ايضا تقلبها فيسقط عدد كبير من الادوية على فراشي في تلك اللحظة سمعت صوت رباب يردد تلك الآيات التي كانت اختها تقرأها قبل قليل و لعجبي كانت تقرأها بلا قرآن وكأنه امامها غير عابئة بوجودي او وجود شقيقتها و انا اشك انها تعي اي شيء حولها !
وجدت يدي شقيقتها المغطاة بالسواد تمد لي ملفا ازرقا وهي تقول وكأنه امر واقع لا مفر منه : هذا ملف رباب لمرض الزهايمر !
فُجعت والله فٌجعت ! الزهايمر تلك الطفلة تعاني مرضا فتاكا ! 
كيف ؟!
كنت اظن انني اسأل نفسي لاجد الاجابة من ذات الصوت المبحوح : متلازمة داون التي ولدت بها رباب صاحبها بعد وقت من الزمن مرض الزهايمر ، على كل رباب لابد لها من المراجعات 
كانت تقولها بواقعية شديدة و كأنه امر عادي لا غرابة فيه .
بينما رباب لا زالت تتلو القرآن لتقول شقيقتها هذه المرة بفخر : رباب فيها من الذكاء ما يفوق عدة اشخاص مجتمعين لها القدرة على الحفظ السريع دون كتاب فقط بمجرد السمع ، تهاوى صوتها للحظيظ : لذالك دفعوا بها لك !!
اخذت اوزع نظراتي بينهما لا اجرؤ على التصديق تابعت بهدوء مخيف مهين : اخي لم يجد احدا ليلقي عليه اختي المسكينة الا رجل قوّاد !
زلزلتني اقسم حطمتني واغضبتني و ثورتي عارمة وانا بالاساس اشعر بالدمار فلا حاجة بي لانتقادات جديدة عفنة .وجدت يدي تمسك بخناقها حتى رفعتها بقوة ورجلاها لا تلامس الارضية وهي ترفس و تنشج و تحاول ان تستغيث ولكن غضبي كان شديدا عظيما محطما سمعت خرخرة صوتها وتهدج انفاسها و كفاحها لصد يدي المتشبثة برقبتها كنت اريد سحقها و الدوس عليها هذه الحشرة اخت الامعة الكلب صدّيق الخائن الصقتها في الجدار وصوت القرآن الذي لم يتوقف من فم رباب يتردد في الغرفة المزدحمة بالشياطين وانا ازيح غطاء رأسها بقوة و انزع جلبابها بقوة و الصق جسدي بجسدها بقوة كنت خارجا عن طبيعتي عن مشاعري عن سيطرة عقلي الذاهل فكلي متأجج غضبا اخذت انهال على رقبتها بقبلات محمومة و ارجع الى شفتيها لامزقها تمزيقا بشفتي بغل و حقد ورغبة صرخت فيها:  ما رأيك ان القيك على الفراش بجانب اختك المجنونة التي لا تفقه شيئا؛  ما رأيك ان انظر مالذي تخبأه هذه الاطنان من العفة! ازداد صراخي و انا اهزها بشدة:  هه قولي ما رأيك! 
لم يعي ضغطه و غله و جرأته الا وهي تقطع الانفاس من الرعب و الصدمة التي ابيضت منها كما الاموات! 
مالذي حصل لي ؟!
ارخيت يدي عن الرقبة المرتخية و العينين المغلقة و انزلت جسدها رويدا بين يدي و حملتها برفق على السرير ومددتها عليه وانا احدق بذهول فيها و في تلك الشامة قرب عينها و حبة الخال اعلى شفتيها ، اغلقت عيني عن الذكرى وخرجت من الغرفة لا اطيق نفسي !!
رفعت هاتفي الى اذني وانا اجر خطاي خارجا من بيتنا اركب سيارتي يصلني صوت الخسيس !
قلت له : اريدها ؟!
على الطرف الاخر غضن جبينه بحيرة : من ؟!
: ذات الغطاء الاسود !
: بأي صفة ؟!
: زوجة !
: تريد ان تجمع بين الاختين ؟!
: سأطلق رباب !
: رباب هي رباب !!
: لماذا ؟!
: أنا عبد مأمور !
: أه .. قلت لي !!
استدركت وانا انوي الشر : ضاجعتها !
حميم و زئير عال شق اذني : كااااااذب !
: اغتصبتها !
سكت دهرا ينشج ويبكي ! : اعطني امارة !
: ندبة على بطنها اثر عملية و حبة خال فوق شفتيها ! يكفي ؟!! 
: يكفي !!
اغلقت الخط في وجهه وانا اتجه الى المأذون كي اطلق رباب و اعقد على ذات الخمار الاسود !!


كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان !
يُحكى أنه كانت هناك فتاة دميمة تدعى جميلة ، اغواها شاب طائش عاكسها امام مدرسة البنات الإعدادية ، ضاجعها في مزرعة اهله البعيدة في وسط الخلاء !
حبلت جميلة و دخلت شهرها الخامس فاكتشف اهلها حملها ، قامت القيامة و تحاربت القبيلة يريدون سفك دماء جميلة ولكن لحسن حظ جميلة قد مات عدد لا بأس به من اشقائها و ابناء القبيلة قبل ان تهرب مع عشيقها
 تزوجا وعاشاا في السبات و النبات و خلفا صبيانا و بنات ..
الصادق الطيب ، الصدّيق القوّاد ، نجلاء المتدينة و رباب المعاقة !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...