( ٤ ) آخر أنثى قبيل وصول التتار



( ٤ ) 

الى نهدين مغرورين !

عندي المزيد من الغرور
فلا تبيعني غرورا
إن كنت أرضى أن أحبكِ ..
فاشكري المولى كثيرا ..
من حُسن حظك ..
أن غَدَوْتِ حبيبتي .. زمناً قصير
فأنا نفخت النارَ فيكِ ..
وكنتِ قبلي زمهريرا ..
وأنا الذي أنقذت نهدكِ من تسكعهِ ..
لأجعله أميرا ..
وأدرته .. لولا يداي .. أكان نهدك مستديرا ؟
وأنا الذي حرضتُ حلمتكِ الجبانةَ أن تثورا
وأنا الذي ..
في أرضك العذراء
 ألقيتُ البذورا
فتفجرتْ .. ذهباً ، وأطفالاً ، وياقوتاً مثيرا
مِنْ حُسْن حظكِ .. أن تحبيني
ولو كذباً وزورا ..
فأنا بأشعاري فتحت أمامك البابَ الكبيرا
وأنا دللتُ على أنوثتكِ .. المراكبَ والطيورا
وجعلت منكِ مليكة ومنحتكِ التاجَ المرَصع ، والسريرا
حسبي غروراً أنني علمتُ نهديكِ الغرورا
فلتشكري المولى كثيرا ..
أني عشقتكِ ذاتَ يوم ..
أشْكُري المولى كثيرا ..


حلفتُ أن لا المّ غيرك بين الذراعين ولو انشطرتُ نصفين !
ان لا اشعر بالحسرةِ على جنسِ النساء ما دمتِ لستِ فيهن !
حلفتُ و حلفت  وها انا انقض الحلفان !
غالية !
دعيني اتنفس هوى غيرك فلا دفىء صدر هنا يرويني ولا امرأة تحاكيني و لوعة اللذة تكويني !
غالية اتخل عن اخر معقل اختبأت فيه من النساء كي اتزوج .. اشرسهن اطلاقا !
سأستحل جسد امرأة غيرك !

اروقة بيتنا كبيرة و كثيرة كأنها متاهة من يدخلها لا يعرف كيف يخرج منها !
مررتُ بحجرتها توقفتْ يدي تستند على برواز الباب الخشبي البني مباعدا بينها وبين جسدي مطاطأً رأسي نافثاً نفسي !
هي انثى تمثل كل اغراء ، تعرف السباحة في محيط لعبتنا 
لم اكن لأراها ساذجة ، ولكن غاوية مثيرة بذكاء 
تكره شعيب و شعيب يكرهها  هذا ما رأيناه جميعا و ليس سرا ، ومع ذالك تشبثت به لسبع سنوات طوال ، لم يلتفت لها وكانت تلهث خلفه ، تستخدم لعبتها المفضلة و سلاحها الوحيد " الجسد " ، كم اهانها علنا ، و كم رفسها سرا ، وكم كانت مطواعة بين يديه ، كانت تحب شراسته و عنفه معها ، كان معها ساديا بامتياز بلا اي جهد منه ، و كانت معه امرأةً مُهانة !
ولكنها تثير اهتمامي و تلفت انتباهي فيها شيئا اود لمسه " روحيا " 
مع شعيب كانت جارية 
اما معي فالــأمر مختلف 
اعشق ان ادلل الـــإناث 
ان اعطيهن و أ‌‌ُسمعُهن ما يرضي نزعة الغرور الانثوي داخلهن 
ارق لحالهن و قلة حيلتهن 
فهن سريعات الهزيمة و يتقبلن الدوس و الهرس 
ثم ينهضن لينظفن كرامتهن من المهانة و يسرن بشموخ وكأن شيئا لم يحصل 
لديهن فطرة بالتجاهل و النسيان و الصفح 
لديهن القدرة على التجربة الجديدة 
و الانغماس في المتع الآنية 
فبالنسبة لهن " فلنعش اليوم " و لنجعل الغد للقدر ! 
زهرة ، تحتاج الى نوع آخر من التعامل 
ما بين و بين ، فأنا لدي النفس الطويل لها و لكل انثى من بعدها ! 

خرجَتْ وقعت عيني في عينها 
اغمضت عيني عن نفسي اشفاقا 
سأندحر 
تراجعت بخطوتي وهي تمسك برسغ يدي تبعده عن فتحة الباب تريد ان تتخطاني 
تلعب 
تلعب معي كالقطة 
نظرتُ الى ظهرها شعرها ذو الجديلة الطويلة و جسدها ببجامة نوم وردية و جورب ابيض !
الهي كم هي شهية ، محتشمة ، عفوية ! 
اين العبث الذي فعلته حتى غصصت بلقمتي ؟! 
اين تخبأين الجسد الذي تكشفين ! 
صرت اتحرى حركاتها كالنمر ، هنا تميل ، و هنا تتلفت ، و هنا تترقب التفافي حولها ! 
تبعت خطواتها كانت ثابتة تمشي بخيلاء و ظفيرتها تتراقص فوق عجزيها 
سرحت بعيييييدا عُدتُ لعصور الجاهلية 
اردتُ ان ادفن هذه المرأة حية !
توقفتْ عن المشي و استندتْ الى الجدار بدلال واضعة كفيها خلف ظهرها تسندهما على الجدار و تميل رأسها بنظرة متلاعبة من رأسي وحتى قدمي 
وقفت امامها 
اقتربت منها ووضعت كفي على الجدار خلفها 
كنت الهث و اتنفس بقوة حصان بري 
كنت اقترب اكثر حتى التصق جسدي بجسدها و تمددت ذراعي بالكامل على الجدار 
شفتيها بمنتهى اللذة و حركة لسانها الاحمر لترطبهما اخذت بلبي 
قربت شفتي من شفتيها العقهما برقة وتراجعت خطوة 
نظرت الى وجهها المنتشي القاني الحمرة و عينيها المغلقة و اهدابها المتطيحة على صفحة خديها 
اقتربت الخطوة و همست في فمها :سأقبلك الان 
كانت ساقاها تتراقصان من الرهبة و الترقب و لكنني اندفعت لجسدها كعطش وجد بحيرة عذبة ستسكن عطشه و تروي ظمأه ، قد كانت ناعمة ، ناعمة جدا و رطبة جدا و لينة طرية كفاكهة خِلتُها محرمة و هي تورق و تتلون و تنضج امامي ، كانت مطواعة تواقة للتجربة لم ترهب ولم تتلوى كانت تجاريني برقة تأخذ و تعطي بخبرة ، ولكن جسدي العطش طالب بالثورة و التمرد على الاعراف و سول لي ان استحلها كاملة الان ولم ادر ان افكاري كانت تتحول الى ضغطات موجعة هائجة حتى سمعت اعتراضا 
 يكفييييييييييييي 
يحي 
يكفي 
يحي 
صارت تبكي ودمعها يجري لعقته بلساني فخالط طيب لعابها ملوحة دمعها 
اول عهدي بقبلة النساء و ارتشاف الرحيق و اكل العسل هي هذه الزهرة !!!
كنت امد يدي تحت بجامتها اداعب ظهرها الرقيق الملمس اريد ان افتح حمالة صدرها 
اصرت على بعدي و هي تدفعني بضربات متتالية عنيفة على صدري ظننتها خائفة او هذا ما اقرأه في عينيها : يحي توقف لم اعد احتمل !
دمدمت وانا اشعر باللذة : تحتملين ماذا ؟! اريد ان ارفعها الان حتى تلتف ساقيها حول خاصرتي لألعب معها لعبة العريس و العروس !
: اتركني الآن حالا ،  صرخت من بين اسنانها 
يدي لم تستطع التوقف فأنا رجل الان في حالة هياج و احتياج وضالته واقفة امامه بكامل رغبتها و جمالها و في لحظة الذروة تطالبني بالفراق .. تؤ تؤ هذا بعيد عن انفها فسأمتص رحيقها حتى اشفي غليلي !!
يحيااااااااااا 
تملصت من بين ذراعي فتراجعت خطوة و عيني تشتعلان نارا حاقدة وانا اطلق سراحها ابتعد عنها و اعطيها ظهري و اتابع مسيري وكأن جسدي سينصهر 
اي رجل سيتماسك في لحظة كهذه 
ان اكون على شفا ممارسة الحب ثم تقوض رغبتي فجأة ؟!
تبا لكي يا زهرة تبا !
تلاعبني بمزاجها ثم ترفسني! 
، لكن وعد علي ان اجعل هذه الأنثى تدمنني !
غالية ها انا اوشك ان احطم امرأة من بعدك !

ابتعدت وانا اشعر بالدوار الذي في كل خطوة ازداد عنفا و بشاعة ، الم مباغت يعتصرني ، سكاكين تطعن خاصرتي 
رأسي يؤلمني 
لم اعد اميز طريقي 
عضلاتي ترتخي 
سقطت على ركبتي ، رأسي يدور ، بسرعة شديدة يدور ، كل شيء يلف حولي  
استندت بكفي على الارض الهث 
يا الهي يا الهي ماذا يحصل لي 
صرت استفرغ الفراغ بعنف ، شيء ما يقفل حلقي جعلني اخرخر كالمذبوح
لا اشعر بما حولي لا ارى شيئا 
دب الخوف في اوصالي 
لا اشعر فقدت الاحساس بمداري 
لا اسمع سوى صوت ينتحب مفجوعا : يحيااااا  ! 
يديها تلمانني و كفها تضرب على خدي تحاول ايقاظي 
مرت كل حياتي امام عيني ، انا ارى الموت يتربص بي ، فلاشات تعبر بصري 
كل حكايا جدي ، و اوامر ابي ، و ازدواجيتنا ، و حيواتنا السرية ، اعادتني الى الخلف 
الى ماضينا و بداياتنا الى الايام الاخيرة من حياتنا: 

تعلمنا قواعد اللعب الاساسية  
ان نتاجر بالمخدرات ولكن لا نتعاطاها 
ان نتاجر بالنساء و لكن لا نضاجعهن 
ان نستحل فروج النساء بأمر الله و بكلمة الله 
هذا ما علمنا اياه جدي زكريا و من بعده ابي !
ولكن من كسر تلك القاعدة .. منذر 
ضاجع فتيات الماخور حتى ادمنهن 
تعاطى المخدرات حتى انتشى بها 
و ترك صبا معلقة بين السماء والأرض 

اذا ما الذي حصل
في ذالك المجلس 
انفاس هادرة كركض الخيول البرية المتوحشة 
رجال بهم من الجبروت ما بنى امبراطورية قبلية 
كان يضرب بعصاه بقوة الارض من تحته حتى يخيل لسامعه ان بئر ماء سينفجر منها
بعد ان كان يستمع في ذهول حانق الى كل كلمة نطق بها بكرُه !
كيف تورط الى انفه في جحيم صدّيق !
صدّيق يبتزنا ؟! 
هزلت ورب الكعبة !
صدّيق من كان واحدا منهم بل واخا لهم في احيان كثيرة !!
كنا مشدوهين فما فعله صدّيق هو خيانة عظمى لعائلتنا التي تأتمنه على اكثر من جبهة و هو من كان دائما في وجه المدفع !! 
كان جالسا محدقا في الارض مفرجا ما بين رجليه ومكتفا يديه ببعضهما امام ركبتيه مستمعا في هدوء لا يماثل ابدا ثورة اخيه الاكبر و لا ثورة والده الذي قال ببرود مدروس لا رحمة فيه : نقتله ، نقطع رأسه ذاك الخسيس الذي تطاول على اسياده ! !
رفعت رأسي لهما و انا اقول بتعقل : لن يجدي قتله نفعا الا انقلاب القبائل و صراع دموي لن يكون الضحية فيه الا الشباب قبل المشيب ، استطردت بهدوء لافتا نظرهم بأننا بعيدين كل البعد عن الجريمة !! :  لا تنسى ان قبائلهم كبيرة و لا تنسى ان اغلبهم متورطون معنا و في ذات الوقت لن يرضو بقتله فبقتله ستنقسم القبائل و لن يستطع احد حل الخلاف الا بتدخل الحكومة و هذا مالا نريده ، هو قد زوجك اخته كي يحقن الدم !
ولكن توريطك في جرائم قتل هذا خط احمر ! !!
كانا يستمعان اليه بانصات كل منهما يقلب اقواله في رأسه : نحن نريد ان نعلمه درسا ان لا يتطاول على اسياده نعم  ! ولكن علينا ان نعرف مع من يتعامل ولما في هذا الوقت بالذات ، ماهي مطالبه ، فصدّيق ليس بذاك الذكاء الذي يجعله يخطط و يتمرد بلا مغريات تفوق ما نستطيعه ، تصرفاته حتى مع المراقبة المشددة المكثفة طبيعية ، و مكالماته لا غبار عليها ، لا يخرج مع شخصيات لا نعرفها او نشك بها ، مشكلته انه يريد ان يستدعي لبوة الى " زريبته " هذا الخروف يريد ان يصبح اسدا و لكن هيهات !

 ما ان هممت ان اذكر شرط ذاك الحقير لنيل مطلبنا حتى توافد علينا اعمامي و الكارثة دخول منذر الذي يتأبط شرا !
لم يحترم وجود اي رجل يكبره هنا كان هائجا كالثور يزبد ويرغي ويهدد 
: عمييييي صبا لن تتزوج غيري اتفهم ، كيف تفعلون بي ذالك ، صرخ بحرقة انكم تغدرون بأحلامي تدمرون الشيء الذي اعيش من أجله لا حق لديكم في اقصائي عن حياتها هي لي او للموت !
كان يقولها بغل،  تهديده صريحا و عيناه تتقدا شرا 
اتجه له والدي يضربه بعصاه على صدره كان من المفترض ان تقتله الضربة لولا يد شقيقه التي دافعت عنه و هو يمسك بعصا والدي بقوة و الشرر يتطاير من عينيه : عمي ، منذر لم يقل الا الحق صبا هي له منذ صغره و من حقنا و حقه في حال تزوجت غيره ان نقتلها او نقتل من ستتزوجه!
زعق والدي في وجوههم الاثنين وهو ينظر الى اخاه سعيد و يضرب كفيه ببعضهما: انا ادري ان لا حيلة لك و لم تربي اساسا و لكن اقسم بالله من يرفع وردة في وجه صبا رفعته لقبره و ها انا احذركما من مغبة اي عمل طائش قد يحرق كل ما سنخطط له ، اصمتا و دعانا نفكر في حل للمصائب التي ستتكالب علينا !
و بتحذير اخير شديد اللهجة : انظر انت وهو .. شدد على عصاه و قد بلغ السيل زباه عنده : ان مس احد منكم شعرة واحدة من صبا او زوجها المستقبلي سأنتزع رؤوسكم من على رقابكم .. هل وصل الكلام ! 
اخذ يبكي كالأطفال هنا قام له عمي سعيد وهو يصرخ في وجهه بقوة و يهز جسده النحيل بارز العظام : منذرررر اتقي الشر افضل لك ، الف مرة قلنا لك غيّر من تصرفاتك ولم تزد الطين الا بلة ، انظر الى جسدك قد سل السّم و النساء عافيتك ، انظر الى وجهك كيف اسود قد صرت جلدا على عظم ، امسك بفك منذر بقوة وهو يعصره بين يديه ، تكاد تتجاوز الاربعين و انت كالطفل المدلل تحتاج من يرشدك لم ينفع معك لا علاج ولا ترحيل اذا ما الحل معك والان تهدد بقتل ابنة عمك التي صبرت عليك من السنين الكثير و ضيعت عمرها بسببك !
امسك شعيب بيد عمي يبعدها عن وجه منذر الذي اخذ يدعك انفه بيده في حاجة الى جرعة تطفيء لهيب جمجمته !
دفع به عمي الى الجلوس بقوة و هو ينفر منه و يقول لأبي : توكل على الله يا صالح فلن نضيع اعمال العائلة بسبب طيش !!
اعقب ذالك دخول صبا الذي فاجأ الجميع 
بردها و نغمة صوتها عرفت انها تريد ان ترد جزءا ولو بسيط من كرامتها التي امتهنها منذر بعلمنا فقامت قيامته 
لا ادري لما انغمس منذر في الرذيلة و نحن نحرص على الا ننغمس فيها !!

هنا دخل علينا رجل مهيب الهيئة نظيف البشرة يرتدي بدلة سوداء و يحمل في يده كتاب بني عريض 

قل ورائي : زوجتك زهرة محمود بن زكريا على سنة الله ورسوله !
قل ورائي : اقبل الزواج من زهرة محمود بن زكريا على سنة الله ورسوله !
وقع الشهود عمي .. سعيد و امحمد لان عمي سعيد هو من كان وكيل زهرة ، وهكذا اصبحت زهرة منذ صباح اليوم زوجتي على سنة الله ورسوله !!
اذا قد قطعنا كل الاشواط و تغيرت كل المسارات و لربما قد عاد بعضها الى نصابها !!!
نبذه عن عائلتي المبجلة !
هل تعرفون من يحب الحرام و مال الحرام و يلتذ به ؟!
هل تعرفون كم لمال الحرام ان يجلب السطوة و القوة لاصحابه 
هل جربتم يوما ان تستمتعوا بنثر المال من الشبابيك و يلتقطها المعدمين و يتكالبون عليها بينما انت منتشي تضحك و تقهقه ملء فيك ، شعور الشبع مرضييي حد الثمالة حد الاعياء حد المووووت !
نحن تجار الجريمة 
نلعب بالبورصة و نتاجر بالمخدرات ونبيض الاموال وندير المواخير !!
وندفع بالسياسين الى العامة ، الى الساحة 
نضغط عليهم بالفتيات 
بحرمانهم من ملذات الجنس 
حرمانهم من الحرام 
من الانتشاء وهم عُراة حُفاة 
نحركهم مثل " الاراجوز " 
وهم بغبائهم لم يتعلموا 
ولم يدرسوا التاريخ 
لقد سلمونا رقبة الوطن! 
حتى نفضناه نفضا و خلعنا عنه رداءه 
فالعُهر صار يكسو وطني 
و يتغذى على ثدييه !  

رغم كل تلك الجمعيات الخيرية و مساعدات الفقراء و اسواقنا التجارية القانونية  الا أنّ لنا في حب الحرام لذة لا تضاهيها لذة !
معادلتنا متساوية بين الحلال و الحرام في الدنيا على الاقل فهل ستكون كذالك عندما نقابل وجه رب كريم !
افكاري دائما بين حدين ، بين الحلال و الحرام و بين الصح و الخطأ و بيني و بين عائلتي والولاء لها ، فكلنا اقسمنا على الولاء فقط للعائلة و لا لشيء سواها !
لا . عائلتنا ليست مثالية و لن تكون و لست انا من يكون مثاليا ، همم 
لن اتخلى يوما عن النعيم الذي نحن فيه 
القصور و المزارع و المصانع و البيوت المرفهة في الدول الغربية و السفر في اي لحظة نريد و الاهم ان اي امرأة جميلة هي طوع بناننا و ان وصلت شهرتهن السماء !
لكنني فقط وفقط اردت غالية و عشقت غالية و احيا مع غالية في البرزخ
متناقض اعرف !

كي اوضح الصورة اكثر لصبا اتجهت الى غرفتها و طرقت بابها وولجت و اغلقت الباب خلفي  !
صبا فيها من الذكاء و الحكمة والهدوء ما تتفوق به على الرجال و فيها من الانوثة و الجمال ما تنتزع به قلوبهم اذاَ صبا ستكون سلاحنا الفتاك ضد الإمعة ... صدّيق !!
للتو اعلم انني سأزيد على كسورها واحدا اخر 
لن اضحي باختي فاختي تعرف من اين تؤكل الكتف !
صبا شجاعة و ستتجاوز عقبة منذر بسهولة ! وستطيح بصدّيق الكلب بسهولة اكبر !
رفعت لي رأسها من وسادتها التي كانت تستقي دمعها نظرت وتهربت !
تعض على شفتاها بقوة تمنع سيل اخر امامي 
اعلم كم من الحب يكن منذر لصبا و لكنني لم اعلم ابدا يوما هل احبت صبا منذر ؟!!
لم نجلس وقفنا متقابلين و انا امسك بكفها بين يدي و بقوة اقول في عينيها : صبا حياتنا انا وابي وشعيب مهددة و اعناقنا بيد رجل خسيس فهل انتي لها ؟!
ترفع هامتها عاليا و تركز نظراتها في وجهي وبكامل عنفوانها و قوتها بصوتها الرخيم  : وانا فداء ابي و اخوتي .
ترفع يدي و تقبلها فأضمها الى صدري بقوة ، يا الهي يا صبا للتو قد رمينا بك الى التهلكة و لكنني اؤومن انكي لها !
لما دائما نساوم بالنساء ؟!
الانهن كسرة العين و وجع القلب و الخاطر ؟!
ام لانهن الكرامة و قدسية الحياة 
اما لانهن سبب كل ما يدور حولنا ؟!
كم من حواء تسببت بمقتل ادم ؟!
من صرخت وا معتصماه ؟!
من سببت حرب البسوس ؟!
من تسبب بالالياذة و الاوديسة ؟!
من انزل ادم من الجنة و بسبب من قتل قابيل هابيل ؟!
من اجلها جن الشعراء ومات منهم من مات !
كله بسبب فتنة النساء ! 
كله بسبب حب امراة و عشق امراة و حقد امراة و رقة امراة وكأن العالم قد خُلق من اجلها !

واختي صبا و ابنة عمي زهرة و غالية و حنان و لا ادري من ايضا ستدخل حياتنا لا يخلفن فيها الا الصراع !!

.. 
وعيت على نفسي بين ذراعي زهرة في الممر الطويل الخالي 
كانت تحتضن رأسي بين نهديها كأنها تريد دفني هناك ، كانت تحتضنني بقوة و لهفة كأنها ستفقدني 
كنت غارقا في عرقي ، و لهاثي يتدافع عبر شفتي و صدري متعب مختنق بالكاد اتنفس
عيناي ضبابيتان متعبتان ، قلت لها بهمس متقطع : ماحدث ــ لا اريد ــ لأحد ــ ان ــ يعرف عنه ! 
جاوبتني بهزة و دموع اغرقت عينيها حتى انها قد بللت وجهي بها ، قمت من مكاني اجر خطاي بالكاد اتماسك فجسدي صار كالعجينة اللينة مرتخ تماما ، و تركت حضنها مرغما  ، منهكا متكسرا اردت فقط الارتماء على فراشي و الغرق في نومي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...