( ٦ ) آخر أنثى قُبيل وصولِ التتار



( ٦ ) 

نهدان


للمرأة التي أحبها 
 نهدان عجيبان 
 واحدٌ من بلاد النبيذ 
 وواحدٌ من بلاد الحنطه 
 واحدٌ مجنونٌ كرامبو 
 وواحدٌ مغرورٌ كالمتنبي 
 واحدٌ من شمال أوروبا 
 وواحدٌ من صعيد مصر 
 وبينهما... 
دارت كل الحروب الصليبيه..

كنا رجالاً اربعة مجتمعين في مجلس الهادي الذي يغلب عليه الطابع الذهبي الكلاسيكي 
كلما التفت وجدت قطعة ذهبية و كأنه منزل قارون و ليس بمنزل رجل اقل ما يُقال عنه انه شعبي .
شعبي الملبس و المظهر و المخبر 
نتحاور و نشرب الشاي بعد وليمة الأرز و اللحم العِظام !
كل منا اتخذ له متكأ و كان طارق اكثرنا هدوءا الليلة ، و حُزنا،  رُحتُ اسأله : طارق ما بك لم تكن طبيعياً الليلة !
تبرم بوجهه عني و سكت الجميع ينظرون الى طارق الذي اخذ يحني ظهره ليلتقط عوداً من السفرة كي يُسرّح به أسنانه وهو يحرك العود بين أسنانِه جاوبنا بامتعاظ : زوجتي طلبت الطلاق في المحكمة !
اول كلمات خرجت منا هي : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
سألته : طيب لماذا ؟!
هنا إحمّر وجهه خجلاً وابتسامة حرج تغطي عينيه و شفتيه : فضحتني بنت الكلب تقول أنني لا امتعها في الفراش !
سكت الجميع ثم سمعت صوت الهادي و حنجرته تصخب بالضحك الهادر لم اتمالك نفسي انا الآخر حتى ارتميت على متكأي اضحك بعنف و لم استطع التوقف عن الضحك ابداً أخذ شعيب اخي ينظر لي بشزر و عيناه ضاحكتان و هو يقول له ما زاد انفجاري : قبّحك الله من رجل فضحتنا بين الرجال !
امسكت ببطني لا استطيع السكوت و الهادي ذاك الرجل العتيد المظهر ذو الشعر الاشيب و النظرات الجامدة و صاحب اللسان القبيح يُعلق عليه بكلمات لن تخرج من رجل الا هو وهو يحلف ايمان معظّمة : هاتها لي تلك الــ............. حتى اضربنها ضرباتٍ فوالله لن اتركها قبل ان يسابق صياحها صياح الآذان !
اخذت اهش على وجهه من كلماته فهو لا يعرف الوسطية كلامه مباشر و في الصميم ولا يعرف للحياء سبيلاً لسانه سليط و جوابه على رأسه !
في عُرفه ان الرجال لا يجب ان يعرفوا الحياء !
انتفخ وجه طارق ببؤس و احمّر و اكفهر وهو يريد النهوض من المجلس الذي اخذ يهزأ منه : اجلس اجلس والله لن تقوم !
صِرتُ احلف له اريد ان افهم ما حكايته : قل لنا ما الحكاية !
انقلب وجهه وهو يقول : والله يا رجل لا احتمل ما ان المسها حتى انتفض و ينتهي كل شيء !
اخذ يكمل : في اول عام بيننا كنت في عز فورتي ، اردت ان اجرب و جربت و تلذذت ، بعد العام لم يعد لدي النية في جماعها ، اخذت اتهرب منها ، و صارت هي من يتحرش بي و اخذت اجامعها على مضض ، خمس او عشر دقائق،  اكون فيها قد اشبعت شيئا داخلي و لكنني غير متحمس ، اما هي فتنقلب باكية ، اخذت حياتنا تسوء ، هي متوترة فاقدة للأعصاب ، تفرغ غيضها و غضبها بالصراخ و الطلبات و ضرب الصغير بحقد و كأنها " تتفشش " فيه؛  حتى انها قد اهملت نفسها و مظهرها ، فمهما تفعل لم يعد يؤثر بي لأنني كنت قد حفظتها بكل حالاتها ، قد طفح بها الكيل و لم تعد تكترث للفضيحة بأن تقولها للقاضي هكذا ،، علنية ! 
اخذ يتنهد بتعب و هو يمسح وجهه : لا ادري ان كان علة ، ملل او تعوّد .
لو كان رجل شرقي غيره لألقى اللوم على ( العين و الحسد و السحر و هاروت و ماروت ) 
فتحت عيني استغرابا : ولما لم تحاول أن تتعالج !
ضربني شعيب على كتفي بكفه : وهل لرجل مثلنا ان يعرض نفسه على الطب كي يلعبوا برجولته !
توجه بحديثه الى طارق : شربة الدجاج و البصل بالبهار و سترى نتائج عجيييبة و اقرأ كتب الباه ستعرف كيف تحل المعضلة ان لم تكن مع هذه المرأة فلتكن مع واحدة اخرى !
نطق الهادي بهدوء و هو يفرق ما بين ساقيه و يضع يداً على فكه وكأنه يحكُه بإهمال و هو يلوي شفتيه : والله لم اجد احلى من الفياجرا حبة و احدة و تطير الحبيبة للسماء !
نظرنا كلنا اليه في استغراب قلتُ متداركاً : وهل تتعاطى الفياجرا !
اجاب مبتسما : والله انها لدواء العصر تمسك بزوجتك الصبح لا تتركها الا العشاء ، واخذ يضحك بصوت فخم عال .
التفت طارق لي انا و شعيب : وانتما ؟!
اجاب شعيب بثقل : لا احتاجها / يكفي ان ارى امرأة تعجبني حتى اشتهيها!
لم يكن يعلم مغزى كلامه سوى شقيقه الجالس يستمع في صمت و هو ادرى الناس بشخصية اخاه المزدوجة و التي لا يظهرها للعامة !
اقترب الهادي بخطوات سريعة يضرب على فخذ شعيب بفخر : رجل والله انك رجل !
نظرت لهم بمشاكسة و عيني تضيقان : اخي اخبر الناس بكيف يأتي النساء !
رد طارق باستغراب : غريب ولكن اعرف انك لم تلمس امرأة في حياتك !
رد شعيب بثقة : لا لم افعل ! ولكنني سأتزوج قريبا؛  خرجت منه تنهيدة قوية تمتم فيها احدهم بالرحمة على من كانت يوما خطيبته؛  فهم يعلمون انه من بعدها قد كره جنس النساء و رفض الزواج؛  حتى انه لسبع سنوات طوال نادرا ما اجتمعوا معه كما يفعلون اليوم وكأن حياته بدت تجري في الاتجاه الطبيعي!  
ساد على اثر كلماته صمت ثقيل؛  صار ينظر فيه بعمق الى حبات مسبحته التي يقلبها بين اصابعه؛  
نظرت جانبيا اليه ثم غضضت بصري عنه اريد قطع هذا الهدوء مغيرا للموضوع وانا اقول : صدق الهادي عندما قال ادرس كتب الباه و ستعرف كيف ترضي زوجتك !
هنا نهض الهادي من مكانه متجها الى اسطول كتبه اختار منها ضالته التي رماها علينا والتي يبدو انها قد قُرِأت مراراً وتكراراً حتى شُقت جوانبها و بهُتت صفحاتها كان الكتاب : نواظر الايك  ! 
اخذت اضحك عليه بقوة و صدري يهتز : تثقف نفسك يا ملعون !
قلبت الكتاب في يدي وانا اقرأ السطور الاخيرة منه ..
اتذكر المرة الماضية حين باغتُّ زهرة لم احتج لكتاب او مشهيات او اي شيء ، غريزتي هي ما قادني و ليس الكتب !
امسكت بها من خصرها وجررتها معي الى غرفة المؤونة كانت مصدومة لم تستوعب فعلتي بعد الا وانا الوي جسدها و كفي ينطبقان على خصرها كان تماماً قياس كفي حتى ان اصابعي اوشكت ان تتلامس كانت ترتدي فستانا عاجيا فصل على جيدها بانحنائاته كاملة يبرزها ويخنقها  يبين مدى رقتها و حول خصرها حزام ازرق رقيق يضفي سحر مضاعف عليها و كفاني جنونا حين اشتم رائحة عطرها الملكي الذي يبهج روحي. 
كانت تتلوى و هي ترفع صدرها عاليا تمسك برسغي تحاول فكهما عنها بضيق : يحي لن اسمح لك ان تتبع معي اساليبك مع حبيبتك سابقا او اساليب شعيب كي تنال ما تريد ثم تتركني ضائعة ، حدقت في وجهي تقول بثبات وبرود : لن تلمسني قبل اعلان الزواج !
كنت انظر طوال الوقت الى شفتيها وكأنها تغني اغنية عذبة الكلمات تطرب الاذان و تذهل العقول حتى تجعلك ترقص كالمجنون : ساتمم الزواج صدقيني هذه المرة لن اناور !!
هنا رفعت يدها الى عنقي تدغدغه بإصبعها السبابة و هي تقرص شفتيها بأسنانها البيضاء و في نبرتها كل دلال يلين منه قلب اعتى الرجال : أحقا ؟!
قلتُ لاهثاً وانا ابتلع ريقي ووجهي جاد الملامح انظر الى كل تفصيل فيها : جربيني !
اقتربتُ منها هامساً : و قُبلة المرة الماضية !
ردت بخجل و اصبع فوق شفتيها و هي توميء برأسها : امممم كانت لذيذة !
كنت اجمع شعرها في جهة واحدة و انا احاورها احاول ان اكون مهتما :  وكيف هو عملك؟  
ف زهرة تدير بنفسها مدرسة حديثة للـــ منتيسوري؛  كانت قد درستها لاربع سنوات في امريكا؛  و قد صممت على فتح مدرستها و الاشراف عليها و ترتيبها بنفسها؛  تعبد عملها و شديدة فيه رغم هدوئها؛  لم نكن نثق في مشروعها هذا راهنا على فشله وراهنت هي على نجاحه و نجحت .توافد اولياء الامور عليها جعلها واحدة من اشهر و  ارقى المدارس؛  بينما كانت تحكي لي قصص الاطفال المتحمسين و قصص عن زكية التي تتفنن في اثارة اعصابها حتى تكاد لا تطيقها لتدليل الجميع لها  ؛ فهي انثى تعشق نفسها و تحب ان يعشقها من حولها و يوليها انتباها و اهتماما متزايدا فليس من السهل ارضائها و لا اقناعها؛  كنت باشرت بتقبيلها فكلماتها كانت حلما و قربها جنونا؛  كنت متحمسا لاغرائها و سرقة القليل من جيدها؛  هذه المرة كانت مستسلمة حتى انها قد ارتمت في احضاني تعانقني؛  شعرت بجسدها كالزبدة؛  يا الله كم هي حلوة! 
اردت ان ادربها على تقبلي 
على تجاوز كل ماض نعرفه سويا 
اردت ان اعلمها كيف تعشقني 
اردت ان اراها كاملة؛  ان امتع بصري بها؛  و لعلني ازحت بعض ملابسها عنها؛  كان جوا محموما و لكنني قد اضعت طريقي و هاجمني ضعف شديد؛  شديد جدا 
غشي فيه بصري 
تراجعت عنها في ذهولها و التفت بسرعة افتح الباب لتسقط علي شمس الظهيرة الحارة سمعتها تهذي بــ : ستندم يا يحي .
خرجت مسرعا بقدر استطاعتي اريد مكانا اختلي فيه 
مكانا اتألم فيه على راحتي ، تتقلب فيه خاصرتي ،
 و يصفر فيه وجهي و يدور فيه رأسي بدوامات خطيرة ، 
اضل اتعرق حتى اظن ان الجفاف قد اصابني ،
 اريد ان اخلع ملابسي فهي تحرقني ، تحرق جلدي و لحمي ، نار تلهب جوفي 
اصبحت أئن من الوجع و انا اعتصر بكفي بطني و اجلس متهالكا كيفما اتفق اتمرغ في مأساتي 
 و انا ادعو ألا يراني أحد .
.
.
.

كيف لا اعشق جمالك 

ما رأت عيناى مثالك.. و كيف لا اعشق جمالك 
كيف لا اعشق جمالك ..و انت مغرى 
زنت بى ادبك جمالك..و انت سحرى 
فيك اجمل شي خصالك..و انت بدرى 
و ابعد الغايات منالك 
لو رنيت ترسل نبالك 
قلبى لاعب بيهو مالك 
ليهو حق لو كان هوانك 
و كيف لا اعشق جمالك 
بسمتك توحى الاغانى 
و اسمى ايات المعانى 
فى هواك لاقيت هوانى..و بيهو راضى 
معتلى قلبى و لسان
انت ذى زهر الخميلة 
تزدهر فى روح جميلة 
و عاليه اخلاقك نبيلة 
و يخجل البدرين هلالك 
و كيف لا اعشق جمالك.. 
انت رافل فى نعيمك 
و بس انال منك جحيمك 
و قول لى كيف اظفر بليمك 
نارى تطفا..روحى ترفا 
فى سما العز ذى كمالك 
كيف لا اعشق جمالك
اغنية سودانية استريو في شقة من طابقين 
من الطابق الارضي فتح الباب بقوة و هو يتجه بسرعة قصوى الى الطابق العلوي يجمع طرف قفطانه الناصع البياض كي يقفز الدرجات اثنتين في كل خطوة 
تعلقت عيناه على الباب الخشبي ذا اللون الابيض وصل له وهو يمسك بأُكرة الباب كي يفتحه على مصراعيه 
من كان على السرير غارقاً في اللذة و فوقه الأنثى السوداء ذات الروائح الافريقية تعلمه فنون جديدة في ممارسة الحب لم يختبرها إلاَّ معها ولم يتم تفضيلها على غيرها من نساء الماخور إلاّ بفضلها !
وجد اخاه فوق رأسه وهو يجذب الفتاة ذات الجسد الأسود الفتّاك من فوقه وهو يجرها الى خارج الغرفة يقول لها : ألا تشبعين أبداً افي كل مرة يطلب منك النوم معه مباشرة تقفزين الى الفراش 
ترد في فخر بشفتيها الكبيرتين و هي ترفع حاجباً مغيضاً : ماذا افعل اذا كان اخاك مدمن لجسدي !
اخذت تضحك بفجور وهي تمشي الهوينة بجسدها العاري والآخر يصرخ فيها وكأنه يطردها : ارتدي ملابسك بسرعة و اخرجي حالاً 
اشارت له بكفها وهي تعطيه ظهرها  

كان ممداً في عالم آخر يدمدم ما بين شفتيه بخفوت : يا هاذم اللذات  !!
تقدم بخطواته من جديد الى من كان يتنهد على السرير عاري الجسد إلاّ من بقعة صغيرة غطاها عن عيني شقيقه المؤنبة : قم هيا الليلة مداهمة !
قام كالملسوع من السرير وهو يصرخ به بوجه غاضب : لما لم تقل منذ البداية ماذا تنتظر !
قال الآخر وهو يضع يده في جيب قفطانه الأبيض : لسنا مستعجلين لكن كان يجب ان اتأكد من خلو الشقة اذا كان هناك اي مخدرات وهو يرى غبار ابيض على الطاولة جانبه؛   ارمها في التواليت !
اخذ اخاه في المشي سريعاً الى درج من ادراج دولابه يخرج منه كيس بودرة ابيض اللون وهو يحدث الكيس : أكل معاناتي لجلبك تنتهي في المرحاض !
اخاه من كان يهز رأسه في غيظ و اسف : منذرررررر هيّااااااا خلصنا ارمه و اخرج من الشقة لم اتصل بعد بالأشقاء !!
سكن جسده عن الحركة وتصلب ظهره وهو يعطيه اياه احنى كتفيه و يده تستند على حافة الطاولة رآه اخاه يرفع يد الى وجهه يمسحه ، من زاوية رؤيته هنا ايقن انه يبكي !!
ناداه مؤيد بصوت هاديء و حزين : سأنتظرك في الخارج !
توجه مباشرة الى الحمام افرغ محتويات الكيس وعلى وجهه كل امارات الأسى و الأسف على ما يضيعه من كيس صغير يُقدّر ثمنه بالآلاف و ضغط على السيفون كي يبتلع الماء البودرة البيضاء .
لما انقاد لأمر شقيقه بأن يرمي الكيس فقد كان من السهل ان يودعه جيبه و يخرج ، أم أنه يشتهي أن يتخلص في ماضيه و حاضره من المخدرات التي ضيعت صحته و راحته و ،، حبه .
خرج بسرعة تناول ملابسه من علاقة الملابس و ارتداها كيفما اتفق ووجه نظرة غامضة الى السرير ثم خرج وهو يغلق ابواب الشقة وراءه !


أثواب

ألوان أثوابها تجري بتفكيري
جري البيادر في ذهن العصافير ..
ألا سقى الله أياماً بحجرتها
كأنهن أساطير الأساطير
أين الزمان ، وقد غصت خزانتها
بكل مستهتر الألوان، معطور
فثم رافعةٌ للنهد .. زاهيةٌ
إلى رداءٍ ، بلون الوجد ، مسعور
إلى قميصٍ كشيف الكم ، مغتلمٍ
إلى وشاحٍ ، هريق الطيب ، مخمور
***
هل المخادع من بعدي، كسالفها
تزهو بكل لطيف الوشي ، منضور
وهل منامتك الصفراء .. ما برحت
تفتر عن طيب الأنفاس، معطير
هل أنت أنت .. وهلا زلت هاجمة
النهدين.. مجلوةً مثل التصاوير؟
وصدرك الطفل .. هل أنسى مواسمه
وحلمتاك عليه ، قطرتا نور ..
وأين شعرك؟ أطويه.. وأنشره
ما بين منفلتٍ حرٍ .. ومضفور
إذ المخدات بالأشواق سابحةٌ
ونحن سكيرةٌ جنت بسكير..
أين الحرائر ألوانٌ وأمزجةٌ
حيرى على ربوتي ضوءٍ وبللور ..
وللغريزة لفتاتٌ مهيجةٌ
لكل منحسرٍ .. أو نصف محسور ..
أهفو إلى طيبك الجاري ، كما اجتمعت
على المنابع أعناق الشحارير ..


من مذكرات غالية ..
قبل ايام سألتني وانت ترفع بإصبعك السبابة خصلات شعري لتكشف عن ندبة طولية تمر فوق حاجبي لتصنع في وجهي ندبة ابدية و بصوتك العميق المخيف : ما سبب هذه الندبة ؟!
لكم اكره ان اجيبك بكذبة !
قلت متبرمة : قلت لك مسبقا انه حادث سيارة !
رفعتَ حاجبك الايسر بنظرة ماكرة مقتربا بوجهك مني و انفاسك تلسع عيني : كاااذبة ! قد سألت و عرفت !
قمت مسرعة متمسكة بمعطفي امشي و انت تجر خطواتك خلفي تتهمني : لما تتسترين عليها ؟!
اجبتك مفجوعة و عيني متوسعة بدهشة : ليس لديك الحق !
بل هاجمتك : لا احب استنتاجاتك العقيمة ، ومن قال لك الحكاية دعه يخبرك بها كاملة !
امسكتَ بمرفقي بحنية بانت على محياك الجميل : اريد ان اسمعها منكِ !
اجبتك بصدق و عيني في عيناك : كان حادثا ! كنت انا من تدخل فيه و ليست هي ، كانت مفجوعة سيحرمونها من حبيبها ، جن جنونها واخذت تلقي بكل ما يمر في طريقها شمالا و يمينا بقوة يديها احد الاكواب اخترق جبيني في ذهول مني و تسبب بندبة ابدية ستبقى شاهدا على قصة حب انتهت بالزواج مدى الحياة !
اخذت المس تلك الندبة و ابتسامة حنين تجرني الى الخلف الى تلك السنون البيضاء الوردية اقول بمداعبة : الندبة تزيدني جمالا ، اليس كذالك ؟!
مررت لسانك بين شفتيك و انت تقترب اكثر لتقول : ندبة على جبين الحياة !!
اجل فأنت لم تسمني يوما غالية ! كنت تطلق علي اسم حياة ! 
تقول انني من يعطي حياتك البهجة و الحبور و السعادة ، وانا من يزين يومك بابتسامتي وانا من يسود يومك بغيابه ، يحي لكم احببتك !
اتدري يا يحي ان احدى صديقاتي كانت تقول لي : انتي محظوظة باسمك لإنكِ تعيشين غالية و تموتين غالية ! كما تقول جدتي : عندما تموتين يسألون من مات ؟! : فنقول : من ماتت غالية !!
استنشقت انفاسك وانت تترك مرفقي داعيا اياي لغذاء في احدى مطاعم المدينة .

يحي 
آسفة لأنني فهمت عيناك خطأ 
آسفة لأنني فهمت دفاعك خطأ 
آسفة لأنني فهمت غيرتك خطأ 
وآسفة لأنني فهمت صداقتك .. حُباً !
كنا نفطر معا في ذالك المطعم في تلك المدينة الصماء الشبه خالية الا من بضع رجال اجرة !
انتظر النادلة ان تأتيني بطبقي وأنت كذالك .
قد جلست قبالتي تعطيني جانب وجهك بينما عيناك كانتا تدوران في المطعم ماسحاً اياه بنظراتك العميقة المخيفة ، لم نكن نتخاطب كثيراً 
كنا نبتسم اذا التقت نظراتنا وكنا نعشق ان نكون في بقعة واحدة معا وكنا نستمتع ان نكون حبيبين بلا بوح !
ذاك اليوم اعلن اول تحطم لي امامك !
شعرت بنظرات تحاصرني و تشدني اليها ، الى عينان ماكرتان تأخذانني الى سبي الحرية !
نظرت فتبعثرت 
وقعت عيناي على ذالك الرجل الخمسيني الجميل الذي كان يراقبني باستمتاع عن كثب ، ارتبكت وكثيرا ، وخفق قلبي برعب وشعرت في تلك الثانية انني خائنة !
صرت استرق النظر في كل مرة اشعر انه يحدق في البصر كــ أنثى لم تفتني نظرات الرغبة الحارقة التي تنبض في وجهه !
احمر وجهي و عقدت حاجبي وصرت العق شفتاي كأنني عطشى و التفت الى كل زاوية مرتبكة وقد نسيتك !
نسيت انك مقابلاً لي ، واستهجنت ذاتي !
التفت لك ورأيتك تنظر لي بحزن غريب مفجع و صادق وكأن عيناك ستغرق بدمعها آنيا !
لكم عنفتُ نفسي و نعتها بالساقطة !
تحججت : سأقوم الى دورة المياه لحظات وارجع !
كان ردك ان ارتددت بقوة الى ظهر مقعدك ناظراً بعمق الى عُقد اصابعك !
لم افهم نفسي ، تحركت مسرعة وانا اعدل شالي الابيض الصوفي الذي يلتف حول عنقي ورفعت غرتي ومشيت سريعا تحت نظرات شعرت انها تحرق الأرض ورائي !
فعلت كل ما تفعل اي امرأة في استراحة : تعدل زينتها !
لملمت شتات نفسي وما ان تخطيت عتبة الباب حتى وجدت يدين كبيرتين ذكوريتين قاسيتين تطبقان على جانبي ذراعي حتى تكادان ترفعانني عاليا وصدري يلتصق بصدر رجل غريب وانفي يلتصق بعنقه 
جف حلقي وتسارع قلبي وارتعدت اطرافي وشل لساني !
وذاك الجسد يدفعني كالسيل راجعا بي الي استراحة النساء التي ارتد بابها بقوة و عنف وشفاه تحرق شفاهي و اسنان تحتك باسناني !
كنت غريقة و مخترقة !
هل ما يحصل بارادتي ام ان احدهم قد قرر اغتصابي في مكان عام ؟!
لم ارفس ولم انطق ولم اصرخ !
بينما تلك اليدان كانتا تعيثان فسادا في حنايا جسدي 
اصابتني الحمى ولم اصدق ، مذهولة كنت !
خائنة هذا ما قفز الى تفكيري 
لم يكن ذاك إلاّ الرجل الخمسيني الذي غرر بي !
رجعتُ للواقع على صوت الباب يُفتح ولم يكن إلاّ انت !!

يحي 
كانت دائما علاقتنا هشة كالزجاج .
يا من اتهمتني يوماً بأنني قد ضاجعت كل الرجال وانت الوحيد الذي لم يدس فرجي !
ها انا اكتب اليك !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...