الجزء الثالث عشر
ان تجلس لتشرب القهوة فقط كي لا تنام
ان تضل الافكار تدور في دوامة في عقلك حتى تثقله كي لا تنام
انت لا تريد ان تنام انت تريد ان تعذب نفسك ان تمرمر ايامك وان تكتئب في ركن خاص بك تبكي تارة و تتوجع على نفسك تارة اخرى
لا تفهم ما يجري في جسدك , الدم ام الحمى
انت لا تنام , انت متعب لا تريد ان تفق ولا ان تمارس حياتك باعتيادية كما كنت تفعل
كما كانت الحياة روتينا مملا الان اصبحت اكثر مللا
شيء يدعوك لتنام نومة ابدية شيء يجعلك تدعو على نفسك على جسدك على روحك
تتنفس فقط لتتابع حياتك و لترى الى اي مدى ستتطاول فصولها عليك
هكذا كانت هي الوجع تلو الاخر
لا يكفي انها ترى اولادها في ضياع , كل منهم ضل طريقه , كل منهم يتعذب بطريقته
فلذات كبدها تراهم يفقدون الحياة شيئا فشيء ولا تستطع ان تحرك اصبعا لحمايتهم , لا تستطيع ان تغمرهم كما كانوا اطفالا , لا تستطيع ان تقتحم اسرارهم الدفينة التي عاثت في ارواحهم فسادا
لا تستطيع ان تقترب الان منهم قبل ان تستاذن ،قبل ان تدق بابا خشبيا ثم ابوابا مخفيه كثيرة بينها و بينهم
لالا لا يكفي ابناءها بل زادهم والدهم
نعم تعبها الاول و الاخير فلولاه لولا صالح و اعمال صالح المريبة ما كانت حياتهم ستتخذ هذا المنحنى ربما سيفقد احدهم فيه حياته
صالح الذي دمر كل شيء جميل دافيء مرح سعيد , كبرت و كبر صالح و كبر يحي و شعيب و صبا ، كبروا معنا يحملون همومنا و يتكسرون عنا و يبكون لاجلنا
البيت الذي عاشت فيه عمرا اصبح خاويا باردا لم تعد تشعر بحرارته منذ طعنته الماكنة و زواجه من ميادة ثم انجابه منها بعد هذا العمر مرتين !
لا زال يرغب في ميادة و هي التي تركها لمجرد انها قالت له انها لم تعد تريده ولم تعد تريده في غرفتها ، عاش مع ميادة لا يطأ منزله الا قليلا بحجة ان الاولاد كبار و اغلب وقتهم خارجه ، قليلا ما سأل عنها او سمعت منه يذكر اسمها
كل ذلك وما عاداه اثبت لها ان حبه كان وهما نعم وهم حتى ليلة المصالحة بينهما استغلها فيها و سمحت له بذلك ، هل تغار من ميادة ؟!! نعم تفعل كيف لا تفعل و ميادة ملكة جمال تحسدها عليه اجمل النساء ، كيف لا يتعلق بها و هي اصغر منها سنا و اكثر رقة و غنجا
متى احب ميادة ومتى تعلق بها لا تعلم لا تعلم
آسيا تلك هي قصة اخرى ، من هي اسيا ولما تحاصرني ولما اخبرتني انا بالذات بها بتلك النظرة الشيطانية وكانها تريد ان تقهرني وان تزيد على جرحي جرح اخر يكون سببا في تلف روحي
من هي اسيا يا صالح من ؟!!
صبا التي كانت تدفن رأسها في كنف امها
الكل يخيم عليه الصمت و الحزن
اخيرا قد افترق والديها والفراق جاء من امها برغبتها لسبب ما لا تعرفه
الى ان سمعت صوت امها الغائر : صبا
التفتت عليها بهدوء تدفع شعرها خلف اذنها تستمع لما ستقوله امها : صبا انت انثى ، مثلي ، انثى قد تتخيل يوم ما ان يغدر بها ، ان تصلها حكاية هي لا تعرف تفاصيلها ولا تعرف عنها شيئا ، انثى ستعرف كيف تظلم انثى اخرى !
كانت تنظر باستغراب الى وجه امها الحبيب و تدور بين عينيها لا تدري ما قصد امها : امي الا تظني انه قد تم الغدر بي ؟!!
اعتدلت في جلستها : رغم ان كلامك يشير الى ان هناك امر جلل و قصة قد حدثت بينك وبين ابي تريدين معرفة تفاصيلها ، ولكنني اخبرك انه قد غدر بي منذر منذ زمن والكل يتفرج ، قد غدر بي اخوتي حين اعطوني للصديق بحجة المصالح والدم و الاعمال
الا يكفي هذا الغدر ان اترك رجل احبه لرجل غصبت عليه حتى وان كان طاعة لابي و اخوتي !!
امي اشعر انني مدمرة و لا مكان لي بين كل ذلك ، نبرة صوتها كانت تغوص اكثر و اكثر تحت اكوام هم ليس لها
امي هل فكرت يوما ما ستكون عليه حياتي مع هذا الصديق ؟
انا لم اتخيل بعد لا والله لم افعل لمجرد ان تطرا الفكرة على بالي يرتفع ضغطي و يدوخ رأسي ، كيف لي ان اعاشر رجل اكرهه لا ليس هذا فقط بل ان اكون حريصة على ارضاءه !
التفتت على امها في نظرات عتب : انت بذاتك لم تقولي كلمة عن هذا الامر بل استسلمتي له و سلمته لأبي
هنا تنهدت امها : أأأأخ اخ يا بنتي والله لا اعرف ما الذي يجري من تحتي ، انا متعبة متعبة و مثقلة بهموم لا يعلمها الا الله
اتدرين منذ ذاك الزمن عندما غضبت جدتك على والدك و ترفض رؤيته و ترفض مقابلته
منذ ذاك الوقت وانا قلبي يؤلمني و يحدثني ان ما فعله صالح معها لا يغتفر لا يغتفر ابدا
وهذا الامر يبدو انه قد ظهر على السطح : من هي آسيا هذه وما علاقة والدك بها اكاد اجن من التفكير
هنا ضغطت صبا على فخذ امها تواسيها : والله لا اعرف لا ادري اصلا من اخبرك بهذا الاسم ولما اخبرك الان بالذات لماذا ؟
امي قولي لي من قال لك عنها
دارت ماجدة برأسها بعيدا ترفض ان تتحدث بما حصل فهذا الامر من يعرفه اثنان .. صالح و امه ...!!
حاضر زهرة
لكن في ذالك البيت الذي كادت ان تُرمى من شرفته كانت تصرخ في وجهه تصرخ بكل ما تحمله حنجرتها من صوت ، تصرخ في وجهه انها غاضبة و مذلولة غاضبة جدا ولم تعد تحتمل تعامله معها ولا تصرفاته مع سكينة : قل لي قل لي مالذي تريد ان تصل اليه
كانت تحرك يدها في غل على نفسها كانت الدموع تتدفق من عينيها : مالذي تراه في سكينة ولا تراه في
اراك نعم اراك في كل مرة تحضر يسيل لعابك كالكلب المسعور
تلك اللحظة داهمتها صفعة ادارت لها وجهها ولكنها استدارت عليه تجبره على سماعها على ان تقول كل شيء يدور في خلدها كل شيء لا يريد سماعه : الم تكن مجنونا مسعورا بغالية ومالذي فعلته بها الم تقتلها الم تعذبها والان تريد ان تقتلني بحسرتي ، انا لم اجبرك على الزواج مني
صرخ بها و عيناه كلها مرارة : نعم نعم عندما يطلب مني ابي الزواج منك فانا مجبر ، عندما يقول لي تزوج من كانت زوجة اخاك فانا مجبر / عندما تغريني بثيابك و جسدك فانا مجبر
هدا من انفاسه وهو يقترب منها ويقول : زهرة انت ابدا لم تكوني رغبتي ، لم تكوني بمحض ارادتي ، انا مجبر وانا رجل ... مجبر ، رغم كل ما فيك من انوثة الا ان ما يدفعني لك هو الشهوة ،، فتحت عيناها المبللتان بالدموع وهي مصدومة مصدومة من كل ذلك ، في وقت من الاوقات كانت تظن انه يألفها وانه تعلق بها وانه احبها نعم احبها فما الذي ينقصها هي كي لا يحبها ، اصبحت حلالا له ولم يتغزل بها الا قليلا ، وجه نظره لسكينة التي والله وحده اعلم مالذي فعلته معه كي يبقى اسير لها و شبق بها : مالذي ينقصني انا كي تعاملني كزوجة محترمة ، يحي انت حتى الان لم تقل لي كلمة حب ، ليس ذنبي ان اجبرك عمي علي ، انا و شعيب لا نتناسب بالمرة ، انا وشعيب لم نحب بعضنا
هنا علا صراخه لأسكاتها عندما تقدم وامسك بحنكها بشدة تألمت منها ، يهمس في وجهها يكذب مقولتها : انت لم تحبي شعيب !! انت حتى عرضت نفسك عليه عرضا ، لاحقته من مكان لاخر ومن غرفة لغرفة ، رأيت ذاك الوقت مدى الهيام الذي في عيناك له ، رأيت كم كنت تتزينين و تتحضرين لملاقاته كلما عاد ، رأيت الرغبة في عيناك له ، انا مالم افهمه كيف غيرتي بوصلتك بسرعة و فجأة تريدين ان تحبيني ان ترغبيني ان تعاشريني كرجل لك ، غيرتك من سكينة لا اساس لها لا اساس !
ترك ذقنها و دفعها باهانة بعد ان اطلق صواريخه التي لم تستطع ردها ، قد فجرتها ، قد حطمتها
تراه وهو يتبرم بوجهه عنها ، ظهره العاري بعضلاته البارزه لعيناها ، كان ينظر للخارج يتجاهل وجودها ، تكلم تلك اللحظة بشجن وهو يفتش جيوب بنطاله يريد ان يخرج سيجارا ينفث به هم صدره : كنت تعلمين لمن كان قلبي ، التفت عليها و عيناه تترقران ، نعم يشعر انه يريد البكاء ، يشعر بالخذلان ويشعر بالعجز : تدرين انني احببت امراة لم احب غيرها ، امراة وحيدة في حياتي وكل النساء هن مجرد اجساد تتحرك امامي ، زهرة انت لا تفهمين ما مشكلتي ، اعطاها ظهره مرة اخرى وهو يتابع : هذا الجسد الذي ترين هو ملك لها لامرأة عمري ولن يتغير هذا الواقع حتى لو عاشرتك حتى لو فعلت كل ما ترغبين ، هل يهون عليك ان تعرفي انك ستكونين فقط حفرة لتفريغ الشهوة .. هه .. قولي .. هل تريدين ذلك ، هل تريدين ان اعاشرك ثم اعطيك ظهري بدل حضني و قبلاتي ، هل تقبلين ان تكون صورتك غبار عليه صورتها فقط وانا اتقلب بك .. هل تهون عليك نفسك .. !
كانت السيجارة تذوب بين شفتاه وكل كلمة تطعن قلبها الف مرة ، يا الله كم هو حجم هذا الاذلال ، يوم تزوجا ابدا رغبته بها و اهتم قليلا نعم اهتم الم يداعبها في الممر امام غرفتها ، الم يحملها ليغريها بقبلاته في مخزن القصر ، الم يقل انها شهية !!
اكان يكذب فقط لينال بضع قبلات و مهاترات جنسية !!
اكل هذا في قلبه تجاهها كل ما هو نقيض لكل ما فعل معها ، كان يستغل سذاجتها
ليس هو هذا يحي الذي تعرفه ، ليس يحي الخجول و المغامر والذي لا يثني نفسه عن عمل كل شيء مع من يحبها ، يحي اخرج كل ما في جعبته ، قد تغير عنها و عليها ، بدا قاسيا غير مبال
لما يخرج من حنجرته من كلمات تؤذي روحها و تحطم عزيمتها لكي تنجح في هذا الزواج وليس كما سابقه كل ذلك تبخر من عقلها حين اقترب منها بهدوء حتى كاد ان يلتصق بها تتخبط انفاسه على وجهها الغائر المعتم المصدوم : كوني شجاعة لثانية واحدة و اعترفي ، اعترفي انك شعرت بالذل والاهانة عندما طلقك شعيب بل و تزوج عليك قبلها ؟
كوني شجاعة و قولي انك اردتني فقط كي تغيضيه
انك اردتني نكاية بأهل هذا البيت
كوني شجاعة و قولي انك لم تعودي تهتمي لشعيب ولا تهتمي .. لماضيك !!
هنا اقشعر بدنها منه انثنت بجيدها بعيدا عنه ، عن نظراته اللئيمة الحقودة
يا الهي كل هذا تخبأه لي يا يحي كل هذا وانا التي تنتظر منك موعدا ، قبلة ، كلمة
: نعم نعم كان يجب ان اقول كل مافي قلبي والا سأنفجر انا لم اعد احتمل هذا الضغط منك لم اعد احتمله ، كان عصبيا يصرخ عاليا كأن روحه ستخرج منه وهو ينظر للأعلى بعيدا عن كل شيئ وعن عالمه وعن افكاره وعن تلك التي رآها عند بروين !
ملامح الرعب على وجهها جعلته يجفل و يستقيم في وقفته اغمض عينيه لثانية مؤنبا نفسه
يا ربي لما اصب جام غضبي عليها ولما اؤذيها بالكلام و الشتائم
هذا ليس انا ، انا دائما ما ادلل الانثى ، اراعيها ، احافظ عليها من نفسي ، حتى غالية قبلاتها كانت مسروقة ولم امسسها بشر ، لم تلمس يداي جيدها كما كنت ارغب ، ولم ادس نفسي بين فخذيها كما كنت اشتهي ، ولم ادفن رأسي في ثنيات صدرها و اشم جلدها كما كنت اتخيل ، شيء ماهناك غريب في داخلي حصل و يحصل ، انا صرت عاجزا مع كل الاناث انا اتألم ولم اعد انا .
هنا اتجه اليها وهي متصنمة في مكانها تحاول ان تعرف من هو هذا يحي الى ان اقترب ومد يده لياخذها بين ذراعيه يهدهدها وكأنه يعتذر لها !!
من حياة ناجية
ناجية التي دخلت لتوها بيت اهلها مضروبة و مهانة و مطرودة من بيت ال زوجها
كانت تبكي بحرقة
هي تلك المراة القوية التي لا تهاب شيئا ولا احدا ، تستطيع ان تحتمل كل شيء في الحياة الا ان تتهم في شرفها وممن من حماتها
ناجية التي تخلت عن كل ملذات الحياة من اجل رجل احبها و احبته فوق حبه حبين
احبته لتقنع اهلها به رغم عدم اقتناعهم و محاولاتهم الحثيثة لتتخلى عن فكرة الزواج به
ولكنها بقدر ماهي عنيدة بقدر ما اصرت على الزواج منه
لم يكن عالمه يتناسب مع عالمها ولا مع بذخ عالمها
ناجية كانت تؤشر فتطاع ، يحبها اخوتها بقوة نعم يحبونها لأنها كانت فتاة ذكورية تشبههم الى حد كبير لم تتقاعس يوما عن دورها في هذه الاسرة فهي كانت اخا اخر لهم ، من نوادرها انها كانت تكره الحركات الانثوية بشدة فكانت ترتدي البناطيل طوال الوقت و الاحذية الرياضية و تخرج من البيت لتتعارك مع اولاد الجيران او تضربهم بالحجر
كما كانت في زمانها هي الدافع لبنات الجيران للتجمع ، فبقدر ذكوريتها في شكلها الا ان جسدها كان انثويا بجدارة ، وكانت تكره وتخبيء هذا الشيء فيها
لم يجرؤ رجل يوما ان يعاكسها او ان يقف في طريقها لانه يعلم من نظراتها انها ستركله او تصفعه ، نعم هي تلك ناجية التي سقطت بغمزة من رجل عادي من عامة الناس الذين لم تلتق بهم في حياتها ، لا تدري ما فعل بقلبها ، انه يداعبها فقط بنظراته الغامضة ، نعم الغامضة فان كان هناك شيء جذبها اليه هو غموضه اولا والذي كان لعبة يلعبها كي يصطادها لانه يعرف تماما انه بالنسبة للنساء كل ممنوع مرغوب
كانت تترقب دائما ان تمر سيارتها بحيهم ، كانت تنتظر ان تراه واقفا وقفته البهية امام باب بيتهم ، كان لا يلتفت لها الا نزرا ، كان ينظر من تحت حاجب مرفوع وكان العجب لا يعجبه ، كان متكبرا عليها وهذا الكبر اودى بكل حياتها !
لم تمد يدها يوما لأهلها لانها من قالت لهم بعظمة لسانها ان تركوها تتزوجه فلن تطلب منهم شيئا في حياتها
تعودت ناجية على حياة الشقاء ، تلملم البيت و تنظف و تعلمت الطبخ و الغسل ، بل تلعمت لبس الجلابيات وهي التي كانت بعد مراهقتها لا ترتدي الا الغالي و النفيس من ثياب الماركات العالمية و الذهب يلعلع على جيدها و شعرها الذي تستدعي له خادمة خاصة كي تزينه و تعطره ، كل ذلك ذهب ادراج الرياح الترف و الخدم و الجاه تخلت عنه من اجل ان تسكن في شقة فوق بيت حماها
اما عن زوجها رؤوف ذاك الفتى الوسيم الذي فتن اعتى فتيات القرن ، كان قبلها قد سأل و دار و صال وجال كي يعرف بنت من هي تلك التي تركب تلك السيارة الفارهة ، تلك العتية التي لا تلتفت الى كل الرجال في حيهم و سواه ، تلك الطويلة الفارعة التي تمنى ان يقف امامها ، درس حركاتها و نظراتها و بحث في خلايا عقله عما يمكن ان يجذبه لها ، يريد ان يكون العسل الذي يجذب تلك النحلة !!
وعلى نقيض تخيلاته العملاقة
فقد تخيل رؤوف ان ترفعه ناجية معه و ترفع عائلته الى فوق فوق فوق الى حيث ما يقطنون ، ان يصبح شريكا في اعمال العائلة وان يصبح ثريا مثلهم ، ان يغرف من صحن الملايين كما يريد ، ان يصبح لديه فيلا وسيارة فارهة و خدم وحشم و ان يبتعد كليا عن المنطقة التي نشأ فيها فلن تليق بعدها بمقامه
وكل ذلك كان كمن يحفر في البحر
فناجية لم تغرف من صحن الملايين ولم تاتي له بدرهم واحد وحتى سيارتها الفارهة تركتها لعائلتها مقابل كرامتها ، تخلت عن كل شيء من اجله وهو اراد كل شيء في المقابل ولكن يا ضياعه
بل بالعكس اضطر كي يثبت نفسه امام اهلها ان يبني لها بيتا و يشتري لها سيارة
وهي كانت فخورة شديدة الفخر به تحبه ماذا تفعل بقلبها الغبي تحبه تعشقه لا تتمنى غيره هو هذا ثم توقفت الدنيا من بعده
اما عن امه فهذا بعض الحوار الذي كان يدور كل فينة حين تضطر ان تنزل من عليائها و تجلس معهم : لقد سمعت ان فلانة قد سجلت قطعة ارض ورثتها باسم زوجها
يا الله ما اكرمها وما احسنها من زوجة ، تلك النساء اللاتي يساعدن حقا ازواجهن لتخطي متاعب الحياة
هذه النغزة التي لم تكن لناجية ان تفوتها فقالت وهي تمضغ قطعة سكر : فقط الغبية هي من تسجل قطعة ارض او تعطي شيئا لزوجها ليس من عرقه ، هذا حقها وورثتها فكيف لها ان تتركها لرجل قد يتخلى عنها لمجرد ان يبيع الارض و يتزوج عليها
رفعت حاجبا تستنكر فيه حوارا عقيما لن يؤدي بها إلا الى حرب ضروس وهو ما يحدث عادتا بينهم جميعا ، تصرخ والدته فترد عليها ناجية فيدخل رؤوف فتعبيء امه رأسه ضد ناجية فيقوم بضربها فترد عليه بضربه وهكذا دواليك !
كانت سكينة في غرفتها تشاهد شاشة التلفاز الذي يعلو بالطبلة الشرقية و الراقصة التي تتمايل عليها فكانت تارة تهز كتفا وتارة خصرا وتارة رأسها مع ضربات الطبلة و خطوات الراقصة وفي ذات الوقت ترفع هاتفها و تنظر الى كل المواقع التي تشارك فيها والى موقع اليويتوب الخاص بها و ترد على معجبيها
هل يعلم احد من عائلة سكينة ان لها قناة على اليوتيوب ، بالطبع لا ، لانها باسم مستعار و شعر مستعار ووجه ايضا مستعار
تقوم سكينة عادتا بتسجيل نفسها وهي ترقص وتتمايل بغنج على كل ما يخطر ببالها من اغان عربية و اجنبية ، كانت ردود الجماهير غاية في .. الفسق والعهر .. وهي كانت تستمتع بذلك ، لما لا طالما لا احد يعرف حقا من هي
كانت تقف الان في وسط حجرتها تفتح احد دواليبها وتخرج بدلة رقصة عارية و تلبسها ثم تبدا رويدا في رفع مستوى الموسيقى والرقص
في تلك اللحظة دق باب غرفتها ارتبكت و احمر جسدها من الرعب والدق يزداد وهي تصرخ : من ؟
ذلك الصوت الذي بدا يخشوشن وتظهر عليه اثار الرجولة .. ياسين .. نعم شقيقها الاصغر الذي سمع صوت الموسيقى فأراد ان يعرف ماذا تفعل شقيقته حتى صرخت به : ماذا تريد يا ياسين !
رد عليها : افتحي سمعت صوت الموسيقى العالي ماذا تفعلين اعدك لن اخبر احدا !
حسنا هذا جانب من جوانب هذا الشاب الطائش الذي يريد ان يكتشف عالم النساء او الفتيات تحديدا ، بما يفكرن وماذا يفعلن في اوقات فراغهن !
كان غالبا ما يراقب شقيقاته منذ صغره ، يستغرب الفتيات و كذلك له انجذاب نحوهن لما لا ينجذب فهو الان مراهق من حقه ان يجد الفتاة التي تناسب اوقات فراغه و ان تمنحه الحب وربما اشياء اخرى هو وحده يعلم ماهي و يفكر فيها من كثرة المواقع الاباحية التي يداوم على مشاهدتها ويتعلم منها وفي رأيه : ان يتعلم كيف يطفا شهوة انثى هو شيء لا عيب ولا حرام ، فقد تعودت عيناه على هكذا مشاهد في خلوته مع نفسه !
: قلت لك افتحي ، هل ترقصين !
جاء جوابها منقرفا منه : ياسين اذهب من هنا ، ارقص ام اندب لا دخل لك ولن افتح لك الباب هل فهمت
كان من الممكن استيعاب هذا الفتى مبكرا ، ان يتابعه احدهم ، ان يتابع ما يشاهد ، ان يفرض عليه قيودا وان يعلمه الصلاة لانها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، ولكن الصلاة كانت اخر ما يفكر به اهله !
تأفف بعصبية وهو يريد ان يعرف تماما ماذا تفعل في الداخل ففي عقله تدور افكار كثيرة فانحنى كي يتجسس من فتحة الباب ولكنه لم يستطع ان يرى شيئا .
تملل في وقفته ثم ذهب
اما هي بعدما تاكدت انه تركها في حالها اخذت الكاميرا وصارت تصور نفسها وهي ترقص و هي مرتدية خمارا لامعا يليق براقصة محنكة فكانت تتمايل وتتدلل و تبرز صدرها و فخذها و ترفع ساقها ولم تترك شيئا من فنون الرقص الا فعلته وبعد ذلك رفعت الفيديو الذي صورته على قناتها ، تمددت مجددا على سريرها وهي تفكر الان ماذا تفعل بشأن يحي
كانت تلمس شفتيها بيديها و تتخيل نفسها بين ذراعيه وهو يقبلها بحرارة في تلك السيارة و هو يلمسها هي بالذات ويحاول ان يعيش معها لحظات تصفها بالجميلة و الفائقة اللذة
هل ستترك تلك اللعينة تخطفه منها بعد كل ذلك ، فإن دخل بها يحي ذاك الوقت كانت الان ستجبره على الزواج منها
هل تحب يحي .. نعم نعم تفعل بكل جوارحها
كانت تتخيل انها فقط تفعلها للتسلية و لاغاضة ضرتها زهرة ولكنها بعد مشاعرهما الحميمة معا في السيارة وبعدما راته في عينيه ذلك اليوم في غرفته وكيف ينظر اليها وكيف يشتهيها كل ذلك يكفيها ان تحبه
تفكر كيف سترقص له في لياليهم الحميمة وكيف سيأسرها بين ذراعيه
هامت مع نفسها وهي تتقلب على فراشها مغمضة العينين و ابتسامة حب ترتسم على شفتيها
يحي اصبح هدفا لن تحيد عنه وهذا وعد !
المؤيد
امراة اخرى تعاني وجعا اشد مرارة و ظلما ما بعده ظلم
امراة خطفت في منتصف الطريق وتجر خارج سيارتها و تحبس في زريبة وكل هذا لم يفطن لها احد
منذ ايام وهي لا تعرف طعم النوم الا اذا اغمي عليها
ملابسها الممزقة تحاول ان تستر بها ما تبقى من جسدها
و عيناها تدور في ظلمة المكان تارة وفي نوره صباحا تارة اخرى
هي لا تعلم ما فعلت لما فعل هذا الرجل المقيت المجرم هذا الفعل بها
ماذا يريد منها
كلها كانت اسئلة تافهة امام ما تشعر به
تشعر بالحرقة بالحرقة قلبها ينفطر على نفسها تبكي للمرة الالف و تمسح دموعها بحرارة الى ان تورم خدها
تجلس في مكانها ، منذ ايام لم تقضي حاجتها الا في الزاوية الاخرى من الغرفة كانت تخجل من نفسها ، كانت محبطة ويائسة ، كانت تصرخ ليل نهار ولاكن احد لم يسمعها لم ينقذها ، هي عدم ، بالنسبة لكل الناس هي عدم ، لا احد يراها ولا احد يهتم لمصيرها
ماذا سيحدث الان ، هل ستظل هنا حتى تتعفن
منذ ايام لم تدخل لقمة الى فمها و عطشانة نعم عطشانة جدا تريد قطرة ماء
جف حلقها و تشققت شفتاها و تشعر بالدوار و السواد والظلمة امام عيناها كلما حاولت الوقوف
الم يكفيها ما حصل في حياتها حتى تلقى هنا كالجرباء
في تلك الاثناء سمعت صوت سيارة تركن امام باب الزريبة و لحظات حتى قامت من مكانها تصرخ تصرخ بجزع قامت من مكانها تحاول ان تتشبث بالجدران التي خلفها وهي تنظر الى منظر ذلك الكلب الضخم الذي يقف في فتحة الباب لقد بان على وجهه الشر وهو يحدق فيها ومتاهب للقفز عليها الى ان دخل صاحب الكلب خلف كلبه وهو يضحك بمكر وهو يراها هكذا : مرحبا يا صغيرتي !
كانت جملة هازئة وهو ينظر للذعر في عينيها وكأنه يستمتع بما فعل
تكره هذا الرجل تكرهه وتكره ان تراه لو قفز الان كلبه عليها ومزقها و قتلها لكان اهون عليها من ان تراها يتلذذ بعذابها
كان يرتدي البدلة العسكرية ولكن سوداء هذه المرة
كان ضخما نعم ضخم و خشن وجلف ومقيت و مجرم حقير
كانت نظراتها تعبر جيدا عما يدور في خلدها
اقترب منها وهي تشمئز منه : هل تعلمتي شيئا في هذا المكان ؟
كان سؤالا لا تعرف ان كان يجب ان تجيب عليه لا تريد ان يلطمها كما فعل المرة السابقة
رفعت رأسها بشموخ وهي تتجاهله نعم تتجاهل ، ماذا يريد من سؤاله هذا ، اذلالها
يعلم انه قد نجح فيه
ماذا ايضا ؟!!
وقف تماما الى جانبها رفع كفا الى وجهها يلمس شعرها : اعتقد انك قد تربيتي و انا لم يهن علي ان اتركك طويلا لذلك جئت لاطلق سراحك ، هنا ، شدد من مسكه لشعرها حتى التوت رقبتها و تألمت : ان تجرأتِ مرة اخرى او حاولت مجرد المحاولة ان تتحديني و تخبري اي احد عما حصل تعرفين ماذا سيفعل هذا الجميل .. يقصد كلبه ..بخلقتك !
هل فهمتي يا غبية !
هزت رأسها سريعا ، ستفعل اي شيء يريده ، اي شيء سيجعلها تخرج من هنا وتعود لشقتها الصغيرة و تعيش حياتها البائسة من جديد . نعم ستفعل
اطلق شعرها من بين اصابعه وضل واقفا هناك يحدق فيها ، يحدق مليا ، الى شعرها الطويل ، الى رقة جسدها ، الى صغر قدميها ، الى طول اصابع يديها ، الى الاماكن المكشوفة من جيدها
كان يفكر غارق في تفكيره حين التفتت له بعينيها الكبيرتين جدا ، نعم بالنسبة له عينين كبيرتين جدا كعينا الوحوش القاتلة شديدة السواد و شفتيها المتشققتين المنتفختين و خدها المقعر ، تقريبا كانت تشبه المومياء اليس كذلك ، يا لغرابة ملامحها تبدو كانها خرجت من فيلم رعب
انهى جولته الدقيقة عليها و جرها من ذراعها الى سيارتها نعم سيارتها تراها امامها ، القاها على المقعد كما هي بثيابها الرثة المتسخة و اغلق باب السيارة بهدوء ثم طرق عليه طرقتين تؤمرها ان تذهب من هنا !
ولكن الى اي مدى سيتركها في حالها !!
هو الان لديه امور اشد اهمية مثل ابو البراء و السلاح الذي سيعبر عبر الجنوب و سيشرف بنفسه على وصوله لمخازنهم
لن يطيل الوقت مع هذه التافهة نعم تافهة يكفي ان يعطيها صفعة فتخر ساجدة لا يريد ان يجهد نفسه معها اكثر من ذلك و يعطها وقتا اكثر مما تستحق .. ولكن الى متى !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق