( 13 ) آخر أنثى قبيل وصول التتار " ما تم نشره اخيرا على غرام "





يا لصوص اللحم.. يا تجاره
هكذا لحم السبايا يُؤكل
أنتم الذئب.. ونحن الحمل
تفعل الحب، ولا تنفعِل..
أنبشوا في جثثٍ فاسدةٍ
سارق الأكفان لا يختجل
وارقصوا فوق نهودٍ صُلّبت
مات فيها النور.. مات المخمل
من أنا؟ إحدى خطاياكم أنا
نعجةٌ في دمكم تغتسل
أشتهي الأسرة والطفل .. وأن
يحتويني، مثل غيري، منزل
ارجموني.. سددوا أحجاركم
كلكم يوم سقوطي بطل
يا قضاتي، يا رماتي، إنكم
إنكم أجبن من أن تعدلوا..
لن تخيفوني ففي شرعتكم
يُنصر الباغي، ويُرمى الأعزل
تُسأل الأنثى إذا تزني.. وكم
مجرمٍ دامي الزنا.. لا يُسأل
وسريرٌ واحدٌ.. ضمهما
تسقطُ البنت، ويُحمى الرجل..
يُنصر الباغي، ويُرمى الأعزل
تُسأل الأنثى إذا تزني.. وكم
مجرمٍ دامي الزنا.. لا يُسأل
وسريرٌ واحدٌ.. ضمهما
تسقط البنت، ويُحمى الرجل..

دفعها للداخل فتأرجح جسدها الضعيف وكأنها ستقع ، الآن تشعر بالرعب تشعر بأن لها قلب بدأ يخفق بجنون تشعر برعشة يديها و شفتيها ، جحضت عيناها اكثر مما هما جاحضتان ، زريبة نعم زريبة مليئة بالقش نتنة الرائحة هناك في الزاوية حوض مكسور قديم ممرغ بالطين و الجدران مخططة بالسواد مظلمة قاتمة قاتلة تلفتت حولها عندما اغلق الباب خلفه تنظر اليه بفجع تبتلع ريقها حتى غصّت به فبدأت تسعل كالمجنونة حتى دمعت عيناها كان بالنسبة لها ضخم كثير جدا يميل للسمنة كرشه بارز و بنطاله يضغطه تحته ووجهه المخيف كأنه خرج من غابة قضى فيها عمره كثيف اللحية عيناه كأنها عينا شيطان ، مد يده و التقط كرسي القش الصغير الذي لا تعرف كيف سيحتمل ثقله ، لا يهم هو، ما الذي يريده منها لربما احتراز امني لربما سلوكها يشككه بها لربما اشياء كثيرة لم تخطر !
جلس و فرد ساقيه و مدد احدهما فوق الأخرى عبث بجيب سترته و اخرج سيجارة وحيدة وولاعة اشعلها و صار يدخن وهو يحدق فيها بعينين ضيقتين عندما نطق و سمعت صوته هرب الدم من عروقها حتى ابيضت شفتاها لم يكفي رعب هيئته بل ايضا صوته : ما اسمك !
حضنت نفسها وهي تبلع ريقها و تترافص ركبتيها اخذت تتلعثم في الإجابة كأنها قد نسيت اسمها : م م م صارت كالنعجة التي تمعمع لم يفهم فالتوت رقبته مصغيا سمعه : م م م
: اصمتي كانت صرخة مفزعة جلجلت فأطبقت حلقها قام من مقعده يقدم خطوة و يقف يسأل : ما اسمك ؟
اخذت الرعشة تخرج واضحة عيّنة تقلب حدقتيها و الرائحة تخترقها تجبرها على الإستفراغ صداع و ألم في معدتها هزت رأسها يتشقلب لسانها : م م م م
ثانية واحدة حتى امسكت بشفتيها كرد فعل فجائي مصدوم مروع اخذت الدموع تنزل بهدوء ضربها .. ضربها على شفتيها.. ضربها حتى تجمدتا و اصبحتا زرقاوين... ضربها حتى تشنجتا
: عندما أسئلك تسمعين تطأطأين الرأس ولا ترفعيه عيناك هاتان لا ترفعينهما في وجهي ... وهذه المرة خرجت منها صرخة امرأة مكلومة تجهش بالبكاء المرير الشديد تمسك عينها التي اعمتها ضربته الموجهة بظهر كفه كأنها سكين خزتها امسكت بها بشدة بوجع بمذلة تبكي تنحني راكعة حتى لعابها قد سقط من فمها المفتوح من البكاء المكتوم ، يلف حولها يتطلع الى بؤسها الى هيئتها الفقيرة و ملابسها القديمة التي بهتت من كثرة الغسيل و حذائها المُرقّع الذي طار جلده ، لونها الداكن و عينيها الجاحضتين و السواد حولهما كمدمنة متمرسة وجهها المشعر و حاجبيها الغليظين ، شد بغل على رأسها ينتزع غطائها حتى كاد يخنقها من قسوة الشد يقول بإهانة : هذا الغطاء ترتديه النساء لا انتِ من تشبهين الرجال قبيحة كاسمك تماما " مرعية " واي اسم بائس هو ذاك ، كانت تشعر انه قد انفلق ليخرج منه نسخ عدة تحيط بها تكتم انفاسها تخيفها ترعبها تجعلها تبكي بمرارة حين امسك بعقدة شعرها لينتثر حولها ، شعر اسود غجري لخصرها اعطى نعومة لملامحها اخذ يحدق فيها وهو يمسك بخصلاته ثم يتركها يرتبها على جيدها ثم يبعدها وهي تنتفض ها هي النهاية هتك عرض في زريبة امسكت بصدرها بشدة و صرخت صرخة كأنها خارجة من اتون تنظر للسماء تغمض عيناها بشدة لا تريد فتحهما ، ابتعد خطوتين و جلس على كرسيه يتفرسها بعناية و برود : اخلعي ملابسك
فتحت عيناها بقوة في وجهه وهي تهز رأسها بسرعة ترفع يديها تشد بقوة على قمة بلوزتها و على وسطها حتى جعدتها وكأن بفعلها ذاك تمانع اوامره
هز رأسه هزة واحدة : لا ؟
نهض و اتجه نحوها يلف و يقف خلفها بسرعة شديدة بضربة على الرأس جعلتها تترنح امسك بيديها الاثنتين يقبضهما في كفة واحدة و الكفة الاخرى قطعت لها ملابسها من اعلاها لأسفلها اخذت ترفس و تضرب الفضاء برجليها : تف عليك يا ابن الكلب يا ابن الكلب يابن الكلب اصم صراخها اذنيه و هيجانها اذهله !
شتائمها بكاءها حسرتها تمرغها في الشفقة صوت شق ثيابها يقتل اذنيها بكل حقارة العالمين بهمجية التتر الدموية نزع الثياب و جردها من كرامتها فوقفت امامه عارية كجارية تلم صدرها بيد و عورتها بيد اخرى سقطت ارضا تحضن نفسها ترفس بساقيها الأرض منهارة مذلولة رُميت ملابسها امامها ولم تلتقطها زحفت حتى انحشرت في الزاوية فيسقط شعرها على صدرها ، و وجهها تغرقه الدموع و الآثام تنشج القهر الى حلقها تندلع النار في قلبها ايا قهر النساء قد غلبتَ في كل تفصيل قهر الرجال
كان شديد القسوة معدوم الرحمة مندفع بانتقامه باغيا هدمها و تمريغها في التراب هذه بنت الحرام التي تجرأت على النبش و ارسال المقطع لكل مكان سيذيقها المر و سيجعلها تبصق الدم و يحيل حياتها جحيما
جلس مجددا يشعل سيجارة اخرى و ينفثها بهدوء يراقبها بدت هزيلة ضامرة تعاني سوء تغذية عظام ساقيها بارزة و عظام ترقوتها تغلب كتفيها و عمودها الفقري يستطيع ان يعد فقراته
توجه لها انحنى اليها غارسا سيجاره في فخذها يحرقها يضغط على فخذها و تغوص السيجارة بحريقها لتشعل جلدها و تمزق لحمها هاااااجت تصرخ و تستغيث و تضرب وجهه و تقاوم يده التي ثبتتها : لااااااا لااااااا الله يلعنك يا ابن الكلللللب حقييييىر آآآآه يا الله يا الله الله يلعنك يا قذر يا قذر حسبي عليك الله حسبي عليك الله عندك ولايا عندك ولايا عندك ولايا حتى تهدج صوتها و تشقلبت عيناها و انحنت روحها و تهدل شعرها يلتصق بجبينها المتعرق
نفخ في وجهها بصوته المخيف و نظرته الشيطانية قريبا من وجهها : نحن نرتب الفوضى
و الحقها بضربة بكفه التي كالمطرقة الضخمة حتى ارتطم رأسها بالجدار بقوة بغير رحمة ارتج دماغها و ارتخت اطرافها وسال الدم على جبينها .
قام من مكانه فتح الباب و اغلقه خلفه و جعلها محبوسة إلى ما شاءالله .
،
،
،
أكرهها
و اشتهي و صلها
و انني احب كرهي لها
احب هذا اللؤم في عينها
و زورها ان زوّرت قولها
اكرهها !

اليوم هو اليوم الكبير يوم العرس الذي اجتمعت فيه النساء في القصر بالفوضى و الزينة و الملابس و المزينات اللواتي يدخلن و يخرجن من غرفة الى اخرى و صوت نداء من هنا و اعتراضات و زعيق من هناك
اما الرجال فكانوا قد تجهزوا جميعا ببدل رسمية سوداء بقمصان بيضاء و ربطات عنق و احذية سوداء اختلفت تسريحات الشعر ما بين الشبابية و الرجالية البحتة اصطفوا ليقابلوا معازيمهم الذين بدأوو يتوافدون مبكرا الى قصر الأفراح ينتظرون النساء و يجهزون العشاء و يسمرون و يستمعون لصوت الغناء
أما هو فأخذ يتطلع لتلك الرسالة القصيرة التي تشتته .. يفكر ..و يبتعد .. يقاوم حتى لا يقترب.. واذ به يستجيب لذاك النداء الأنثوي المثير !
: يحي إنني اختنق احتاج لحقنة حالًا
كتبت تلك الكلمات بسرعة مرتبكة اصابعها ترتعش و لسانها بدأ يثقل و حركته اصبحت بطيئة و تشعر بانتفاخ في حلقها ستختنق قريبا ان لم تأخذ الحقنة المضادة للحساسية و بطنها يتلوى من الالم تغمض عينيها و تصر على اسنانها تريد تصبير نفسها و هي واقفة عند الباب الخلفي للقاعة ترتدي عباءة ساترة و خمارا يغطي عينيها المتجملتين كالعروس تفرك يديها ببعضهما البعض الى أن سمعت صوت نحنحة قوية فأدركت حضوره خرجت مسرعة تفتح الباب و تلقاه
التقت عيناها بعيناه الذهبية فصارت تتهرب بنظراتها منه مبتلعة ريقها في خجل متلعثمة تخرج الكلمات ثقيلة متقطعة من حنجرتها لا من بين شفتيها : اريد... صيدلية... لشراء الحقنة ...هل ... هل ... تأ..خذ...ني !
تفحصها بنظراته الجادة يتحرى صدقها
بالكاد نطقت ولسانها اخذ يتضخم في حلقها : قد تناولت شوكولا باللوز س ... يخ ... نقن ... ني احتاج للحقنة لدي العقار !
: تعالي
تحركت خلفه تحدق في ظهره و تشم عطره و تنتشي به فقد فعل فعله بدمها و افكارها ، صعدت معه السيارة و تحركا يحاول جاهدا الخروج من ازدحام السيارات و تفادي النساء اللواتي يعبرن للدخول و الرجال و الاطفال المتراكضين ، حل الهدوء عليهما وهو يقود يتبع وجهة غير معروفة فأي صيدلية ستكون الآن مفتوحة فقد قاربوا العِشاء ولابد له العودة كي يقل نجلاء للقصر و يبدأ هناك الإحتفال ، كان غارقا في تفكيره و بحثه و اذ بشيء ابيض ناصع يلفت نظره توجه بعينيه لذاك الشيء الذي ظهر جليا من فتحة العباءة المستورة قد كانت ركبتها اللامعة و فخذها النظيف الناصع وهي تجلس بتوتر تهزها ولم تنتبه فأخذ يبتلع ريقه و يحك جبهته بعبث فكلما غض الطرف وجد نفسه يحدق فيها تحدثه نفسه أن يمد يده ليلمسها و يتحسسها و لربما اشياء اخرى تنهد بقوة حتى التفتت له و رأت ذاك الصراع يعود مجددا على محياه الجميل يزم شفتيه و يقلب عينيه و يغضن حاجبيه و يداه تشد بقوة على المقود كأنه يعاكس امرا حين خرج صوتها تنبهه : هنا هنا
نظر للصيدلية التي على الطرف الآخر من الطريق توقف فمدت يدها للباب فتحته و نزلت في هدوء ، صار يدعك وجهه بقوة و عنف كأنه يريد ضربه او لكمه ان يتبع العنف مع نفسه هو بالتأكيد حل سيدفع افكاره المنحرفة بعيدا عنها
بقايا عطرها و صوتها و نظرة عينيها ، جذب انفاسه يقاوم حرورة قلبه و جريانه و اذ بها تُقبل عليه و تمد رجلها لتصعد لينكشف من جديد فخذها و حذائها الأسود الملفوف حول ربلة ساقيها و الحناء الغامقة حتى ركبتيها اغلقت الباب و سارا على مهل التفت لوهلة يطمأن : اصبحتِ أفضل
فتبسّمت في سرها وهي توميء برأسها أنها أفضل !
لم يكن يريد ليكمل مسيره فهو لم يعد يقدر على المقاومة الليل قد حل و انارة الطريق أُشعلت و الجو صار حميميا و مخيلته رغما عنه صارت تسيّر رغبته و ترسم له لقاءا شغوفا متوحش النوع ، و اذ به في ثانية ينقلب وجهه و يزيد سرعته و يقود بها السيارة لمكان مجهول مكان خالٍ إلّا منه و منها و من ساقيها وصلا لمزرعة يعرفانها فتح ابوابها و دخل اليها و عجلات سيارته تشعل حريقا في الأسفلت الذي يعبرانه توقف فجأة و اطفأ المحرك و صار يتطلع أمامه و يجمع شعره في فوضى بين كفيه للخلف ينفخ خديه و تتصاعد أنفاسه الفراشات تتطاير في معدته و كهرباء تسري بعروقه تحرضه و هي تنظر له بلؤم مدروس من تحت خمارها التفت ينظر لساقها يحدق بها فامتدت يده تتلمسها تداعبها برقة ثم فجأة قبض بقوة حتى انحفرت اصابعه في لحمها وهو يلوي رأسه المنحني لعينيها بنظرة واحدة فهمت ما ينوي فعله اتفقا بصريا و يداه تتحركان بسرعة تفك ازرار العباءة بلهفة فتركته يفعل ما يشتهي أليس هذا هو رهانها !
عندما فتحت خمارها بيديها تبعده عن شعرها ووجها المزين فجعله كالبدر ليلة تمامه جذب وجهها و صار يُقبّل شفتيها بجنون و رغبة و جوع كان يفرغ حقده كله عليهما يداه تمتدان لما فوق فخذيها بلا وعي ، يريد أن ينجرف بلا ضمير أو قوانين ، أن يخوض التجربة ، أن يتعلم شيئا عن الجنس و النساء وفي تلك الفينة ابتعد عنها عيناه مغشيتان رأسه يدور و ساطور يقطع كبده يسحق روحه يفتت قلبه يضغط رئته فتنكتم انفاسه و يصدر حلقه شهقة موت و انتزاع روح تتشقلب عيناه و يتهاوى جسده و هي صرخت مفجوعة تشد رأسه الذي سقط على المقود بعنف فانطلق الزمور مدويا بلا انقطاع فُجعت من شحوبه الشديد فصارت تمد يدها الى خده بلهفة الخوف تربت على وجهه : يحي يحيااااا ماذا دهااااك يحيااااا صارت كأنها تنتحب تبكي بهستيريا قلبها يركض و جسدها يرتعد تريده أن يقوم أن ينظر اليها أن يكون حيا فليس من المنصف أن يموت الآن بين فخذيها !
كان يحي في عالم آخر عالم الإختناق و التعب و التعرق الشديد و حلقه المقفل و خاصرته التي تتقطع الما دفع نفسه للخلف يستلقي على مسند المقعد يريح رأسه و يسمع نشيجها المفجوع ارتخى تماما كلها عشر او خمس عشرة دقيقة و يقوم كالحصان هكذا تحدثه نفسه .اغمض عينيه و هدأت هي ثم اخذت تنظر للخارج إلى الأشجار و البيت و الليل و الهدوء استندت برأسها بغمٍ على الزجاج تمسح بأصابعها الرقيقة دموعها من تحت عينيها فما هو ذاك الذي حصل ؟
مد يده وسط تعبه و تحرك بسيارته ببطء يسير يعبر الشوارع سارحا بخياله بعيدا عمن هي بجانبه لم يعد يشعر بشيء فترت روحه و هلك جسده .
وصلا للعرس وقبل أن تمد يدها لتفتح الباب سمعت صوته الخفيض التحذيري : ما تفعلينه بي أنتِ و الدّفلَى خطير ، خطيرٌ جداً !
فتحت عينيها الصغيرتين برعب ثم التفتت عنه فتحت الباب و نزلت .
ما إن فتحت بوابة القصر حتى وجدت زهرة في مواجهتها تحدّجها بنظرات غريبة مخيفة قيّمتها و قيّمت زينتها و فستانها ثم اعطتها ظهرها و ذهبت عنها ! 
،
،
أقدم اعتذاري

.. أقدم اعتذاري 
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار 
.. عن الكتابات التي كتبتها 
.. عن الحماقات التي ارتكبتها 
عن كل ما أحدثته 
في جسمك النقي من دمار 
وكل ما أثرته حولك من غبار 
.. أقدم اعتذاري 
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة 
.. في لحظة انهياري 
فالشعر ، يا صديقتي ، منفاي واحتضاري 
.. طهارتي وعاري 
ولا أريد مطلقا أن توصمي بعاري 
من أجل هذا .. جئت يا صديقتي 
.. أقدم اعتذاري
.. أقدم اعتذاري

: عبدالرحمن 
كان نداءا قاسيا مدويا تحذيريا رن صداه في كافة انحاء الحي المظلم 
منذ ان كتب كتابه و هو يراقب بيتهم يتأهب لحصول اي رد فعل عكسي 
وكما توقع تماما 
ها هم يخرجون مثل المجرمين يتسللون بالليالي 
يحملون الحقائب و يرفعون المؤن ينوون الهروب 
لا لن يحصل هذه المرة 
رفع الجمع رؤوسهم اليه الذي تقدم ناحهم جريا يريد ان يطبق على انفاسهم 
ينتوي شرا 
اولهم كان جهاد الذي رمى الحقيبة الضخمة من يده و اخذ يجري بهستيريا تجاهه 
كان الجري ضد بعضهما البعض مخيفا عنيفا همجيا يمتليء بالغضب و الحقد 
كور كل منهما قبضته كي ينقض بها على من يجري تجاهه التقيا و كان صداما كالإنفجار 
لكَم كل منهما الاخر و امسك بتلابيبه يهزه و يرفسه و يفرغ غله و حقده عراك حامي كالضواري لا رحمة ولا شفقة فيه صفعات رفسات دماء تتطاير و صدور يتقلب محتواها 
تطايرت احذيتهم و تقطعت ملابسهم و اصوات صراخهم الرجولي الثخين العنيف يوقظ الحي الراقد في السكون 
يندفع عبدالرحمن هو الاخر ليهجم مع ابنه ضده صارا يوجّهان له ضربات موجعة مميتة 
اخذ يدفعهما بكامل قوته صارخا بوجهه المحمر من الغضب و الثورة 
وجهه المتورم من العنف و الحرارة و الغيظ ينطق بانفاس مقطوعة و يداه تتحركان في كل اتجاه يصد هجومهما العنيف : والله لن اتركها والله سآخذها لن تهرب لن تهرب 
اخذ يصرخ تمارااااااا تمارااااااا كان نداءا موجعا مُحملا بالألم و قلة الحيلة 
اما هما المرأتان اللتان وقفتا عند السيارة مفجوعتان مصدومتان من العنف و الاصوات الغليظة و الضربات المبرحة الى حين ان سمعت صراخ عبدالرحمن في وجه جهاد مصعوقا يحاول صده عن فعل قد يودي بحياته يمسك بيده بشدة على ألاّ يسدد طلقات موجهة للرجل المنهك الذي يتنفس بعنف مقابلا للرجل الذي يرفع مسدسه عند رأسه و يده تهتز من العصبية يخرج كلماته من بين اسنانه : اقسم بالله انك لن تأخذها !
ارحل ارحل و طلقها والا فوالله الساعة سأفرغ مسدسي هذا في كل عضو في جسدك من رأسك لقلبك لكبدك لرئتك لن اجعل فيك شيئا يستحق الإنقاذ ، اررررررحل 
كان ثابتا جامدا ينقل نظره بين الاثنتين هناك وبين المسدس و وجه حامله و وجه خالها الذي يدفع جهاد للخلف بكامل قوته ولكن هيهات فالآخر لم يتزعزع ، فهو له الحق فيها اكثر من اي رجل اخر يدخل حياتها فجأة ، هي له .. له وحده : طللللقها طلقها ، خرجت الأخيرة بغضب و صراخ ساحق ، حتى تقدم منه خطوة يدفع برأسه تجاه فوهة المسدس : إضغط فالموت وحده هو ما سيخلصها مني !
اخذ يعض على شفتيه و يتنفس بحدة حتى سمع صوت صراخها و بكاءها الهستيري : جهااااااد لااااا جهااااد لا تفعل احلّفك بالله ألّا تفعل اتركه اتركه لا تبتلي نفسك به لا تقتل النفس التي حرم الله إلّا بالحق جهاااااد
حق ؟! هو الرجل الوحيد الذي لديه الحق ، هو ملجأها هو ظهرها اذا انحنت كارهة ، هو عظم رقبتها ، هو عضيدها وقت المحن ، هو من عاشت حياتها معه ، هو صاحب الحق هو رجلها هي وحدها !
اخذت تركض له كالمجنونة بلا اتجاه و الأخرى تلحق بها تحاول جرّها عن صراع الرجال الدموي ، فتتدافعا هما الإثنتان تريد ايقاف هذا الجنون وهذه الوحشية تجري بخمارها الذي رفعته دموعها تتطاير من الرعب ووجهها محمّر بشدة حين التفت ووجدها على تلك الحال انزل مسدسه و توجه اليها يجري يلتقطها في احضانه صارت تتحسس وجهه بهستيريا تطمأن عليه تبكي على صدره تمرغ وجهها فيه 
صار ينظر لهما مفجوعا فاغر الفم جاحظ العينين ينظر الى ذاك الحب السافر و تلك الحميمية المطلقة الى ذراعه التي تطوقها و تدفعها الى صدره الى يديها التي تتلمس وجهه كاد ان يخر ساقطا على وجهه لولا انه تدارك نفسه وهو يجر خطواته لهما جرا يصل لهما المتحاضنان المتحابان مد يده ليجذبها له بعنف و تملّك حتى ترنحت فيصبح صدر ذاك خاويا فارغا نظر اليها وهي بجانب من اصبح بين عشية و ضحاها زوجها تمتليء عيناه بالوجع و الدموع يغمضهما و هو يراها في يد ذاك بكامل رغبتها تقول له صارخة متعبة مقهورة : سأذهب معه يكفي عراكا أنا لا استحق هذه التضحيات .. يكفييييي
صرخ جهاد بعالي حنجرته : لن تذهب لن تأخذها حاول الهجوم ثانية لولا تصدي والده له و دفعه من صدره بخشونة يوقف تقدمه بالقوة وهو يوشوش في اذنه 
ابتسم باستهزاء لهما وهو يرى نفسه الرابح تركت يده بعنف كارهة وهي تنادي خالها بصوتها الخفيض الحيي وهي تكتم عبراتها و تجر شهقاتها : خالي خالتي جهاد لم تكمل ما تريد قوله حين اخذ الجميع يجرها الى صدره منهارين باكيين متوجعين لفراقها الفجائي مودعين اياها بقلوب وجلة داعية لها 
اعطتهم ظهرها و زوجها يجرها معه لسيارته و التفاتة اخيرة منها لجهاد الذي احتضن والده و اجهش في بكاء رجولي مخيف يقطّع القلوب ، انزلت الخمار على وجهها و ركبت السيارة و انطلقا الى وجهته !
،
،
،
أبي صنف من البشر 

أبي. صنفٌ من البشر .. 
مزيج من غباء الترك .. 
من عصبية التتر .. 
أبي .. 
أثرٌ من الآثار .. 
تابوتٌ من الحجر 
تهرّأ كل ما فيه .. 
كباب كنيسةٍ نخر .. 
كهارون الرشيد أبي .. 
جواريه ، 
مواليه ، 
تمطيه على تختٍ من الطرر 
ونحن هنا .. 
سباياه ، ضحاياه 
مماسح قصره القذر ..

الخريف الذي نراه بأعيننا جميلا ، تصفر فيه اوراق الشجر او تتلون كل حسب مزاجها و ما خلطها الله به ، ما تفتأ ان تمرض و تضعف و من ثم تعلن وفاتها بسقوطها رويدا من عقلتها فتجثو على الارض هامدة تعري فرعها و تكشف ظموره و شحوبه و فضائه من اي طير يستعين به كملجأ فبيت الطير قد اصبح مكشوفا ، بسببها بسبب تلك الريح الهامسة بخبث، الملامسة برقة حريرية لا يعرف المرء انها محملة بكل تلك الامراض و الأوبئة !

ليلة الزفاف 
حيث للتو قد نزلت من سيارة يحي الذي سينقلها بدوره الى مجمع الافراح للاحتفال ، قد كان البيت خاليا سوى من العاملات و المساعدة السورية التي ستلبسها الفستان و تعدل شعرها و زينتها ، اجتمع الكل في صالة الافراح على انغام الموسيقى العربية و الشرقية و الغربية ما يفهم ومالا يفهم ، امها و امه و اخوته يقفون جميعا في استقبال الضيوف الشديدي الثراء و السلطة يسلمون على تلك النساء اللواتي يقيمن كل شيء بنظرة هل ستليق بالمقام ؟! ، ترشد عاملات الصالة النساء الى اماكنهن المحددة بالاسم كل حسب قيمته بعيدا او قريبا من مسرح العروس الذي كان واحدا من انفس انواع الديكورات والذي قام مصمم فرنسي بالحضور خصيصا لتزيينه ، كان بارع الجمال كامرأة تزينت لرجلها !

اما هي فكان الهدوء يلفها حين اخذت العاملة بالضغط و الشد على جيدها كي تضبط خيوط الفستان عليها و حين انتهين رفعت راسها الى المرآة تداري غصة و هي تمرر اصابعها على ذالك التل و الشك و الخرم و الحرير ، فستان من اشهر مصمم ازياء لبناني يزحف خلفها لعشرين مترا رباه كم كان ثقيلا على نفسها ، اخذت العاملة تثبت طرحة الرأس ببراعة قد يظن من يراه ان الطرحة قد فاقت وجهها فتنة !

ثم جلست بهدوء تعد العد التنازلي ، لم تكف اصابعها في اي وقت عن التسبيح و لا قلبها عن التهليل و لا لسانها عن الذكر ، فروحها الساعة تحلق في فضاءات مشوشة غريبة تحملها الى عمر الثانية و العشرون حين ابتدأ كل شيء و انتهى الى .... اللا شيء !
غرقت غرقت غرقت حتى غفت عيناها !

كم مر من وقت حين فتحت عيناها مجددا على طرقات متتالية على الباب و هي ترفع جسدها و تعتدل في وقفتها فلربما كان يحي و قد حان وقت تركيعها !
لا . 
فقد كانت الخادمة المغربية التي كانت تبكي و تولول برعب اصاب قلبها وهي لا تفهم مما تهذي به شيئا فلهجتها صعبة على اذنها و هي كالشريط المسلول تجري بكلماتها الى ان اوقفتها بصراخها بوجه مشدود : هيه ما بك ماذا تخرفين ماذا حصل لك 
فتجيب الاخرى بدمعات حارة : اختك رباب 
انتفضت وهي تمسك الخادمة من ذراعها تهزها بقوة : ما بها رباب
فتنهار الاخرى بشكل درامي وكأن من مات عزيز عليها ، احد من عائلتها لا امراة غريبة عنها بالكاد تعرفها الا منذ شهر مضى : اختك رباب وجدوها ميتة

كذاااااااابة كذاااااااابة صرخاتها هستيرية حارقة تهز المنزل من اقصاه الى اقصاه ، فتحت الباب على مصراعيه و غدت تعدوو تعدو و كأن ذالك البيت لا ينتهي و كأن درجاته ترفعها لا تنزلها تصرخ منهارة : ربااااااااااااب ربااااااااب 
ركضت كالخيل الهائجة ببدلة عرسها البيضاء و دموعها تتطاير خلفها و انفاسها تلهث مخنوقة لا لا يمكن رباااااب خرجت من البوابة وهي تركض في الشارع على غير هداية تريد بيتهم تريد ان تتاكد انه كذب 
كان يجري ورائها منذ ان راى شبحها يتخطاه بسرعة عجيبة و هي ترفع فستانها بكلتا يديها تصرخ و تبكي هاله ما رأى و فجع وهو يتدارك الامر فخرج يجري ورائها كادت ان تعبر الطريق ولا بيد تمسك بها و هي هائجة هاﺉجة فالان فقط قد استيقظت من غفلتها صارت تضرب يده بقوة و تخربشها و تعضها الى ان سيطر عليها و رفعها الى الاعلى بين يديه عاﺉدا بها بسرعة الى السيارة راميا اياها على المقاعد الخلفية و اغلق ابوابها الاوتوماتيكية و هو يرفع هاتفه بسرعة و وجل وقد صمت اذنيه بصراخها كانها امراة مجنونة او اصابها مس من الجان تتخبط في الابواب و تركل النوافذ امراة خرجت عن ذاتها عن سيطرتها : شعيييييب شعيب ماذا لما زوجتك هائجة، متأكدا ان هناك سببا فهي قد كانت اليوم مطيعة و هادئة كالطفلة الى ان جن جنونها صرخ بها بقوة : اخرسي اخرسي دعيني اعرف ما هي المصيبة حين ضغط على زر التكبير فجاء صوت اخاه خاليا باردا : رباب شقيقة نجلاء ماتت !!
رمى الهاتف بجانبه و بدون شعور انطلق الى حيث المستشفى هناك حيث كانت الفاجعة قد وصلتهم اثناء استقبالهم للمعازيم ، حين خرج صدّيق يرفع هاتفه فتخبره الخادمة انها وجدت رباب في غرفتها ساقطة على الارض لا تتحرك و بعد عدة رعشات مرت على عمودها الفقري قالت : اظن انها ميتة 
افلت الهاتف رويدا من يده و اسود وجهه و غارت عيناه بالدموع التي راها كل من كان جالسا يطالعه 
يأبى القدر على بعض البشر ان ينولهم ما يريدون .. السعادة ..
جر الرجال خطاهم و هم يسندون والدها المفجوع و يضعونه في السيارة و يركبون و ينطلقون الى حيث البيت ، ركض شقيقها الى غرفتها فوجدها على الحال التي بلغوه عنها بل اسوأ فالظاهر ان رباب ميتة منذ يومين و ليس الساعة ، كانت كقطعة حطب يابسة شاخصة البصر ملطخ جسدها بالدماء !
حملها وهو يحاول ألّا يبكي ، ان يكون متماسكا فما هو الحزن على اخت ليس لها وجود سوى بالإسم فقط ، ما هو ؟!!!!
كانت تركض حيث اشاروا لها و كان يحي يلحق بها فالآن اكتشف خطأوه فلما جلبها معه هنا عندما وصلت تهجّمت على شقيقها الذي كان يعطيهم ظهره موجها نظره الى الباب الذي ستدفن خلفه سيعلن وفاتها الابدية فيجد انه قد اصابته صدمه كشاحنة عملاقة ارتطم وجهه على اثرها في زجاج الباب بقوة اجتمع الالم و الغضب و هي تضربه و تدفعه بحقد : رباب مااااااااتت يا كلب رباب مااااااتت ، صراخها تردد في سيب المشفى فجعل من لا يشتري يتفرج و زاد الامر سوءا و عظمة حين خرج الطبيب بوجه عادي يخبرهم بملابسات الوفاة فاثر التسمم الدوائي حصل اجهاض و سبب نزيفا هائلا خرج عن سيطرة فتاة صغيرة لم تفقه يوما ما يجري حولها !
التفتت له و التفت لها بصدمة رفعت يديها الى خديها و هي تشدهما بقهر لاسفل ذقنها بهدوء في شيء كالنديب الناعم ثم ما لبث ان تحول فعلها الى لطمات موجعة ثم ما لبثت تلك اللطمات الذاتية ان تحولت الى ضربات متتالية عالية على الخدين و الصدر ولولت بصوت مبحوح قد انتهى بفعل البكاء و العويل و الصراخ المُفجع فصدمتها الآن فاقت صدمة وفاة اختها : يا كااااالب اختي كانت حاااااااامل حااااااامل و تزوجتني اه يا قواد يا قوادين يا اولاد الكلب 
والله من سيراها سيقول انها مجنونة مجنونة تشد شعرها و تلطم وجهها و هو كان وجهه يعانق الأرض باحتضار ، رباب حامل مِن مَن ؟!!!!!
من من من من 
صدمة للأب 
صدمة لأخاها و هو يعود بذاكرته ليوم كتب كتاب نجلاء في المحكمة على شعيب : لا لم ادخل بها ولم اختل بها يا سيدي 
فأخذه الصدّيق على جنب مستفسرا بذهول : و الدم 
: بضع قطرات من اصبعي وفّت بالغرض 
رجعا للقاضي : لا لم اختل بها يا سيدي 
و هكذا تم طلاق رباب بيسر و سهولة و زواج نجلاء بأيسر منه !!

انقضّ عليها والدها يضربها بالعصا التي يتعكز عليها ضربات مبرحة لحقها عدة كفوف تورم منها وجهها و هي تلهث حتى خفت صوتها : ضيعتموني يا قوّادين
رفعها الصدّيق من الأرض و خرج بها متجها الى بيتهم 
اما هو فأعطى يحي نظرة لحقه بها خرجا معا الى الشيخ 

كان يدق بقوة و غيظ على باب الشيخ حتى فتح الباب و هو مذهولا مذعورا : يا ساتر يا ساتر اعوذ بالله من الشيطان 
نظر لهما و هو يرى تلك الوجوه الواجمة المسودة رحب بهم : ادخلا ادخلا 
دخلا و جلس يحي فجسده مهدود من الصدمة اما شعيب فقال بصوته الرخيم و هو يحاول ان يضع الأمر في قالب لا يتحول ضده : اسمعني جيدا يا شيخ 
فالتزم الشيخ الصمت و انصت و هو يُحدّق به 
فأكمل : منذ شهر و نيّف تزوجت فتاة معاقة مصابة بالزهايمر ثم بعدها طلقتها و تزوجت اختها
الشيخ الذي فتح عينيه بصدمة و ذهول يحاول ان يجمع شيء : وكيف كان حالك مع من طلقتها
فرد ممتعظا : هي في حجرة وانا في اخرى 
: هل اختليت بها 
:لا ولا مرة !!
وقال بعد تردد: ولكنني قد دخلت بها !
صُعق الشيخ فانطلق يحوقل بصوت عال و يضرب كف بكف : لا حول ولا قوة الا بالله افهمني كيف لم تختل بها و كيف دخلت بها 
الأمر صعب الشرح صعب جدا على رجل مثله : كنت قد فضضت بكارتها تقليديا و رفع يده محنيا رأسه يعض شفته بأسف !
الآن فقط يشعر بالذنب ، يتذكر وجهها و طفولتها ، يقسم بأنه سيأخذ بحقها ممن عبث بها وسط بيته ، سيقطّع اجزاءه و يرميها للكلاب و قبلها سيذوق العذاب الأليم و سيكون الموت أبسط أمنية يتمناها ..
انفاس فقط 
هائجة
ذهول 
رفع رأسه رويدا ليرى وجه الشيخ المسود بقوة : فعلتك هذه جريمة تُعزّر عليها عند القضاة و تدفع ثمنها ، وهي اختلاء يا اخي انها خلوة خلوة 
ظهر الغضب جليا على وجه الشيخ و هو يسأل وما فعلت مع شقيقتها 
فقال ببؤس و حسرة : لقد اختليت بها 
وروى له ما حصل في المحكمة من كذب و تزوير
اندفع الشيخ واقفا شاخص البصر يقول بغضب عارم : لا حول ولا قوة الا بالله لقد تعديت حدود الله ، الله اكبر ، الله اكبر عليك، ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، انا لله وانا اليه راجعون 
لقد جمعت بين الأختين 
اخذ يصفق و يضرب بيده 
: اسمعني يا شيخ ارجوك 
: أبعد كل ذالك تريدني ان اسمع ، قد كان الشيخ منهاراً
: طليقتي قد توفيت البارحة ألَا يعتبر العقد صحيحا
هدأ الشيخ قليلاً : ومتى عقدت على اختها وهي حية او ميتة 
يا الهي على مقدار الضعف و الخذلان و قلة الطاقة التي يعاني منها الآن : لا بل وهي حية 
جلس الشيخ مهدودا و هو لا يقبل ان يسمع ما شق عليه و هد اركانه 
: زواجك منها باطل فلا زواج لك إلّا بعد ان تعتّد شقيقتها وهي حية
نظرة واحدة سددها الى عيني اخاه حتى يعلم مقدار الغم الذي يطبق عليه من اربع جهات: اليوم يا شيخ كان من المفترض زواجنا وانا اريدها ارجوك اذهب معي لتعقد لي عليها الليلة 
والله انه لمجنون مجنون مجنون 
فتح يحي عينيه على وسعهما استنكارا 
: لذرء المفاسد يا شيخ لذرء المفاسد فأنا قد اختليت بها و الله اعلم ما سيحصل بعدها فلعل الله يحدث بعد ذالك امرا 
ومن اشطر من الزين في اقناع من حوله لتلبية اوامره المبطنة !!
تنهد الشيخ بخضوع و اقتناع و هو يقول دام طليقتك قد ماتت فهي ستحل لك بعد العقد 
خرج مسرعا متوجها الى داخل داره يرتدي ملابسه و يحمل كتابه و يخرج الى بيت بن هلال ليجدد عقد زواجه !!
وصلوا البيت الذي كان مكتظا بالمعزيين يتلفتون ، فهمّه الأول و الأخير الآن كيف يُرجعها لعصمته بعد ان خرجت منها بعد ان سلّت خيطا ثم تبعه العديد من الخيوط حتى انكشف قلبه كله !
وجد صدّيق واقفا يسلم و يتقبل التعازي بوجه واجم مسود ووالده بجانبه يغلب عليه الحزن و البكاء تحرك اليه بخطواته الواسعة متأبطا شرا يجذب ذراع صدّيق لصدره و يهمس في اذنه 
تحرك الجمع صدّيق و شعيب و الشيخ الى ركن قصي لا يسمعهم فيه احد و لا يتطفل ، بعد دقائق ولج والده و وجهه مُحمّل بأعاصير مميتة وهو يتحلّف : اقسم بالله تستحقا رصاصة على ما فعلتما 
و انتفض ثم هدأ 
بادر الشيخ بالقول : قد جاءني الرجل و افهمني الأمر كله وما دامت كريمتكم قد توفاها الله فهو حلال عليه ان يعقد على شقيقتها الآن بشرط 
التفت الجميع اليه بترقّب : ان اسمع منها هي الموافقة !!!
وكأن على رؤوسهم الطير اصبحو كالتماثيل الشمعية بالكاد تهبط صدورهم و تعلو بالتنفس 
شحب وجهه بشدة و هو يكز على اسنانه و يضغط عليها بالقوة فالظاهر انه هو من سيقتل هذا الشيخ : لم نتفق على ذلك يا شيخ 
جلس الشيخ مصمما امره : هذا الدفتر لن يُفتح قبل موافقتها
خرج اخاها كالبرق الهائج يضرب هنا و يشعل حرائق هناك وما هي إلّا ثوان ووجدوه يجرجرها على الحال التي تركوها عليه غير انها يبدو ان لا حيلة لديها فقد بدت مكسورة ضعيفة خاوية الروح ضائعة
اجلسها بقوة حتى اهتز جسدها و ارتخى على المقعد ؛ هال الشيخ ما يحصل في هذه المرأة وهو يغض بصره عنها فقد كانت مكشوفة و ذليلة اكثر مما اعتاد رؤيته في البني ادم !!
تحدث معها بلطف : هاه يا ابنتي يا نجلاء قد جئنا نعقد لك من جديد على السيد شعيب بن زكريا فهل انتي موافقة ؟ 
كانوا يحدجونها ينظرات محذرة مرعبة وهي من انتفخ وجهها من الصفعات و تورم جفناها من البكاء و تقطع شعرها من الشد العنيف الذي مارسته على ذاتها تغرق الدموع وجهها الذي نحتته اظافرها وكأنها قد فقدت ايمانها فقدت شريعتها وكل أمر مُحرّم تعلمته ذات يوم عن تقطيع الخدود و شق الجيوب فما حصل امر يفوق طاقة التصديق عندها ، لما رباب لما تموت لما تدفع هذا الثمن ما ذنبها حااااامل حااااامل رباب كانت حااااامل ، صرخت بملء فمها فيهم تحرك اصبعها في كل مكان بعصبية مفجعة و هستيريا تقارب ذبحها : وهل لامرأة مثلي في هذه الحال الخيار؟!، انظر الي يا شيخ انظر تطلّع هل ترى حالي ، ذبحو اختي ذبحوها ذبحوها القوّااااادين تخلصوا منها المجرمين اولاد الكلب خرجت الكلمات هائجة بلا ضوابط بلا اتزان بصراخ مجلجل 
راحت تضرب على صدرها بعنف شديد و كأنها ستقطع ملابسها ، تشعر بالقهر و العجز فإلى اين المفر بعدما ماتت شقيقتها بطريقة مشبوهة و يريدونها الآن ان تعبر فوق جثتها كي تتزوج بالقوّاد الذي عرف كي يدبر امره و ينهي مسألة هروبها التي خططت لها قبل سويعات من الآن ! 
: يلعن ابوك يا بنت الكلب تريدين ان تفضحيننا ، اليوم كان زواجك لا احد يعلم بما جرى غيرنا 
كان والدها الذي انتفضت عروقه و هب نارا ستحرقها ينوي ضربها حتى الموت كان صوته عال مخيف فظ مهين !
اقترب بسرعة شديدة منها و وجهه يتفجر غضبا يشد شعرها بقوة حتى انحنت راكعة : ستتزوجينه ستتزوجينه و أنتِ راضية لن تفضحيني على آخر عمري ، دفعها بقسوة حتى ارتدت على الكرسي تسقط عليه تضع يدها على رأسها تجهش بالبكاء العنيف ، ربااااااب رباااااب ، رباب هي طفلتها ..هي ربتها ..كبرتها.. اطعمتها.. اول خطوة لها كان لها لتأخذها في احضانها.. اول اسم كان اسمها نطقت به ، رباب الإبنة التي لم تنجبها... ابنتهاااااا ربااااااب 
اما شعيب فقد جلس على طرف المقعد يضم شفتيه بين كفيه مغمضا عينيه في حالة هم المت بجسده يشعر بالقهر من ردها اللامبالي كالطفلة فقط للتحدي ، لأول مرة يفكر لو فقط لو ، لمرة واحدة ان يصفعها !
وقفت مبتعدة ووقف الشيخ بعدها ناظرا لهم باستسلام : الخيرة فيما اختاره الله 
هذا هو عود الكبريت الذي اشعل الزيت المحروق فهجم على اخته يصب جام غضبه عليها رفسها في بطنها بحقد و غل حتى فقدت النفس على حين غرة منها، صارت يداه كالسوط تطال جميع جسدها الصغير الضعيف الخال من القوة لا تنوي الدفاع عن نفسها فها هما اثنان من اخوتها انتهوا خرجوا من حياتها رباب الحبيبة و الصادق الطيب ، كانت ارواحهم تلوح لها في الافق كادت ان تبتسم لولا أنها قد شهقت و سقطت ارضا كورقة خريف ذابلة تهاوت على وجهها . 
قد طارت طاقية الشيخ و رُمي بعيدا بعد ان حاول ان يخلص تلك من ذاك و لكن هيهات ،اخذ يصرخ :تعوذ من ابليس تعوذ من الشيطااااااااان ستقتل اختك بالله ستقتلها ، وكأنه هو ايضا قد خرج عن طوره وهو يشد ذراع صدّيق يحاول دفعه بعيدا كان يصرخ به بشدة : لا تجبروا فتياتكم على البِغاااااااء ، الله اكبر عليك الله اكبر عليك 
ضُربت حتى تكومت الدماء في حلقها و اكتفى ساحبا الشيخ بشر سيطاله : اجلس و اكتب الكتاب 
صرخ فيه الشيخ غاضبا وهو يضبط طاقيته فوق رأسه : احضر ورقة الوفاة اولا !!

يحي من كان ينتظر في السيارة إلى أن يسوى الأمر بالتراضي و بانتظار اتصال اخاه حتى يكون احد شهود العقد كان متكِأ يفكر في كل هذه المصائب ، ممن حملت رباب اذا كان اخاه يصر على انه لم يلمسها و هو يصدق اخاه بالتأكيد ولا شك فيه ، مسح على وجهه بقوة بكلتا يداه و هو يسمع هاتفه يهتز التقطه و نظر اليه فوجد ما يفوق العشرين اتصالا من ( بروين ) ، عقد حاجبيه بتساؤل ثم اتصل به و ثانية حتى يرد ( بروين ) عليه لاهثا بصوت يملؤه القلق و الترقّب : عمي يحي الحقني ، استقام في جلسته : ماذا 
: اختي ديالا لا اعرف ما اصابها سقطت فجأة شاخصة البصر و اطرافها ترتعد لم اعرف كيف اسيطر عليها 
فتح فاه متعجبا متمتما ما هذه الليلة السوداء يا الله ! 
: اسمع حاول ايقاظها بأي شيء حولك عطر او ما شابه و انا سأتفرغ لكم و آتي حسنا 
رد الآخر بهزة رأس رغم عدم وثوقه في نفسه ان يتصرف مع شقيقته التي ترتعد و تنتفض و يتحرك جسدها كالحيّة على الأرض بشكل مخيف جدا لم يتمكن من بعده من لمسها او الإقتراب منها ، اغلق سماعة الهاتف و هو يرفع نظّارته بضعف على عينيه المتورمة بالبكاء ينتظر قدوم من نصّب نفسه وليا عليهما !!!

بعد دقائق انتهى العقد ووقع الشهود على مرمى من الجثة المرمية تحت اقدامهم ، ، ، ،

،
من تاريخ غالية 

.
يا حبيبتي..
ما هو هذا الوطن الذي يتعامل مع الحب..
كشرطي سير؟..
فيعتبر الوردة مؤامرةً على النظام..
ويعتبر القصيدة منشوراً سرياً ضده..
ما هو هذا الوطن المرسوم على شكل جرادة صفراء..
تزحف على بطنها من المحيط إلى الخليج..
من الخليج إلى المحيط..
والذي يتكلم في النهار كقديس..
ويدوخ في الليل على سرة امرأة

حفنة ، حفنة صغيرة جدا من حب ، نحاول التقاطها في لفتة ، في ابتسامة ، في كلمة غير مقصودة او في رسالة جسدية غامضة ، نتبع اي شيء يثبت لنا اننا مرغوبون !!
ماهو الحب ؟!
ماهو الا المبالغة في تعظيم الفوارق بين شخص معين و بين سائر البشر كما قال جيرالدي ، ولربما كان ذاك الشخص لم يكن ليستحق خفق الجوى و لا خد ارتوى و لا نغزات الهوى و لا بالعشق اكتوى !!
الحب كالفلسفة تماما لا تعرف كيف ابتدأ اول سطر فيها و كيف شرحها كاتبها و كيف ختمها و ماذا كان قصده من ورائها و بالنهاية تكتشف ان قصده بالكامل كان الغاز و ترهات و كذب !!

يحي للتو قد يتّمت عائلة بسببك ، قد قتلتُ بشرا ، انسانا كانت الروح تنبض بين جنبات قلبه قبل ثانية واحدة ، كان عقله يحلق يفكر مشغول بهذه الدنيا ، ربما بزوجة و اولاد ، قد قتلتُ السند يا يحي ...
كانت هذه اخر المشاهد التي مرت امام عينيها و هي تضغط بكامل قواها على دواسة البنزين فتدخل جانبيا بسيارة رجل كهل قتلته على الفور اغمي عليها على اثرها و نقلوهما كلاهما للمستشفى !
هو مات و هي قد حل عليها الخريف ، بضبابه الثقيل ، ثقيل جدا ، تهورت بكشف نفسها امامه و نتائج هذا التهور لن يتحملها إلّا هي !
قد كان بابها محروسا باثنين من العسكر فبعد ان تفيق مباشرة او عندما يعلن الطبيب عن حالتها الجيدة ستغادر من هنا موثقة اليدين تُجرجر على اعين الناس !
يحي يا مهلكي
يا خادعي
يا منقذي
جلست بوهن على السرير و هي ترفع رأسها، يدور محجريها تارة في اتجاه الشباك و تارة اخرى على سقف الحجرة و دمعها الساخن يبلل شفتيها كانت باهتة شاحبة تلعق بقايا دموعها ليبتلعها لسانها ، كم هي دموعها مالحة .
سمعت صوته والله انه هو لا تخطيء في نبرته ، عضّت على شفتيها و اغمضت عينيها و هي تتمسك بطيفه الواقف على الباب بعد ان سده خلفه ينظر لها في هدوء فقبل سويعات فقط كان قد شن حرب القاتل و المقتول و بعدها لم يكن هناك من مقتول سوى رجل خارج نطاق صراعاتهم ولم يكن من قاتل لكليهما سواها !!
كلما تقدم خطوة ليرى ملامح وجهها الفتية الجميلة ينعصر قلبه فهو معها لم يطل لا بلح الشام و لا عنب اليمن ، فلا حضن يستطيع به لمها برقة الى صدره و لا قبلة شريفة نالها منها !
لما يتمسكا بسلوك ذاك الطريق ذو المنعطفات الخطرة فلا هي من سلمته نفسها و لا هو و رغم عبثه القليل بجسدها براض ان تكون عشيقة !
جلس على طرف السرير يحدق بها و بتردد رجل كاهن اراد ان يرفع اصابعها الى شفتيه ليقبلها بحرارة و لكن هناك شيء غريب ، و خزات ، شيء عميق مدفون هناك بينهما كعتاب قديم ، نهض و تحرك باتجاه النافذة يكشف عن تلك الطريق التي تتداعى عليها السيارات فتحدث ضجيجا فوق ضجيج تلك الغرف التي تحلق بعض ارواحها حولهم ، نطق بوجع : ماذا حصل ؟
لم ترى وجهه الذي كان يتلظى وجعا و صمتا ، عيناه غائمتين بعاطفة مشبوبة
اما هي فقد انطلقت في حديثها بصوت متهدج متقطع الجمل بسبب الرعشات برؤيته و الشهقات بسبب موت رجل بريء ليس له ذنب في هذه الحكاية الغريبة التي لم تعرف ما تطلق عليها كاسم ، علاقة مشينة ام علاقة عفيفة ؟ ، حب ، رغبة او تملّك ؟!
من فيهما يرفض الطرف الاخر و في ذات الوقت يريده
: والله لم اره لم ادرِ ، قد كان عقلي في مكان اخر ، و فجأة لمحت نظرته ، اتدري يا يحي كأنه في تلك النظرة الأخيرة يوصيني بشيء ، شيء قريب حبيب للقلب
قاطعها وفي صوته بعض الحدة و الغضب : انا لا اتحدث عن الحادث ، اتحدث عنا ، نحن ، انا و انتِ ، ماذا يجري لنا ؟!
كان محموما فملامسته لجسدها اوقدته ثم تركته يحترق ، لم تكن أبدًا بغيّ ، لم تكن فتاة اراد اشباع رغبته فيها و تركها على طرقات التشرد و الفضيحة ، بل هي رغبة رجل عاشق ، رجل ميت ، رجل اصابه داء اسمه .. الحياة .. وما عاد يجوز له ان يغرب عنه !
لم تكن يوما الكلمات الصريحة المحمومة واضحة تخرج من الحناجر ، قد كانت مكتومة مغطاة بكيس ، كيس اسود ، يجمعان به تلك المشاعر الربّانية حتى يمتليء ثم يربطانه و يدُسانه في ركن مظلم و ينسيانه و ما يلبثا أن يخرجا كيس آخر ليجمعا فيه تلك الكلمات المكتومة الممزقة ، في كل ساعة يطلقان على الكيس اسما ، المهملات ، الارشيف ، الرغبات ، العاطفة ، الكذب ، الخيانة ، الشهوات ، وما نقصت الاكياس يوما و لكن حتى يومها هذا لا زالت بازدياد !!

: الرجل له طفلان و قد تيتّما تماما ؛ مجددا لم يتخلَّ عن الحدة و البرود بإغلاقه لحادثة حبهما .. هما !
خرجت من السرير تتأرجح ، تهبط و ترتفع كإفعوانية لا تنتهي ابدا ، ابتعلت ريقها تهرّبا من عتاب يتطاير فوق رأسيهما مطالبا بحقه في الخروج للنور .
لنخرج و لنتولى امر الطفلين ، نظر اليها بتفحص ثم اشار برأسه للباب : لقد توليتُ امرك ، سبقها اليه و هي تلتقط حقيبتها و يداها اصابها الرعاش اللا ارادي و ثوان حتى دخل الطبيب ليخلي سبيلها !.

تعرفا معا على التوأم ، ديالا الفتاة الناعمة الصغيرة الملفتة للنظر و بروين الشاب الخجول صاحب النظارات المتدلية القديمة الطراز ، دللا الطفلين دلالا جامحا كأنهما والديهما فجلبا لهما الالعاب و اخرجاهما للنزه و اشتريا لهما الملابس بل تطور الامر الى اصلاح بيتهما و تغيير اثاثه فاصبح كمملكة صغيرة يلتقون فيه جميعا حين تلمهم اوهام انهما ... اسرة واحدة ... و ما لبث ذاك العقد اللطيف ذا المشاعر النقية الصرف ما انفك ان ينحل بخبر وفاة ... الحياة !

كان يغيظها في كل مرة تقول له و هي تساوي بين اصبعيها السبابة : أتعلم ان رسول الله قال انا و كافل اليتيم كهاتين ، يرفع حاجبيه برد فعل مضحك كمن يقول : اوتعرفين الله و رسوله !! ، فكانت تفهم تلك الإيماءات المُهينة وهي تلتفت عنه بضيق قائلة: علاقتي معك لم تخرجني من الملة !
من ساعة رحيلها وهو يهملهما ، يرسل لهما من يلبي احتياجاتهما ، جعلهما يكبرا دونهما ، بلا دلال ، بلا حب ، بلا دفيء ، وعندما يمر ، يكن كمرور الكرام من عتبة الباب يسأل و يرحل و منذ ذاك الزمن لم يرى تلك الصغيرة ( ديالا ) التي ترعرعت على ايد اليتم كي تشب بملامح ، ، الموتى !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الخامس و الأربعين

  أشعل سيجارة.. من أخرى أشعلها من جمر عيوني ورمادك ضعه على كفي .. نيرانك ليست تؤذيني كان يستيقظ هذه المرة بلا كوابيس ، بلا اجهاد ، المرة الو...