هناك رجالٌ..
يرون النساء مجرد ثقبٍ..
وحفلة جنس..
هناك رجال.
لعبة سيفٍ وترس..
يضاجعن كل ذكور القبيلة
دون رضاءٍ.. ودون اشتهاءٍ.
ومن غير نفس..
هناك رجالٌ.
يحبون مثل الجواميس
من غير فكرٍ..
ومن غير حس..
أنا لست من هؤلاء الرجال
فصعبٌ علي ممارسة الحب
رسائل الى يحي
اعتذر ، اقدم اعتذاري لكما كليكما
قد صدّعتُ ثقتكما فيّ و في نفسيكما و الاكثر زكريا الذي كان يصر على معرفة ما الفارق بينه و بينك يحي ، شيء لم يستوعبه قلبي ولن أجد إجابته لا عندي و لا عندك !
كنت قد قلت مرة لزكريا وهو يجلس قبالتي مرتعش الفك : سأخبره
قال لي وفي عينيه برك دم : يحي سيؤذيك
قلت له : سأخبره
قال لي : سأنهي علاقتي بك ولن أعد كما السابق
كنت اعض على شفتي اريد البكاء حين امتدت اصابعه يمسح دموعي قبل أن تصل جفني
انا احب زكريا أحبه ، حقا افعل ولكنه ليس كما يعتقد
زكريا المته ، اذيته ، ودافع عن نفسه وعن حبه ولديه كل الحق في ان يهد المعبد على من فيه ، اثبت لنفسه ولي ولك انه صادق في حبه وأنه سيدمرني .
قلت له : سأخبره
كان قلبه يعتصر قهرا و نزلت دموعه المخنوقة التي فجعت قلبي و دفعته كي يرمي في وجهي بأسيده الحرفي : سأدمرك وانا قادر يا غالية
لما يحي ؟!
و أنت قل لي لما أنا يا زكريا ؟!
فهذا من ذاك ، شيء غير مفهوم ، يحي يظن أنه في نظري كباقي الرجال
يظن أنه معي لأنني فاتنة لعوب ، لا ادري ما رد فعله حين اصارحه بحبي
وضعتُ يدي فوق يده ضاغطة بقوة وانا يائسة لا اريد أن اخسر حبي ولا قلبي : زكريا افهمني ارجوك
ضغط من بين أسنانه : بل أنتي افهميني أنكِ تحطمينني لا تفعلي ارجوكِ لا تخبريه
اه على قلبي كم له أن يحتمل عندما رأيتك تنظر لي بتلك النظرة الغريبة تراقب كل لفتة
وكل حركة قمنا بها معا
لا تعلم يا يحي أننا كنا نناقش أمرك بدونك !
يحي
هذا ما ينتج عندما تجد المرأة نفسها محاطة برجال أصدقاء و تظن أنهم أصدقاء
عندما تبتسم لهم يظنون أنها معجبة بهم ، عندما تقول صباح الخير كأنها قالت أحبك ، عندما تزيل قطعة صوف من على قميصه فهي ترغبه !
يحي ،
اعتذر لي من زكريا ، قل له أنك وضعتني على الطريق القويم
أنه بدونه ما كنت لأكتشف أني قوية
أني أستطيع أن ارمي بحبك في اعمق نقطة في قلبي و أتركه يتقلب على السهاد
أنني استطعت أن أعيش مشردة وحيدة نام معها الرجال في مخيلاتهم
اقبل اعتذاري و قل لزكريا أنني قد غفرتُ له و أنّ هذا الهوس بالحب كما يسميه قد كان لعنة حبي لك و جعلني أضع نفسي في خانة الحقراء !
،
،
يحي يحيااااا يحي افتح البااااب
تبا احضر لي شيئا و اكسر الباب الان كان الصراخ و الهياج لم يكفا لا خلف الباب ولا أمامه
تواترا مع دق ابيه المرعب على الباب كان هو يحطم كل شيء في غرفته يصرخ متوعدا
حية حية بنت الكلب حية غااااالية يضرب على صدره كالوحش الثائر حتى احمر صدره بشدة
يده تطول الزجاج فتهشمه و تقلب الطاولات و حطم الكرسي على دولاب ملابسه و يدوس بقدميه العارية بغير وعي على حطام و شظايا غرفته حتى صار الدم يلحق به و يرسم رجله على أرضية الغرفة التي لم تعد تتحمل صراعه الشيطاني مع نفسه كانت عضلات ذراعيه تتحرك بسرعة شديدة لتحرق كل ما حولها عيناه كالدم و وجهه منتفض العروق و شعره تقطع بين أصابعه كان جريه في الغرفة مرعبا مخيفا يرفس السرير بقوة و يقطع الاغطية بغل و يقذف بالعطور على الجدار بقسوة كان كل شيء يدور حوله بسرعة شديدة شديدة جدا
كان اخر حطام للباب يتطاير أمام عينيه عندما هجم عليه والده يثبته بشدة من خلفه مستخدما كل قوته و طاقته يمنعه عن الهيجان اللامعقول والذي كان أشد و أمرّ من الحالات التي تمر به عند نومه .. هستيريا شديدة و الم مبرح في كل جسده كان يدفع والده بكل قوة بل بقوة مضاعفة لا يدري من أين جاءته ووالده يصرخ في الرجل الاخر الواقف على الباب مذهولا ينظر له هو العاري الصدر المشدودة عضلاته النافرة عروقه الزرقاء و ساقاه في جينز قديم مفتوح الازرار حتى سقط قليلا عن خصره و رجله التي علقت شظايا الزجاج بها بصورة مقززة موجعة و يده المفتوحة و الدم ينزل منها كالشلال كان يبكي بل ينتحب : انها حية حية انها حية خدعتني بنت الكلب خدعتني حية حياااااااا
اخرج اخر صرخاته مع انغراس ابرة المهديء في عضده فترنح مع والده الشاحب الوجه المريض القلب الى السرير فوقع فوقه فاستند والده يهديء من روعه و يربت على شعره كطفل يتيم ادرك أنه فقد أهله ، لم يسمع له صوتا ولم يرى له وجها منذ يومين يقفل عليه بابه حاله مزر وجهه شاحبا مسودا عيناه ذاهلتان مأخوذتان بأمر يفوق طاقته و جسده المحموم بصورة مفزعة متشنج بقوة و روحه ذابلة يحي يعاني منذ الأزل ولا زال يقاوم : يحي يا حبيب أباك ماذا يحصل لك
اجهش في البكاء المخيف الذي يعتصر كل جسده يشهق تتقطع حروفه بوجع : انها حية غالية حية !