الجزء
الأربعين
تعال حبيبي فما فات مات وما هو آت جميل كصبري
امد اليك يدي باشتياقي ودمع حبيبي من العين يجري
كانت خطواته تجر بعضها البعض على
العشب المقابل لباب البيت ، يضع يدا في جيب بنطاله و يد كأنه لم يعد يسيطر عليها ،
لا زال وجهه مغموما لا يعرف كيف سيتصرف في هذه المصيبة ، نعم مصيبة ارتكبها فيهم
المؤيد ، هو حتى لم يستطع ان ينطق قد شلهم تماما ، من اين ولما يتزوج المؤيد صبا !
هناك وقف عند باب البيت هناك تعبره كل روائح العطور و البخور و الطعام ، لا
يدري ما سيكون رد فعل صبا ، كيف سيصدمها ، كيف ستتقبل خبر زواجها من رجل آخر لم
يكن متفق عليه !
خرجت انفاس بل سموم متلاحقة من رئته وهو يقرع الجرس فتجري اليه زكية التي
قال لها في جمود : نادي صبا !
دخلت زكية تجري وهو الذي اعطى الباب ظهره يفتش في جيوب بنطاله حتى وجد
العلبة التي ستفش غليله ، آه فقط لو وقف شقيقه في وجههم ، لو فقط قام وقال لن ازوجها
لكم قبل ان تزوجوني اختكم .. لربما كان كل شيء سيتغير ، ولكن هو نفسه لم يعلم سبب
جمود يحي تلك الفينة أهو بسبب الحرارة التي في جسده اهو بسبب ما حصل مع هتان ، او
لسبب آخر.. هو حتى يتكيء الآن في المجلس بين صاحبيه يبدو ساهيا لا ينطق يبدو
مشدوها لا يفهم ما حوله
حتى خرجت صبا بكل جمالها الرقيق و عيناها المتزينتان بالوردي الخفيف كانت
جميلة رائقة رغم رقرقرة الدموع في تنك العينان ، رمى السيجار بعيدا و التفت لها
ينظر اليها كلها بتلك الملابس الوردية و يد قد حنتها و الحناء في قمة الروعة بتلك
النقوش الجميلة ابتسم وعيناه تلين لها ينطق : تعالي زوجك يريد الحديث معكِ!
ابتلعت ريقها ببطئ شديد وهي تغلق عيناها وتعض شفتاها تكاد ان تبكي ، لقد
فعلوها ، لقد تزوجت الصديق ، كانت العبرات تخنق حنجرتها حتى مالت برأسها الى الارض
وهي تهمس : لما ، لا يجب ان يراني اليوم !
كان يحدق فيها النظر صدره يرتفع في غم : تعالي يا صبا ولا تناقشيني !
امسك بيدها و صار يمشي امامها هي التي لم تتغطى وهي ترتدي ذلك الفستان من
الساتان والذي يصل الى ركبتيها و شعرها مسحوب الى ما بعد ظهرها تميل غرتها على
جانبي وجهها الجميل كانت ترتعش قلبها يأكلها قلقة .. لا تعرف لما يسحبها اخاها
بهذه الطريقة فكلامه و طريقته لا تبشر بخير وهو يعلم تمام العلم انها لا يجب ان
ترى عريسها ليلة الحناء وهي في زينتها هذه . . ولكنها تبعته الى أن اوصلها الى باب
جانبي دفع بها برقة من ظهرها : ادخلي يريد الحديث معكِ
كانت تنظر اليه باستغراب وتنظر الى عيناه الغائمتان هو الذي يحثها بنظراته
على الدخول ، تقدمت وهي تبلع ريقها كانت خائفة و متوترة ، كلما تقدمت كلما فتحت
عيناها فتحتهما على كبرهما على وسعهما فتحتهما بصدمة هو المطأطأ رأسه على الارض
حتى سمع صوت حذائها فرفع عيناه لها ، عيناه بكل ذلك الحب الذي فيهما بكل ذاك الحزن
الذي فيهما بكل الخيانة بكل القهر بحق كل شيء قد خانه في اهله و دفع به حبها اليه
وقفت هناك في صدر المجلس تلتفت الى ما خلفها وجهها قد شحب شحب جدا وهي تراه يتقدم
منها بكل هيبته و جمال مظهره بتلك الثياب البيضاء التي تبهر ناظرها تجول بنظرها عليه
كله.. ترفع يدا الى فمها تغلقه من شدة الصدمة حتى توقفت الدموع على اعتاب مقلتيها
لا تصدق لا تكاد تستوعب حتى وقف مقابلا لها صارا ينظرا الى بعضهما البعض ينظر الى
كل ملمح فيها يرفع يدها التي بها الحناء يرفعها الى انفه يغلق عينه يشمها يشمها
بكل قوة ولكنه لم يستوعب ما فعلت هي التي رفعت كفها بقوة الى خده تلامس خده في
صفعة رنت بين الجدران صفعة ما عرف كيف وطأت وجهه كيف اخترقت نفسه صفعة اسود منها
وجهه هي التي تقف هناك صدرها يعلو و يهبط في ثورة في غضب تصرخ فيه تبكي : ماذا
فعلت مالذي فعلته لقد دمرت اخوتي دمرتهم
وكانت يدها اسيرة يده قربها منه الى وجهه : أهكذا تستقبلين زوجك ، كان وجهه
لا يفسر كان غاضبا منها غاضبا كثيرا كيف سمحت لنفسها ان تصفعه كيف لامرأة ان تمد
يدها عليه فلولا انه قد كتب كتابه عليها كان ليقتلها ضغط بقوة على يدها حتى كاد
يكسرها يحدجها بنظرات قاتلة : أبعد كل ما فعلناه لا تريدين الزواج .. صار يهزها
بقوة هي المتأرجحة التي ما عادت تفهم شيئا ، لقد دمر اتفاق عائلته مع عائلة معاذ
ولا تدري اي شر سيجرهم اليه بفعلته هذه فتحت عيناها صارخة فيه و هي تبكي كانت
دموعها التي يكره تنحدر على وجنتها الجميلة : لما تدخلت.. انا وانت لم يحصل بيننا
شيء لا شيء
صار صدره يعلو ويهبط يزم شفتيه يغضن جبينه : مالذي تخرفينه مالذي تقولينه كان صوته يأتي من عمق سحيق عمق مخيف كما عينيه
التي تحذرها بشدة من مغبة ما تنطق : انا فعلت ما يجب ان يُفعل لقد تزوجتك امام
الجميع
فكت يدها بقوة من يده لا تزال تصرخ كل شيء فيها قد اعلن الثورة : وهل
اعترضك اخوتي هل ارقدوا والدك المستشفى ، كيف تطلبني و تتزوجني بلا علمي ، لما
عارضتم زواج اخي من اختك لما لم تزوجه اياها لما حصل كل ما حصل والآن لقد سمحوا لك
بالزواج مني يعني ان هناك اعمال ستتحطم ستتدمر ما هذه الانانية فيك
كان ينظر محدقا مدهوشا منها يزداد وجهه مع كل كلمة اسودادا عقله لا يستوعب ما
تقول ، أكانت تلعب معه ، أكان فقط تسلية لوقتها في خيالها حتى امسك عضدها بقوة
يجرها الى صدره هي التي اصطدمت به بقوة تغمض عيناها الباكيتان يهمس و انفاسه تخالط
انفاسها : اتقولي لي انك لم تريديني لم ترغبيني !
كانت فقط تسمع و تغلق عيناها لم ترد لم تجرؤ على الرد لا يدري لما قد دمرت
شيئا جميلا في روحه لها ، لقد حطمت له عزمه و حب وليد في صدره حتى رماها من يده
بعيدا يرفع يداه الى شعره يدور حول نفسه لقد خان اخاه من اجلها لقد دمر عائلة عمه من
اجلها وهي تقول انها لا تريده لا ترغبه.. كيف كيف تلك العاهرة هي التي تنظر الى
ظهره ..فبقدر صدمتها ، بقدر القبلات التي كانت بينهما بقدر الرغبة التي في نفسها
له فإن ما فعله لم يعجبها لم يعجبها ابدا لم يعجبها ان عريسها قد تغير ان كل الخطط
التي رسمتها في عقلها لبيته قد اندثرت ان كل خططها مع اخوتها قد ذهبت ادراج الرياح
حتى نطقت بقوة : زوّج يحي من سُكينة هكذا سترد الدين !
نظر الى عينيها القويتين هو ماعاد يعرفها ما عاد يعرف تلك العينين التي
تغيرت عليه لقد صدمته حقا قد فعلت نفخ صدره بقوة وهو يتحرك تاركا لها وحدها في
منتصف الغرفة : استعدي .. الزواج غدا في موعده العريس فقط هو من تغير !
اغلقت عيناها وهي تشد على شفتيها لا تعرف كيف تتصرف لا تعرف كيف من المفترض
ان يكون رد فعلها لقد كانت غاضبة غاضبة جدا مالذي حصل في المجلس أقام بإحراج
اخوتها.. أخرج ال معاذ يتوعدونهم شرا .. رفعت يداها الى وجهها تجهش باكية حتى دخل اخاها
عليها حتى فتحت عيناها فيه هو الآخر تصرخ : مالذي فعلتموه ماااااذا كيف تعطونني
بهذه الطريقة كييييف لقد قهرتموني والله قد فعلتم قهرتموني تحمل الآن الذي سيحصل !
تركته في الغرفة يعض شفته هذه هي المرة الثانية التي يخدعونها فيها التي
يضحون فيها بها ، هي كانت تحب المنذر ولربما لم ترد رجلا سواه ولكن ما كان سيكون
موقفهما لو قام المنذر بدل المؤيد تلك الساعة
خرجت وهو الذي كان واقفا امام الباب يدخن سيجارة سمع كل كلمة قالتها كان
يهز رأسه بأسى لم يتوقعها ابدا لم يتوقع رد فعلها لقد ظن و الظن اثم انها ستطير
الى ذراعيه انهما سيكملا القبلة التي قطعاها بينهما ، لما تظن ان زواجه منها غدرا
، ماذا كانت تريد منه بالضبط ،
قد قتلت صبا الشوق ، قد اطفأت اللهفة ..
خرج شعيب ووقف بجانبه صمت الاثنان عن كل شيء وقفا هناك ينظرا الى كل ما
حولهما ، شعيب دائخ رأسه يفكر الف فكرة ما من الممكن ان يفعل الصديق ، و هو اسود
وجهه يفكر ما الممكن ان يفعله بها كي يثأر منها لما فعلته و تلاعبها به !
حين دخلت الى الداخل تبكي توقف الجميع عن الاكل و الشرب و الضحك الجميع صار
ينظر اليها مبهورا الى وجهها المنتفخ الى عيناها المتورمتان صارت تنشج بالبكاء وهي
وسط الجميع حتى قامت امها المفجوعة تجري اليها تحتضنها بين ذراعيها هي التي انهارت
، لقد كسرته لقد حطمته كسرت قلبه ، تقسم انها في صميم قلبها و روحها قد احبته ولكن
ما فعله لم يعجبها لقد وضعها امام الامر الواقع ، هي فرحة نعم فرحة انها لن تعود
للصديق ولكن ان تكون له هو هكذا بهذه الكيفية هو صدمة صدمة كبيرة وهي لم تستوعب
هذه الصدمة حتى نشجت بكلامها : اخوتي زوجوني من المؤيد !
صمت وشهقات ارتفعت من الحناجر امها المصدومة التي جلست لم تعد تقدر على
الوقوف تنظر فقط الى حال ابنتها ، ناجية و امها و سكينة اللواتي فتحن افواههن على
مصراعيها صارت ملامحهن قاتمة انها كارثة كارثة حقا .. المنذر لن يسكت .. كيف حصل
ولما ؟!!
زهرة المفجوعة التي طأطأت رأسها في سرعة فاتحة عيناها في حجرها لا تفهم !
راعيل كانت جالسة لا تفهم شيئا !
حتى دخل شعيب مرة اخرى يعلو صوته دون ان ينظر الى اي من النساء : امي تم
عقد زواج صبا على المؤيد لقد حجر عليها امام الجميع و هو مصمم ان يكون الزواج في
موعده اي غدا !
تركهم و الصمت هو الشيء الوحيد الذي يجمعهم حتى بلغت القلوب الحناجر ..
صارت عائلة المؤيد تنظر الى بعضها البعض .. صارت سُكينة تبكي غلا وقهرا ، قامت من
مكانها تجري الى وجهة محددة كيف يفعل ذلك كيف لما هذه الانانية لما دمر لها هي
فرحتها يوم طلبها يحي لما لم يرفضه يحي، لما حصل كل ما حصل، قامت ناجية تجري ورائها
تناديها تعبران الممرات وتلك تصرخ فيها بكامل صوتها تصرخ حسرة : اتركيني اتركيني
ذاك الوغد الحقير الحقييييير كان صوتها يعلو كثيرا واختها لم تعد تقدر على الجري
بذاك الحذاء وراءها تصرخ فيها: سكينة توقفي الى اين ايتها المجنونة حتى فتحت باب
الحوض و بكل قوتها رمت نفسها فيه هي التي لا تعرف حقا السباحة و عمق الحوض الست
امتار حتى صرخت ناجية صرخة مفجوعة : سُكينة سُكينة كان صراخها يتردد في الانحاء
حتى بلغ النساء اللاتي قمن من ساعتهن يجرين باتجاه الصوت وتلك كانت تغرق كانت لا
تريد الرجوع ، لقد اهانها اخوتها ، لقد قتلوا الحب فيها ، لما منعوه عنها ، لما
وقفوا حائط صد امامهما ، امام الجميع ان تكون زوجته امامهم كلهم مثلما فعل المؤيد
مع صبا ، كانت الحسرة تغرقها تمحوها تخنقها حتى كانت تصرخ تحت الماء تصرخ و تثقل
تصرخ و الماء يندفع الى حلقها تصرخ و تنجر الى قدرها كان خيالها يختفي تحت الماء بثيابها البيضاء كانت
الدموع تجري بقوة على خدها وهي تصرخ مثل المجنونة تشد شعرها ترى اختها تغرق امام
عينيها ..تضرب على فخذيها حتى بح صوتها : سُكينااااااة سُكيناااااة
حتى دخلن الباقيات عم الفزع المكان صرن يصرخن حتى خرجت زكية مرعوبة تصرخ
فيهم في الرجال في الخارج والذي انظم لهم يحي الذين ارتعبوا و قتمت وجوههم وهم يرون صراخها و
بكاءها : سكينة تغرق
يا الله لا يعرف كيف كان يركض كان يجري ضد الوقت ضد الريح ضد الحياة كان
قلبه يتوقف وهو يفتح الباب الجانبي للحوض بقوة حتى ارتطم بالجدار ومن خلفه اخوه
وفي الحوض ثلاث نساء دفعة واحدة ناجية التي قفزت وراء اختها و زهرة التي نزلت الى
عمق الماء تحاول رفع سكينة التي قد فقدت التنفس و اغلقت عيناها واصبحت ثقيلة جدا ، ناجية التي
بدأت تفرفر في الماء تبتلع منه الشيء الكثير تضرب بيدها بقوة لا تكاد تتحمل جرف
العمق لها و صراخ امهن المفجوعة واولادها الذين يتمسكون بفستان جدتهم كان صوت
الصراخ يعلو على كل شيء المؤيد الذي اندفع ليرى يحي الذي قفز في الماء و شعيب قفز ايضا
يخرج ناجية و يحي و زهرة يخرجا سُكينة من الماء كانت الفوضى تعم المكان كان الجميع
مبتلا مصعوقا مصدوما وتلك التي سحبوها الى الخارج كانت مكتومة هو الذي صار جانبها
يدفع زهرة بعنف عنها هي التي ارتمت على جانبها بفعل دفعته الحقودة كانت تنظر اليه ..الى
لهفته على سُكينة ..الى الدموع في عينيه الى صراخه باسمها : سُكينة سُكينة افيقي
قومي قومي كان يضغط بقوة على صدرها يضغط
ويموت في كل ضغط وجع ، خنق ، روح ، حتى صار الماء يخرج من فمها صارت تسعل بقوة كان
الجميع ينظر اليه الجميع مصدوم مما يفعل من وضع زهرة على الارض التي وقفت تعطه
نظرة خذلان اخيرة نظرة دمع مختلط بالماء نظرة مظلوم ..متسحبة تخرج من الباب تتركه
ينقذ حياة حبيبته ، كان الجميع يرى مدى الحب الذي يكنه لذاك الجسد ..الحب الذي
تفوح رائحته فيغمر انوفهم ..الحب الذي ينظر به اليها الى ذاك الجسد الراقد بين احضانه ...كان
وجهه قاتما مسودا قلبه يدق دقا عنيفا كان يموت.. يحي كان يموت... لن يحتمل ان
يفقدها ..لن يفعل.. سكينة صارت الروح.. وحين موت تلك الروح، سيموت هو معها.. سيفقد
رغبته في الحياة لو فقدها ..حتى فتحت عيناها ترى ذاك الوجه الذي يحتضنها بماءه و
بلله و عيناه ..حتى رأت ظلا اخر وجه اخر مسود غاضب وهو يتجه لها يرفعها بين ذراعيه
يعطي الاوامر بالتحرك لأمه و لناجية التي هي الاخرى كانت حتى الآن بين ذراعي شعيب
الذي في لجة ما حصل لم يستوعب الوضع نظر كلاهما الى وجه الآخر في سرعة البرق علا
الإحمرار الشديد وجنتيها وافتكت نفسها من بين يديه قبل ان يفطن اليهما احد وهي ترى
اختها يحملها المؤيد خارجا و هي قامت تجري تلحق بهما وامها سحبت الاولاد ايضا ..
خلا عليهم حوض السباحة وكل ينظر الى عين الآخر لا يكاد يفهم هذا الكابوس الذي حصل
الجميع كان مبللا وكان ايضا يوم الحناء قد فسد !
اتجه شعيب الذي علقت بثيابه رائحة ناجية و عينيها في عينيه ، اغلق عيناه
يؤنب نفسه وهو يرى جسد زوجته الجميلة تلحق به ، كانت جدا جميلة بذاك الفستان
الاحمر ذو اللمعة البراقة و صدره الواسع و قصره كانت واقفة هكذا امام اخوه و ابن
عمه لم يفطن لأي شيء سوى لتنك العينان التي لمحها بسرعة البرق اتجه الى الغرفة
هناك لحقت به وعيناها دامعتان نعم كانت تدمع ، لم تراقب احد في تلك المعمعة سواه ،
كيف كان يحتضن تلك المرأة الجميلة كيف نظر اليها ، كان يخلع ثيابه وهو يتجه للحمام
وهي تكاد تصرخ مكتومة في وجهه : كان ينقص ان تقبلها امامنا
التفت اليها في سرعة فاتحا عينيه غضن جبينه هو الذي حتى الساعة يحاول ان
يستوعب هذا اليوم الذي يأبى ان ينتهي يحمد الله ان والده لم يكن حاضرا والا كان مات
في ساعته بجلطة امسك بعضدها بقوة يتكلم
بغضب من بين اسنانه : ماذا تقولين
رفعت عينيها الجميلتين اليه في خذلان : انت تعشق كل النساء عداي
تتمنى كل النساء عداي
صرخت في وجهه وهي تنهار باكية : لما احضرتني الى هنا اذا كنت لا تريدني لقد
اتعبتني معك لقد كرهتني نفسي ، اخذ صوتها يعلو بشدة يعلو فيصم اذنه وهي تقطع ثيابها
امام ناظريه : ألا يكفي عشقك لنجلاء ، لا يكفي اهمالك لي ، انت تعتبرني تحصيل حاصل
، هنا مغتربة لا اهل ..بلا سند بلا اي احد.. انت تستغل هذه الحسرة فيّ.. انت تستغل
يُتمي
جلست على السرير هو الواقف يغمض عيناه بقوة يريد ان يستوعب تلك الحالة التي
طرأت عليها ، ما كل هذا الجنون اندفعت بكل حقد : اخرج لهن لهن كلهن لكل النساء
اخرج نم معهن احبهن اعشقهن ولكن اعتقني انا اعتقني طلقنننننيييييي
طلقننننننيييييييي كانت تصرخ بالكلمة مثل التي فقدت عقلها وهو الذي هجم عليها يغلق
لها فمها بالقوة يضغط بكفه على شفتيها كان لا ينقصه سوى ما تفعل هي التي صارت تركل
و ترفس و تشتم بلغتها العبرية تسبه وتسب دينه و اهله وكل ملته و تلعنه لعنة
الاولين والآخرين صارت تجر نفسها من بين يديه بعين حقودة مليئة بالغل : اكرهك انا
اكرهك ابتعد عني ابتعد فوالله ما عدت
اطيقك حررني منك حررررني
صار يجلس هناك على السرير جوارها يضع يديه في شعره يشده بقوة هذه ثاني
امرأة تقول له انها تكرهه تقولها وهي تعنيها ، لا يعرف مالذي فعله هو كي يحصل كل
ذلك تركها تنتحب وتصرخ تركت له الحجرة و اغلقت عليها الحجرة الاخرى بقوة وهي تصرخ
من داخلها : لن ادعك تلمسني مرة اخرى اكرههههههك اكرههههههك
صارت الكلمات تتردد حتى عبرت الجسد كانت واضحة كانت تعنيها لم تعد مجرد
فكرة لم تعد مجرد كلمة كانت احساسا كانت روحها تخرج مع كل حرف تؤكد صدقها
قام الى الحمام يغير ثيابه و يتحمم بسرعة يريد الخروج الى الرجال في الخارج
بعد كل تلك الفضائح ما يلزم ومالا يلزم !
اما هو من دخل غرفته دائخا راميا نفسه على السرير بكل بلله اغلق عينه ولم
يفكر ثانية واحدة فيما يفعل قد غرق يحي غرق وما عاد يرجع لهذا اليوم .
عندما خرج كان عمه سعيد هناك يقف في زاوية مع عمه امحمد الذي يحمل تاج في
يده كلاهما يدخن سيجارة و يمسك في يده كوب شاي ، كلاهما متجهم الوجه حتى تقدم
اليهما يرفع لهماحاجبيه دلاله عجزه : فوضى !
ناوله عمه امحمد سيجارة صار الثلاثة بجانب بعضهم البعض : ابن الكلب المؤيد
، فعلها حتى دون ان يعطني انا خبرا ، لا ادري ما افعل مع المنذر الآن ، كيف سنُسكت
عائلة معاذ مالذي يحصل فيهم الآن!
نظر الى اخوه بعين فيها الكثير من الحنين : امحمد ما رأيك أن نخرج لأمي !
اشرق
وجه الآخر وكأنه عرض الذهاب للقمر ، رغم ان امهم لا تبعد كثيرا ولكن كل
مرة يذهبون لها فيها هو وقت شقاوة وقت طفولة وقت ينسون فيه كل شيء ما عدا
تربيتها على شعورهم !
وقف آيدين بجانبه وهو يلفظ انفاسه بقوة يُسرُ له : لا اعرف كيف سأسافر انا
واخوك غدا بعد العرس اذا كل ذاك حصل ويحصل !
نظر له شعيب نظرة جانبيه هو الذي نسي تماما امر من هم بالخارج ينتظرون
الفرج وهم الذين ضاقت الدنيا في وجوههم !
التفت الى اعمامه يخبرهم : لقد قررت شراء مصنع الكابلات !
نظر له عمه امحمد في تساؤل : ولما المصنع لا يعمل اصلا ستخسر المال فقط في سبيل اعداده وتشغيله تريد طاقم فني كامل لكي يعود الى كامل كفائته التشغيلية !
نفخ دخانه الى الأرض يهز رأسه : اعرف يا عمي اعرف كل ذلك ، ولكنني اريده ، سأجعله يعمل و سأوفر فرص عمل، لدينا مهندسين يستحقون فرصا وانا سأقدم تلك الفرص واكون قد ضمنت فئة اخرى من المجتمع في صفي !
رمى السيجار على الارض وهو يتابع بسهو : حتى انني فكرت ان افتح قناة خاصة !
نظر الجميع اليه بنظرة تفكير وهو يبرر : كل تلك المقالات التي تنزل عني والتي تشوه لي سمعتي عبر القناة سيتم تحجيمها و سيكون لدي حق الرد وجه لوجه مع من يريد الحرب !
هناك على الجهة الأخرى كان الجميع جالسون حتى هم مسودي الوجوه ، لقد وزعوا
بطاقات الدعوة ، العالم من طرفهم و قبيلتهم كلها ستجتمع غدا ، امسكت النساء
بهواتفهن يتصلن بمن يقدرن على الوصول اليهم و اخبارهم ان العرس قد الغي ، صارت
الاخبار تصل من امرأة الى اخرى
اما هي فكانت تجلس واجمة لم تتخيل ابدا ان هذا ما سيحصل ، الذي تعرفه ان
صبا تريد المنذر ولكن المؤيد ما دخله !!
جلس خالها عزالدين وهي تقول : خالي احكي لنا ما حصل
ضرب خالها يديه ببعضهما البعض بقل حيلة : كنا سنكتب الكتاب واذا به يرمي
بطاقته الشخصية ويقول انا من سيعقد على بنت عمي !
لقد اسودت وجوهنا امام العالم حسبي الله ونعم الوكيل !
لوت شفتيها وهي تنظر الى ما تحت قدميها في سرها : لقد ارتحتي يا صبا ان
الله يحبك انك لم تأتي له ، يستحق كل ما جرى له !
حتى دخل هو المسود الوجه نظر اليها نظرة حاقدة يناديها : تعالي !
قامت تتجه له هو الذي دخل المجلس واغلق الباب عليهما يتجه لها بكل الحقد في
نفسه يصفعها حتى سقطت مرمية على الارض ترفع كفها الى خدها تنظر له في عجز .. لما
.. حتى انحنى لها يشدها من شعرها : من الساعة التي طلقك فيها شككت فيهم لقد لعبوا
لعبتهم ، ظنوا انهم بفعلتهم هذه امام كل العالم انني ساترك لهم اللعبة أنني لن
اريهم الوجه الآخر ولكن وقسما بالله ساجعل عرسهم عزاءا وانا الصديق، وانتِ انتِ
يجب ان ترجعي له يجب !
فتحت عيناها رعبا و خوفا ماذا يقول ماذا يعني ، هي التي ظنت انه سيقول انها
لن ترجع له ولو مات امام بابهم تهمس له في فزع : لما لماذا اعود له !
شد وجهها اليه يهمس بكل حقده : اذا طلب رجوعك سترجعين هل هذا واضح يا نجلاء
!
قام وتركها تتخبط وهي ترجع للارض تنام عليها تقطر الدموع من عينيها لا تعرف
ماذا يفعل اخاها إلاما يخطط !
كيف انقلب الفرح الى وجوم الى عراك الى ضرب الى وهم كيف ؟!!
هي قد خرجت من تلك العائلة ولا تريد ان تعود لن تعود للزين حتى لو اتى
طالبا اياها من جديد ، لن تعود ولو كلفها ذلك حياتها !
اما هو من خرج يكاد يحرق الدنيا بمن فيها ورده اتصال في الحال رفع الهاتف
الى اذنه يصرخ : كله بسببك كل ما افعله من اجلك من اجلك وهم يسحقونني مثل الحشرة
مثل الحشرة انا لن انسى لهم ما فعلوه
كان الجانب الآخر يتحدث له في حزن شديد ويحاول تهدأته بكثير من الوعود !
صار يستمع بهدوء حتى استكان صدره وجلس في مكانه كان الصوت يغرد على مسامعه
هو الهائم العاشق الذي ما عاد يصبر : اريد ان اراكِ الليلة الليلة والا فوالله لن
يحصل لكِ خيرا !
اقفل ثم رأى رقم آخر كان قيد الانتظار غضن جبينه بقوة متفاجيء نظر مطولا
الى الرقم حتى فتح عليه كان الطرف الآخر يموت كمدا يدور في حلقة مفرغة يسحب نفسه
الى العمق الى الظلام الى الغدر وهو كان مستمعا مستمعا جيدا كان يهز رأسه مع كل
كلمة حدث اتفاق نواياه لن تُحمد عقباها !
اما هي فقد دخلت الى الداخل الى حيث الفرحة التي خبت و اشرطة الزينة التي
قطعت و الاضاءة التي اطفات و الموسيقى التي سكن صداها في البيت ، تم تقديم الطعام
للموجودين وهي تنظر الى كل تلك العيون الى عيني مروى و بناتها الى عيني امها التي
وضعت يدا على خد كأنها تندب حظ اولادها كان في عيناها الكثير لتبثه الى عينيها
تقول : ألن تسألي عن الصادق ، ألن تعرفي اين هو اين اخفوه ، أستسجيب لكل مؤامرات
ابنها الاصغر و تنكر حق الاكبر ،، فقط
تريد لاحد ان يريح صدرها ان يقول لها اذا كان الصادق قد مات .. هذا كل شيء .. تلوم
فيها حاسة الام .. كيف لم تشعر بشيء ناحه كيف لم تشعر بشيء مما يحصل مع رباب ،،
انقلبت النجلاء وما عادت تفكر الا في تلك الامرين لم يعد لها شغل شاغل سواهما ..
رباب و الصادق ضحايا طليقها ضحاياه هو وحده !
فتحت عيناها تفطن الى قطر الندى التي كانت تحدق فيها بقوة نظرت لها نجلاء
نظرات ذات معنى سحبتها من يدها الى حيث غرفتها هناك اقفلت عليهما الباب اجلستها
على السرير صارت تحدق فيها و قطر الندى ترد النظرة بعينيها الجميلتين مستغربة من
نجلاء التي تقول : هل تحبين اللعب و المغامرة !
وتلك ما احب على قلبها الا المغامرة و اللعب همست لها تهز رأسها بقوة مثلما
كان رد فعل ديالا معها : نعم !
بحثت في ملامحها فوجدتها انها هي من ستطيح بقلب ذاك و تجهز عليه : اريدك ان
تلعبي بعقل زوجي !
دق قلب ندى بقوة وهي تنظر شاحبة الى وجه نجلاء : ماذا تقولين !
امسكت نجلاء بيد الفتاة تقول و تدفعها بقولها : ألم يعجبك !
ابتلعت تلك ريقها بقوة تخاف صارت تخاف : هو فقط مجرد اعجاب
اقترب وجه نجلاء منها بسرعة فتحت عيناها في عيني ندى المتوترة : اريدك ان
تجعليه يحبك !
حل الظلام على البيتين
في بيت سعيد الذي دخل على ابنته سكينة يطمئن عليها هي التي كانت ساكنة
هامدة من ساعتها نائمة كانت تشعر بالوهن و الضعف و المرض كانت ساخنة وكانت اختها
وامها يلقمانها ادوية الحرارة و المسكن ، كانت تبكي بالشهقة بين كل فينة و اختها
حتى حين رات والدها صارت تبكي بقوة وكأنها تلومه على كل ما حصل من اولاده ، كان من
المفترض ان تصبح رسميا له ان تعيش معه في ذات الغرفة ..انهم يحرقون قلبها يحرقونه
ولا احد يشم رائحة ذاك الحريق ..انها متولهة انها عاشقة انها تريده انها ترغبه
انها تريد الطيران له و القاء نفسها بين ذراعيه تحبه تقبله تغوص في جسده يعلمها الحب
و تعلمه العشق يتلو عليها اشعاره وتتلو عليه الصمت ,, لما فعلوا بها ذلك هي حليلته
نعم حليلته اصبحت ولكنهما بعيدين عن بعضهما لا احد يبارك هذا الزواج ، ان اضطرها
الامر ستهرب اليه نعم ستفعل ان اطال اهلها هذا المشوار اكثر مما ينبغي ستفعل
ستهجرهم وتتخذه هو وليا تتخذه حبيبا تتخذه وطنا وملجأ و حكاية ... ليس هكذا سننتهي
يا يحي ليس هكذا !
وحولها كلُ وجهه منقوع في الصفار ، امها تتحسس حرارتها كل حين خائفة تبكي
لا تدري لما فعلت بنتها اليوم ما فعلت ..
ناجية جانبها تبكي هي تعرف ان اختها عاشقة وان اخوتها قد دمروا لها املا
كان منصوبا امام ناظريها ، من انانية المؤيد اخذ صبا من المنذر و رفض يحي لا تعرف
ما هذه الازدواجية في المعيار لا تفهم لما و كيف حصل كل هذا من أين الى اين صبا
والمؤيد لا تعرف لا تفهم !!
المنذر الذين توقعوا منه رد فعل همجي قاتل ها هو يختفي وابوها يقول : يستر
الله ، المنذر اختفى ولا اعرف اين هو .. كان يتآكله القلق وهو ينظر الى عيني
المؤيد الواقف هناك عند الباب ينظر فقط ، يلوم نفسه على كل ما حصل ، لقد رأى اليوم
كيف كان يحي مع اخته ، يحي يحب سُكينة هذا اصبح واضحا للجميع انه يعشقها.. قد ندم
انه لم يزوجها به حتى اخته قد شك في امرها.. صار يلوي شفتيه والهم الأكبر على قلبه
هو موقف صبا الحبيبة تجاهه تلك التي قهرته وماعاد يعرف كيف سيتصرف معها غير انها
قد جعلت لها في قلبه موقفا ضدها .. كان يريد ان يرى فرحتها ابتسامتها وبدل ذلك رأى
النحيب و الدموع والضرب و اللوم .. هل كانت فعلا تريد الزواج من الصديق و خيانته
معه .. هل كانت تحب العلاقة خارج اطار الزواج .. اذن فهي عاهرة !
التوى وجهه بقرف .. الويل لكِ يا صبا ان كان هذا صحيحا والله لأشطرنك نصفين
!
قام سعيد هو الآخر ينادي ناجية : ناجية الحقيني اريدك في امر
نظرت له في ريبة وهي تترك يد اختها الحبيبة التي رأتها تموت امام عينيها
اليوم لولا نجدة زهرة اولا ثم يحي الذي اظهر لهم اليوم وجها آخرا منه .. الوجه
العاشق !
دخل والدها لغرفته وهي اغلقت الباب خلفها قلقة تتجه الى السرير وتجلس عليه
ووالدها يجلس جوارها اغلق عينيه لبرهة يلتقط نفسا قبل ان يتحدث ، سيضع كل شيء على
الطاولة امامها كل شيء وهي تختار : ناجية دية ام اوس لم تسر كما كنا نتوقع ،، كانت
تنظر مغضنة الجبين حمراء الوجنتين ،، يتابع والدها في تعب .. عائلة اوس يريدون
الثأر ولا يريدون دية كما كان متفق عليه !
رفعت يدها الى فمها تغلقه عيناها تترقرق تشهق هو الذي وضع يده على فخذها :
ناجية شرط اوس لحقن الدم هو انتِ
فتحت عيناها عن آخرهما لا تستوعب تهمس بلا وعي : ماااذا !
كانت الكلمات تنسحب من بين شفاه والدها سحبا تمط مطا : قال انه يريدك لعام
ثم يطلقك !
مال عليها وهو ينفث انفه : انظري لي : اذا اردتي العودة الى رؤوف حتى نستطيع
التصرف مع اوس دون اللجوء اليكِ والى زواجك منه لما فيه من مذلة !
مع كل كلمة قطرة ، قطرة دم تجف ، قطرة ماء تسقط على صحراء خاوية لا تصدق ما
تسمع .. لعام وقالها امام العالم قد اذلها اوس من بداية عدوانه عليها وحتى اللحظة
التي يجاهر فيها انه يريدها لعام فقط يا الله اي ذل هو ذاك ..
ناجية ناجية .. اخذت تنظر لوالدها وهي تقول : انا لا اريد الرجوع لرؤوف ولن
اتزوج اوس لا لسنة ولا لعشر الرجل قد اعتدى علي في بيتي قد شوه سمعتي قد طلقني من
زوجي ومع كل ذلك يريد اذلالي اكثر !
انتفخ صدره انتفخ بشدة واسود وطرق رأسه للأرض : فكري جيدا يا ابنتي فكري
لديكِ شهران حتى تتم عدتك وتعطني قرارك الرجوع الى رؤوف او الزواج من اوس !
قام من مكانه وتركها هي تنتحب باكية متورمة الوجه لا لا ليس بعد كل تلك
المصائب لا هي لن تلين ولن تجعلهم يخضعونها ولو سال دم آخر بينهم وقبل ان يخرج
ابوها قال وهو يعطها ظهره : ابن عمك شعيب يعرض عليكِ ان يحجر عليكِ في حال رفضتي
الاثنين !
خرج واغلق الباب وتركها هي تغرق تغرق فعليا لا تصدق لم تستوعب ما قال لها
هل سمعت حقا ما قال هل مجرد خيال هل مجرد وهم مجرد ترهات.. كلمات ..كانت ترفع كلتا
يديها الى وجهها تغطه بقوة حتى احمر وجهها وهي تذكره لليوم كيف كانت بين ساقيه
يغمرها بذراعيه كانت في احضانه تلتصق بصدره انفاسه تعلوها تضرب شعرها عطره يخترق
انفها شعره المموج حول عينيه و غمازته و لحيته و جمال وجهه صارت تسحق وجهها بيديها
لا تصدق لالا لا تصدق هو يعرض ذاك لما .. هي التي تعرفه وتعرف ذوقه في النساء ..
معروف عنه انه لا يتزوج غير العذراوات !
هزت رأسها نفيا .. لا .. هو فقط طلب من اجل ان يحميها من كل هؤلاء المحيطون
بها .. يحميها من شر اوس ومن جبروت ام رؤوف .. رفعت رأسها للسقف والدموع كانت قد
جفت تماما تماما جفت .. هي ام بأولادها رغم سنواتها التي لم تتعد السابعة والعشرين
ولا زالت جميلة وبهية المنظر وتسر الناظرين .. لا لا ليس هذا ما تفكر فيه .. تفكر
ان تتخذه حليلا .. ان تتزوجه لفترة محددة ثم ترجع الى رؤوف .. نعم ستري الجميع
انها قادرة وانها مرغوبة ستربي رؤوف فيه .. نعم هذا هو وهذا ما يجب ان تبني عليه
حكايتها !
خرجت الى الصالة حيث هناك كان ابوها الذي قبل ان تتردد قالت له في عجلة :
ابي انا موافقة على ابن عمي ولكن قبلا اريد ان اراه .. غدا قبل العرس !
تركت والدها يغمض عينيه هو نصف مرتاح لان شعيب رجل يُعتمد عليه و نصف غير
مرتاح لما ما سيؤول اليه امر الرجلين الآخرين !
في البيت الآخر حين دخلت صبا على اخوها تجده هناك راقدا بملابسه التي هي
عليه منذ رجع اليوم ، كان الليل قد دخل بحلته السوداء ، في يوم كان ايضا اسودا ،
يوم جعلها تتغير ، تتغير كثيرا ، في النهاية هي ابتسمت هي فرحت هي طارت في غرفتها
من الفرحة وهي تستوعب ما حصل صارت تدور تدور حتى كادت تلامس السماء بدورانها كانت
تهيم شوقا تهيم عشقا لقد فعلها انه رجل والله لرجل وهي التي بالغت كثيرا في رد
فعلها تجاهه هي كانت مصدومة كيف كان سيتوقع منها رد فعل غير ما قامت به ..اي امرأة
كانت لتصدم مما فعل ..هو حتى لم يسر لها هي بما سيفعل ..قد فعل و وضعهم امام الامر
الواقع !
وها هو ذا الضحية في كل ذاك ، يحي المسكين الذي لا تعرف لما حظه متعثر بهذا
الشكل ، لا تعلم لما هو لما يحصل معه ما يحصل !
جلست جانبه تحاول ان توقظه من نومه تهزه هو الغارق يريد النوم يريد الراحة
كانت هناك احلام كثيرة متداخلة كوابيس ,, عطور روائح همس .. شجن .. قبلات على
شفتيه .. بكاء .. همز .. يحيا يحيا .. صوتها لا زال هناك في العمق من روحه تبكيه
تضع يدها فوق صدره تنام على زنده يقطر دمعها على خده تناديه يحي .. هزة اخرى هو
المبلل حتى فتح عيناه بكسل ينظر الى السقف
اطال النظر وهي تنظر اليه تهمس له : يحي
التفت بسرعة ولهفة الى الصوت فوجد وجه اخته فأغمض عينه وهي تقول له : يحي
قم غير ثيابك ستمرض
يا الله كيف ظن انها هي كيف
وضع كلتا يديه فوق عينيه يريد ان يبتلع ريقه الجاف جدا هز رأسه بنعم وهي
خرجت تاركتا اياه هناك تجهز كل الحقائب ،
تنظر الى فستان الزفاف ، تنظر الى حليها والى وجهها في انعكاس المرآة ، يا الله
ستكون غدا له من كان بعيدا عن العين والخاطر واصبح كل العين والخاطر .. امسكت
الفستان وصارت تدور به عليها تغلق عيناها عن كل ما سواه.. آخر من توقعت ان تحب !
اما هو فأغلق عليه باب الحمام غرق تحت الماء حتى شعر بدفيء جسده رغم انه في
فصل الصيف ولكن جسده كان متجمدا من الملابس .. غدا بعد العرس سينطلق مع آيدين الى
المانيا .. سيكون هناك حدود كبيرة بينه وبينها هي الحبيبة سيكون هناك بعد بينه
وبين بيت طاهر و بين كل لغز حوله سيحاول ان يحله بعدما يرجع ، سيرجع و سيأخذ سُكينة
في احضانه امامهم جميعا سيقول لهم انها الحياة انها الحليلة و العشيقة انها كل
الدنيا انها مدينة الحب انها السلطانة انها البداية و النهاية.. فقط ..ينهي اموره
في المانيا هذا فقط !
حين خرج عابرا غرفته لمح شبحا هناك واقفا على شرفته ، امرأة طويلة الشعر بهية الوجه جميلة الجسد ولكنها خائنة
حقيرة وضيعة ، كان كله مبلولا شعره ووجهه وحتى جسده يقطر هي التي تقدمت وهو الذي
وقف هناك يجذب له بنطال ارتداه ونزع المنشفة عنه تركها واقفة و جلس على السرير هي
التي كانت تلم جسدها بذراعيها تنفست ببطء يسمع صوتها : انا لا اريد السفر !
لم يرفع وجهه فيها صار يكره ان يراها ان يرى كل ذاك الجمال ما هو الا خدعة
وضيعة ، جمالها استغلال ، تستغله هو و استغلت به عشيقتها كما قالت له ، انحنى
بجسده يتكأ بذراعيه على ساقيه رأسه للأرض وجهه قاتما عيناه محمرتان بشدة لا زالت
تؤذيه لا زالت اذيتها لم تندمل ولن تندمل الدفلى لعبت لعبتها بقلبه لقد امسكت
سكينا وصارت تقطع فيه كما ترغب كل قطعة صارت في حال اقتربت حتى وضعت نفسها بين
ساقيه انفاسها تضرب وجهه : يحي انا لن اسافر لن اترك البلاد لن اخرج من البيت انت
طلقت وانا وافقت على الطلاق انتهى الأمر عند هذا الحد !
كانت تجلس على ركبتيها هو من شخر بهزء : انتهى .. محاولتك قتل ابي
تعتبرينها لا شيء !
اغمضت عيناها بقوة تشدهما بحدة حتى رأت الظلام فيهما تهمس : انا لم افعل لم
احرض اي احد على قتل عمي هل تفهم انت صدقتها وانا هنا ادافع عن نفسي انت بضميرك
تختار تصدق من ... انا من تعرفني منذ زمن ام هي من قابلتها توا و سممت رأسك ضدي !
رفع رأسه ينظر اليها الى عينيها الى شعرها الذي ينسدل على جانبي وجهها كانت
نقية خالية من اي زينة كانت جميلة جميلة جدا حتى في الظلمة : ان صدقت هذه فكيف
سأكذب علاقتك بها .. تنهد بقسوة .. زهرة كل شيء ضدك !
اقتربت اقتربت كثيرا حتى اقحمت نفسها بين ساقيه صار صدرها يلتصق في صدره
ترفع يديها الى وجهه صار قلبها يدق بعنف وسط صدرها بعنف كبير حتى صارت تلهث تتحسس
وجهه تغرق في عمق عينيه : يحي انا لم افعل معها شيئا هي تفتري علي قلت لك ولكنك
غاضب غاضب جدا لدرجة انك تريد ان تثبت علي تلك التهمة تريد ان تتخلص مني وقد وجدت
ضالتك في حكايتها عني ، انت اول شخص في حياتي يلمسني امسكت بكفه ووضعته فوق قلبها
يتحسس دقاته الراكضة : قلتها لك سابقا واقولها الآن انا احبك والله احبك هل
ستصدقني !
كانت تمرر طرف اصبعها برقة فوق شفتيه تروي بشجن عيناها مترقرقتان : تدري
لما الشجر يمد جذوره للأرض ، اغلقت عينيها لبرهة وهي تقضم شفتيها ، ليس كي يكبر ،
ليس كي ينمو ، يمد جذوره بحثا عن الماء عن الحياة ... أنا تلك الجذور يا يحي وانت
الماء الذي ابحث عنه .. بلعت ريقها بقوة وشفتاها ترتعش .. في صدري قد عشش الحقد ..
عشش الكره .. لقد كنت انت النور الوحيد النافذ الى تلك المنطقة الى تلك العتمة ..
اجهش صوتها وهو ينظر الى عينيها الباكيتين : عندما حدثتني عن الشفاه قلت لي .. لا
تدعي احد يقبل شفتيكِ يا زهرة .. تدري من تلك الساعة وانا افكر كيف ان وضعت شفتي
فوق شفتيك .. كنت صغيرة ولكن فكرت قد جمحت بفكري ولم استطع الا تقبيل خدك .. فهل
ستُقبّل شفاه الدفلى أم ستتركها تذبل !
دمعة وحيدة صادقة حزينة نزلت من عينها لا يصدق كيف تجرم في حق نفسها وفي
نفسه رؤيتها بتلك الصورة تمزق فؤاده كلامها يلمس فيه صدقا : زهرة ستسافرين معي غدا
بدون اي نقاش !
عليه ان يكون حاسما معها ان يكون قاسيا معها لن يُري زهرة الوجه الطيب فيه
هي تستغله ، حتى حين تقترب هكذا حين تدمع هكذا حين تمسك بوجهه هكذا حين يغمر
بشفتيه شفتيها المتفتحة هكذا حتى حين يلمها الى صدره ويخرس ضميره حين تُقبله من قدمه
الى رأسه حين يذوق معها نوعا مختلفا من
الحب ..الزهرة قد تفتحت على يديه قد اعطته اعطته بسخاء كانت تهمس له بحبها بولعها
كانت تحيطه بكل الجسد بكل الرغبة وهو كان يلتهم كل ما تقدم ..كل ما تفرد على
طاولته .. قد غنت له قد اطربت له سمعه قد مرغت انفه في جسدها قد وهبته ما يستحق
منها ما انتظره منها اللهفة و الشوق لم يشبع و لم تشبع منه كلاهما كان تواقا للآخر
غارقا فيه غامرا نفسه في روحه يتلقى ويعطي بلا خجل بلا ممانعة بكامل الحرية
والتحرر الروحي قد طال الزمن قد توقفت الساعات فزمن الوصال ليس له دقيقة لا يقاس
بزمن هو شيء خيالي شيء نعيشه خارج الدهر خارج الارض تعبرنا الكواكب نرى النجوم
نحلق في الاشيء في الظلام نتقلب نتقلب وما عدنا نعقل شيئا مرحلة التوهان حتى ينهض
الجسد و تثور الرغبة و يصبح ملمس الجسد كملمس الحرير كملمس الماء السائب حين تنثر
حولنا الورود ويتطاير القطن و يتناثر الثلج
يغرق في الثغر و يقبل العنق و يشم النهد و تنشق عنه الروح حين تفرد جناحيها
الى ما وراء جسده تلتقم شفتيه مرة اخرى لا تصدق انها قد فعلتها حقا قد فعلت قد
سلمته نفسها قد مارست الحب معه قد كان جميلا كان لهفة كان خيالا نعم خيال خيال لقد
دللها لقد اغدقها قُبلًا كان ينفجر بين ثناياها كان يكتشفها وهي سلمته خريطتها حتى
استكان فوق سرتها لا يعرف لا يفهم كان يُقبّلها صعودا حتى وصل الى شفتيها يهمس فيها
: لقد جررتني الى ما اعشق كيف استطعتي !
جرت رأسه اليها هي التي تلهث تغمر كلا كفيها في شعره : كي تنهار الحدود
بيننا !
كان ينظر الى عمق عينيها التي تخبره تبوح .. أنت لي يا يحي .. حتى عندما
رأيت ما رأيت منك لسكينة تفجر قلبي غيرة ، انشطرتُ انصافا ، لم اظن يوما انك
ستفعلها امامنا انك تعلن حبك لها بهذه الطريقة التي يكون فيها الجميع شهودا ، انا
ايضا اريد شهودا على حبك .. الله وملائكته .. انا لن انجر للطلاق ولن اقبله .. هي
رحلة ,, ساعات نرتاح فيها وساعات تهزمنا ونقرر الخضوع وساعات نثور و نكمل ما بدأنا
وكل له اسبابه ، كان ضوء القمر يتسلل عبر النافذة يغمرهما هما المتعانقان رفعت
عينها في عينيه تسأله تبحث في عينيه : هل تحبني !
كان يتنفس بعنف عند عنقها يغلق عينيه عنها هي التي تكرر : يحي هل تحبني ام
هو مجرد جسد !
تلك اللحظة لفت بسرعة قلبته حتى شعر انه يطير بين ساقيها صار تحتها وصارت
فوقه هو الذي فتح عينيه دهشة ضربت برقة فوق صدره : هل تحبني !
كان شعرها يتطاير حولها و يدغدغ له جسده يلامسه بكل رقة يطير حوله كرفرفة
الفراشات هي التي اقتربت بوجهها ويدها تسندها على صدره العاري تمررها بلطف فوقه
تقضم شفته : هل تحبني !
كان يغمض عينيه عن كل ما هو آت عن صوتها الغاوي عن حركة اصابعها فوق جلده
الذي يقشعر عن تموجها فوق خصره : هل تحبني !
عن يدها التي رفعتها و امسكت بيده تمررها فوق بطنها فصارت يداه تتحرك
تلقائيا لخصرها الى ظهرها الى نهديها الى عنقها يجذبها بقوة الى شفتيه يلعق شفتيها
: هل تحبني !
كان صدره ينتفخ كان غارقا في اللذه هي التي هيجت له جسده كله تعرف نقاط ضعف
جسده تعرف اين تقبله اين تداعبه اين تعضه اين تلعقه واين تضربه : قل لي الآن انك
تحبني !
كانت عيناها فيهما لؤم فيهما اغواء فيهما تواطؤ ترفع رأسها للسقف تموج به
تتأوه : قلها قل انك تحبني !
حتى امسكت رأسه الدائخ بين يديها تنظر بشر الى وجهه انفاسها الحارة تضرب
وجهه : يحي قل انك تحبني والا قتلتك !
فتح عينيه الناعستين الغارقتين ما عاد يعرف شيئا مما تفعل فيه : تسألينني
عن الحب !
امسك بأصابعها بين اصابعه استندت بثقلها عليه صارت حركتها فوقه اكثر حدة
اكثر مراسا هو الذي ما عاد يحتمل : فأنتِ قُبلة الشباب !
همممم همهمت وهي تغلق عيناها تميل برأسها تعض شفتيها تهمس بولع : اقبل
تبريرك اقبله .. أهه هكذا هو حبيب الدفلى .. اخرجها اخرج تلك الصرخة.. قلبته معها
حتى صارت تحته هو الذي كان منهارا ممدا فوقها كالمخدر : تبا لكِ مالذي فعلته بي !
كانت تغرز اصابعها في عمق خصره : الغريزة يا حبيبي !
عضت له اذنه وهو ماعاد قادر على ان يتنفس !
منذ ان باحت قد ارتاح قلبها ، غليان قد خبا في نفسها ، قد اولته امرها ،
واعطته حق التصرف ، انها مرتاحة حقا تفعل ، هو يعرف الآن كل شيء كل التفاصيل ،
يعرف انها لم تكن عذراء و يعرف من تسبب في ذلك ، ويعرف ايضا الآن انها كانت حاملا
، انها كانت مظلومة ، ان كل شيء تسبب به عمر الثانية عشر العمر الذي باغتها فجأة
الذي كبرت فيه الذي بدأ فيه بلوغها ، الذي اختبرت فيه الم الدورة الشهرية ،
واختبرت فيه اغتصابا و حملا و انجابا ، يالله كيف لعمر ان يبدأ و يصبح النهاية في
ذات الوقت بقدر ما كانت سلمى سعيدة تلك الفترة انها قد بلغت فرحت جدا حتى انها قد
احتفلت بها قد جلبت لها كيكا من محل الحلويات الذي اسفل البناية قد سهرتا على فيلم
جميل قد نامت في احضان سلمى في وقت كان فيه خالها في مدينة اخرى يتابع دوراته
التعليمية تاركا اياهما يتخبطهما الزمن ، وهاهي على اعتاب الكهولة هه .. خرجت من
اعماق قلبها .. يا الله رفعت رأسها للسماء و هي تدعو الله .. يارب اجبرني .. اجبر
كسري يا الله .. اجبر روحي يا الله فكل شيء عالق هناك في الظلمة عالق كنبتة عليق متسلقة
تكتم و تقتل و تعيش على فتات الألم .. تعيش النبتة لأموت انا نفسيا وروحيا .. يا
الله .!
هو تركها .. قد جعلها تعتكف في مكانها ، صار كأنه يمشي في المكان على
مسامير ,, الدموع لم تهجره ,, يبكي طوال الوقت كمن فقد حبيب كمن فقد ام .. ينظر
اليها وهي تسبح بأصابعها و همس شفتيها لله .. يا الله راح ينظر هو الآخر للسقف
تنهمر دموعه قهرا ، لم يتخيل لم يتخيل اذا تخيل يشعر انه سيطلق رصاصة في رأسه ،،
يا الله يتذكرها حين دخلت عليهم بتلك الثياب نعم صار يذكر ، يتذكر كيف تسلط عليها
مثل حد السكين و طعنها ، يتذكر كيف صار يتقلب عليها طول ليله ، كيف غم فمها ، كيف
كممها ، يتذكر غمغمات صراخها المكتوم ، يتذكر حركتها الهائجة وكيف سيطر عليها !
التقط نفسا عبأ به صدره الخاوي .. حامل وهي في تلك الهيئة وهي ضريرة !
يغلق عينيه يعض شفتيه يأكل نفسه يأكلها حقا قهرا و كمدا ، مكلوم ، لا يعرف
لا يعرف اذا في يوم عرفت انه هو من اعتدى عليها كيف ستصير ردة فعلها كيف ستتصرف !
انه حتى لا يريد ان يتخيل تلك اللحظة فلا احد يعلم بما حصل الا والده و يحي
هما فقط من يعرفا الباقي لا يعرفون حتى تامارا نفسها !
حتى حين انتهت من صلاتها قام لها لا لم يعد يدري كيف يتصرف معها هي التي
تكلمت قبله بهدوء .. تامارا كانت فتاة رزينة جدا ، قوية في عز بؤسها ، في عز
مأساتها قوية تجبره على احترامها ، هي لا تصرخ ، هي لا تثور ، كل شيء فيها بالعقل
، حتى ساعات بالكاد يسمع ما تقل كأنها تهمس لنفسها : هل اتصلت بوالدي !
تنهد كثيرا جدا يجاوبها مغموم : لن اتصل قلت لكِ!
اقترب بجسده يميل عليها على السرير هي التي تجلس في الطرف الآخر ، حتى انها
لم تهجر سريره لم تترك غرفته تضل موجودة تحاوره باللين لا ليست خائفة منه ولا على
نفسها.. البرود هو فقط من اجتاح كل حياتها كانت تجمع شعرها على جانب وجهها تعض
شفتها وهي تسمعه : تامارا ما بيننا يضل بيننا لا اريد لأي احد التدخل ، ثوري ،
اصرخي ، اضربيني ولكن ان اطلق فلن افعلها !
صارت كأنها تنظر للأرض وهي تأكل شفتها قهرا و تملس شعرها بيديها : يعني
تأتي تقول لي في اذني انك خنتني بكل بساطة يا آيدين ولا تريدني ان اطلب الطلاق ..
كفاك ما فعلت بي ، ضرب وضربتني اهانات واهنتني وانا لا حول لي ولا قوة كيف سأراك
كي اضربك كيف !
وقف من مكانه يلف حول السرير يقترب حتى وقع بين ساقيها يحمل بيده كفيها
يضعها فوق وجهه الحائر الغائم المريض وعيناه المتشققتان بالدمع : ها انا ذي ،
اضربي افعلي كل ما يحلو لكِ ، خربشيني ، قطعيني ، الطميني ، حتى لو اردتِ ان تبصقي
علي افعلي !
وضعت يدها بسرعة وحرج على شفته تخرسه احمر وجهها بقوة و حرج : ششششش ماذا
تقول انا لن افعل فيك اي شيء ليس لدي النية كي افعل ولا اخلاقي تسمح لي ان امد يدي
على اي مخلوق فما بالك من هو زوجي !
كان صوتها خفيظا مريحا للأعصاب انتفخ صدره بقوة و عنف في وجهها يمرر يدها
فوق رأسه حتى غاصت اصابعها في فروة رأسه يشعر بالعجز معها يرجوها يكاد يقبل يديها
بل فعل امسك بيدها قبلها بقوة بشفتيه حتى ارتعشت حتى نزلت الدموع من عينيها كانت
شفتاها ترتعش حزنا تسمع صوته الغائب ترجيه لها : تامارا ارجوكِ سامحي تهوري انا لم
احتمل فكرة ان هناك رجل آخر في حياتك صدقيني لم ارد اذيتك انا عندما افقد اعصابي
لا ارى امامي غيرتي عليكِ قاتلة هل تفهمي ما اقوله !
كانت تبتلع شفتيها تبعد يدها عن يده وتضعها في حضنها هي تبتعد بجسدها عنه :
آيدين انا لن استطيع ان اسامحك لقد كسرتني كسرت شيئا غاليا في قلبي .. لقد خنتني
وجئت تفاخر بها على مسامعي .. ارجوك فلنحفظ ما تبقى حتى يحين الوقت الذي نتفارق
فيه !
رفعت ساقيها الى السرير تجمع الغطاء حولها تتمدد وتعطه ظهرها وهذا كان ردها
عليه وعلى كل ما فعل معها في الايام الماضية هي لن تستطيع ان تسامح ما فعله اكبر
بكثير من مجرد كلمة ، هو طعن المودة قتل الرحمة امات الشعور .. فعل كل شيء بلا
نغزة ضمير .. قد تحول آيدين وصار شيطانا !
هو الذي خرج مسرعا تاركا اياها يرفع هاتفه و يتصل بها تلك التي تعاني الامرين
جسدها يرتعش جدا كأنها في القطب المتجمد شفتاها مزرقتان ترفع هاتفها على غير هدى
يسألها : هل انتِ متفرغة !
لم تكن قادرة على الكلام حتى تأخرت في الجواب : انا مريضة !
توجه من فوره الى بيت هارون هناك وقف طويلا حتى تمكنت من فتح الباب كانت
بالكاد تقف على ساقيها حتى حين رأته سقطت من طولها على الارض حتى فُجع ، مال عليها
بسرعة يرفعها بين يديه ويغلق الباب بقدمه ، توجه بها الى الاعلى حيث الغرف وجد
واحدة ظن انها لها فدخل ومددها على السرير هي الدائخة تشبثت بملابسه ترجوه ان يبقى
معها : اريد جرعة مخدر جسدي ما عاد قادرا .. صارت تزنننننن توننننن تنتحب باكية
وهو صار يلعن المنذر لما تسبب به صار يغطيها و راح يعد لها كوبا من الشاي ثم رفعه
معه الى الاعلى رفعها على ذراع وراح يسقيها هي التي كانت تتعرق كانت ترتجف جدا :
آيدين انا اموت اموت
كانت الدموع تنزل هو مرتبك لا يعرف ما يفعل لا يعرف كيف يتصرف لامها : الم
تقولي ستذهبين للعلاج لما لم تفعلي انتِ هكذا تضيعين نفسك يا جنين!
لمت نفسها تحت الغطاء بقوة كلها انكمشت مع بعضها وكأنها نوبة برد تغزوها
عيناها تتشقلبان في الفضاء شفتاها اشد ازرقاقا لم يعد يعرف بمن يتصل : هل هناك
حبوب منومة عندك ..
لم تعد تستجيب لأي شيء يقوله قد كانت بعيدة بعيدة جدا منهارة .. قام من
مكانه يفتش في المطبخ يفتش في الحمامات دخل غرفة نسائية جميلة مرتبة جدا معطرة جدا
، هناك على تسريحتها كانت صورة مؤطرة لها لها وحدها كانت في الصورة حزينة عيناها
تبكيان كانت تعض شفتها السفلى كانت تحمل احمر شفاه بين اصابعها كانت صورة جميلة ،
خطيرة ، تركها وراح يفتش في الادراج وهناك وجد حبوبا منومة التقط العلبة و راح لها
وضع حبة بين شفتيها واعطاها من الشاي ثوان حتى غرقت في النوم ، هذا واحدا من
الحلول التي قد تنقذ حياتها في مرة حتى ينتهي مفعول المخدر غير ذلك يجب عليها ان
تزور عيادة للعلاج !
استلقى جانبها ، هو من كان يرجو زوجته حالا ان تعفو و تصفح عنه ها هو
يستلقي بجانب من سماها عشيقة يعتني بها يهدهدها كأنها ابنته يطمأن عليها ، جنين
بحالتها هذه قد اصبحت مسؤوليته ، هو لا ينوي ان ينام معها مرة اخرى لا يريد ان
يخون تامارا مرة اخرى ما حصل يكفي ، سيجعل علاقتهما صحبة ليس اكثر ، ربما سيشرف
بنفسه على علاجها قد يتصل باحدهم كي يساعد .. نفخ بصبر وهو يحرك شعرها ..حتى شعر
بالنعاس يغزوه قام من السرير نزل و خرج متجها للبحر فمنذ زمن ما عاد النوم صديقا !
اما عندها هي من من تلك الساعة تحبس نفسها في غرفة منفصلة عنه ، تحتضن بين
طيات صدرها التوراة ، نعم لقد جلبتها معها بين ثيابها وكلما مال عليها الزمن و
اثقلها بهمومه فتحته قرأت منه ما تيسر ثم نامت ، هي متعبة ، نفسيتها مدمرة ، هي
الغريبة ، بلا وطن ، هجرت من مكان الى آخر ، اغتصبها سيدها و انجبت منه وهو لا زال
يعاملها كسيد و محضية عنده ، عندما يرغب يأتي اليها فاتحا شفتاه ، عندما يمل
يرفسها و ينظر الى غيرها ، امرأة واحدة لا تكفي .. تعلم .. لطالما كان الرجال كذلك
، ما عدا الفقير الذي يقتنع لانه ليس بقدرته التعديد ولكن تلك طبيعة ، حتى الملوك
كانوا يضاجعون ما يزيد عن خمسمائة امرأة من بين زوجة و جارية و محضية و غير ذلك
ممن تعرض عليهن .. تنهدت وهي تقلب عينها في كل الغرفة ، الجميل في الامر ان امه
تقبلت بل واحبت تاج انها تهتم لأمره ، تحتضنه ، تقبله ، تلاعبه ، ينام في حضنها ..
غير ذلك هي شخص لم يتقبلوه حتى الآن وهو ايضا هو ايضا لا يتقبلها ، أهو بسبب دينها
، بسبب معتقداتها ، هل لو غيرت دينها كما يريد سيحبها سيرغبها اكثر .. تشك تشك ..
تقلبت في جلستها. تركت الكتاب من يدها على الطاولة وهي تمسك بشعرها تقوم
بظفره حتى سمعت طرقا على الباب وصوته يأمرها بغلظة : افتحي الباب !
لوت شفتيها و اغلقت عينيها طويلا ، صارت تكره تلك النبرة المتعالية التي
يخاطبها بها ، من يحسب نفسه .. هي هنا تحسد النجلاء على بعدها عنه لغلظته وجلافته
لم تعد تحتمله وهو يكرر قوله : اتظنين انه ليس لدي مفتاحا بديلا ، افتحي يا راعيل
افضل لكِ!
تركته يخرف عند الباب وهي تتابع ظفر شعرها بكل برود فيها ، لن تقوم له ولن
تخاف منه ، كانت توجه نظراتها الى تاج حتى لا يقوم من النوم ، لا بل حين يقوم و
يبكي هو افضل كي لا يستفرد بها ، هو الذي فتح الباب وصار ينظر لها بشر من هناك من
العتبة نافخا انفه بصبر يشير لها برأسه : تعالي !
قلبت نظرها فيه ثم ابتعدت عنه وهي تتجاهل امره ، عض شفته قهرا وهو يراها
على ذاك الحال ، انها تعصيه !
كرر كلماته والشر بين عينيه : تعالي قلت لكِ !
لم تتجاوب معه ابدا قد ملت منه ومن اوامره حتى نطقت بخفوت : انا لست محضية
عندك ، تريدني تعال لي !
رفع رأسه للسماء يرجوها الصبر على البلاء الذي ابتلاه الله مع كل النساء
اللواتي عرفهن في حياته ، انهن يزدن الامور تعقيدا ، يزدنها سوءا !
تقدم بخطواته اليها ووقف عند رأسها هي التي رفعت رأسها بعينين ناعستين حزينتين
تهمس له : لم يعد لدي القدرة على مجابهتك ولا تحديك ولا حتى التعامل معك !
نفث انفاسه لا يريد ان يثور هو ايضا مل من كل الصراعات ، النساء عنيدات
يفعلن ما يردن وان قررن ان تكره حياتك سيجعلنك تكرهها هكذا هي قوانين الحياة ، رغم
كل الجمال وكل النعومة فهناك افاعي تختبأ خلف الوجوه ، افاع تلسع سُمها مميت ، كسُم
النجلا ، وسُم ناجية ، وسُمها هي الفاتنة التي تتحداه انها لم تعد تريده ، هو الزين
الذي تعشقه النساء تقول له انها لا تريده : راعيل ألن تعقلي ابدا ، ألا يكفي انني
اتركك على هواكِ ، حتى الآن لم افرض عليكِ اي قيود تخص العلاقة بيننا او تخص
الانجاب او تخص العبادة ، انا لم اتفرغ لكِ ولمشاكلكِ بعد !
ردت هازئة : طبعا كيف ستتفرغ وانت تركض من امرأة الى اخرى !
قلب عينيه وتنهد بقوة حتى النفس صار يخرج من صدره هائجا .. لقد جُنت .. حقا تفعل !
كان يسير بخطوات بطيئة حتى امسك التوراة بين يديه يلوي شفته قهرا يرفع لها
حاجبا : وجلبته معكِ هنا !
كانت تنظر للأرض لا تعرف بما تجيب حتى صدرها كان قد همد ، كفاها صراعات لا
تريد العراك آخر النهار فكل ما حصل اليوم لا زال يتكرر في مخيلتها وهو يحتضن تلك
المرأة بين ذراعيه ، نجلاء اختفت لا تعرف الى اين تعلم انه عرس اخوها ولكن خروجها
بلا وداع كان غريبا حتى نظرت اليه مضيقة عيناها : لما لم تعد نجلاء ، هل حصل شيء
بينكما !
خرج صوت من حنجرته نفخ صدره : حدث ام لم يحدث ، بيني وبينها قلت لكِ لا
تتدخلي !
لوت شفتها بغير اهتمام : براحتك !
حتى اضاف على مسامعها : ولكن ناجية سأتزوجها !
رفعت عينها في وجهه بصدمة حتى عضت شفتها وهي تقول بغل ، غل في قلبها ما
عادت تستطيع كتمه : ايها القوّاد!
كان يقف هناك وكله على بعضه قد اسود غضبا صدره ينتفخ بقوة وهي تكرر : هل
تعرف انك قواد !
حتى نالتها صفعة صفعة القت بها من كرسيها على الارض و مال بركبته عليها لا
يكاد يسيطر على غضبه وجهه قاتم جدا غاضب جدا عيناه الشر يسطر بينهما يداه التي
تمسكت بشعرها : ايتها الحقيرة الحقودة أبعد ما فعلت من اجلك تنعتينني بالقواد يا
كلبة !
كانت تضغط اسنانها على بعضها البعض تتحداه وهي تنظر الى عينيه : ماذا ، هل
تحولت فجأة الى ملائكة ، الم تعد تتاجر بالبشر الم تعد تتاجر بالنساء !
ابتسمت في وجهه هو المقهور : وتلومني في ديني وانت دينك يحضك على مضاجعة
ملكات اليمين !
يا الله يا الله سينفجر منها سينفجر حتى صارت الصفعات تنزل على وجهها مثل
المطر لم تصرخ لم تبكي تجعله يضربها تجعله يثبت رجولته عليها : اضرب اضرب حتى يطيب
لك الضرب اضرب ايها الرجل ، مزق ، حطم ، وانت تعلم انني لن اردك !
كان الاحمرار وحريق شب في وجهها هو من يتنفس بسرعة عجيبة سرعة غيظ يحذرها :
آخر مرة تأتين على ذكر الدين على لسانك والّا فوالله قصصته لكِ!
تتحدثين عن الدين ، ماذا فعل دينك غير تشريد الملايين و قتلهم و استباحة ارض ليست ارضهم غير تدمير المساجد و تنجيسها ، ماذا فعل غير قتل الانبياء ، ماذا فعل غير في كل حارة في تل ابيب علم الشواذ يرفرف ولا كأنه علم دولة ،تدرين لو قرأتِ القرآن ستعرفين ماذا فعل قومك وبما اجرموا .. تحتفلون بالسبت يا اصحاب السبت .. تتحدثين عن الدين نستطيع ان نجلس سويا ونسوي امره ، لم تعرفي من الدين سوى ملكة اليمين التي كنت انتِ واحدة منهن و تزوجتك ..ها انتِ ذي تحت سقفي و ابنك شرعي وبين اهلي لو نريد ان نتحدث عن الدين فأنا قد سترت عليكِ نعم فعلت لم اكن ملزما بالزواج منكِ !!
: راعيل لديكِ طريق طويل طويل جدا حتى تستوعبي شيئا انتِ لستِ راغبة في استيعابه .. تجادلين ولا تعرفين اصل الجدال لأنكِ فعلا ناقصة عقل !
كان يغيظها كل كلمة تجعلها تخجل من نفسها :إن كنت تظن انني كافرة فأنت مخطيء ، انا اؤمن برب واحد ، اؤمن بالأنبياء ، اؤمن بالآخرة ، ألا يقول القرآن
يكاد يصرخ يكاد يقتلها هذه الساعة لا يدري ما يفعل بها لا زالت تعاند لا
زالت تتحدى ولازالت تنطق ما يغيظه : راعيل اتقي شري هذه الساعة فوالله لقد سودتي
علي الليلة يا كلبة !
صار جسدها يهتز بالضحك يهتز كثيرا كانت فاتنة كانت جميلة وهي تضحك هكذا
تزيد من غيظه كانت عيناها تترقرقان دمعا وامسكت بخصرها تشد عليه قد كانت سعيدة جدا
سعيدة انها قد اصابت شيئا فيه انه اعترف انها قد سودت عليه ليلته لن تنام وحدها
موجوعة بل سينام ايضا بسكتة قلبية ولكن حين يراها هكذا مرمية حتى بان عليه فخذيها
و انزلقت خيوط فستانها الساتان البيج عن كتفيها ووجهها محمر بشدة و ثغرها ايضا و
صوت ضحكتها حتى مال عليها و حملها بين ذراعيه يتجه بها الى سريره هي التي صارت
مفجوعة رماها بقوة على السرير وهي تفتح عيناها وهو وضع يده على اذنه : لم اعد اسمع
ضحكا
انقلبت حتى خرجت من السرير تقف على الجهة الاخرى منه هو الذي اغلق الباب
وفي عينه شرا ، تعالي راضيني !
غضنت جبينها بقوة وفي عينيه اغواءا : تعالي راضيني !
رفعت رأسها رفضا
دار حول السرير هي التي صعدت عليه صارا متعاكسان : قلتُ لكِ تعالي راضيني !
كان يخلع حذائه و يفك ازرار قميصه حتى خلعه وبقي ببنطاله الذي فك زره
وفتح سحابه هي التي احمر وجهها بشدة وهي تبعد عيناها عنه : كان ينظر الى خجلها
يرفع لها حاجبا وهو يصعد للفراش يتجه لها صار الاثنان يدوران حول السرير صعودا
ونزولا كان لديه صبر عليها وهي لديها رغبة في التحدي كانت شراسة نظراتها له تغويه
كانت مثل القطة الجامحة وهو تعجبه ذلك النوع من الاناث حتى مدت قدمها ، قدم واحدة
فوق السرير بأظافرها اللامعة باللون الاسود و نقاء و بياض و صفاء و صغر قدميها ،
مدتها له بتحد رافعة ذقنها : حتى تُقبّل قدمي !
صار هناك واقفا بينهما السرير ينظر الى ساقيها والى ما فوق فخذيها الذي
تراه عينيه بعدما رفعت قدمها ..اطبق شفتيه على بعضها البعض وقلبه ما عاد يحتمل..
رأسه يكاد ينفجر .. حتى صعد على السرير يمسك بتلك القدم بين يديه رفعها الى شفتيه
وقبل اصابع قدميها اصبع وراء اصبع حتى جذبها كلها الى حضنه هي التي كانت مفجوعة لم تتوقع البتة ان يفعلها ان ينحني لقدميها ان يقبلها مثلما فعل الآن ، تدرك حالا انه رجل مجنون ,, جسده بين ساقيها هي التي احمرت كلها كأنها شمعة تحترق تقول من بين اسنان منطبقة غاضبة : قلت لك لن تلمسني بعدما فعلته بي و خيانتك و ضربي !
قولي لي يا راعيل بما انك انسانة مثقفة ، كان يقولها وهو ينزع عنها ملابسها على مهله : هل تعرفين الألفية !
كانت تتنفس بقوة تغمض عيناها لا تريد ان ترى مالذي يفعله بها ذلك القواد الذي يعرف كيف يسيطر عليها وهو يتابع بشغف ،و حرارة جسده تتسرب الى جسدها : لا تعرفينها تلك المرأة التي ضاجعت الف رجل في حياتها .. لا تعرفينها أليس كذلك ، أعتقد انها الوحيدة التي كانت تقدر معنى ان تكون بين ساقي رجل !
اخ لو كنت فقط في ذلك العصر !
كانت ترفع يدها الى فمها تغلقه تكاد شرارات الحريق تخرج من بين ثناياها حتى صرخت وعيناها تشتعلان : انت وقح حقير بلا اخلاق
خرج صوته غاويا كما عينيه : ألم تعرفيني بعد يا صغيرتي ,, قولي لي الآن هل تريدين اضاءة ام لا لأنني سأفعل فيكِ شيئا ربما لا ادري ستحبينه ، حسنا سنطفأ الاضاءة اولا ثم سنرى ما رد فعلك حسنا !
خرج من الفراش اغلق الاضاءة وهي مرعوبة لا تدري عما يتحدث كانت كلها ترتعش شفتاها يداها وجهها يتعرق وهي ترى خياله الاسود و يداه اللتان مددتاها على الفراش لا تعرف ماذا يريد حتى وضع رأسه بين فخذيها قفزت مبتعدة لا تعرف تكاد تقتل نفسها مدت يدها تضرب صدره بقوة : ايها العاهر
صار يضحك ضحكا متواصلا حتى سقط على السرير جانبها لم يعد يسيطر على نفسه من الضحك حتى هدأت انفاسه وهي التي تقف هناك فوق رأسه اقترب حتى لامس شفتيها : ماذا ألم تحبي !
احمر وجهها كثيرا كثيرا جدا حتى ما عادت تعرف كيف تنطق ، اول مرة تسمع ضحكته بهذا الشكل العفوي الجميل ، اول مرة يكون في مزاج رائق بسيط معها ، كانت تسمع ضحكاته و قلبها لم تعد تتحكم في دقاته جعلها تحترق تريد قربه
فقال عن نفسه : انا احب خاصتا ان رائحتك جميلة !
يا الله لا تكاد تستوعب ما يقول تلك اللحظات : راعيل ، الجنس او كما يسمونه ممارسة الحب ، لكن عن نفسي كلمة جنس تثيرني اكثر ، كانت تنفخ صدرها مع كلمة يقولها تريد ان تهرب ان تخرج لا تريد ان تسمع ولكنه امسك برسغيها كمن يعلمها درسا : اكرر .. الجنس يا حبيبتي انسجام فعل ورد فعل و سأحب كثيرا لو مثلا فعلتي معي شيئا برغبتك لا اريد ان اكون انا المسيطر طوال الوقت في الفراش هل تفهمينني !
كانت تبتلع ريقها وهو يرفع يداه الى وجهها ، لأول مرة يصارحها بتلك الطريقة : وانا ان فعلت شيئا اريدك ان تنسجمي لا ان تنفري .. فقط جربي ، تعلمي ، الفراش هو حياة ، هو جزء كبير من الحياة بيننا اقترب حتى ابتلع شفتيها وكل كلمة تعبر نفسها .. هل اذا فعلت ما يقول سيتعلق بها ، هل سيحبها ، هل لو قبلته بنفسها سيتقرب منها و تصبح لا حدود بينهما ,,, لا تعرف كيف سيساعد الفراش في حل مشكلاتهم ولكن هي لا زالت عذراء في كل شيء كل شيء لا تفهم الكثير من الاشياء و ما يقول هو احدها : مثلا عندما اقبلك اريدك ان تبادليني القُبلة لا تتيبسي لا تخجلي اريدك انسانة طبيعية تعودي غامري بادري لن اقول لا !
كانت يداه تمر بين نهديها يرسم دورانهما بهما يرفع احدهما بين يديه يقبله بلهفة هي التي تاهت ما عادت واعية صوته و همسه و حركته مع جسدها تغيرت كثيرا ، كثيرا جدا عن تلك المرات السابقة كأنه يريد اكتشاف شيء جديد بينهما حتى همست تكاد تبكي : انا لا اعرف !
انا لا اتخيل نفسي افعل كل ما تقول وكل ما تطلب اشعر بالحرج الشديد !
كان قلبها يدق بعنف بين اضلعها كانت حرارة جسده تغطي جسدها هو الذي مال اللى اذنها : تدرين انفصلي عن شخصيتك هذه ، كانت هناك شراسة في عينيكِ لو فقط تتبعين حواسك ، استخدمي يديكِ ، اصابعك ، شفتيكِ ، صوتك ، بالنسبة لي كل شيء مباح المسي كل ما يخطر على بالك انكِ تريدين لمسه !
هل ستفعلي !
ابتعد قليلا في الظلمة هي التي اغمضت عيناها بشدة ولا زالت ترتعش مضطربة ماذا يطلب منها الآن لا تفهم هل يريدها ان تفعل كل ما يقول هذه الليلة !
كان في غاية الصبر معها ان كانت ستكون في يوم هي زوجته الوحيدة عليها ان تتعلم ماذا يحب ومالا يحب رغم انه حقا لا يوجد شيء لا يحبه في الجنس : حسنا قبليني و لنرى الى اين ستقود القُبلة جسدك !
كانت عيناها تترقرق تلك المسكينة التي تشعر انها على الصراط انها بامتحان ..إما او لا .. ليتها ما رجعت معه يا ليتها بقيت مع والدها يعلمها الدين بدل هذا الذي يعلمها الفسق و الفجور !!
بالضبط اريدك فااااجرة في الفراش .. فتحت عيناها رعبا .. هل كانت تتحدث الى نفسها ..حتى فتحت فاها : هيا اقتربي ماذا تنتظرين !
يا الله ما هذه الليلة الن يعتقها ..لا تدري كيف تحول الوضع من ضرب و شتم بينهما الى نقاش حول كيف ترضيه في الفراش !
اقتربت جمعت الشجاعة التي في روحها كلها و تقدمت كمن تتقدم لحرب حسنا هي حرب ، حرب جسد ، حرب ايد ، حرب شفاه هكذا هو يريد وهي ستحاول ان تعطه ما يريد حتى لا يمل منها و يبحث عن غيرها رغم ان سؤالها على لسانها .. هل يحبها الزين !
جلست بين ساقيه تقترب من وجهه تبحث في عينيه في العتمة كانت ملامحه بالنسبة لها لذيذة جميلة كل ذاك الاغواء كل تلك الحرارة لامست شفتيه ورفعت يدها الى شعره كانت مع كل حركة شفة منها تغزوها شرارات في الباطن كهرباء تدفعها ناحه في عمق شفتيه بين اسنانه على لسانه كانت تشد رأسه بقوة في اتجاه شفتيها اخذت وقتها تتلذذ بما تستطعم كل شيء عابر للجسد لذة استطعمتها الشفاه و طاردتها الرغبة صارت تشعر انها ستلتهمه انها لديها الرغبة في التهامه لأول مرة ستعامل الجسد .. جسده .. كما لم تعامله قبلا .. وحقا كان صادقا .. قُبلة فجرت فيها حواسا هائجة فجرت فيها شيء دفين غريب كالنفاذ الى العالم الروحي كانت ترتشف لسانه و شفتيه صارت غريزة ويداها تنقلبا الى جسده تتحسس صدره و ساقيه و ظهره و عنقه وكل ما تصله حتى ابتعدت عنه تلهث بقوة عيناها غامتا بالنشوة بالشهوة كانت تعض شفتيها هي التي رفعت اصبعا وضعته بين شفتيه الى عمق ريقه ثم رفعته الى شفتيها تلعقه بلذة انتفخ صدره حتى ماعاد قادرا اكثر من ذلك وهو يهمس بلهفة : حسنا يا جميلتي فلننس الليلة كل الدروس التي تعلمتها ودعيني اقوم بالواجب !
صباح العرس
هما من يناما متلاصقين ظهرها الى صدره غارقان في ظلمة جفنيهما رغم الشمس
التي سطعت على وجهيهما هي كانت تقابل الشمس حتى فتحتهما رويدا تغمض واحدة وتفتح
الاخرى ، يداه تلتفا حول خصرها انفاسه الهادئة الساكنة تدغدغ عنقها استكانت في
رقدتها تغمض عينيها تستمتع به بكل شيء حوله بكل لمسة منه حتى استدارت رويدا لا
تريد ازعاجه و افاقته من نومه ولكنها تريد ان تصدق انها قد قضت كل الليل في احضانه
يقبلها بلهفة يبثها حبا رغم انه لم يقلها صراحتا ولكن كل فعل منه يثبت لها انه
يحبها ، صارت تقابل وجهه تنظر الى كل ملمح فيه تتدافع انفاسها مع انفاسه في عينيها
فرح و بسمة وجهها مشرق قلبها يحلق مع الطيور التي تغرد ، كان تحديقها يغزوه في
نومه حتى فتح عينيه بنعاس في وجهها الجميل المبتسم تقدم برأسه ناحها حتى اغرق نفسه
وسط صدرها قبّلها برقة و قبع هناك ساكنا ضلا على هذا الحال فترة حتى رفعت كفيها
الى شعره تهمس له : الشمس في كبد السماء و يجب علي ان اتحضر للعرس !
همممم كان يهمهم معترضا يشم شعرها يستنشقه حتى نفذ الى رئته الى بطنه ملأ دمه وهي تهمس له بحب بشوق بلهفة : يحيا سأحب جدا ان يكون لنا طفل !
وضعت كلا كفيها على بطنها شعور امومة يدغدغ روحها يا الله لو حقا تحمل لو تنجب لو ترى طفلا صغيرا بين يديها فمن هن في سنها و اصغر منها لهن اولاد كناجية مثلا و حتى هتان !
كان يغضن جبينه.. في رأسه تدور اشياء كثيرة ، كثيرة جدا ، لكنه لا يرد لها ان تتعكر لا يريدها ان تخرج من بين ذراعيه حزينة ، قد فعل الشيء الكثير معها الليلة المنصرمة وقد تكون حامل لا يعرف ولكن في صميم نفسه .. لا يريد !
كان لا يزال يغمض عيناه رغم محاولات اشعة الشمس المتكررة لغزو عيناه وهي التي تتحرك تريد الخروج من الفراش : حسنا جديا لا بد ان اذهب لأستعد !
تمسك بشدة بخصرها يدفعها ناحه كأنه يقول ابقي هنا لا تغادري.. تنهدت وهي
تغلق عيناها وهي تستكين بين يديه ستبقى ان اراد ان تبقى اليوم كله العمر كله ستبقى
ولن تمل حتى صارت تغني له في اذنه : حبك وجع بعدو معي حبك حلم هربان .. من قلب
قلبي انسرق و بكيت ع غيابه .. مطرح ما كنا نحترق صار الجمر بردان .. والعطر عندو
وفا اكتر من صحابه .. وحدي بدونك ما قدرت ما اصعب الحرمان .. كتبوا الندم عندي
عيونك وغابوا .. مجروح قلبي وصرخ عم يندهك ندمان .. محروم طعم الهنا بغياب احبابه
.. انت لمين انت الي .. قلبي الك منو الي .. انت ملاك قلبي وهواك يللي بحلاك عمري
حلي !
كان وجهه يبتسم مع كل نغمة تقصده بها وهي تدغدغ شعره و نهاية عنقه حتى رفع
رأسه اليها : ما هذا الصباح يا عيني !
حتى امسكت بوجهه بين كفيها الدافئتين تتفتح شفتيها عند شفتيه : حبك وجع !
انقلبت على ظهرها بسرعة قبل ان يستطع ان يحبسها بين ذراعيه ارتدت ثيابها
بسرعة وخرجت دون اي نظرة اخرى منها اليه !
حرارة سُكينة لم تهدأ كانت مريضة تسعل و انفها مغلق جدا و جسدها يحترق امها
تلقمها العلاج كل فينة واختها وهي كانت دائخة كانت غارقة في المرض تريد فقط ان
تنام تنام جدا حتى ماعاد تشعر شيئا ، كان حوار ناجية مع امها قلقا متوترا : لا
اعرف لا نستطيع تركها وفي ذات الوقت لا نستطيع ان نترك عرس المؤيد وفي تلك اللحظة
امها اسرت لها : لم ارى اشد من جنون اخوكِ لقد ظهر الشعر على لساني وانا اقنعه
بالزواج وحين تزوج لم نعرف حتى نحن بزواجه .. لا ادري ان كنت سعيدة بما فعل ولا
ادري اين اخوكِ المنذر اين ذهب اين هو من كل ما حصل .. قلبي يأكلني يا ناجية انا
قلقة جدا !
نفثت ناجية انفاسها بثقل حائرة جدا ، هل تجهز نفسها لقد طلبت من والدها
لقاء ابن عمها ربما قد تسرعت في ذلك هي ايضا نسيت انها في العدة وهي تدور مع امها
ينهين امور البيت ثم يستعدن للذهاب الى صالة الافراح ، هي قد ارتدت فستانا اسودا
من الشيفون ينسدل بأناقة وجمال على جسدها حتى ما بعد ركبتيها كاشفا عن غلظة ساقيها
البيضاوين و حذائها الاسود ذوحبات لؤلؤ تخطف النظر ، بعدما رجعت من صالة التزيين
هناك ابدعت في زينة وجهها و تسريحة شعرها الاشقر المتماوج حول جيدها حتى منتصف
ظهرها ، لبست حليها و خواتمها و بخرت نفسها و عطرت كامل جسدها وخرجت تحاوطها عاصفة
من الجمال والروائح الطيبة سمت امها عليها وهي تراها و اولادها قد تجهزوا على ايد
الخادمة صارت تلعب معهم وهي تنتظر موعد رجوع المؤيد من الحلاق الذي اسمته .. عريس الغفلة
.. ابوها وياسين في الخارج هما من سيدخلا المؤيد على عروسه ، وهي وامها سيوصلهما
ناصر الى صالة الافراح كان البيت خاليا الا منهما .. حتى طرق الباب الخارجي للصالة
وهي تسمع صوتا غليظا يتنحنح ..تلك الدقيقة شعرت بالدوار يا الله لقد اخطأت لما
قالت لوالدها ان يأتي تشعر بالرعشة في يدها وعلى طول ظهرها تشعر انها تتعرق وهي
تتجه للباب .. تثبت نفسها تغمض عينيها .. لا هي قوية ... هي ناجية المعروفة بقوتها
بعدم انهزامها .. هي صممت و ستفعل ما تفكر به حتى فتحت له الباب على مصراعيه هو
الذي التفت عليها هي التي اقصر منه ببضع سنتمترات قليلة اطول امرأة في حياته جميلة
جدا ضيق عينيه فيها : قال عمي انكِ تريدين الحديث معي !
كان قلبها يجري لا تعرف مالذي يحصل فيه فقط يربكها تواجده معها لوحدهما
همست : تفضل الى المجلس الداخلي !
لم يستطع ان يطل النظر فيها ولكن عطرها اخترقه بكل جبروت رائحة بخور عذبة
تفوح منها يعشقه يحب البخور و من يتعطرن به ، كانت تمشي خلفه كل طرقة من حذائها هي
انقلاب لكليهما هو يعض شفته وهي تغمض عيناها تراقب طوله و عرض منكبيه و شعره
المتموج كانت تعض شفتها بقوة حتى كادت تدميها وهي تبتلع ريقها ، تتسائل ان كان من
الجيد ان تختلي به .. وحتى الأمس كان كل شيء حوله مبهم ، لم تعد تذكر لا طوله ولا
شكله ولا حتى نبرة صوته ، ما تراه الآن لا يبشر قلبها بالخير ، قلبها الآن خاو نعم
خاو ومستعد لأن يحب قلبا آخر ... ولكن تتمنى ألاّ يكون هو هذا القلب الذي يهوى ..
انه رجل خطير خطير جدا ! حتى وصل الى المجلس اغلقت الباب عليهما و جذبت كرسي في
يدها كي تقابله تماما عند الحديث معه ، قد كانت امرأة ، امرأة حقيقية ، لا يدري
تختلف عن كل النساء اللاتي قابلهن في حياته ، جسدها محنك معرك ، جلس يملأ مكانه بعد
ان فك زر بدلته الانيقة التي يبدو فيها كعريس .. هي التي وضعت الكرسي مقابلة له ،
لأول مرة منذ سنين طويلة جدا ، منذ ان كانت تخرج للشارع مع اخوتها تضرب هذا وذاك و
تخبيء جسدها في ملابس واسعة ، جلست امامه مرتبكة كأنها صورة في اطار قد اربكته
يعترف انها تفعل.. امرأة خطيرة مثلها ، امرأة جميلة مثلها ، امرأة لا تعرف حدودا
مثلها ..نطقت تحرك ثغرها الصغير الملون بالبنفسج مثل الاوركيدا التي تتفتح فتنشر
عطرا : انا اردت الحديث بيننا !
كان فقط يغرق في كل ملامحها في كل تفاصيلها ، في اظافر يدها الملونة ، في
اساور يدها الذهبية ، في الخلخال حول ساقيها الشديدتي الغلظة ما فاق جمال ساق
النجلاء ، مفرق نهديها العامرين بين تلك الاقمشة السوداء و صفاء بشرتها و لون
شعرها حكاية اخرى جعلها كأنها تلمع ..انفها الصغير وشيء يلمع على جانبه لا يعرف ما
هو كحبة ماس ناصعة و عينيها السوداء .. كل شيء فيها قد تم تدقيقه قد تم التولع به
!
هي التي كانت تقص الحكاية ولكنه لم يكن يسمع كان فقط يطرب سمعه : آسف لم
اسمع !
نفخت من فمها على مرأى من عينيه تحدجه بنظرات خطرة : لقد قلت لك كل شيء كيف
لم تسمع !
رفع نظره فيها رفع لها حاجبا كتف ذراعيه الى صدره : عقلي مشغول قليلا
بالعرس !
رفعت رأسها للسماء تغلق عينها حتى بان عنقها النقي بحليته اللؤلؤية الجميلة
: ركز معي ارجوك .. هو من كان يتسلى كان يحب ، لم يعتقد البتة انها ستكون هكذا
ابدا لم يتخيل لقد رآها بلأمس كانت لمحة والآن يرى كل شيء بالتفاصيل حتى راقب مرة
اخرى كيف يتحرك ثغرها كانت تتحدث من شفتيها وليس من حنجرتها : لقد وافقت على عرضك
ولكن لدي شرط !
مالت عليه تريد افهامه مالذي تريده منه هو المستمع المشغول في ما خلق
الرحمن .. لذلك غرق اخاه في سُكينة وقبلها آيدين و هارون في المجدلية، من اجل ذلك
اوس حتى وهو في مصيبته يريدها و زوجها مصمم على رجوعها .. من اجل ذلك .. من اجل هذا السر .. من اجل
هذا الخلق !
: شعيب ، نحن .. انا وانت .. سنتزوج لفترة بسيطة ثم نطلق كي ارجع الى رؤوف
!
رفع حاجبيه يهز رأسه يتظاهر انه يسمع و ينصت لما تخرف : اقصد ستكون مثل
المحلل .. انا فقط اريد ان اربيه !
لوى شفته .. يتسائل .. هل للتو تعرفت عليه ؟!!
هل للتو تعرف من هو شعيب !!
وهي تكمل : اعتقد انني اعرف ذوقك في النساء وانك لا تفضل الثيب لذلك انا
اعطك كامل الحرية .. ليس من الضروري ان تكون معي ..
هز رأسه ثانيتا وهو يقوم بعظ شفتيه حتى قام من مكانه هي التي قامت مستغربة
من عدم رده عليها حتى امسكت بعضده بين يديها تشده لها بقوة كأنها تتحداه ان يخرج
دون رد عليها كانت عيناها تشتعلان و تندلع منها كل الروائح التي حرضها دفيء جسدها
: ماذا تقول لن تتركني بلا رد !
كان فقط ينظر الى يدها المتشبثة بعضده الى تلك اللمسة التي هزته من طوله
يلتفت عليها : انا لدي ثلاث اطفال لن تتحملهم !
كان بالكاد يلتقط انفاسه بالكاد يتنفس لا يريد لتلك الرائحة ان تخترقه اكثر
من ذلك في هذا المجلس المغلق الابواب مع امرأة تباغته رغبته اليها واقفة هكذا بكل
هذا الجبروت هذا الجمال تمسكه تلمسه يرى كل تفصيل فيها حتى صارت روحه حميمية حتى
التفت عليها بكامل جسده تقابل كلاهما في ذات النفس وذات الظل ينظر لها من علو هي
التي رفعت ذقنا في وجهه : تدرين يا ناجية .. بلعت ريقها وهي تسمع تلك النغمة .. يا
الله تغير صوته صار غائرا صار حميميا عيناه الغائمة التي تجري على جسدها وهي صارت
تحترق في وقفتها : عندما اشتري فرسا ، اضع عليها وسمي ، فكل من حولي سيعرف ان تلك
الفرس ملكي فلن يفكر مجرد التفكير ان يقف ليتفرج او يشتري .. عندما وافقتي انا
اشتريت ووسمي هو هذا ... شدها بعنف الى صدره ومال على ثغرها يلثمه برقة ..حتى ضربت
الكهرباء عنقه و ظهرها.. صار يقربها حتى كاد يدخلها بين اضلعه صار هائجا كل تلك
الانوثة بين يديه كل شيء فيها يغويه يخترقه هي التي تجمدت بين يديه تشعر فقط بحركة
شفتيه فوق شفتيها حركة وصلت حتى منتصف رحمها حركة جيشت الرغبة فيها هي التي لم
تفعلها منذ اشهر لم تمارس الحب منذ اشهر قد حرك قلبها ضدها قد حرك اللذة فيها هي
المجربة التي تعرف ماذا يعني ان تكون بين ذراعي رجل تعرف الى اين تقود القبلة حتى
دفعته بقوة فصلت نفسها عنه تلهث تكاد تصرخ : يا الهي يا ربي لقد افسدت زينتي ،
ضربته على صدره : اعتبر ما فعلته مقابلة شرعية ولن تراني بعدها !
وقف هناك وعلى وجهه كل اثر للحمرة من شفتيها هي التي تحركت وفتحت الباب
وخرجت .. افسدتُ عليها زينتها ..!
صار يمسح شفتيه بظهر كفه وهو يغضن جبينه : تبا لقلبي ان كان قد احبكِ انتِ
الأخرى !
كان قد استعد ، استحم و لبس و تعطر وسرح شعره و وقف هناك لآخر مرة في نهاره
هذا على شرفته ، ينظر لحركة النساء في الأسفل ، اغلق عينيه و استنشق ما يستطع
استنشاقه ، فمغادرة هذا البلد هو كانشقاق روحه عن جسده ، شعور صعب لا يحبه لا
يحبذه ، لطالما تعلق قلبه بهذه المدينة .. تنهد بعمق ، هي هي لابد ان يعرف اين هي
!
اكل شفته السفلى ببطء وهو ينفث انفه سكينة وما فعلته البارحة قد اشغل له
فكره ، سكينة غير مستقرة نفسيا مع كل ما حصل ، يا الله كم يشعر بقلبه يذوب حين
تحضر هي التي لم ينساها حتى في عز قربه من زهرة وجد ان سكينة هي من تسيطر ، يحب
رقتها و جمالها و طيبتها و برائتها و عطائها يذكر كل لحظة حب بينهما فينفطر قلبه
شوقا لها حتى رفع هاتفه البديل يتصل فلم تجبه يضل يرن حتى انطفأ ، ارجع الهاتف الى
جيبه يعذرها فالواضح انها مشغولة هي الأخرى ..
هاتفه قصة اخرى ففيه تقريبا كل عالمه ، كل اعماله ، كل ارقام هواتفه
الضرورية كيف اختفى لا يعرف .. يجب ان يعود للشقة ليعرف ما حصل تلك الليلة من كان
هناك من نام جانبه .. لم تكن زهرة ولم تكن سكينة .. يا الله عطرها يا الله !
تحرك من مكانه خارجا و في يده حقيبة سفر صغيرة يجرها خلفه وفي مشيته توقف
على باب صبا فتح الباب كانت الغرفة فارغة الا من عطرها نظر حوله في المكان .. مر
على غرفة والديه طرق الباب فوصله صوت امه ابتسم بحب و هو يدخل هناك وقف يحدق بها
وهي بكل تلك الزينة و الآنفة و العنفوان و الجمال و شعرها الطويل الذي تفرده على
ظهرها و تلك الحلي التي تغطي جيدها اقترب حتى عانقها بقوة كانت كالفتاة الصغيرة في
حضنه تمسكه بحب من خصره تسأله بحب وهي ترفع يدها تحضن وجهه بين كفيها : الى اين يا
يحي .. انت لا تدخل البيت حتى تخرج منه ثانيتا يا حبيبي !
قبل جبينها وهو ينظر لعينيها بعمق : يجب ان اسافر الليلة لن اطيل السفر
اسبوع على الاكثر و اعود لا تقلقي علي !
جلست على السرير تتنهد وهي تنظر لعينيه وعيناها تترقرق : يحي لم نجلس
لنتحدث عن كل ما حصل اليومين الماضيين ، خروج ديالا ، و علاقتك مع سكينة و زهرة و
الخطبة و ابوك وكل شيء ..قصة مليكة وما حصل معها .. خرج النفس من صدرها مكتوما ملوما .. لا ادري لما كل شيء يسير في حياتنا عكس ما نريد !
كان واقفا يضع يديه في جيبي بنطاله يستمع بحب لكل كلمة تقولها يرى قلقها
يرى صبرها الذي ينفذ يرى حسرتها على والده و حسرتها على حاله وضعت وجهها بين كفيها
: تدري كلما جلست افكر فيك قلت يا ليتنا ذاك الزمن زوجناك منها ما كنا سنرى ولا
انت سترى كل تلك الايام الخالية !
كاد قلبه ان ينفجر ، ينفجر بالبكاء لما تأتي امه الآن على ذكرها هو الذي
يحاول ان ينساها يحاول ان يعيش حياته كما هي الآن .. حتى انه هناك بديلة جميلة
رقيقة يحبها .. سكينة .. سكينة بذاتها تكفي عن كل النساء .. قد تجاوز لزمن حب تلك
المعشش في قلبه الكابس كالعنكبوت على مداخله لا يكاد يتخلص منه حتى انه صار
يشم عطرها في ثيابه وفي علبة الدواء و على تلك المفارش ، تحشرج صوته : امي ما فات
قد مات ، انا لا تحسر على مافات ، انا الآن لدي زوجت... زوجة .. و موضوع سكينة
سأعرف كيف احله عندما ارجع .. نزل الى ركبتيها يرجوها بعينه : اليوم اريدك ان
تفرحي ، ان تنسي كل ذلك ، فقط اضحكي ارقصي و قبلي لي صبا !
قام مستقيما يعطها ظهره و يخرج من عندها !
من بعد صلاة العصر صارت قاعة الافراح مليئة بالنساء من كل شكل ولون ، كل
فستان ، كل كعب ، كل ثغر ، كل غنج ، كل دلال ، كل رقص كل الموسيقى ، كان شيئا فخما
جميلا امها تجلس عند بوابة القاعة مع زوجة سعيد و ميادة ايضا يستقبلن الضيوف وهناك
في الداخل من البنات زهرة المتفتحة التي نالت مبتغاها وهو الرجوع الى عصمة يحي
، هو الذي كان يتصل بسكينة ولا ترد لا يعرف ان كانت في الداخل يريد ان يراها ان
يقبلها قبل ان يسافر ان يروي ظمأه منها .. يشتاقها يفعل جدا يشتاقها لا حيلة في
يده رغم كل ما اعطى زهرة من حب فستظل هي الحبيبة الاولى و العشيقة الاولى وكل متعة
اولى في الحياة هي التي سبقت كل النساء الى روحه صار يتنهد ثم انضم الى باقي
الرجال في الخارج ينتظرون قدوم المؤيد وحتى هذه اللحظة لم يلفت انظار اي منهم اختفاء
المنذر ، حتى جاءت صبا التي كانت ملكة في ليلة عرسها فاقت الجميع جمالا بذاك
الفستان الذي يفصل جيدها و يرسم نحرها و يطوق قدها و يتمايل خلفها كانت تبتسم كانت
تضحك كانت سعيدة جلست و اشتغل الرقص و التصفيق و الحوارات الجانبية .. مرت ساعتين
و الجميع في الداخل و الخارج و بعد صلاة العشاء يريدون انهاء العرس نظرا للظروف
الامنية في البلاد ، حتى جاء المؤيد و جلس قليلا بين الرجال في كامل بدلته السوداء
و ربطة عنقه الحمراء طوله و هيبته كان
يسلم كان سعيدا جلس بينهم وفي تلك الاثناء تحرك آيدين يوشوش ليحي انه حان وقت
الخروج .. اتصل بدوره بزهرة التي تحركت من مكانها الى غرفة تبديل جانبية هناك غيرت ملابسها الى بنطال جينز
و بلوزة سوداء الى ما تحت فخذيها ارتدت حجابها و خرجت من الباب ..
سلم يحي و آيدين و اتجها الى السيارة هناك اشعل سيجارة وهو يلتفت الى وجهها
هي التي غمزت له بشقاوة اهتز منها صدره وهو يرفع السيجارة و يدخنها في شغف حتى سأل
آيدين : تامارا !
رد ذاك مهموما مغموما .. تركتها في بيت ابي ستعتني بها صفية و ابي لن يقصر
.. انت ابعث لها سكينة كل فترة و اخرى !
تلك التقطت تلك الكلمات فرفعت يدها الى حيث عنقه تداعب نهايات شعره هو الذي
اغلق عينه يقشعر جسده حتى مد يده امسك بذاك الاصبع بين اصابعه محذرا لها من اللعب
!
تناول هاتفه وصار يطلب رقما وهو يدخن بانسجام حتى وصله صاحب الرقم قال له :
الامانة يا مهدي ؟!
ضحك المهدي : في الحفظ والصون حضرة الطبيب !
ابتسم وهو يقول : كلها ساعات و نتفرج على العرض انتبه لكل شيء يا مهدي !
حرك مهدي حاجبا : تحت امرك حبيبنا !
اغلق منه و آيدين ينظر له بنصف عين لا يعلم عما يتحدث ولا يريد ان ينطق
بشيء يثير شكوك زهرة فهي حتى لا تعرف بكل شيء حصل مع اخاها ولا يعرفون كيف سيكون
رد فعلها عندما حقا تراه !
تحمحم بقوة حتى نظر له يحي قائلا : ستنبسط صدقني !
لوى شفته بابتسامة وهو يدير رأسه الى الخارج .
كان فقط نصف ساعة بينهم وبين المطار كانت صمتا مطبقا و في الجهة الاخرى حيث
تركوا القاعة قام كل الرجال من اجل ايصال المؤيد الى الداخل حتى عندما وصلوا الى
باب القاعة يريدون فتحه كان مغلقا ، التفت شعيب الى الباب وهو يحاول فتحه استغرب
الكل ان الباب مغلق وفي تلك الاثناء في تلك الدقائق في تلك ..ساعات الفجع.. كان
هناك حريق كان هناك دخان كان هناك صراخ لم يهدأ وقف الجميع متفرجا متجمدا يرون
النيران تندلع في القاعة الدخان يتصاعد بشرار كالقصر من فوق ومن الشبابيك كان
الصراخ يعلو يعلو
فتح عيناه رعبا وهو يصرخ من فجع : ناااااااار نااااااار صار الجميع يحاول
فتح الباب الجميع يريد اختراق الباب الجميع يهجم بذراعه و ارجله على الباب غلب
صراخ الرجال في الخارج صراخ النساء في الداخل
كان الدخان يغطي كل شيء دخان اسود خانق دموع وصراخ لم يهدأ زعيق
صبااااااااا ناجيييييييية التي احاطت اولادها بجسدها تبكي رعبا تبكي فزعا لا لا
تريد لاولادها ان يموتوا محترقين لااااا ماجدة التي تجري تريد حماية ابنتها من
النيران المتطايرة و راعيل التي تنهار باكية تبحث عن ابنها بين الطاولات و النساء
يسحبنها الى الخارج ولكنها تصرخ تصرخ حتى بح صوتها تصرخ باسم ابن رحمها ابن روحها
تااااااااج تاااااااااج كانت كالمجنونة ترفس وتضرب النساء اللواتي يتدافعن عند
الباب حتى ما عاد لها نفسا قد سقطت ارضا تدوسها الاقدام ، ماجدة التي تتمسك بصبا
لم تعد تعرف ما الخطب.. لما.. كابوس يحيط بها.. وهي تحيط صبا ابنتها بجسدها ..وهي ترى راعيل مرماة
على الارض تجري كي ترفعها تسندها على الجدار فاقدة للوعي ووجهها كله دما تجري الى
داخل القاعة بين النيران تجري وتصرخ باسم تاج وصبا تصرخ تنهار تبكي تموت خلفها..
اميييييييي ..وتلك تبحث عن حفيدها الذي اختفى في الداخل ..ميادة التي تصرخ
كالمجنونة تبحث عن زكية بين كل تلك الكعوب وفي يدها صغيرتها مياسين التي تحاول ان
تغلق لها مجرى التنفس عن الدخان الخانق كانت تبكي تنتحب تنظر الى كل الوجوه حولها
ترى الموت في اعينهن تلك النساء تلك الاناث.. كل انثى حسرة .. كل انثى فجع .. جلست على الارض ترفع اصبعها بالشهادة وتتمتم بها
وهي تغلق عينها !
دب الرعب دبيبا بين الاجساد بين القلوب اخذ مستقرا بين الافئدة و النساء
يجرين الى الباب يحاولن فتحه يحاولن اختراقه تجمعن كلهن هناك يغلقن افواههن و
اعينهن صار الدخان خانقا جدا ..مميتا جدا ..تعالى السعال تعالى البكاء تعالت
الشهقات تعالت صرخات الموت ..صرن يحفرن الجدار بأظافرهن يردن اختراقه هنا الموت صارجماعيا
مقبرة جماعية هنا صار لا رحمة و النيران
تقترب منهم انها تأكل الستائر تأكل الجدران تأكل الطاولات تدافعن كيوم الحشر فوق
بعضهن البعض
الاحذية المتطايرة و القماش الذي يُسمع تقطعه وسط الفوضى و التدافع الفزع الفزع ، اصوات كالانفجارات صوت الزجاج
الذي يتناثر من قوة الحرارة و الطاولات التي تتفرقع و صوت اللهيب الذي يلتهم
كالتنين كل ما في طريقه الرعب الخوف والرجال من الخارج يطرقون بالمطارق باب القاعة
الحديدي الابواب الجانبية كلها قد اُغلقت حتى دمعوا حتى انهاروا صاروا يبكون صاروا
يندبون ما يزيد عن ثلاثمائة امرأة في الداخل كم من اخت كم من ام كم من حبيبة كم من
قريبة كم من عروس هي واحدة
صار يشد شعره بكل قوة يبكي يبكي يصرخ في السماء اميييييي صبااااااااا
ناجيييييييية لم يكن يعقل كان مجنونا يضرب بكل قوته بكتفه الباب يريد هده يريد
اختراقه يدعو في نفسه في قلبه الذي ينهار والده من خلفه يركض ويعود للباب يريد فتحه
صار نحيب الرجال ينافس نحيب النساء الذي يصلهم من الداخل كانت كارثة صاعقة صوت
سيارات الشرطة وصوت سيارات الاسعاف التي تم طلبها و السيارات تتحرك بكل قوة في
الخارج و ماء يُسكب على الابواب و الشبابيك حتى ركب شعيب سيارة تويوتا يصرخ فيهم :
ابتعدوا عن البوابة
ركب بسرعة واحدهم يصرخ : النساء وراء الباب ستقتلهن
ولكنه لم يستمع واعمامه يحاولون ضرب الشبابيك و تكسير الحماية الكل صار
مجنونا صاروا يلهثون صاروا لا يفهموا شيئا انه فقط الموت يقترب.. الموت لا غير.. حتى
اندفع و شغل السيارة داس البنزين وتركها تتجه للبوابة يراقبها تضربها حتى انفتحت هناك تدافع الرجال و كانت النار قد
اكلت ما اكلت في طريقها !
هناك في البيت حين دخل بسرعة يرفع ثيابه الى ما
فوق ركبته كان يعرق و يلهث متجها من فوره الى غرفتها تلك الراقدة المريضة ، ازاح
الغطاء عنها بقوة وهو يرفعها بين ذراعيه هي التي كانت محمومة لم تقدر على اي شيء
لا تشعر بشيء فقط انها لم تعد في سريرها نزل بها الدرج الى حيث الحديقة هناك رماها
في الكراسي الخلفية وهي قد كانت مهلوكة لم تستطع الحركة مرمية فقط وهو اغلق الباب
يأمر السائق : اذهب ولا تنظر خلفك !